( لعبة الدّحه )
سبق وأن وجه لي أسأله حول لعبة الدحّه وكتبت ما أراه صواب ونظراً لكثرة الجدال حول حقيقة تاريخ لعبة الدّحة سوف أضيف هذا المبحث
قبل ثلاثين سنه نشر محرر صفحه شعبية مقابله مع أحد الشعراء وتطرّق الشاعر في مقاله للألعاب والألحان ومن ضمنها لعبة الدّحة فقال أن الدّحة لعبة تخص قبيلة عنزة وبعض القبايل فعقّب عليه المحرر وذكر بالهامش أن الدحّه تخص قبيلة عنزة والرولة والصلبه فقط وعندما اطلعت على هذا المقال شعرت أن الرجل له هدف فرديت عليه بمقال مطوّل وقلت أن الروله من عنزة والدحّة تلعبها عنزة وشمّر أهل الشمال وبني عطيه والشرارات والحويطات وبني صخر وبلي وجهينة الذين بالشمال والعظامات والشرفات والمساعيد والحجايا والعيسى وبني خالد أهل الشمال والعدوان والعجارمة وبعض قبائل حوران وبعض قبائل الدروز في لبنان وقبيلة اللهيب في أسرائيل واشرت لشريط فديو استقبال قبائل الأردن للملك حسين رحمه الله بعد عودته من رحلة علاجية حيث في الشريط خمس وعشرون قبيلة أردنية تلعب الدّحة وقلت أن الصلبة ما يلعبون الدّحه وإنما لعبتهم الحويدانه والشمام ولأن المذكور صاحب مقصد فأنه رفض نشر التعقيب وقال أن الصحيح ما ذكر هو ثم عرض رسالة من شاعر عنزي يشكره مع الأسف وهو لم يفهم غايته ثم قابلت مدير التحرير وعرضت عنده الشريط وأخبرته بنية هذا الرجل السيئة ضد قبيلة عنزة فأجبره على نشر مقالي ثم عندما توفي الأمعط بن بدر العواجي شيخ قبيلة ولد سليمان رحمه الله جبت قصيدتي الرثاء بالشيخ وقصيدة الشاعر عايض بن شجاع الشلوي بالشيخ وقصائد أخرى ونشرتها بالجريدة رغماً عن أنف المحرر المذكور ثم أنه نشر حينها مقال بعنوان ( ما أشبه اليوم بالبارحة ) ونشر البيت القائل :
أن كان هيفاء تزعج العام الأصوات *** نوت يشوق اليوم لجّت قطينه
وهو يتشفّى بمقتل عقاب وحجاب وكان ما ينشر أي قصيدة أو قصّة لعنزة ألا لأمرأة معظم قصائدها توجد وتغزّل ولا يمضي عدد ألا ينشر لها قصيدة فلانه العنزي لكي يوحي للقاري أن هذه القبيلة عندها أباحية ولست عندها غيره ولا أدري لعله يكتب على لسان تلك المرأة وهي شخصية وهمية لقصد التقليل من ىشأن هذه القبيلة وبعد ذلك جمعت كل ما نشر من همز ولمز ضد عنزة وذهبت لرئيس التحرير وأخبرته بأن هذا الرجل ينفث سمّه عبر الجريدة في عنزة فقال مشكوراً أن رئيت أسمه بالجريدة منذ هذا اليوم فأني ماني فلان وفعلاً بر بكلامه وطرده دون رجعه وهكذا هذه القبيلة الكبيرة لم يكافح هذا الباغي ألا أبن عبار وهذا شرف لي
( الدّحة لعبة فرح ولآ علاقة لها بأي حرب )
أود أن أذكّر الأخوة الذين انتشرت عندهم أشاعة أن الدحّة لعبت حرب ويربطونها في معركة ذي قار أن الحداء هو أهازيج الحرب ولذلك أضرب لهم مثل :
قبيلة الفدعان من قبائل عنزة سوف آخذها كنموذج حول ما يجري عندها بالحرب وهو يجري عند كل قبائل عنزة وهذه القبيلة من القابها بواجت الديار فقد ارتحلت من خيبر بالحجاز أثناء الحكم العثماني وكان العالم الإسلامي دولة واحدة وتجولت بالديار حتى بلغت حدود تركيا وكان أمامها سلطة الحكومة التركية وقبائل في بلادها مستقره وكل ما وصلوا إلى ديرة من الديار تصدت لهم قبائلها وحصل بينهم معارك ولم اعاصر عصر الحروب والمعارك ولكن حفظت من الرواة باللسان السئول والقلب العقول وأذكر أن أحد الرواه من كبار السّن كان يتحدّث عن مسيرة الفدعان وقال أن مسيرة الفدعان باجوا الديار بعد مصادمات مع القبائل التي تعترض طريقهم حتى وصلوا إلى تخوم بلاد الأناضول وسوف اشرح حشود القبيلة للحرب والألتحام
فعندما تجتمع الجموع في الوقت الذي كان السلاح السيوف والرماح فأن الفدعان يكونون ثمانية جموع وهم 1- جمع الغبين من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ويضم الغبين والعواد والصياح والمويعز ونخوتهم ( خيال العليا غبيني ) 2- جمع الخرصة من ضنا ماجد من الفدعان في قبائلهم الأربعة ونخوتهم ( الروم ) 3- جمع الجدعة من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ونخوتهم ( الفزران ) 4- جمع المهيد والعلي من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوتهم ( خيّال العليا مهيدي وخيّال العليا أخو مهيد ) 5- جمع الروس من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوتهم ( خيال الشعلا روسي ) 6- جمع الشميلات من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوتهم ( خيال الهدلا شميلي كما ينتخون الكشور ( كشور ) والجذعان ( الجذعان ) 7- جمع الساري من ضنا فريض من ضنا محمد من الفدعان ( الولد ) ونخوتهم ( السيافا وآخو سيف ) 8- جمع العقاقرة الخميس والمقرن من ضنا فريض من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان بقبائلهم السّتة ونخوتهم ( خيّال العشوى عقيري وعودة ) ثم إذا التحمت القبيلة بالقبيلة المعادية بدأت النخوات الخاصة فتجد من ينتخي بجده ومن ينتخي بأخوه ومن ينتخي بأخته ومن ينتخي بناقته ومن ينتخي بفرسه ومن له صفة ينتخي بها فلا تسمع ألا أصوات نخاوي الفرسان وقعقعة السلاح ونحيط الهجن وصهيل الخيل ثم بعد أن تنتهي المعركة في نصر أو كسيرة فهم يرجعون لبيوتهم وتبدأ اصوات الزغاريد أو النعّى ثم هذا يخاط جرحه بشعر من شعور النساء أو سبيب الخيل وهذا يمل جرحه في المليلة وهذا يحفر قبره ويدفن وهذه هي الحرب ولا توجد دحّه
أما إذا تجمعوا الرجال أمام أحد البيوت وكان في مقدم البيت الأوسط عصي متقاطعة على شكل صليب ومكسوه برقعة خضراء فهذه مارية على أن هذا البيت قد طهر مولود والرجال يدحون ويسمونه ( مصنّع طهار ) وإذا كان ترفرف على العمود المقدم الأوسط رقعة بيضاء فهي نذر وتسمّى ( رايه ) وكذلك يلعبون الدّحه عليه والفرق بين المصنع والراية هو أن المصنع يكون فيه ذبائح بينما الراية مجرد لعب وفي تلك الحالتين تلعب الدّحة ولكنهم يلعبون الدّحة وهم عزّل يديهم تصفّق ولهم أصوات من فحيح الصدر فأن أعدائهم ينامون آمنين إذا بلغهم خبر أنهم يدحون لأن الدّحة لعبة فرح وليس كما صنفوها على زئير الأسود أو هدير الزمل وهذا واقع الدّحة ومن يقول أن لها علاقة في ذي قار عليه أن يذكر المصدر الذي ذكر ذلك