بسم الله الرحمن الرحيم
إلى عراق العروبة والإسلام
***
والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ..
إلى إخواننا وأبناءنا أبناء شعب العراق، عراق العروبة والإسلام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن تداعيات الأحداث التي يمر بها العراق والتي نتج عنها سقوط أعدادٍ كبيرة من القتلى والشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداداً كبيرة من الجرحى والمصابين، والتهديم والتدمير والتخريب الذي طال البينة الوطنية خطيرةٌ جداً، وكل ذي عقل إن كان عربياً ومسلماً أو غيرهم من أصحاب الكتب السماوية يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم ولا من الأخلاق العربية والإسلامية الأصيلة، فإراقة دماء الإخوة وإقتتالهم فيما بينهم لأي أسبابٍ ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً ولا مخرجاً كريماً ولا سليماً يستطيع فيه العرب والمسلمون والعالم أجمع أن يروا من خلال هذا القتال أي بارقةٍ للأمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى جميع الأطراف الذين تقلهم أرض العراق وتعتليهم سماءه ويثبتوا بدورهم للتاريخ مدى سمو وصفاء ونبل أهل العراق ودمائهم التي تسير في عروقهم.
إن ما يحدث في عراق الأمة لا نقبل به نحن قبيلة عنزة في الوطن العربي ولا يقبل به أي حرٍ وكريم من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، فالحدث أكبر من أن تبرره المسببات، بل يمكن للقيادة العراقية تفعيل إصلاحاتٍ عامةٍ وشاملة على أرض الواقع سريعاً، فمستقبل العراق وأبناءه بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار جميع الأطراف بإرادتها الحكمة وإقصاء المصالح الشخصية الزائلة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع ـ لا سمح الله ـ .
ويعلم العراق كله بجميع أطيافة وأعراقة ودياناته ومذاهبة موقفنا إزاء الدماء العراقية الغالية، واليوم نقف تجاه مسؤوليتنا التاريخية نحو عراقنا عراق الأمتين العربية والإسلامية، ونطالب بإيقاف آلة القتال بين الإخوة وإيقاف إراقة الدماء الزكية الطاهرة، وتحكيم العقل قبل فوات الآوان.
وكما يأتي:-
أولاً:- نطالب بسحب جميع آليات الجيش من المدن والمحافظات العراقية وعودتها إلى ثكناتها العسكرية لأداء مهامها المفترضة في حماية وصيانة أمن العراق وشعبه وحدوده، والعودة الفورية للشرطة المحلية والأمن العام إلى المحافظات والمدن العراقية.
ثانياً:- إخراج المعتقلين والمعتقلات من السجون بما فيهم المعتقل النائب الدكتور أحمد العلواني، وذلك تدليلاً وتعبيراً عن حسن النوايا من لدن الحكومة.
ثالثاً:- كما على الحكومة طرح وتفعيل إصلاحات لا تسبقها ولا تؤخرها الوعود، بل يحققها العمل لتحقيق الأمل بعودة العراق شامخاً أبياً كما كان عليه لآلاف السنين، وليستشعرها ويلمسها أخوتنا المواطنون في العراق في حياتهم الكريمة بإذن الله، كرامةً وعزةً وإباءً وانفةً وكبرياء.
ومن هذا المنطلق نطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وتفعيل الهدنة وإجراء المحادثات والمفاوضات، وأنا مستعدٌ للمشاركة مع جميع الأطراف على طاولة العقل والحكمة والإيثار والوطنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كتبه إلى شعب العراق وقيادته
الشيخ جدعان بن زبن بن محروت الهذال
شيخ مشائخ قبيلة عنزة