للحديث بقية اختلاف الرواية في حذام
الرواية الأولى
جاء في بعض كتب الأمثال أن حُذام امرأة في الجاهلية ضرب بها المثل في حدة البصر وصدق الخبر قيل فيها: "أبصر من حذام".
وكان قومها يستعينون بها في الحروب التي تدور بينهم وبين أعدائهم معتمدين عليها في جمع أخبار العدو مستخدمة حدة بصرها. غير أن أعداء قبيلتها فطنوا إلى ذلك فإحتال جيشاً من أعداء قبيلتها على الأمر مستخدمين أفرع الشجر وهم يقدمون عليهم، وقد رأتهم حُذام فأسرعت تُحَذِر قومها فما صدقوها. وكانت النتيجة أنْ هُزِموا لعدم أخذهم بكلامها.. فَذُكِرَ البيت:
( اذا قالت حذام فصدقوها ** فان القول ما قالت حذام )
الرواية الثانية
حذام هي امرأة رجل يسمى لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكانت صادقة شديدة الذكاء ترى الرأي فلا تخطىء وتظن فيأتي الأمر كما توقعت فكان زوجها يثق في صدقها وقوة أدراكها يحكى أن عاطس بن الجلاح الحميري صار إلى قومها في جموع فاقتتلوا، ثم رجع الحميري إلى معسكره وهرب قومُها، فساروا ليلتهم ويومهم إلى الغد، ونزلوا الليلة الثانية، فلما أصبح الحميري ورأى جلاءهم اتبعهم، فانتبه القطا من وقع دوابهم، فمرت على قوم حذامِ فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت :
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ** فلو ترك القطا ليلا لناما
فقال زوجها:
إذا قالت حذام فصدقوها **فإن القول ما قالت حذامِ
فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، فيئس منهم أصحاب عاطس الحميري فرجعوا.
وهكذا نجا قومها بسبب ذكاءها وفطنتها..
الرواية الثالثة
تقول أن قائل عبارة إذا قالت حذام فصدقوها هو لجيم بن صعب بن علي بن بكر وحذام هي زوجته التي اشتهرت بالرأي السديد والفطنة والذكاء وهو ما جعلها مضرب المثل في الحكمة والفطنة ومن خلال هذه القصة تظهر هذه الصفات الواضحة والمثيرة في شخصيتها فتعالوا بنا لنتعرف على حذام وقصتها الشهيرة مع قومها وزوجها.
قصة حذام مع قومها:
مما لا شك فيه أن المرأة العربية على مر العصور استطاعت بحكمتها وخبرتها وذكائها أن تخلد اسمها عبر صفحات التاريخ وبطلة قصتنا اليوم هي واحدة من هؤلاء النساء التي طالما افتخر العرب بهم وبأنسابهم وبطلتنا
هي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم، كانت حذام امرأة ذات قوية الشخصية تتمتع بالحكمة والرأي السديد، ولما كان من خبر أهلها أن عاطس بن الجلاح الحميري وهو من قبيلة مجاورة لقبيلة حذام أتى على قوم حذام في مجموعة من قومه وصار بينهما قتال شديد حتى عاد عاطس مرة أخرى إلى معسكره وفر من قومها من فر وفي الليل عاد عاطس مع قومه لاستئناف القتال فلم يجد من قومها أحد فتتبعهم وكان قوم حذام منهكين متعبين من آثر المعركة وقرروا أن يخلدوا إلى النوم ولم ينتبهوا إلى قدوم عدوهم ولكن كان هناك من ينتبه ويفطن لأقل حركة وهي حذم فقد وجدت مجموعة من القطا تفر واحد تلو الأخرى فقالت مقولتها الشهيرة : «ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا فلو ترك القطا ليلًا لناما» وكانت بذلك تنبههم إلى وجود حركة مريبة وهي هروب القطا مسرعة في الليل بدلًا من نومها مما يعني أنها رأت أو سمعت ما يفزعها ولكن لم ينتبه أحد لما قالته حذام وهموا أن يتركوها ليناموا وهنا قال لهم زوجها صارخًا فيهم وهو لجيم بن صعب بن علي بن بكر وذلك لشدة إيمانه بذكائها وفطنتها:
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
وهنا انتبه القوم أنه هناك ما يقلق في الأمر ففروا إلى الجبل واحتموا به وما هي إلا لحظات حتى حضر عاطس هو ومن معه وظلوا يبحثون ويفتشون ولكنهم لم يجدوا أحد فعادوا أدراجهم وصارت بعدها حذام مضرب المثل في الرأي الحكيم والسديد فلولا فطنتها وذكائها لأباد عاطس هو ومن معه قومها وذلك لضعفهم وعدم تمكنهم من القتال.
الرواية الرابعة
من هي حذام ؟
هي زرقاء اليمامة ؟
هي حَذامِ ، امرأة في الجاهلية من العرب اليمانية ،؛ يُضرب بها المثل في حدة البصر وصِدق الخبر ، وفيها قيل : أَبصر من زرقاء اليمامة ، قال الشاعر :
إذا قالت حَذامِ فصدقوها *** فإنّ القول ما قالت حذامِ
الرواية الخامسة
وهذا قول آخـر :
فلولا المزعجات من الليالي *** لما ترك القطا طيب المنام
إذا قالت حـذام فصدقـوهـا *** فـإن القـول مـا قـالت حذامِ
قال :
البيتان قيل إنهما لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية . والصواب كما في اللسان ( رقش ) أنهما للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل ، وحذام امرأته وفيها يقولهما ..." ويستشهد بهذا البيت على الاسم المبني على الكسر فكلمة ( حذام ) وقعت في البيت موقع الفاعل وحقها الرفع بالضم ، ولكنها كسرت لأنها مبنية وهذا مذهب أهل الحجاز
قائل هذا البيت لجيم بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل، والد حنيفة وعجل ابني سحيم
وحذامِ امرأته، سميت حَذام لأن ضرتها حذمت يدها بشفرة، فصبت عليها حذام جمرا فبرشت، فسميت البرشاء [ في لونها نُقط مختلفة ] وهي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم . وسببه : أن عاطس بن الجلاح الحميري صار إلى قومها في جموع فاقتتلوا، ثم رجع الحميري إلى معسكره وهرب قومُها، فساروا ليلتهم ويومهم إلى الغد، ونزلوا الليلة الثانية، فلما أصبح الحميري ورأى جلاءهم اتبعهم، فانتبه القطا من وقع دوابهم، فمرت على قوم حذامِ قِطَعا قِطعا، فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا *** فلو ترك القطا ليلاً لناما .
فقال زوجها:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامِ .
فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا. ذكر ذلك السيوطي - رحمه الله - في شرحه لشواهد المغني واستشهد بالبيت غير واحد من النحاة على بناء الأعلام المؤنثة التي جاءت على وزان " فَعَالِ " على الكسر دوما، فتقول: جاءت حذامِ، ورأيت حذامِ، ومررت بحذامِ، وذلك في لغة الحجازيين،
وخالفهم بنو تميم فأعرب بعضهم هذه الأعلام بالضم رفعا، وبالفتح نصبا وجرًا، وفصّل بعضهم بما تراه
عند العلامة ابن هشام في أول القطر واستشهد بهذا البيت قديما المبرد في كامله
ثم أصبح اسم حَذامِ مضرب المثل في صدق القول، وصحة النقل ... فمن الأمثال التي أوردها أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: القول ما قالت حذام ... كما أورده غير واحد ممن جمع أمثال العرب. ويقال لمن اعتمد قولُه في نقل الآراء العلمية:
حذام المذهب وقال صاحب المثل السائر عن أبي تمام: وكان قوله في البلاغة ما قالت حذامِ وتمثل بهذا المعنى كثير من الشعراء فقال أحدهم :
كنتم حذام القول احقابا له *** وإلى وجوه الخير ارشد مدسع .
وقال المعري:
إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ *** فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ .
ومن الخلل الذي في هذه الروايات كما يلي :
1- قيل أن حذام هي زرقاء اليمامة وهي أمرأة من جديس من العرب البائدة من أهل اليمامة، وهي مشهورة بحدة النظر ويضرب بها المثل ويقال أنها كانت ترى الشخص من على مسيرة ثلاثة أيام ولا صحة لقول من ذكر أن حذام هي زرقاء اليمامه .
2- ذكر بعض من تطرّق إلى حذام فذكر أنها حذام بنت الريان بن خسر بن تميم ، بينما اكثر الروايات تؤكد أنها حذام بنت جسر بن تيم بن يقدم بن عنزة
3- ذكر أنها زوجة ديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية والصحيح أنها زوجة لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
الرواية التي أرى أنها الأصح
حذام أمرأة من بني جسر بن تيم بن يقدم بن عنزة أم اصحاب القبة يوم ذيقار احلاس الخيل بني عجل بن لجيم ابو حنيفة وعجل وزوجها لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وكانت صادقة وشديدة الذكاء ترى الرأي فلا تخطىء وتظن فيأتي الأمر كما توقعت فكان زوجها يثق في صدقها وقوة أدراكها يحكى أن عاطس بن الجلاح الحميري غزا على قبيلة بكر في قومه حمير وكان ينوي أن يبيتهم بالليل ففر من قومه القطا ومر هلى قوم بكر وهو يصدر أصوات فانتبهت حذام للقطا الذي فر من وقع دواب القوم ، فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت :
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ** فلو ترك القطا ليلا لناما
فقال زوجها:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامِ
فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، فيئس منهم أصحاب عاطس الحميري فرجعوا. وهكذا نجا قومها بسبب ذكاءها وفطنتها..
ملاحظة بعض المصادر تذكر أن حذام زوجة لجيم بن صعب وهي أم عجل وحنيفة وبعض المصادر تذكر أنها زوجة عجل بن لجيم والغريب أن عجل بن لجيم مشهور في الحمق أي الغشم وهو الذي فقع عين حصانه لكي يسميه الأعور وكيف تكون أمه حذام وهي يضرب بها المثل في الذكاء والفطنة وهو يضرب به المثل في الحمق وفيه يقول جرثومة العنزى:
رمتني بنو عجل بداء أبيهم ... وأي امرئ في الناس أحمق من عجل ؟
أليس أبوهم عار عين جواده ... فصارت به الأمثال تضرب في الجهل