سوء الظن هو : اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً 0
حكمه : عد الإمام ابن حجر سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة وقال : وهذه الكبائر مما يجب على المكلف معرفتها ليعالج زوالها لأن من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله _ والعياذ بالله _ بقلب سليم , وهذه الكبائر يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن وذلك لعظم مفسدتها , وسوء أثرها ودوامه إذ إن آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالاً وهيئة راسخة في القلب , بخلاف آثار معاصي الجوارح فإنها سريعة الزوال , تزول بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية 0
من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة ( سوء الظن ) ، لأن وجودها يقضي على روح الألفة والمحبة بين الناس ، وتقطع أواصر المودة ، وتولَّد الشحناء والبغضاء بين الإخوان والأصحاب ، إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود ، وقلب حاقد ، الأصل عندهم اتهام الناس ، وهذا الفعل مخالف لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف الصالح رضي الله عنهم ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) ( الحجرات 12 ) ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إياكم والظنّ ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث 00000 ) ، ومن هدية صلى الله عليه وسلم إحسان الظن بالآخرين ، بل كان يعلم أصحابه ذلك ، أما السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين ، فقد ترفعوا عن هكذا خلق ذميم ، فنجدهم يلتمسون الأعذار لإخوانهم المسلمين ، القاص منهم والدان ، حتى قال بعضهم : إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين ، ثم أقول لعل له عذرًا لا أعرفه ، فأين نحن من هؤلاء ، هل هم خلق خاص أم هم مثلنا خَلْقاً لا خُلقاً ، لأن سوء الظن من خصال الشر التي حذر منها القرآن والسنة ، فالأصل حمل المسلم على الصلاح، وأن لا تظن به إلا خيرا، وأن تحمل ما يصدر منه على أحسن الوجوه ، وإن بدا ضعفها، تغليبا لجانب الخير على جانب الشر0
وسوء الظن قسمان كلاهما سيئ وهما :
1- سوء الظن بالله وهو من الكفر والعياذ بالله 0
2- سوء الظن بالمسلمين وهو من كبائر الذنوب ، وعظائم الأمور ، فمن حكم على غيره بشر بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه والتجسس عليه، وكلها مهلكات منهيٌ عنها 0
قال بعض العلماء : وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه ، وسوء طويته ؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه ، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه 0
أخي الحبيب : إن مما يجب التحذير منه : ما يتصل باتهام النيات ، والحكم على السرائر ، وإنما علمها عند الله ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عنه سر ولا علانية ، وينبغي أن نقدم دائمًا حسن الظن ولا نتبع ظنون السوء فإنها لا تغني من الحق شيئا 0
الأسباب المعينة على حسن الظن :
1- الإكثار من الدعاء 0
2- إنزال النفس منزلة الخير 0
3- حمل الكلام على أحسن المحامل ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً
4- التماس الأعذار للآخرين 0
5- تجنب الحكم على النيات 0
6- عدم تزكية النفس 0
حياك الله أخي محمد وجزاك الله خير الجزاء على هذا العمل القيم والكريم وكتبه الله في موازين حسناتك يوم الدين ونعوذ بالله وإياكم من سوء الظن وان يغلبنا الشيطان ونسأله أن لا يجعل في قلوبنا غلاً على مسلم وأن يطهر بالصالحات خواتيم أقوالنا وأعمالنا ..
أخوي محمد العبدلي
لقد كفيت ووفيت اللهم الا انه
يجب ان تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك
وبذلك ان تحسن الظن بالناس ليحسنوا بك الظن.
اشكرك على الموضوع الرائع
عافاك الله ورضى الله عنك في الدنيا ولآخره اخي شيخنا الفاضل موضوع نافع ويطيب النفوس .
صحيح الحكم على الناس جزافا ظلم وكثير من الناس يعمل خيرا دون علم الناس ويتعبد سرا ولكن الحرص واجب
المكرّم الشيخ محمد بن فنخور العبدلي أحسن الله إليك ونوّر بصيرتك وفتح الله على قلبك وزادك من الأيمان وحب الخير لا نملك ألا الدعاء فأنت تذكرنا بكل ما يؤمر به من الخير وما ينهى عنه من الشر
وسؤ الظن من الجبّلة التي جبلت في نفوس بعض بني آدم وهي مبنيه على الشك والشك مناقض لليقين وكم حملت سؤ الظن من ناس على أرتكاب الجرائم والعياذ بالله وقد وفيّت وكفيت وليس بعد ما قلت تعليق الا أن ندعو لك بالتوفيق والسداد
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-05-2022 الساعة 04:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الكريم الموضوع.. له أهمية خاصة ويجب على الجميع
أن يدرك خطورة سوء الظن والمساس بمشاعر ألأخرين
وأقولها وأنا في غاية ألأسى بأن ألأغلبية في هذا الزمان
يحملون هذه الخصلة .. وليس لديهم الحكمة في التأني والصبر
في الحديث تجاه ألأخرين
ولوكان كل فرد منا تحلى بأخلاق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
لكانت الروابط ألأجتماعية أقوى ولسادالحب بين الناس كافة ولو بالحد ألادنى
وفقكم الله ..وسدد خطاكم