هذا مقال قوي بل هو كيٌ على جبين وأنوف بعض الذين يطالبون بإلغاء مسمى القبيلة في المملكة العربية السعودية ويتحججون بأنه لو كان هنالك وزير من قبيلة فستكون تلك القبيلة طوع هواه وبنانه ولن يستطيع ولي الأمر السيطرة على مقاليد الحكم ويضربون لنا الأمثال بما يحدث من أحداث في دولة الكويت ولكن الكويت باقيةٌ سالمةٌ بعون الله ثم بسواعد أبناءها الأحرار لا كما يظن أولئك المتمنين الحالمين.
أبناء القبيلة العربيّة هم الآن ليس ضباطاً أو جنوداً في صفوف الجيش والحرس الوطني فحسب بل هم الآن قد حصلوا على أعلى الدرجات العمليّة والأدبيّة طبّياً وإقتصادياً وسياسياً وأصبحوا ينافسون ولله الفضل والمنّة علماء الدول المتقدمة وليس الدول العربيّة أو الإسلاميّة فحسب ، مما يهيئهم ليتبوؤا أعلى المناصب في الدولة وما هذا إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكمة وحنكة الملك المؤسس غفر الله له الذي جاهد وأفنى عمره وهو يجاهد حتى تستقر البادية الرّحل في المدن والهجر وتشجعيه وأبناءه البررة من بعده بأن يرسلوا أبنائهم إلى صفوف التعليم .
وها هي مملكتنا الغالية بعد مرور ستين عاماً قد تجاوزت مراحل الجهل والظلام والأميّة والتي كان الأتراك سبباً في تفشيها في الجزيرة العربيّة والدول الإسلاميّة ظناً منهم أن العرب لن تقوم لهم قائمة ما داموا يقبعون في غياهب الجهل وأنهم سيفلحون ويبقون بإدارة الحكم للوطن العربي إذا كانت الشعوب العربيّة تقبع في غياهب الجهل والأميّة، واليوم أصبح أبناءنا حاضرةً وبادية من أفضل علماء الأرض وها هي دولتنا أعزها الله ما زالت على نهج المؤسس سائرة وها هي تفتتح الجامعات تتلوها الجامعات .
فبالأمس القريب كان أبناء الجزيرة العربية حاضرةً وبادية يأنفون من إرسال أبناءهم وبناتهم إلى المدارس التعليميّة وكانوا يكتفون بتعلم القرآن وما تيسر لهم من أساليب الحديث الشريف والفقه الإسلامي فقط أما اليوم فقد حصّلوا على جميع العلوم التي تجعل من مملكتنا مملكة العروبة والإسلام رائدةً في كل حقل وعلى كل منقبة من مناقب العلم والتعليم المتطور والحديث .
حفظ الله لنا إمامنا إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وهذه الأسرة الطيبة المباركة التي كانت وما زالت تحث همم أبناء العرب كي يكونوا من أفضل أبناء الدنيا على كل مستوى وعلى كل صعيد .
وشكر الله لك قولك وعملك شيخنا العزيز أبو عبدالله وثق بالله العلي العظيم أن القبيلة باقيةٌ ما بقية السموات والأرض لأن ذلك هو أمر الله سبحانه وتعالى وإصطفاءه للعرب بذلك دون بقية شعوب الأرض ولن يستطع طمسها أو تغيير جذورها بعض الجهلة المستثقفين حتى وإن إستعانوا ببعض وسيعي الذمة ممن يدعون أنهم مشائخ وعلماء دين .