بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:-
فعلى أن هذا الموضوع قد تطرقت له جريدة الوطن" بتاريخ 13/2/1425هـ ....
فمن المعلوم أن من مهام مشايخ القبائل فيما مضىالحفاظ على الأمن ووحدة القبيلة وفض النزاعات إلى جانب مهمات كثيرة وكبيرة كانوايقومون بها... ، ولكن شيخ القبيلة في ذلك الزمن لا يستحقها إلا بشروط ومعايير أوجدها العرف عند القبائل ( فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا ) فمن الشروط المعتبرة عرفا :
الشجاعة والصدق والحكمة والخبرة والحنكة وسعة الأفق والقدرة على إدارة الأزمات....
وما أكثر من تحلوا بهذه الصفات من الرعيل الأول نسأل الله أن يغفر لأموات المسلمين ...
وفي زمننا هذا ما أكثر من عَسُرَ فهمه لدى كثير من الناس في مدى أحقية الشيخ بمنصبه وهل المشيخة حق مكتسب له ولمن بعده ـ وسبب عسر الفهم ـ لم يكن مقتصرا على أبناء القبيلة فقط بل حتى المشايخ أنفسهم ـ
وباستعراض بسيط لتاريخ قبائلنا العربية الأصيلة نجد ما يلي :
1- أن المشيخات تمر في عدة أطوار ( قد ترتقي إلى الثريا وقد تهبط إلى الثرى وشتان ما بين الثرى والثريا ) وآخر هذه الأطوار الضعف الشديد . وقد يؤدي الأمر أحيانا إلى التنحي.
2- تبقى الشيخة في بيت المشيخة ، طالما تم الالتزام بالواجبات و القيام بالمهام . (من الطرفين شيخ القبيلة وأبناء القبيلة بمعنى أن شيخ القبيلة يعرف ماله وما عليه وكذا أبناء القبيلة يعرفون مالهم وما عليهم ) وهذه النقطة تحتاج إلى وقفات أشار إليها أديبنا وشاعرنا وحافظ إرثنا ومؤرخنا الأستاذ عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي حفظه الله في مداخلته اليوم حيث قال حفظه الله :( لماذا الرياء والتملق والخضوع ونحن تحت ضل حكومة تحكم بالعدل والإنصاف ، إن الذي جعل هذا النموذج من الشيوخ أن يقع جماعته بمنزلة الحقارة هم أنفسهم الذين يعرفون أعماله ، فلماذا لا يقولون : أنت شيخنا وكلفت بخدمتنا)
فوالله صدقت يا أبا مشعل في قولك ,,,( لماذا لا يقولون : أنت شيخنا وكلفت بخدمتنا )
وصدق الإمام الشافعي رحمه الله حين قال:
نعيب زماننا والعيب فينـــــــــا *** و ما لزماننا عيب سوانـــــــــــــا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنـــــب *** ولو نطق الزمان لما هجانـــــــــا
وليس الذئب يأكل لحـم ذئــــــب *** و يأكل بعضنا بعضا عيانـــــــــــا
3- ترشح القبيلة عند عدم صلاحية شيخها لقيادتها ، شخصاً آخر قادراً على القيام بالمهمة الموكلة له .( وهذا الترشيح بضوابط تراعى فيها المصالح وتدرأ فيها المفاسد ،لأن المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ).
وقد يؤدي أحياناً الترشيح إلى تقلّص ولاية الشيخ من شيخة الشمل إلى شيخة أدنى. ( وذكر المثال على ذلك أخي مشعل العبارسلمه الله )
4- قد تؤدي تصرفات الشيخ/بيت المشيخة إلى نزوع بعض مكونات القبيلة التي يقودها والإستقلال عنه وعدم الرجوع له كمرجعية قيادية .
5- أن المشيخة هي مسؤولية إجتماعية يؤدي بموجبها الشيخ إلتزامه بإدارة شؤون القبيلة وليست حقاً مكتسباً له ولمن بعده .
6- ليس لبيت المشيخة صفة الديمومة فكم نشأت مشيخات وزالت مشيخات...
فلله در من قال هذه الأبيــات فــي المشيخـــــــــــه:
المشيخه صبرٍ على العسر والليـن***وبذل وعطا واخلاص ذمه وامانـه
والمشيخـه للـي يفـل الجناحيـن***ويضف ربعه في وفـاه وحنانـه
والمشيخه صد الخصـوم العنيديـن***والحـزم والشـده لقـوم اللعانـه
وان ثار عج المشكله بين خصميـن***يبـرك وعشـره ماتعـود ثمانـه
والمشيخه بـذل الكـرم للكريميـن***وبيتٍ تعرفه قبـل لايقـال عانـه
وعطفٍ على المحتاج ومغربل الدين***وصيتٍ طغى مسكه على زعفرانـه
شيخة شرف ماهي بشيخة وراعين***شيخة كريم المجـد جـود عنانـه
حكيـم ينصونـه قـرومٍ حكيميـن***يستأنسـون لحكمـتـه ولبيـانـه
سوالفه تشرح صـدور الحزينيـن***والصدق والحكمـه عوايـد لسانـه
مجده مورث من شيوخٍ عزيزيـن***سـاسٍ وثيـقٍ ماتزلـزل كيانـه
هـذاك لـو مايملـك إلا رياليـن***له في قلوب الناس قـدر ومكانـه
صيته يشرف عند الأدنى والأقصين***ودايم بفعل الطيب كاسـب رهانـه
لامر ذكره قالـو النـاس نعميـن***وجـهٍ يزينـه الرضـا والديانـه
أسأل الله أن يقي الجميع من الزلل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ،، إن وفقت فمن الله تعالى ،، وأن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ،، وسامحوني والمسامح كريــــم...تقديري للجميــــــــــــــــــــــــــــــع ،،،