البادية
الحلقة الأولى من البحث عن البادية
نمط الحياة لدى البادية
عند ذكر كلمة البادية يتبادر للذهن عادة معنى الصحراء القاحلة الشديدة القسوة،وهي اذ ذاك، إما سهوب شاسعة جرداء أو كثبان رمال متحركة.. لا تكاد ترى فيها للنبات ظلاً ولا تسمع للحياة نفساً إلا ما ندر ويطبق على فيافيها الواسعة الصمت لا تقطعه إلا أصوات هزيز الرياح! ودرجة العادة أيضا على القول ان الترحال والتنقل الدائم بحثا عن الماء والكلأ هي السمات الرئيسية المميزة لسكانها الذين يسمون البدو الرحل.
وتعد صفات الكرم والنخوة والضيافة بعضاً من صفات البدوي الأصيل،وإنما هي الاستعداد الفطري للفقير لتقديم آخر وجبة طعام يملكها لضيف حل عليه أو التخلي عن آخر ما يمتلكه لإغاثة محتاج.
بينما تتجلى صفة النخوة في حماية الضعيف ونجدة المستغيث. ويتجسد خلق الضيافة في ابسط صورة: بتقديم التمر والقهوة، التي تعد أكثر من مجرد شراب وإنما هي تعبيرعن دفء الترحيب، ويشكل موقد النارتحت ظل شجرة غاف مجلساً للقاءات ومركزا لجمع الناس للتشاور في أمورهم أو تسوية خلاف وتمثل المراعي الطبيعية أهم مصادر غذاء الجمال وقطعان الماعز،وفي أوقات القحط والجدب عندما تشح المياه وتضيق المراعي القريبة وتهزل الماعز والجمال، يمثل حسن إدارة وتنظيم دورة توالد الجمال والمواشي أهمية بالغة تترتب عليها حياة البادية كلها، حيث يمكن بذلك توفير الحليب ومشتقاته الذي يعتبر مع التمر جزءاً أساسيا من مائدة البدوي تتولى النساء، إلى جانب المهام المنزلية، تربية الأغنام والماعز والسرح بها إلى المراعي، والأشغال اليدوية المصنوعة من وبرالإبل وشعر الأغنام. ويشكل غزل خيوط الصوف والشعر مصدراً هاما للعديد من البدو ،بينما يكون نسيج ألحفة وأغطية الشتاء والشمائل والخروج والساحات أهم المنتجات التي تنجزها النساء .
بيت الشعر وأثاثه عند البادية
وتنسج بيوت البادية من شعر الماعز الذي يجعل لها هذا اللون الأسود مع تموجات كستنوية غامقة وهي تتألف من مستطيل كبير مؤلف من قطع طويلة تدعى : شقق جمع شقة تخيط الواحدة بجانب الأخرى ويتكون منها : السقف ونساء البدو يصنعن الشقاق بأيديهن وقد تشتري البدو من التجار المتجولين ( الرحيباوات أو القبيسات ) أو من يعملونه . وللبيوت حبال ــ مرس ــ من القصب وأطناب ويقوم السقف على أعمدة علوها يتراوح من المتر الواحد في الخربوش إلى أربعة أمتار في بيوت الرؤساء الكبار ، وهي توضع في الخط المتوسط بامتداد الطول الأعظم للبيت ويتألف البيت أيضا من الرواق وهو قطعة طويلة من نسيج الماعز أو وبر الإبل وعندهم أسياخ كبيرة من الحديدة شكلها على حرف s يربطون الرواق بها بطرفي السقف أو بطرف واحد منه حسب هبوب الرياح أو وجود اشعة الشمس ومنه لا بد أن يظل بيت البدوي مفتوحاً من إحدى الجهات. ولابد من بناء بيت شعر جديد كل أربع سنوات أو خمس على الأقل .
وإذا اشترى الرجل مواد بيت الشعر سلمها للنساء ، فيخطنها تحت إشراف امرأة مسنة ذات خبرة . وتقدم تلك المرأة التوجيهات التالية : قربن القطع المنفصلة ( الشقاق ) بعضها من بعض ـ وينقسم داخل البيت إلى قسمين : الربعة للرجال والمحرم أو الخدر للنساء ، ويفصل هذه القسمين حاجز من القتاب اسمه : زرب وفي بعض بيوت الكبار يسدل فوق الزرب قطعة كبيرة اسمها : خدرة ويتخللها نقوش بيضاء من القطن وتتفنن النساء في نسج هذه الحاجزة تفنناً غريباً ، والزرب الذي يفصل بين الربعة والمحرم يكون علوه قدر قامة إنسان وهو يحول دون رؤية الضيوف للنساء وعند البدو يفصل هذين القسمين : النضيده وهو حاجز يستعمل بأمتعة البيت وهذه الأمتعة إذا كانت حين تنزيلها عن ظهور الإبل غير مرتبة تدعى : حلة وإذا رتبت وجعلت كحاجز تدعى : نضيده وهي تتألف من العدول المحتوية على المونه من الحب والطحين والسمن والتمر وغيرها ، وعلى الفرش كاللحف والأغطية والسجاد والمخدات وغيرها ، وأمام البيت تحفر حفرة النار وعلى جانبها يكوم الرماد وفي قسم الرجال حفرة القهوة ويدعونها : النقرة .
أثاث قسم الرجال
موقد النار :
حين يضرب بيت الشعر على هذا النحو ضربا محكما ، يدخلون فيه العدة كلها ( الحلة ) ويأمرهم صاحب البيت قائلاً : (افهقوا الحلة ) .
وفي قسم الرجال ، تغطي الأرض التي أما الحاجز سجادة إما مشتراة ( قطيفة ) أو تنسجها نساء البدو ( معنقه ) وتفرض عليها طنافس محشوة قطنا ومخيطة ( فرشه ) ـ الجمع : فراش ـ محشوة صوفا أو أوبار إبل ، وأحيانا تغطى أيضا بشال صوفي عريض ( شاف ) ، وغالبا ما وضعت الوسادة على رحل بعير حيث يكون الاتكاء عليها أيسر ، ويعلقون بندقياتهم على عمود البيت.
وإذا جلس مالك البيت مع ضيفه دعا أبناءه وعبيده : " احفروا للنار ! " أي " احفروا موقداً للنار ويحفر موقد النار عند الشيوخ الأهم عبد يوكل إليه إعداد القهوة .
ويتكون موقد النار من حفرة مستطيلة أو مستديرة عمقها نحو عشرين سنتيمتراً ومن حجم الحفرة وشكلها يمكن أن يعرف المرء بعد سنيين معرفة قاطعة لأي شيخ كان البيت ويحفر الموقد بآلة تدعى ( فاس ) لها نصاب خشبي طويل ، ويكون الموقد في الفصل البارد قريبا من السجاد للضيف كما يكون في الفصل الحار في منتصف مجلس الرجال ويلقى الطين المستخرج قرب الحفرة التي تشكل الموقد ( حفرة النار ) مكوناً كوما تحت طرف البيت مباشرة ويلقى على الكوم الرماد المأخوذ من الموقد .
لأن القهوة تعد للضيوف في موقد النار في مجلس الرجال لا في غيره ويستدفئ الضيوف قرب النار وتوضع قرب الموقد حزمة حطب مؤلفة من جذوع يابسة وأعواد أشجار مختلفة وأحسن الوقود خشب شجر الغضا اليابس إذ لايكاد يكون له دخان وتنبعث منه حرارة عظيمة ويظل جمره ساعات عدة دون أن يخمد
ويجمع الحطب العبيد والنساء . وإذا لم يكن لدى الشيخ إمداد من الحطب كافي طلبه أرباب البيوت المجاورة و أحضروهم إليه .
أثاث قسم النساء
تدخل النساء والعبيد الأواني والقدور كلها في قسم النساء وتوضع السجادات والحفة النوم في الزاوية مسندة الحاجز وتخزن الأكياس التي تحتوى القمح والشعير والتمر والزبدة والملح والسكر والبن والأرز والتمن في مؤخرة البيت مسندة على الرواق الخلفي . والأكياس سود وهي من شعر المعز المنسوج ( الخرس ) أو ورق منسوجة من الصوف ووبر الإبل أيضا ضروب ملونة تنسجها نساء البدو وتعرف بـ ( غفارية ) .
والمغزل على شكل نجم رباعي قطره نحو تسعة سنتيمترات ، وله فتحة في حديدي صغير ( سناره ) وتأخذ المرأة الغازلة وبر الإبل أو صوف الغنم وتغزل النساء في أثناء ركوبهن الإبل وإثناء سيرهن على الأقدام أيضاً قوى غزلن خيطين معدين أو ثلاثة معا في المغزل .
وتحفظ أحسن المناديل والمناديل والملابس في صندوق صغير عليه بطانية رقيقة من الصفيح .
وتوضع الرحال قرب الرواق الجانبي سواء ( القتب ) أو( القن ) ذات الزخارف الملونة والأهداب الطويله ويكون أسفلها ضيفا ، وتصنع من العصي ، وتزخرف رحال ( القتب ) .
وتحتوي غرفة النساء ، علاوة على ذلك آنية خشبية ونحاسية . وما يلي (منها ) مصنوع من الخشب : هاون خشبي كبير لدق الحبوب ( مهباش ) له يد خشبية ( عمود ) ـ ( مغرافة ) ـ ( قدح ) أي إناء خشبي مستدير ــ ( قروة ) أي صحن كبير يسع من الطعام ما يكفى عشرة أشخاص ـ ( علبه ) أي إناء مستدير لتخمير العجين ـ ( مسواط ) أي ملعقة كبيرة لمزج الطعام ـ ( مثعابة ) أي إناء عميق له فم يمكن الشرب منه ويستعمل في كيل الزبدة .
والآنية التالية من النحاس : ( قدر ) قدر كبير له حلقتان يحمل بهما .
( طاسه ) : كالقدر ـ ( غلاية ) : صحن صغير له يد لتسخين الزبدة .
( سحله ) : صحن .
وتعمل النساء آنية جلدية منوعة أيضاً . وهن يمسحن نصف جلد البعير
( الصفحة ) بملح ( تملحها ) ، وعجين دقيق بر أ شعير
( تتمرها ) ثم يدعنه خمسة أيام أو سبعة مطويا في مكان ظليل وبعد ذلك يزلن بقايا اللحم والشعر كله وبعد بسط الجلد بضعنه في خليط دباغة معد من عروق الأرطى و( النجيب ) .
وأكياس الماء الصغار تسمى ( قربه ) وتعمل ( القربة البغدادية ) من جلد المعز الكبار ، وتسع ستين لترا وتعمل ( القربة الشامية ) في دمشق ليستخدمها الحجاج من جلد المعز أيضا وتسع خمسين لترا في حين تسع ( القربة النجدية ) المعمولة من المعز أربعين لتراً .
و(الجود ) أصغر من القرية ويتسع لعشرين لتراً من الماء ويحمله راكب بعير واحد .
( الصميل ) : سقاء من جلد للبن .
( الشكوه ) : كيس جلدي صغير ، يحتفظ الرعاة بالحليب فيه .
( الظرف ) أو ( النحو ) : كيس من جلد ، يسع نحو خمسة عشرا لترا ويحفظ فيه التمر أو الزبد .
( العكة ) : كيس أصغر يتسع لما بين خمسة لترات من الزبد وسبعة ، وتعمل النساء أيضاً الدلو الجلدية التي تتسع للترين أو ثلاثة .
هنالك قرب موقد النار في غرفة النساء ( صاج ) أو صفيحة حديدية محدودية مقعرة قطرها ستون سنتيمتراً يخبز . ويتدلى . معلقا على العمود الرئيسي قفص كبير ( منساف ) يوضع فيه العجين .
ولبيت الشعر الاعتيادي عمود رئيسي واحد في الأقل يدعى ( قطبه ) ويدعى بيت الشعر ذو العمودين الرئيسين ( بيت قرنين ) أو ( مدوبل ) ويدعى ذو العمدة الثلاثة ( مثولث ) وذو الأربعة ( مروبع ) وذو الخمسة ( مخومس ) وذو السبعة ( مسوبع )
ويبنى البيت دائماً ملائماً لاتجاه الريح ، فيغلق الجانب الطويل المواجه لها تماما ويدعى ( قفا البيت ) ويفتح الجانب الطويل المقابل له ويدعى ( وجه البيت ) وتقفل الجوانب القصيرة بانتظام ويقال لها : ( كسور البيت ) . وإن استرخى حبل البيت " الطنب شلع ( أو انقلع ) " شده المقيمون في البيت ( يكربونه ) .
والضيف الذى يرغب في أن يبيت في بيت ينيخ نياقه قرب رواق قسم الرجال لاقرب قسم النساء ( المحرم ) دائماً .
وإن هبت ريح نحو الجانب الأمامي المفتوح صاح مالك البيت : " قبلوا البيت جانا الهوا " أى : غيروا الرواق الخلفي . فتحل النساء والعبيد الرواق من فورهم ويلقون الأعمدة الأمامية ، ويثبتون الرواق في مكانه ويدخلون تلك الأعمدة حيث كان الرواق معلقاً من قبل .
وإن كان الجو ساكنا شديد الحرارة أمرت ربة البيت بإزاحة الرواق " شورعوا البيت " .. فتحل النساء الرواق وطوينه ويضعنه في أحد أركان البيت ويدخلن أركان الأعمدة تحت الحبال الأمامية والخلفية التي ترفع بها الرواق الجانبية ( الرفة ) لدى كل زاوية فيصبح البيت مفتوحا ًكل جانب ، ويدور الهواء فيه دون حاجز والأفضل أن ينام المرء عند اشتداد الحرارة والرواق الجانبي مرفوع فيتحرك إلى الأمام وإلى الخلف ، ويكون للنائم كالمروحة . وفي الفصل البارد يسدل رواق على الجانب الأمامي أيضاً ليكون البيت تام الإغلاق ( محجرأ)
وينام كلب عند البدو قرب الرواق الجانبي لقسم النساء ، ولعله لايخلو بيت واحد من بيوت البدو من كلب حراسة واحد في الأقل , وهذه الكلاب قوية متينة البنية ذات شعر قصير اشعث ورؤوس عريضة وتحرس الكلاب البيت والأبل من مختلف الوحوش المفترسة وحسب ، بل ومن اللصوص الذين يتسللون إليهم ليلاً ليسرقوا شيئا من أحد البيوت وويل للضيف الذي يضطر لمغادرة البيت عدة مرات في أثناء الليل ، إنها ستقطعه إرباً إربا إن خرج بدون صحبة صاحب البيت أو أحد تعرفه .
وتسمى قوافل الإبل التي تحمل ممتلكات البدو المختلفة ( مظهور ) ـ والجمع مظاهير .
لباس الرجال
البساطة غالبة على لباس البدو ولافرق عندهم بين لبس الصيف والشتاء يلبس عباءة ذات اللون الأسود الخفيف المشرب بصفرة ( بشت ) وذات اللون الأسود الخفيف المصنوع من الصوف الناعم ( خاكيه ) وذات اللون الأسود الخفيف التي نصف نسيجها قطن ( لوميه ) والعباءة المتوسطة الوزن التي بها أشرطة بيض وزرق قاتمة طويلة ( مبدحة ) وفيها أنواع أخرى مثل العباءة ( الرحيباويه و السعدونيه والحساويه و المزويه ) وفي الشتاء يزيد عليها كساء مبطناً أو جلداً من جلود الغنم المدبوغة يسمونه ( فروة أو اسديرية ) يتالف لباس البدو من قميص واسع وطويل ثم فوقه قميص أطول وأوسع حتى القدم اسمه الثوب وهو ثوب ابيض أو ثوب مرودن ذو أكمام عريضة طويلة فضفاضة مشقوقة تدعى الردون جمع ردن ولون الثوب أبيض أو ترابي مدبوغ بقشر الرمان ونسيجه من القطن وكل حواشيه مكفوفة وكلما كانت الردون طويلة دلت على عراقة لابسها في البداوة وإذا وقف لابسها وألقى يديه إلى جنبيه يكاد ردنه ثوبه يمسان الأرض ولكنهما في الغالب يعقدان وراء الظهر والسروال فضفاض وقد يلبس البدوي فوق الثوب ( الصاية أو الزبون ) وهو عبارة عن قنباز من القماش الرقيق اللماع ويكون مفتوحاً من الأمام ومشقوقاً من أسفل الجانبين وأكمامه أقصر منها في الثوب وله في كل جانب جيب يدعى مخبأ ويلبس فوق الصاية زناراً وهو حزام من الصوف عرضه نحو عشرة سنتيمترات وطوله بقدر ما يلف الخصر مرتين أو ثلاثة وهو أبيض أو أحمر ويلبس أيضاً فوق الصاية ( محازم أو جنادات ) تمر من فوق الأكتاف وهي من الجلد وفيها بيوت لوضع خرطوش البنادق أما يغطي الرأس بقبعة مستديرة تنسج من الصوف الخشن أو وبر الإبل ( طاقية ) أما يغطي الرأس فيدعى : ( المنديل ) المنسوج من خيوط حمر وسود ( شمرية ) والمنديل الأسود المشوب بحمرة ( هندية ) والمنديل الأحمر أو الأزرق ذو مربعات ( شماغ ) والمنديل الأبيض ( قضاضة ) والمنديل الأبيض ذو الطرف الأحمر أو الأزرق والأهداب القصيرة تدعى ( حاشيه ) والمنديل الحريري تدعى ( مقرونة ) وقد يكون تحتها طاقية . والعقال هو ضفيرة ضخمة قليلاً أو كثيراً سوداء اللون في الغالب توضع على القضاضة لتمسكها ويكون للعقال ذوائب من خلفه منتهية بهدبات .
وهذا البدو يلبسون النعل الحدوة ويتمنطقون بالحقو وهو سير من الجلد مضفور ويلبسون العباءة التي تنفعهم دثاراً ولباساً وفراشاً وفي الشتاء يلبسون الفروة وتحت الفروة ( الدامر أو القطشية ) والدامر معطف قصير واسع من الجوخ الأزرق أو الأسود ليس له رقبة أكمامه واسعة ومتدلية وفي بطانته جيب لوضع النقود أو ما ماثله وقد يكون مطرزاً أو مزركشاً بخيوط ذهبية أو فضية .
لباس النساء
يلبسن على ابدانهن جلباباً من القطن يدعونه ثوب أسمر ويطون طويل الذيل في الغالب مجروراً على الأرض حين المشي وفتيات البدو يشددن منطقة غليضة من الصوف يدعونها شويحي يلففنها فوق الثوب الأسمر والنساء يشددن الكمر الأحمر اللون وتلبس الفتيات منهن دراعة جوخ زرقاء اللون أو سوداء قصيرة الكمين ويضعن على رؤوسهن المقرونة وتكون أوسع منها ومن الحرير الأسود وأطرافها ملونة وذات أهداب سود يجعلنها بشكل عمامة ويدعونها ( عصابة ) ويلبسنها تحت الشمبر وهو ضرب من المناديل الملونة يضعنه في مؤخرة الرأس والشمبر هو قريشة عصبة طويله عريضة من القطن أو الحرير الرقيق يلبسنه على رؤوسهن ، أما الحذاء يلبس حذاء كبير يدعى جزمة أو ( زربول ) من الجلد الأصفر أو الأحمر له من الأمام هدبات زرقاء ومتدلية وفي نعله مسامير ضخمه وهو لثقله يزحفن بهر حفاً ، ونساء البدو لكل واحدة عندها مكحلة ومرآة . وتحب كل فتاة ان تخضب راحتيها وأظافرها بالحناء الأصفر
أماكن النزول :
الشيخ هو الذى يختار النزول دائما وهو ينصب بيته حيث وقف مطيته وألقى رحله ويجمع حواليه عبيده وأقاربه ويجتمع الباقون كذلك بحسب القربى . ويدعى مكان النزول منزلا والشيخ آخر من يبرح المنزل وهو يسبق الآخرين جميعا ً في الرحلة ويكون الأول في المنزل الجديد وتوقف أذواد الإبل ويطلب من الرعاء أن يدعوها ترعى رعيها المسائي ( تعشي ) ولا يضرب البدو بيوتهم على هيئة شكل خط مستقيم. ويقال البدو الذي لايتجاوز عدد بيوته العشرة ( فريق ) والذي تزيد بيوته على العشرة لكنها دون الثلاثين ( نجع ) والذي يزيد على الثلاثين (نزل).
وقبل الارتحال إلى منزل جديد يرسل الشيخ رجلا أو رجلين من القبيلة عادة ليرتادوا المرعى والمناهل في المنطقة التي يحب النزول فيها ليطلع على المنطقة وإذا كثرت الأمطار فإن البدو مولعون بالنزول في أراضي معينة خلال مختلف الفصول .
قصائد بالمنازل :
لدى البادية قصائد كثيرة يخاطب فيها المتوحد المنزل القديم ( الطلل ) :
قصيدة الشيخ عقيل بن معثم بن غبين قال :
يادار يادار اريش العين ودي =عقب المحل يادار خلي مريفه
أنا انشدك عن صاحبي وين مدي= ضايفك أن المهزهز الصدق ضيفه
قالت عشيرك مد صوبي وجدي= دونه ديار للركايب مخيفه
إن طعتني عن صاحبك تستجدي= تلقى مع البدوان بنت نظيفه
* * *
يـا دار ويـن اللـي بـك العـام كاليـوم =ما تقل مـرك عقـب خبـري نجوعـي
خالـي جنابـك بـس يلعـي بـك البـوم =ماكن وقـف بـك مـن النـاس دوعـي
شفت الرسوم وصار بالقلـب مثلـوم =وهلت مـن العبـرة غرايـب دموعـي
وين الجهـام اللـي بـك العـام مـردوم =وظعـون مـع قـدرة سلفهـا تـزوعـي
أهـل الـربـاع مزبـنـة كــل مضـيـوم =واهـل الرمـاح مظافريـن الـدروعـي
راحـوا لنـا عـدوان وحنـا لهـم قــوم =ولا ظنتـي عقـب التفـرق رجـوعـي
وان صاح صياحن من الضد مزحوم =تجـيـك دقـــلات السـبـايـا فـزوعــي
صفـرن يكاظمـن الأعنـه بـهـن زوم =يخـلـن سـكـران المجانـيـن يـوعــي
يركـب عليهـن باللقـى كـل شغـمـوم= فريـس والله مــا تـهـاب الجمـوعـي
خيالهـم ينـطـح مــن الخـيـل حثـلـوم= يــوم الاسـنـه بالنشـامـى شـروعـي
ويا شيخ انا عندك معـزز ومحشـوم= ويمضـي علـيّ العـام كنـه اسبـوعـي
لا شـك قلبـي بالوفـا صــار مـاسـوم =لربعي ونا يـا شيـخ منهـم جزوعـي
وعيني لشوف الحيف ما تقبل النوم= والقلب يجزع بين هـدف الضلوعـي
ويا شيخ ابا وصفك يا مفنـي الكـوم =يالصاطـي القطـاع حسـن الطبوعـي
حليـاك حــرٍ يفـنـي الصـيـد ملـحـوم =متفـهـق الجـنـحـان حـــر قـطـوعـي
حـرٍ علـم بالصيـد مـن غيـر تعـلـوم =يـودع بـداد الريـش شـت مـزوعـي
* * *
قال مسعود عبد مشعان الهذال هذه القصيدة
بعد رحيل عمه الشيخ مشعان الهذال 1238هـ الى الشمال . يتوجد عليه وعلى ربعه العمارات من عنزة
أمس العصر عديت في راس ملموم=رجمٍ طويل بشامخ الحيـد زامـي
رجمٍ طويل بعالي الحيـد مزمـوم =تلعب به الأرياح شـرق وشامـي
رجمٍ طويل ولايوكّـر بـه البـوم=غير العقاب الصيرمي والقطامـي
قلبي عليل وصايبه غـم واهمـوم=عزّي لحال اللي طـواه الهيامـي
غديت مثل اللي على الوجه ملطوم=من عقب مروين النمش بالزحامي
أبكي هلي يانـاس مانـي بمليـوم=وأظن من يبكـي هلـه ما يلامـي
ماهو على غروٍ من الدق ماشـوم=على الشيوخ متيهيـن الجهامـي
من طاوع الثنتين يصبر على اللوم=يصبر على فرقا الأهل والعمامـي
عفت الرقاد وحاربت عيني النـوم =وأبديـت ماكنيـت ماني بكامـي
أقفواوخلوني على الدار موسـوم=وغديت مثل اللي غشـاه الكتامـي
على ركايا الرّس جلسـت ملـزوم=عليه مـن ورد البـوادي ركامـي
وأحن من الوجلا حنين أم خرطوم=والصبح أجاوب نايحات الحمامـي
علمي بهم بقصّيـر وقبلـه التـوم=تغـاروا المعبـار والشـط زامـي
اقفوا كما طيرٍ قلب راسـه الحـوم=بهيّفيّـة ماينـدرى ويـن حامـي
أدنـى منازلهـم شثاثـا ولملـوم=وأقصى منازلهـم دحـيّ النعامـي
وجيت المراح وذكّرن كل شخمـوم= منـازل الخـلان هـم والعمامـي
وهذا مشب النار والحفـرمثلـوم=ومركى الدلال المتعبات الشوامـي
هذي مرابط خيلهـم دايـم الـدوم=حقب العيون مروبعـات الهوامـي
يركب عليهن باللقا كـل شغمـوم=من اللابة اللي ماوطـو بالملامـي
يا ركـب يامتّرحليـنٍ علـى كـوم=ياللي بكم عيرات الأنضى همامـي
إليا لفيتوا ديرة أصحاب من قـوم=احكوا ترى حمض الرجال العلامي
ودوا سلامي عد مافات مـن يـوم=بكتـاب منـي للوجيـه الكرامـي
بسجلةٍ صفحه من الحبر مرشـوم =يم العمام أنهيـت غايـة كلامـي
تلفون عمـي للمناعيـر زيـزوم=مشعان ستر معورجات الوشامي
ياعم يامدب هـل الكبـروالـزوم=يامروي حدود النمش والحسامـي
تتليك بالممشى جهامـة وداهـوم=أولاد وايـل كالجـراد التهـامـي
إليا صاح صياح من أعداه مضيوم=وردو حياض الموت وردا لظوامي
كيف الظعون بداركم كنها أغيـوم=وأنتم تروون النمـش بالزحامـي
وادي الرمه غدى به العشب كيهـوم=ترعى به القطعان والرمي حامـي
تنحاهم الصفراء على حزم ديهـوم=لياما تعدوا قـود خـب العدامـي
* * *
عيني قزت عن نومها بان الاصباح =وعيني قزت عن نومها واسهرتني
جيت لمنازل ربعنا وجيت المراح =ولقيت مركي دلالهم ذكرتني
يادار لاتبكين عمر مضى وراح =دور السنة يادار أرجيهم أتني
فارقتني يادار كالبدر وان لاح =يوم رحلت يادار ماشاورتني
* * *
قال الشاعر ثاني بن عيد الدهمشي وهو يخاطب ابنه عيد :
ياعيد ما عينت ربع لنا العام =هذي منازلهم على العين خلوات
تسمع ضبيح نجورهم تقل دمام= نيرانهم من كثر الاوقاد حيات
مسلافهم عسر على ربع غنام =ما يلحق المطلب سلفهم ليافات
قطعانهم يرعن ليـــا خب لزام =تبرى لهم سرد المهار الاصيلات
متحزمين ببلقا مثــــل عزام =كم فارس دربوه والخيل عجلات
مايلبسون إلا قماشٍ من الشام =ومشالح ٍمن عمل داود زينات
المراجع /
نمط الحياة عند البدو / من كتاب صور من الحياة الإجتماعية عند البدو / خالد الأحمد صفحة 43 و44 وكتاب البدو الرحل عبر التاريخ مجموعة مؤلفين ص51
بيوت الشعر وأثاثه / كتاب العادات والتقاليد البدوية أحمد العبادي ص 61 إلى ص71 وكتاب صور من الحياة الاجتماعية عند البدو خالد الأحمد صفحة 113 إلى ص 123
لباس الرجال والنساء / عشائر الشام احمد وصفي زكريا ص203 و ص205 وكتاب العادات والتقاليد البدوية احمد العبادي ص 87
قصائد المنازل من كتاب أخلاق الرولة وعاداتهم لويس موزل ص 98 إلى ص106
القصائد الموجود فيها اخطاء من كتاب اخلاق الرولة وعاداتهم و صحتها حسب الرواة وهذه القصائد اللي فيها اخطاء وهي :
يادار وين اللي بك العام كاليوم =ولاكن وقف بجنابك نجوع
وين الجهام اللى بك العام مردوم =وظعون بيقدوة سلفها تزوع
اهل الرباع مزبنين كل مضيوم =طوال الرماح مظفرين الدروع
وان صاح صياح من الضد مزحوم =تجيه نثرات السبايا فزوع
صفر يعالكن الاعنه بهن زوم =يدعن سكرانين المجانين يوع
واحلو عرضتهم لياجوا يعرضون =عرفا سبيعي ما خلطهم فزوع
صاروا لنا عدوان صرنا لهم قوم =ولا ظنتي عقب التفرق رجوع
قصيدة عبد ابن هذال :
ابكي هلي ياناس ماني بمليوم =واظن من يبكي هله ما يلام
جيت المراح وصار القلب ملغوم= منازل الخلان هم والعمام
هذا مشب النار والحفر مثلوم =مركى دلال متعبات شوامى
وهذي مرابط خيلهم دايم دوم =حقب العيون مروبعات الهوام
اقفوا كما طير قلب راسه الحوم =بفج عميق ولا يندرى وين حام
أدنى منازلهم شثاثا ولملوم =وأقصى منازلهم مداح النعام
اليا لفيت لديرة أصحاب من قوم =اهرج ترى حمض الرجال العلوم
قصيدة الدهمشي :
يا عيد واوجدي على ربعنا العام =هذه منازلهم على العين خلوات
هذه القصيدة بس الشطر الأول عدل فقط