أهداء كتاب
أهدى لنا الأستاذ الباحث راشد بن داهم الدوسري كتاب ( قبيلة تغلب بن وائل تاريخها وأيامها ومشاهيرها ) الطبعة الأولى عام 1441هـ 2020م
ويقع الكتاب في 262 صفحة من الورق الجيد والأحرف الواضحة وأورد المؤلف لمحة عن نسب قبائل ربيعة ومنازل ربيعة ومنها تغلب وأشهر أيام تغلب في العصر الجاهلي ومنها : يوم الحبى ويوم السّلان ويوم خزاز وحرب البسوس وحروب قيس وتغلب وكتب لمحة عن بني حبيب من تغلب وذكر 160 علم من أعلام ومشاهير قبيلة تغلب من العلماء والقادة وتحدّث عن تاريخ قبيلة تغلب وتحاصا على ما قيل بهذه القبيلة من شعر وأورد معلومات وافية عن فخر ومجد قبيلة تغلب لم يكن مسبوق عليها
وفي آخر الكتاب كتب نبذة عن الدواسر وذكر مشجر ربيعة ومشجر تغلب في النسب القديم ومشجّر تغالبة الدواسر في هذا العصر ولم يتوسّع في تفصيل الفروع وقد أورد في هذا الكتاب القيّم أشعار تفيد في سرد الوقائع والمعارك التي خاضها بنو تغلب عبر التاريخ وقد تطرّق لجميع أحداث تغلب مع قبائل أخرى وأورد الخبر كما جاء بالمصدر سواء يتحدث عن نصر تغلب أو عن هزيمتهم وقد أنصف دون تحيّز ولا تعصّب وهذا هو أسلوب المؤلف الصادق الذي يبحث عن الحقيقة ويورد الخبر بالنص الصريح ولا يضيف على تاريخ العرب أضافات
والرجل تحاشى الخوض في مواضيع لا صله لها في بحثه وحبذا لو أضاف أنساب قبائل تغلب المعاصرة من غير فرع الدواسر فهم شعوب وقبائل حيث ورد بالمصادر تفاصيل قبائلهم في العراق خاصة وفي العديد من أقطار العرب حيث يوجد في العراق قبائل كثيرة وفي عمان والأمارات وقطر واليمن وفي جزر فرسان وفي سوريا ومن أهم قبائل تغلب في العراق قبيلة الأمارة التي منها أبن حبيب التغلبي زعيم ربيعة وبني حمدان الموصل والمياح والأنباريين وعتبة وغيرهم الكثير من قبائل تغلب المعاصرة ولعله يكمّل ما فات عليه ذكره من قبائل تغلب لتكملة البحث وقد بذل الرجل جهد مضني في جمع مواد هذا الكتاب وأجاد وأفاد وقد استعرضت الكتاب في عجالة ووجدته يستحق الأطلاع وهو مليء بالمعلومات الصادقة والمفيدة
ولي ملاحظة بسيطة على ما جاء بالصفحة 241 حيث قال : وقيل أن النعمان بن المنذر ملك الحيرة الغساني كان من كتائبه كتيبة أسمها دوسر فيها بنو تغلب ويحفظ لهم التاريخ أنهم في معركة ذي قار انسحبوا بعد بدأ المعركة وكانوا في ظاهر الأمر في صفوف الجيش الفارسي لخطة بينهم وبين هاني بن مسعود قائد العرب ثم ما لبثوا أن انقلبوا على جيش كسرى وانظموا لأخوانهم من العرب فكان فعلهم ذاك أحد اسباب النصر في تلك المعركة الخالدة هكذا ذكر الأخ راشد
والملاحظة أقول نعم أحد كتائب النعمان ( الدوسر ) والملاحظة التي أرغب أن أوضحها هي أن النعمان بن المنذر من قبيلة تسمّى لخم أحد قبائل العرب المشهورة وأبناء عم لخم تنوخ وليس غساني لأن الغساسنة ملوك الشام وهم من الأزد
كما ذكر الأخ داهم ( أن هاني بن مسعود قائد العرب ) قلت المعروف أن المعركة باسم قبيلة بكر بن وائل ومن دخل في جمع اللّهازم من عنزة مع بكر وفخذ من بني سكون حلفاء بني شيبان ولا تشمل المعركة العرب وقائد المعركة هو ( حارثة بن ثعلبة بن سيّار العجلي ) أما هاني بن مسعود فهو الذي استودع تركة النعمان وهو السبب في قيام الحرب وفي أثناء المعركة كان على أفناء بكر في الوسط أما بني شيبان فكان عليهم بكر بن يزيد بن مسهر الشيباني أثناء الحرب
ثم أن أتفاق قبيلة بكر بن وائل أثناء الحرب مع العرب الذين من جيش الفرس جاءت بالنص الآتي : قال شارح القصّة ( وفي ذلك الحين أرسلت أياد وكانت في جيوش كسرى سراً إلى بكر وقال رسولهم أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقون القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى الناس انهزمتم بهم ، )
فقد ذكر في هذا النص أنهم بني أياد ولكن العرب انهزموا لأنهم لا يريدون فناء بكر وتركوا الفرس في نحورهم وقتلوا منهم بكر مقتله عظيمة وكانت خطّة أتفاق هزيمة العرب من أسباب نصر بكر على الفرس أما قبيلة تغلب وبنو النمر بن قاسط حلفاء تغلب فهم أقرب القبائل المشاركة مع الفرس لبكر ولكنهم مكلفين بصفة أن كسرى حاكم والحاكم مطاع لذلك فأن معركة ذي قار على قبيلة بكر بن وائل ومن معها من قبيلة عنزة ضمن جمع اللّهازم وعدد محدود من أفناء العرب الذين كانوا مع بكر
وختاماً اشكر أخينا راشد بن داهم الدوسري على اصدار هذا الكتاب المفيد كما أشكره على نشر قصيدتي بهذه القبيلة العريقة وشكراً على الاهداء
مع تحيات عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي