الأخ عبدالرحمن الشمري إليك القصيدة كاملة :
قال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة في الحكمة والموعظة :
قـال الـذي يـنظـم بـديـعـات الأشعـار ** مثـل الجـواهـر صاغها من ضميره
بـديـت أعـبـر مـن تصانيـف الأفـكار ** قـيفـان مـن مكنـون فكــري وفيــره
وأمـليـت مـن جـم بـالأمـثـال مـدرار ** ونبـع القوافـي شـارب مـن غـديـره
أنـظم روابـع صافي الشعـر وأخـتار ** أقـطـف زهـر معـنـاه وأتـرك كثيـره
فكري نبغ بالقاف نحضر بـه حضار ** يـصخـر صعيبـات البيـوت العسيـره
فيض القريحه مـن قريض ابن عبار ** يخبـرك عن صـوغ المعاني خبيـره
مـا قـلتـهـا فـي غـرة الـغـافـل الـغـار ** ولا بالـتغـزل فـي جمـال القـصـيـره
قالـوا خجول وقـلت ما بـالحـيا عــار ** عسى الحيـا مابـي عـذاريب غيـره
ماني من الـلي بالملأ لسنها أشطـار ** ولا درت مـن شعـر المدايح بريـره
أدخل عـلى الله عن غرابيـل الأخيـار ** ومن عـز نفسه شاف بالأمر خيـره
الشعـر بـه حـكـمـه وللـشعـر تعــبـار ** والشعـر هـو تاريخ مجـد العـشيره
حفظ تـراث جـدودنـا بماضي الأدوار ** ونشـر سجـل الـعـز فـي كـل ديــره
قـرض الشعـر مـا هـو هذاريـم هـذار ** به تقتـدي عمي البصر والبصيـره
الشعـر نـمـدح بـه صواريـم الأحـرار ** الـلي لهـم مـن طيـّب الذكّـر سـيـره
يـسـتاهـل التمجيـد مـن يفـعــل الكـار ** ولا العـثيـره لـو مدحـتـه عـثيـره
يـا الـلي تـسمع للمواعـظ والأشـوار ** خـل الـردي كـوبـان لا تـسـتـشـيـره
أوصيك لا تصاحب مـن الناس مكـار ** جـنـب مسيـرك لا يخـالـط مسـيـره
أنجـب هـل العـادات زاكيـن الأسـرار ** صيـد الرجال أهل الوجيه السفيـره
وأن ضاق بالـك سج للغوش مسيـار ** ولا تقرب أصحاب الوجيه الشريره
تـلـقـا الرجـال بمجـلس العـز سمّــار ** والـبـن شغـمـوم الـنـشـامـا يـديــره
وتلقـا الـدلال مراكيـات عـلى أوجـار ** والـنجـر يضبح بـس تسمع هديـره
فـي ربـعـة بـوجـارهـا تـشعـم الـنـار ** يجـلب لهبهـا الضيف مثل السعيـره
وتــرى الـردي عـنـد الملازيم بـوار ** لـو مـالـه أكثـر مـن نفـود الـفجيـره
وش عاد لـو يـملك مـن المـال مليار ** إبـليس أخـو مـره بـمالـه خشـيـره
إن جيـت لـه محتـاج لـقـاك الأعـذار ** الـلاش مـا يـعـز الـرفـيـق ويجـيـره
مـن يبـذل المعـروف بالـنـذل خسـار ** لا خـيـر بأصحاب النفوس الحقيـره
مهـمـا تجـّمـل بـه إلـى جـاك محتـار ** كـان أغـتـنـا مـرك تـقـل فـيـه ذيـره
جحود مـاهـو لصاحب الفضل شكار ** ومـع الـردى المذموم نـفسه كبـيـره
خـلـه يـولـي مـاكـر الخـزي والعــار ** لا تجـعــلـه عـنـد اللـوازم ذخـيـره
صاحبك مـاهـو الـلي يبيعـك بـدينـار ** ويصيـر لـك بيـن الخلايـق نحيـره
صاحبك من واساك حـزات الأخطـار ** وبالضيق ما يرضى عليك الكسيـره
والصاحـب الـلي مـا يـفيـدك بـهـدار ** مـا ظـنـتـي تـحـتـاج لـه بـالأخـيــره
قبلي محـمـد بـالمـثـل قـالهـا اجهـار ** مـنـطـوق لفـظ الـزايـدي نستعـيـره
الـقصر اللي ما فيه حيطان وأستـار ** ولا هـو يضلل عـن سموم الظهيـره
خله عسى من داخل الساس ينهـار ** وتصبح قـواعـده الغـميقـه حـفـيـره
يـا عـل مـا يـبـقـا جـدار مـع أجــدار ** ويصيـر كـنـه هـورشيـمـا مـصـيـره
عسـى يجـيـه مـن النيـا هجـر هجـار ** وعسى يجـيني عن هدامـه بشيـره
تسكـن بـه الغـربـان والبـوم والـفـار ** والحضف والعـربيد توحي صفيـره
وعسى يميـن ما تعـاون مـع أيسـار ** تعـطى السكاكين الحـداد الشـطيـره
يـا عـل يــبـتـرهـا مـع الـزنـد بــتــار ** يـبـت عــرقـه بـت حـبـل الجـريــره
أرض الصبخ مـا ظـنتي تنبت أزهـار ** لـو كـان تسقـى بـالميـاه الغـزيــره
والـرس مـا يرويـك بـالموسم الحـار ** لا شـك جـنب عــن مـواريـد بــيـره