في بداية بحوثي كان جمع القصص والقصائد لي مجرد هواية وكنت أحمل مسجل صغير وعندما اجلس بمجالس كبار السن واسمع قصّة أو قصيدة طريفة أسجلها بصوت الراوي أو أكتبها بدفتر وما لبثت أن تكوّنت عندي كراسات تستحق أن اضعها في طتاب فأصدرت الجزء الأول من كتابي قطوف الأزهار عام 1398هـ ثم توالت الأجزاء وأخيراً وضعت القطوف في كتاب واحد ملخص ومضغوط لغزارة مادته يحتوي على قصص وقصائد لقبيلة عنزة وبعض ما جمعت لقبائل أخرى ومن مدونات قطوف الأزهار هذين الطريفتين :
* طريفة من طرايف مجالس العرب
هذه الرواية كنت أسمعها من بعض كبار السن وحفظتها لطرافتها ودونتها في هذا الكتاب وملخص القصة يقال أنه أجتمع ذات يوم في مجلس الشيخ الحميدي بن عبدالله الهذال شيخ مشايخ عنزة عدد من الرجال الشعراء ومن ضمنهم شعراء وفرسان أمثال نومان الحسيني الضفيري وماجد الحثربي الشمري وغيره وكان الدخان يوجد في بيت الشيخ حتى أعتبر مثل القهوة وأثناء وجودهم لم يشاهدون الكيس يتوسط المجلس كما هي عادة الشيوخ آنذاك فتحدثوا بينهم بهذا الشأن فقال شاعـر من عنزة أريد أن أفتح لكم باب مجال أمام الشيخ وكل واحد منا يحضر بيت من الشعر يحدد مطلوبه لكي نلفت نظر الشيخ الحميدي لعله يأمر لنا بالدخان
فقال الشاعر العنزي :
لـمحـلا الـتـتـن العـراقـي وفـنجـال
ومقابل الـلي شوفته تـشرح البـال
يا ليـت من فاجـاه من قبـل الآجـال
قـبـل يـقـال بـغـالـي العـمـر فـيـجي
وقال شاعـر خالدي :
لـمحـلا الـتـتـن الـعـراقـي ونـاسـة
مـع جادل غرمـول زاهـي لبـاسـه
الـجــادل الـلـي كـن مـفـراق راسـه
مسـك لفـانـا مع قـفـول الحجـيجي
وقال شاعر آخـر :
لـمـحـلا الـتـتــن الـعـراقـي وحــره
مـن كـيـس شغـمـوم رفـيـع مـقـره
الهيلعي يـاخـذ عـلى الخـيـل كـره
حيص على خوض المعامع يهيجي
وقال شاعر آخر وقيل أنه ماجد الحثربي :
لمحـلا الـتـتـن الـعـراقـي بـغـلـيـون
وقـبى قحوم من السبايا ومسنون
أبغي عليها أثني إلـى كّـون الكـون
دون العذارى خلف تالي الهجيجي
وقال الآخر ويقال أنه نومان الحسيني :
لـمحـلا الـتـتـن الـعـراقـي وحــايـل
من كيس أخو بـتلا كـريـم السبايـل
الـلي مضيـفـه بالسـنيـن الـمحـايـل
مثل الشرايع في مفيض الخـليجي
فتنبه الشيخ الحميدي لما أرادوا فقال :
حال العجل يا دليم قم حضر الكيس
والكل جهز لـه نجيبـه مـن العيس
مـا رد مـن زار الحمـايـل مفـالـيس
يعـود مسـرور الخـواطـر بهيـجـي
(محاورة بين قطيفان بن رمال الشمري ومضيفه)
*- في أحد الليالي الشاتيه وفي آخر الليل والقوم نيام حل قطيفان ضيفاً على صاحب بيت من العرب فترجل عن فرسه وربطها وقلط في الربعة ووجد الدلة علىالنار وفيها قهوة فبدأ يتقهوى ولكن أقلقت راحته فرسه حيث كانت ترهم من الجوع وقد تعودت على العليق وكان من عادت العرب أن تعشي الضيف وتعلق على فرسه أي تقدّم للفرس شعير أو من ما تيّسر من الطعام وكان المعـّزب لايزال يغط في نوم عميق فأراد قطيفان أن ييقظ المعزب فقال بيتان من الشعـر رافعاً صوته لكي يسمعه صاحب المنزل
يقول قطيفان :
تري الفرس بالدرب مـاهـي زمالـه
لا بـد ما يــضـيق صــدر رفـيـقـها
شفي مع الغـلـمان سيفي وفاطـري
وزنـاد بالصلبـوخ عـجـلٍ حريقهـا
فسمع المعزب وأستيقظ وقال مجاوباً قطيفان على الفور :
أبي أنشدك يـا ضيـف من هوعليها
الـلي بعـود الـلـوز يـقـدا طـريقهـا
هــو مـن بـعـيـد أو قريـب لـفت بـه
هـات العلـوم جلالهـا مـع دقـيـقهـا
فرد قطيفان قائلاً :
عليهـا اللي يفـرح بهتـاشت الخلا
أن هـبـت النـكبـا وزادت طقيقعهــا
عليـهـا قـطـيـفـان زيــزوم ربـعــه
مـرهب عدوه عند نشفـان ريـقـهـا
فقال المعزب :
لـه عـنـدنـا فـنـجـال هـيـل مـبـهـر
ونجديـه من الضان ضـافي عذيقها
يستـاهـلـه حيـثــه شجـاع مجـرب
يـوم سيـوف القـوم يـلـمع بـريـقهـا
فقال قطيفان منبهاً مضيفة للتعليق على الفرس :
أنـا بلاي اللي مـا تعـذر ولا تـاوي
لـو المشاحـي عـاسـرات فـريـقـهـا
أن كـان تــقـدر أد حـقي وحـقـهــا
عـجـل عـليـهـا بالعـلف لا تعـيـقـهـا
فقال المعزب :
عـندي لهـا عـليـق مـن مير بـيتـنـا
مع در أبـكارٍ بـالـعجل مـا نعيـقهـا
مطلوبـكم يـحضـر ويـا مرحبـا بـك
الـلـه يـحييـهـــا ويـحيـي رفيـقـهــا
فقال قطيفان :
يـا قبـلـت الـلـه نعـم بـك يـا معـزب
نبـاك يقـري مهـرتـي عـن عليقهـا
يـا معـزبـي فـي سابقي لا تـلومني
يا ماانجتن في ساعة عقب ضيقها
فقال المعزب :
والـلـه ما ألـومك عـلى بـر مثـلهـا
يـوم بهـا المنعـور يـمنـع وسيـقهـا
يـا مـا طـردنـاهـم ويا مـا طردونـا
وكم حـربـه بالـكـون يـلـمع بريقهـا