من تواضع لله رفعه ومن جعل رضا عباد الله ورعيته التي هو مسؤلاً عنها نصب عينيه فإنه حتماً سيكسب رضا رب العباد..
ولنا في سلفنا الصالح خير قدوة، فلقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يتتبع خُطى سيدنا أبا بكرٍ رضي الله عنه في العالمين بعد صلاة الفجر حينما لاحظ غيابه وذهابه إلى إحدى ضواحي المدينة المنورة وعدم عودته لداره، ووجده يذهب لخيمة إمرأةٍ عجوز حسيرة كسيرة عمياء مات زوجها وترك لها أطفالاً صغار وكان يغسل لها ويعجن لها ويطبخ لها وينظف بيتها ويحلب لها شياهها ويعد لهم طعامهم، بيداها الشريفتان وهو يستطيع أن يرسل لها من يخدمها ويكفيه ذلك العناء ، وهي لا تعلم أن ذلك الرجل هو أبا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين ، ووصلنا ما قاله عمر رضي الله عنه حينما قال " أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر" ، فاللهم إجمعنا بهم وإرحم ضعفنا ولا تخزنا يارب العالمين ويا أرحم الراحمين ..
نسأل الله العلي العظيم للشيخ محمد بن زايد المزيد والمزيد من الرفعة والرقي والهداية والصلاح وأن يصلح به شأن شعبه والأمة وأن يكون خلفاً صالحاً مباركاً فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ولكن بدى لي تساؤل من خلال هذا الموضوع المشرف، وهو - لماذا تأخر والد هذه الطفلة عنها حتى أننا نرى الساحة خلفها فاضية ، فما هو السبب ؟ وكذلك أين المدرسة وإدارتها وحرّاسها ، وكيف بهم يتركوا هذه الطفلة البريئة تحت أشعة الشمس الحارقة ؟
فالله نسأل أن يهدي المدرسين والمدرسات ويرزقهم خشيته في السر والعلانية وأن يكونوا على قدرٍ من المسئولية تجاه هذه الأمانة الغالية التي حباهم الله إياها فإن هم أصلحوا وأتقنوا عملهم فإن الله كفيل أن يصلح لهم شأنهم كله في الدنيا والآخرة ..