وجه لي سؤال عن قصّة المثل القائل ( كل قوم ولا عنزة )

وهذا جوابي حسب ما علمت فمن خلال بحوثي عن كل ما يمت لقبيلة عنزة من معلومات في ما يخص نسبها وتاريخها وتراثها وقد عاصرت الكثير من كبار السّن من رواة قبيلة عنزة الحافظين للتراث ونقلت عنهم المعلومات وكررت السؤال عن أصل هذا المثل واسبابه " وجاء في اصح الروايات التي تلقيتها بالمشافهة أنه كان حاكم مكّة المكرّمة من أمراء الأشراف من بني هاشم من قريش وكان الحاكم يزكّي القبائل التابعة لأمارته في نجد والحجاز وبعض المناطق وكان حاكم مكّة يدفع لمشائخ القبائل عادة سنوية في عهد الخلافة العثمانية وكانوا شيوخ القبائل يفدون على الشريف في راس كل سنه ويسّلمون عليه ويقبضون شرهتهم وهم يجمعون من قبائلهم الزكاة التي يسمونها ( الودي ) وليس عندهم ألا الإبل والغنم وفي بعض السنين يأتي على البلاد قحط فيصعب عليهم دفع الودي وقد تولّى السلطة أحد حكّام مكّة وكان رجل شديد ومهيب وقد تشدد على القبائل وأثقل عليهم في زيادة الودي وبعد توليه السلطة طلب مشايخ القبائل وأبلغهم بعدم الحضور عنده كما كانوا ولا داعي لأن يتعنون لأخذ عوايدهم وأنه سوف يرسل العادة لكل شيخ مع أحد مواليه ويكون على راحلة ثم أن هذا المولى يسّلم الشيخ شرهته ثم يبقى عند الشيخ لمدة سنة يخدمه وبعد نهاية مدّته يذهب لسيدة أمير مكّة ويكون معه توصيه من شيخ القبيلة التي كان عنده فإذا الشيخ ليس راضي عنه يطلب تبديله بخادم آخر وإذا أنه راضي عليه يطلب أعادته ومن سياسة الشريف أن هذا الخادم يعتبر مكلّف بأخذ أخبار القبيلة بحيث يطلع على مجالس القبيلة ويعطي الشريف المعلومات عن ولاء القبيلة وشيخها من عدمه وفي هذه السياسة عرف الشريف منزلته عند القبائل وحيث أن الشريف ضيّق على القبائل في رفع مبالغ الودي وتضجّروا القبائل وضاقوا ذرعاً في تصّرف هذا الحاكم وعندما تواجدوا عنده مواليه الذين كانوا مع القبائل بدأ يسأل كل واحد منهم ( ماذا قالت القبيلة الفلانية عني ) فيقول المولى ( القبيلة غاضبة وثائرة وتهدد وتعوّد وتحرّض بعضها على العصيان والتمّرد ضدّك ) حتى سأل الرجل الذي كان مع قبيلة عنزة فقال ( أن قبيلة عنزه غاضبه وينوون الأمتناع عن دفع الودي وقد قرروا أن الشريف إذا ما غيّر سياسته سوف نقتل عمّاله المزكية ونحاربه إذا حاربنا ويقول الراوي أن الشريف عندما سمع هذا الكلام قال الكلمة التي صارت مثل ( كل قوم ولا عنزة ) حيث حسب لهم حساب ولا مهونة للقبائل الباقية ولكن السبب أن قبيلة عنزة قبيلة كثيرة العدد وقويه وهذا حسب تفسير الرواة لهذا المثل وقد أورته كما سمعته والله أعلم
كتبه عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي

بارك الله فيك وعلى جهودك القيمة