10-31-2011, 01:31 AM
|
#1
|
مؤرخ قبائل السلقا
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,142
|
وثيقة عثمانية تحدد قوافل الحج عام 981هـ
"وثيقة عثمانية تحدد قوافل طرق الحج المارة بالعارض وتشيد بمواقف أمرائها إتجاه ضيوف الرحمن أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية قبل 435 عاما * أوامر سلطانية تتضمن تقديم دعم لأمراء البلدان النجدية لضمان سلامة الحجاج وحماية القوافل * أقدم نص عن نسب آل سعود وقصة قدوم الجد الأعلى مانع المريدي إلى الرياض من القطيف"
أدت ظروف سياسية واقتصادية وأمنية داخل الجزيرة العربية منذ قرون الى اضطراب الأمن وشيوع الخوف، ومع هذه الظروف نشأت صراعات محلية وقامت في بعض أرجاء المنطقة كيانات إقليمية ضعيفة لم تتمكن من تحقيق الوحدة السياسية والسيطرة على مجريات الأحداث بالصورة المأمولة,ويعد وسط الجزيرة العربية أو ما يعرف ببلاد نجد منطقة مهمة ورئيسية في طريق القوافل القادمة من والى شرق الجزيرة العربية وصولا الى غربها وبالتحديد الأماكن المقدسة, وقد تعرضت هذه القوافل على مدى قرون الى مخاطر بسبب عمليات السلب والهجمات لقطاع الطرق وهو ما أدى الى انقطاع القوافل من المرور بنجد والتوجه الى البلاد المقدسة، بل ان كثيرا من التجار غيروا محطاتهم، لتبقى قوافل الحجاج تتعرض لمخاطر السلب من الكيانات المحلية الضعيفة ومن الأسر التي تسيطر على البلدان وطرق القوافل، ذلك ان الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة لا يمكن تركه تحت أية ظروف ومخاطر لا يثني طالبه عنه أي هاجس مؤرق,ولم تتوفر في المصادر التاريخية معلومات عن واقع حال المنطقة في حقبة تاريخية من القرن العاشر الهجري حول الحجاج العابرين إلى منطقة العارض من نجد باستثناء إشارات عابرة حول جهود دول قامت في الجزيرة العربية لحماية القوافل التابعة لها والسالكة منها إلى كثير من العواصم الإسلامية ومنها مكة المكرمة.
قافلة حجاج خارج مكة بهوادجها لنقل الحجاج في صورة التقطها فيلبي عام 1931
ونجح الباحث راشد بن محمد بن عساكر من كشف غموض بعض ما خفي من تاريخ وسط الجزيرة خلال حقبة زمنية لم تسلط فيها الأضواء على أوضاعها بشكل عام وأوضاع بعض قوافل الحج وأحداثها المختصة بالبلاد النجدية بشكل خاص، وذلك بتحقيقه وثيقة عثمانية مؤرخة عام 1573م بيّن فيها الدور الذي قامت به الدولة العثمانية في الحفاظ على سلامة الحجاج العابرين الى منطقة العارض من نجد خلال تمركزهم في بلاد الأحساء التي منها استطاعت مد نفوذها الى داخل نجد، كما أوضحت حرص أمراء البلاد النجدية على الالتزام بالأوامر الصادرة عن السلطان العثماني بصفته ممثلا للخلافة الاسلامية بمرافقتهم وحمايتهم للقوافل العابرة لبلدانهم الى ان تصل للأماكن المقدسة وربما استمر ذلك خلال سنوات متعددة. وقدمت الوثيقة اشارات الى اسماء بعض الأمراء من بلدان العارض في تلك الحقبة لا توجد في المصادر المحلية المتوافرة، منها اشارة الوثيقة العثمانية الى امارة ابراهيم بن موسى بن ربيعة وتحدد مدتها التي لا توجد في المصادر المحلية، إضافة إلى إشارات إلى آل عطا أمراء ملهم وغيرهم.
وثيقة مؤرخة قبل 62 عاماً اثناء تولي الامير سلطان بن عبد العزيز إمارة الرياض تشير الى
تتابع قوافل الحجيج ومرورها بالمنطقة
واختار الباحث العساكر عنوانا لهذه الدراسة «قوافل الحج المارة بالعارض» من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية سنة 981هـ (1573م) بدأت الدراسة بمقدمة عن الأوضاع الاقليمية والسياسية للبلاد النجدية قبل القرن العاشر الهجري، حيث اوضحت ان طبيعة الظروف النجدية اتسمت قبل القرن العاشر الهجري بضعف الكيانات الاقليمية ونشوء الصراعات المحلية، وسوء الاحوال الاقتصادية التي انعكست على انعدام الوحدة السياسية التي كان من المؤمل ان تكون ذات سيطرة شمولية على مجريات الأحداث بكافة صورها وتنوع اهدافها واختلاف اشكالها,ثم تحدث الباحث عن معنى القوافل مشددا على انه ابتداء السفر والرجوع منه أي الذهاب والاياب، موضحا بأن القافلة تتكون من اعداد كبيرة، خاصة في موسم الحج، فيكون هناك المسؤولون لتولي المهمات المختلفة، سواء في اعدادها وتشكيلها لتكون جاهزة للانطلاق وأخذ الاستعدادات المطلوبة لذلك، مثل التزود بالمراكب كالابل والخيل وتوفير الماء والطعام والمواد الضرورية كالخيام والأمتعة المختلفة، ويكون أمير القافلة مرافقا لهذه الحملة أو من ينيبه مع وجود المساعدين له، والحاشية وتوفر رجال الحراسة الجنود والأدلاء الذين يعرفون الطرق والأماكن، ثم يلتحق حجاج البلد بهذه القافلة بعد اتفاقهم على مكان الاجتماع وتحديده، وقد يلتحق بهذه القافلة الحجاج من خارج مناطقهم، وقد سارت القوافل العابرة من خارج الجزيرة العربية وفق تنظيمات معينة، وأهم هذه القوافل ما قدم من مصر والشام والعراق.
النبذة المخطوطة في نسب أسرة آل سعود ويرد فيها اشارة الى جد الاسرة الامير ابراهيم بن موسى أمير الدرعية واقدم نبذة مخطوطة لنسب اسرة آل سعود من المردة من وائل (كتبت قبل عام 1218هـ
وفي كتابه «الحقيقة والمجاز في الرحلة من بلاد الشام ومصر والحجاز»، يشير عبد الغني النابلسي في رحلة إلى مكة بكثرة القوافل القادمة إليها من كل مكان فيقول: «وهي تتبع خلقا كثيرا، خصوصا أيام الحج، فإنه يرد اليها قوافل عظيمة من مصر والشام وحلب وبغداد والبصرة والحسا ونجد واليمن ومن بحر الهند والحبشة والشحر وحضرموت وعربان جزيرة العرب»
العقيلات والقوافل الأميرية
وقسّم العساكر القوافل الى قسمين: القوافل ذات الصبغة التجارية، والقوافل ذات الصبغة الرسمية أو الأميرية، حيث شكلت الأولى عنصرا مهما في تأدية دورها الاقتصادي بين البلاد النجدية وغيرها من المناطق، خاصة شرق الجزيرة العربية وغربها، إذ تعامل النجديون مع العراقيين وأهل الشام ومصر، حيث يجلبون ما تشتهر به بلادهم ليعودوا بما تحتاج اليه منطقتهم من منتجات هذه البلاد، ولعل من أهم القوافل التجارية التي تعاملت بهذه الطريقة، إضافة الى التحاق المسافرين عبرها للانتقال من بلد الى آخر ومن ضمنها الأماكن المقدسة قوافل (العقيلات) التي تعددت أغراضها التجارية، ويعود أقدم ذكر لهذه القافلة الى القرن السابع الهجري، حيث اشار ابن المقرب العيوني المتوفى عام 630هـ اليهم في احدى قصائده بقوله:
أقول لركب من عقيل لقيتهم - وأعناقها للقريتين تمال
* أما ثاني أنواع القوافل وهي القوافل الرئيسية أو الأميرية، فهي المراكب التي يقودها الأمراء والحكام أو من ينوبهم من القادة للوصول الى الأماكن المقدسة، وتتوافر فيها العناصر الضرورية والمستلزمات الكاملة لما تحتاج اليه في سيرها وبلوغ غايتها كوجود الجنود والأطباء والادلاء والخدم وتوافر الدواب والماء، وهي اكبر حجما واوسع تشكيلا وأضبط أمنا من القوافل الأخرى، حيث يلتحق بها أعداد كبيرة تصل الى الآلاف، وقد يتكفل الأمير أو من ينيبه بتوصيل بعض الحجاج غير القادرين ويسعون الى توفير المراكب الضرورية لهم، اضافة الى تقديم الطعام والشراب وصولا الى الأماكن المقدسة طلبا للأجر والثواب، كما يسعى بعض الحجاج للدخول في هذه القافلة بسبب وجود الحماية الأمنية، وتوفير الطعام وما عليهم سوى امتلاك الراحلة التي تقلهم، وتلتحق بعض القوافل التجارية الأخرى مع القافلة وترافقها للاستفادة منها في الجانب الأمني أملا في بيع بضاعتها وتنشيط وشراء ما تحتاج اليه سواء للقافلة او عند ورودها الأماكن العابرة لها وصولا الى مكة، ويلتحق بهذه القوافل طبقات المجتمع كافة من علماء وأمراء واعيان وتجار وصناع وغيرهم، وقد تقام حلقات التدريس والتعليم بفضل وجود مرافقين من طلاب العلم أو القضاة مع هذه الحملات التي يقودها الأمراء.
رسمة عثمانية لمكة المكرمة اثناء صدور الوثيقة
وأورد الباحث نماذج مختلفة من رحلات إلى الأماكن المقدسة سجلها رحالة ومؤرخون، منها رحلة ابن بطوطة من الرياض إلى مكة وخروجه مع أمير حجر اليمامة (الرياض) طفيل بن غانم ورحلة الشيخ اجود بن زامل مع جمع عظيم يقال انهم يزيدون على 30 ألفا، ورحلة السلطان الجديد للأحساء راشد بن مغامس عام 933هـ، حيث قاد قافلة للحج بعد اسقاط دولة بني جبر، اضافة الى رحلة الشيخ مبارك بن راشد المسعفي عام 940هـ، وقد وصف بأنه سلطان الشرق، كما أورد الباحث حوادث متفرقة تتعلق بالحجاج القادمين من الشرق والغرب والجنوب.
وتناول ابن عساكر طريق الحج من اليمامة الى مكة وهو الطريق الأكثر شهرة بسبب ورود القوافل على كثير من القرى وموارد المياه من خلال كتاب (بلاد العرب) لمؤلفه لغده الاصفهاني، حيث تتجه القوافل المغادرة من اليمامة عبر هذا الطريق لأداء فريضة الحج أو الاتجاه الى الحجاز مرورا ببعض المدن أو المناهل او بعض العلامات الدالة عليه المشهورة بطريق المنار منها: الراحة، الاحيسي، قرقرى، الوركة، أهوى، أصيمر، العفافة، وعكاش، والمروت، السحامة، مويهة جراد، الهلباء، جزالاء، الخنفس، العوسجة، عكاش، العيصان، الدثينة، قبا، حرة بني سليم، مران، بيسان، اوطاس، غور تهامة، ذات عرق، نخلة، بستان ابن عامر
صورة لأطلال الطريف بالدرعية التقطها فيلبي قبل 93 عاما («الشرق الأوسط»)
إشادة بشيوخ نجد
* وتضمنت الوثيقة أمرا موجهًا الى أمير أمراء الأحساء مع ذكر لعدد من البلدان وأسماء وشخصيات ومنهم ابراهيم بن موسى أمير الدرعية الذي منه تتفرع كثير من الأسر التي تمت بالصلة الى الأسرة الحاكمة اليوم (آل سعود). وجاء في الوثيقة المترجمة أمر موجه لأمير أمراء الحسا (الأحساء): «إن أمير أمراء الأحساء السابق عثمان سبق ان كتب خطابا ذكر فيه ان شيوخ ولاية نجد وهم: شيخ قلعة التي تسمى دليم (الدلم) عيسى بن عثمان، وشيخ قلعة التي تسمى دراغية (الدرعية) ابراهيم بن موسى، وشيخ قلعة التي تسمى سلمية (السلمية) حسين أبن أبو اللويطة، وشيخ قلعة التي تسمى مليح (ملهم) أحمد بن عطاف (عطا) طلبوا منه الاستمالة ونتج عن ذلك ان وصل الحجاج ذوو الابتهاج في العام الماضي الى الديار المقدسة بأمن وأمان.. وكان الحجاج راضين عنهم شاكرين لهم، ثم ذكر ان مرور الحجاج المذكورين ـ أي الشيوخ المشار اليهم بعاليه ـ ومرافقتهم اياهم انفع وأولى وبناء على عرضه ذلك فقد أمرت: انك اذا رأيت ان الشيوخ المذكورين اذا رافقوا الحجاج الى مكة المكرمة، فلتعط لهم الاستمالة الحسنة كما كان. فلترسلهم معهم حتى يقوموا بمرافقة حجاج المسلمين وليكونوا حذرين ولا يمروا بالأماكن الممنوعة، بل يتوجهون معهم من الأماكن المعتادة حتى يعود الحجاج بأمن وأمان، ولتدارك الأمر على وجه حسن ولا تفوت دقيقة واحدة في الاهتمام بهم». حرر في 28 رجب 981هـ .
وفيما يتعلق بصياغة الوثيقة ذكر الباحث ابن عساكر انها كتبت بالخط الهمايوني، حيث انه يختص بالنظر في الأمور السياسية والادارية والعسكرية والمالية التي تهم الدولة، كما ان دفاتر المهمة المكتوبة بهذا الخط هي الأوامر الصادرة عن هذا الديوان الهمايوني الذي يختص بمختلف أمور الدولة, تضمنت هذه الوثيقة أسماء بعض البلدان والأمراء لبعض المناطق في بلدان العارض من نجد إلا انها لا تخلو من الاخطاء سواء في كتابة اسماء البلدان او الأمراء، فمثلا: بلدة الدلم سميت في الوثيقة: (الدليم)، وبلدة الدرعية سميت في الوثيقة: (دراغية)، وبلدة السلمية سميت في الوثيقة: (سلمية) بدون أل التعريف, أما الأمراء فقد وردت أسماء بعضهم مصحفة، حيث سمي أحمد بن عطا في الوثيقة: (أحمد بن عطاف). وربما ان اسم أمير السلمية ورد مصحفا هل هو اللويطة أم اللوبطة وكلاهما مجهول, ومن خلال دراسة الوثيقة ومحتواها فقد اتضح ان الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني (930 – 982هـ) سارت متبعة التنظيمات الادارية والتشريعية نفسها التي سنها والده السلطان سليمان خان الأول (900 هـ ـ 974هـ) الذي حكم مدة (46 سنة) وعمل على بسط نفوذ الدولة وتوسيع رقعتها واعلاء شأنها.
تنظيمات لحماية الحجاج
وأخذت البلاد النجدية (بخاصة منطقة العارض) منحى مختلفا بدخول العثمانيين بلاد الأحساء وسيطرتهم المباشرة عليها سنة 957هـ، وما ترتب عليه من تنظيمات ادارية وتشريعية سنها العثمانيون لهذه المنطقة، حيث كانت عادة العثمانيين عندما يبسطون سيطرتهم على قطر من الاقطار، فإنهم يحمون القرى ثم يقسمونها الى مقاطعات,وحرصا من دولة الخلافة العثمانية واهتماما منها بأمور الحج، بصفتها حامية بلاد الحرمين الشريفين، فقد وجهت رسالة الى أمير مقاطعة الأحساء باتخاذ الترتيبات اللازمة والكفيلة بحماية قوافل الحجاج الاحسائية العابرة الى هذه البلدان النجدية باتجاه مكة المكرمة,وقد أمر فيها الخليفة أمير الأحساء بأن عليه اتباع ما قام به سلفه السابق أمير الأحساء سنة 980هـ عندما كاتبه الخليفة بعض أمراء البلدان وارسال الرسائل اليهم ليقوموا بمرافقة الحجاج وحمايتهم وصولا الى الديار المقدسة وقدم لهم نظير ذلك الاستمالة اللازمة، وتعني الاستمالة: الدعم المادي والمعنوي لهم.
وهذه الترتيبات التي قام بها الأمير السابق ينبغي ان يسير عليها الامير الحالي، حيث أوضح الأمر السلطاني عدة أمور ينبغي التزامها في هذا العام (981هـ) منها: ارسال رسائل ـ الاستمالة ـ الى أمراء الدلم والدرعية والسلمية وملهم وابعاد الضرر عن الحجاج المسلمين وضمان سلامة طريق الحج والسعي لحفظه وأمنه واعادة الحجاج بعد انتهاء الحج الى بلدانهم سالمين، والتوجه نحو الأماكن المعتادة وعدم المرور بالأماكن الممنوعة لطريق الحج، ولتجنب ما قد يحدث من اشكالات مع العناية بالحجاج قدر الامكان وان يضعوا نصب أعينهم هذه التعليمات للاهتمام بهم,وخلت هذه الوثيقة من ذكر بعض الأمراء أو أماكن البلدان الواقعة على طريق الحج للقوافل القادمة من الأحساء كالرياض حاضرة نجد وملتقى القوافل، الا انه يمكن تعليل ذلك بأن الرياض مدينة مأمونة في هذا الجانب وان امراءها قادرون على حماية القوافل المارة بهذه المدينة نظرا لثقلها ومركزها، بينما تلك الطرق الأخرى لهذه البلدان (الدلم، الدرعية، السلمية، ملهم) فإنها اكثر عرضة لقطاع الطرق، ولهذا اهتمت الولاية بمخاطبتهم واستمالتهم وتشجيعهم عن طريق الأموال والهدايا، كما انه لا يستبعد ان تتم مخاطبة أمراء وحكام (مقرن أو معكال) التي عرفت فيما بعد بالرياض، وكذلك بلد العيينة وتوجيه الرسائل اليهم او الى غيرهم من الأمراء والقادة لبعض البلدان النجدية.
وذكرت الوثيقة بلدانا ستة، وهي الاحساء، نجد، والدلم، والسلمية، والدرعية، وملهم, حيث أوضحت بأن الأحساء تقع في الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وهي مدينة أول من بناها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر القرمطي سنة 317هـ، وهي قاعدة الهفوف، كانت الأحساء من منازل قبيلة عبد القيس بن ربيعة بن نزار, اتخذها العيونيون ـ المنسوبون الى بني ربيعة بن نزار ـ عاصمة لهم في القرن الخامس الهجري 468هـ، الى قبيل منتصف القرن السابع الهجري 636هـ) وفي القرن العاشر (957هـ) استولى عليها العثمانيون وسيطروا عليها فعليا واتخذوها قاعدة لهم ومن هذه المنطقة امتد نفوذ العثمانيين الى البلاد النجدية على حقب مختلفة.
أما نجد فهي من الأقاليم المهمة في شبه الجزيرة العربية وتقع في وسطها. والنجد في اللغة ما ارتفع من الأرض، وحدود نجد التقريبية تشمل الأرض التي يحدها جبل شمر من الشمال والهضاب الحجازية شرق سلسلة جبال الحجاز وعسير من الغرب والربع الخالي من الجنوب الفاصلة نجد والأحساء من الشرق، ووسط نجد سلسلة جبال العارض التي يخترقها وادي حنيفة وتقوم عليها كثير من المدن والقرى وسكانها قديما من قبيلة بني حنيفة,أما الدلم فهي بلدة قديمة تقع جنوب الرياض بقرابة الثمانين كيلا، وإليها ترجع جميع بلدان الخرج, ومن ذلك يتبين أن هذا الاسم من خلال هذه الوثيقة يرجع إلى ما قبل القرن العاشر الهجري كأقدم نص لهذا وإن ورد الاسم مختلفا قليلا باسم (دليم) وكانت هذه المدينة مركزا لتجمع قوافل الحجيج وما زال هناك مكان يعرف بسوق الحاج وآثاره باقية، وكانت القوافل تنطلق منه مرورا بحوطة بني تميم ثم نعام والحريق ثم إلى بلاد العرض ثم مكة, ومن أقدم أخبارها في المصادر المحلية عندما قتلت سطوة الدلم في 1095هـ، ومن أقدم علمائها الشيخ القاضي علي بن محمد بن بسام, له وثيقة محررة سنة 1088هـ ,وعدت الوثيقة السلمية وهي بلدة قديمة جنوب الرياض بقرابة 75 كيلا تقريبا من بلدان الخرج المشهورة وتقع على وادي حنيفة المتجه إلى وادي السهباء, وقد أشار إليها الإدريسي بأنها: (قرية عامرة قد أحدقت بها حدائق النخيل وفيها تمور حسنة الألوان شهية المأكل..)، كما أبان المسافة بينها وبين البصرة وحجر اليمامة وغيرها. تقع بالقرب منها مدينة الخضرمة قاعدة اليمامة قديما وارتبطت بإحدى العيون المشهورة التي تفيض من الدلم وهي عين فرزان.
وحصلت لهذه المدينة حوادث منها في سنة 989هـ، عندما سار الشريف حسن بن أبي نمي إلى نجد حين يذكر العصامي أنه: (فتح مدنا وحصونا تعرف بالبديع والخرج والسلمية (واليمامة) ومواضع في شوامخ الجبال. وتزيد على ما سبق ثم عين من رؤسائه من ضبطها على أمور التزامها وشرطها..) كما أوقع بهذه البلدة الشريف محسن بن حسين عام 1036, وعرفت هذه المدينة ازدهار حركة البيع والشراء والاكتيال وورود الأشراف إليها. وكانت بلاد الخرج وما حولها قديما من مساكن آل مزيد (المزايدة) من بني حنيفة إلى ما بعد القرن الثامن الهجري ,وذكرت الوثيقة العثمانية أن الدرعية موضع قديم يقع في الشمال الغربي من الرياض على بعد 25 كيلا على ضفة وادي حنيفة, أصبحت اليوم ملتصقة بالرياض، عرفت قديماً بمسمى: الضيّق وغبيراء, تحوي الدرعية على محلات متعددة أشهرها المليبيد وغصيبة منحها ابن درع أمير حجر اليمامة الرياض (عبد المحسن بن سعيد الدرعي)، لابن عمه المسمى مانع المريدي في سنة 850هـ، فنزلوها واستوطنوها واتسعت عمارتها، خاصة في زمن موسى بن ربيعة بن مانع ثم ابنه إبراهيم,
وسميت الدرعية نسبة إلى قبيلة الدروع من بني حنيفة, إما نسبة إليها ابتداء وإما منقولة من قرية في القطيف تسمى الدرعية انتقل منها مانع المريدي قامت في أحضان هذه البلدة الدولة السعودية الأولى على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب سنة 1157هـ، إلى أن قام الأتراك بتدميرها عام 1233هـ، ثم اتخذ الإمام تركي بن عبد الله الرياض عاصمة للدولة بدلا من الدرعية في عام 1240هـ. وأشار حاجي خليفة (ت 1068هـ)، إلى موضع الدرعية وأنها تقع ضمن طريق الأحساء المؤدي إلى مكة المكرمة.
أما ملهم فهي بلدة قديمة تقع شمال الرياض بـ80 كيلا، استقرت فيها إحدى قبائل بني يشكر من بكر بن وائل. وآل يزيد من بني حنيفة.. وأشار إليها ابن فضل العمري في كتابه «مسالك الأبصار» في القرن الثامن الهجري بأنها من مساكن قبيلة آل يزيد من بني حنيفة اشتهرت ووصفت بكثرة النخيل, وقعت فيها عدة حروب ومعارك، ووردت في الشعر القديم، وأشار ابن لعبون (ت بعد 1257هـ) إلى سكان هذه البلدة بقوله: (وأما بنو وائل ساكني ملهم، فالظاهر أنها لم تخل منهم جيلاً بعد جيل، وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤسائها وساكنيها آل عطا المنسوبون إلى وائل.. وعامر السمين ويفتخرون بأنهم من بني عبد الحميد بن مدرك) وقد وقع بهذه البلدة (ملهم) قحط ووباء حتى إنه جلا كثير من أهلها إلى العيينة وينزلها بعض الحجاج القادمين من الأحساء للتزود بالمؤن والحاجات كما حدث لبعض حجاج الأحساء كما ذكرها كاتب جلبي وأنها تبعد ست مراحل عن الأحساء ويوجد بها قصب السكر والتمر والعنب والخوخ. وأشار أيوب صبري إلى أنها من ضمن طريق القوافل التي يسلكها الحاج في طريقه إلى مكة المكرمة والقادم لها من منطقة الأحساء
وطرحت الوثيقة أسماء وشخصيات عدة منهم عثمان بك (أمير أمراء إيالة الحسا) وهو عثمان باشا تولى إيالة الحسا خلال الفترة ( 1572 ـ 1573م)، وأول إشارة تصل إليها عن وجود عثمان في إيالة الحسا هي بأوائل ديسمبر 1572م، كان والده أزدمرد أحد قادة المماليك في مصر وبعد سقوط دولتهم عمل في السلك العسكري العثماني، حيث تولى إمارة اليمن ثم وجه إلى الساحل الغربي جنوب البحر الأحمر، حيث أسس إيالة حبش, وبعد وفاته خلفه ابنه عثمان الذي كان مصاحبا له في تنقلاته تلك وكان أحد قادته العسكريين، ثم عين المذكور أميرا على إيالة اليمن ومن ثم تم توجيهه إلى إيالة الحسا في سنة 1572م، خلفا لعلي باشا ثم نقل إلى إيالة البصرة في 6 يونيو 1573م، وقد تأخرت مباشرة عثمان باشا لعمله في إيالة البصرة، وكلف بالبقاء في إيالة الحسا ريثما تستقر الأوضاع في الخليج العربي، إثر ازدياد النشاط العدائي البرتغالي في شمال الخليج العربي في تلك الأثناء، واستمر عمله في إيالة الحسا حتى 22 نوفمبر 1573م (على حسب هذه الوثيقة)، وكان تنقل عثمان باشا في عدد من الإيالات العثمانية، وتولي قيادة القوات العثمانية الرئيسة على الجبهة الإيرانية، أن أهلته للترقي إلى منصب الصدارة العظمى وهي أعلى المناصب العثمانية الإدارية والعسكرية في تلك الحقبة، ويعدّ عثمان باشا بالنسبة للتاريخ العثماني العام من أبرز الكوادر التي ظهرت في المشرق العربي في تلك الحقبة.
أما حسين بن أبي اللوبطة (اللويطة) (أمير السلمية) الذي ذكرته الوثيقة العثمانية فلم يقف الباحث على ترجمة له من المصادر، ولا يدري إن كان هذا الاسم (اللويطة) لقبا أم اسما!. موضحا بالقول «ولعل المعنى العامي لهذه الكلمة اللوبطة: هو الذي لا يعطي الشيء على ظاهره» (أي لا يمسك ولا يعطي)، في حين أشارت الوثيقة إلى أحمد بن عطا (ملهم)، وآل عطا أسرة تنسب إلى قبيلة بني حنيفة من وائل وحكمت بلدة ملهم منذ أزمنة قديمة وجودهم ممتد في المناطق الملاصقة لها كعقرباء والعيينة حيث يوضح الهمداني (ت 334هـ) في تعداده للقرى التي نزلها بنو حنيفة إلى آل عطاء فقال: (وتلعه ابن عطاء وهي لبني عامر بن حنيفة)، برز منهم الفارس المشهور محمد بن عطاء أمير عقرباء حيث ذكره الحربي في مناسكه بعد ذكره لعقرباء فقال عنها: «إنها لقوم من ربيعة يقال لهم بنو عامر ـ من بني حنيفة ـ وصاحبها محمد بن عطا فارس مذكور.
وترد أقدم الإشارات لذكر هذه الأسرة وتحديد مكانها ضمن المصادر المحلية عند إشارة ابن لعبون (ت بعد 1257هـ)، إليهم في نسخته المخطوطة في الحديث عن قبائل وائل بن ربيعة وبعض أنسابهم المشهورة فقال: (وأما بنو وائل ساكني ملهم فالظاهر أنها لم تخل منهم جيلا بعد جيل وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤسائها وساكنيها آل عطا المنسوبون إلى وائل وعامر السمين ويفتخرون بأنهم من بني عبد الحميد من مدرك كما قال عامر السمين (من شعراء ملهم):
أنا من بني عبد الحميد بن مدرك - أهل الضرب في الهامات والنسب العالي
وكان أجداد المعامرة من ساكني ملهم..) ثم يذكر ابن لعبون أن المعامرة (آل معمر) ينتسبون إلى وائل في بعض الروايات، ويظهر أن آل معمر حاولوا بعد ازدياد نفوذهم منافسة أمراء آل عطاء إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك حتى خروجهم وشرائهم العيينة والجبيلة من آل يزيد من بني حنيفة, ولا يزال هناك روايات وأمثال يتداولها سكان هذه المدينة وغيرها حول قوة ونفوذ آل عطا في القرون الماضية, بل ربما وصفهم ببعض الأعمال السيئة.. فيقال: (ابن عطا ما على خزيه غطا) ويشدد الباحث على أنه لم يقف حسب ما اطلع عليه في أسر نجد ـ اليوم ـ على من يحمل هذا الاسم, وورد في الوثيقة العثمانية ذكر لإبراهيم بن موسى (أمير الدرعية)، (ت بعد 981هـ) وهو إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الدرعي الحنفي، أمير الدرعية. تولى بعد وفاة والده الحكم, وأمكن من خلال الاطلاع على هذه الوثيقة تحديد الحقبة التقريبية التي كان حاكما فيها إلى سنة 981هـ .
كان والده من أشهر من تولى الحكم في حقبة القرن العاشر واستطاع القضاء على كثير من المنافسين, أنجب إبراهيم عددا من الأبناء المشاهير الذين استقلوا بحكم بعض البلدان بعد وفاته. ومن إبراهيم هذا تتفرع كثير من الأسر التي تمت بالصلة إلى الأسرة الحاكمة اليوم ـ آل سعود ـ ولإبراهيم أربعة أبناء مشهورون: عبد الرحمن، عبد الله، سيف، مرخان, فأما عبد الرحمن فاستوطن ضرما ونواحيها وذريته آل عبد الرحمن المعروفون بالشيوخ. وأما عبد الله فمن ذريته الوطيب. وأما سيف فمن ذريته آل يحيى أهل أبي الكباش. وأما مرخان فخلّف عدة أولاد منهم مقرن وربيعة، فأما مقرن فهو الذي من ذريته آل مقرن اليوم وخلّف عدة أولاد منهم محمد وعبد الله جد آل ناصر وعياف ومرخان. فأما محمد فخلّف سعود ومقرن وسعود خلّف محمد ومحمد خلّف عبد العزيز وعبد الله، ومن ذرية عبد الله هذا تداولت الإمارة والحكم في أبنائه وأحفاده، منهم موحد الجزيرة العربية الإمام: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى (ت 1373هـ)
أقدم نص عن نسب آل سعود
* ويشير أقدم من كتب عن نسب هذه الأسرة، حيث قام بتأليفها في عصر الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود (ت 1218هـ)، ثم نقل بعض ما جاء في هذه النبذة كثير من المؤرخين، لكنهم نقلوها ناقصة,وها هو نصها كاملا، بعد ذكر نسب ربيعة بن نزار التي منها بنو حنيفة التي ينتسب إليها أسرة آل سعود فقال: (الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وسلم كما ينبغي، مما نفصل من نسب ربيعة بن نزار أولاده أسد وضبيعة ومن ضبيعة عنزة ومن تفرع منهم ومن أسد بنو عبد القيس بن أفصى ابن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة وهم أهل هجر والبحرين ومنهم بنو وائل بن قاسط بن أفصى ابن دعمي بن جديلة ابن أسد وولده لوائل بكر وتغلب وعنز فأما بكر فأعقب العدد الكثير فمن ذريته بنو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ومن شيبان بنو الدوس ابن شيبان أهل ضرما من وادي حنيفة ومنهم المزائدة ورزي أبي العباس المشهورون بالجود والكرم مثل معن بن زايدة ومزيد بن مزيد وخالد بن يزيد وغيرهم ومن بكر بنو حنيفة ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل أهل حجر من وادي اليمامة ومنهم بنو غبر وبنو قران وبنو يشكر بن بكر بن وائل أهل ملهم وبنو قيس ابن ثعلبة وبنو عجل ابن لجيم قبيلة ابي دلف وزير المأمون وأما ثعلب فتفرع منهم قبايل منهم الأرقم مشاهيرهم عمرو بن كلثوم وكليب اخوة مهلهل الزير، وكذلك بنو عنز بن وائل وكل من ذكر في ربيعة من نزار ومنازلهم البحرين وهجر والقطيف وحجر اليمامة وما والاها وقد تشرفت هذه القبيلة الذين منهم إمام الوقت عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن محمد بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الوايلي الربيعي وبه تشرفت قبيلته على الإطلاق كما قال الشاعر:
* وأما أمور الملك أضحى مدارها ـ عليكما دارت على تهلب الرحى
* ونذكر ما بلغنا من أخبار أجداده على سبيل الاختصار كان جده الأعلى مانع المريدي مسكنه بلدة الدروع من نواحي القطيف، ثم انه تراسل هو والأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي الحنفي رئيس دروع حجر اليمامة ـ الرياض ـ بني عم دروع القطيف لما بينه وبينهم من المراحمة الويلية، لأن الدروع من بني وائل فاستخرجه من القطيف وأتاه في حجر فأعطاه ابن درع أرض المليبد وغصيبة من نواحي ملكه فاستقر فيها هو وبنوه وكان ما فوق المليبد وغصيبة ومنها إلى دون الجبيلة لآل يزيد ومن تحت الجبيلة إلى الأبكين إلى موضع حريملاء منها لحسن بن طوق جد آل معمر وولد لمانع ربيعة وصار له شهرة واتسع ملكه وحارب آل يزيد وبعد هذا ظهر ولده موسى وصار أشهر من أبيه واستولى على الملك في حياة أبيه واحتال على قتله وجرح جروحا كثيرة وتزبن ربيعة حمد بن حسن بن طوق وزبنه وأكرمه لأجل معروف سالف له عليه ثم ان موسى صطا بالمردة وجميع الموالفة على آل يزيد في النعمية والوصيل وصبحهم وذبح منه في صباحه ثمانين رجلا وتشتتوا ولا استقام لهم بعدها حال وتولى بعده ابنه إبراهيم بن موسى وصار لإبراهيم عدة أولاد منهم عبد الرحمن الذي ترجل ونزل ضرما وملكها ونواحيها هو وذريته المعروفون بالشيوخ منهم عبد الله وله ذرية منهم الوطيب وغيره من المردة ومنهم سيف جد آل أبو يحيى أهل أبا الكباش ومنهم محمد بن مقرن وربيعة وهم أجلهم مقرن صار له عدة أولاد أجلهم محمد أبو سعود وعياف، وغالب آل مقرن اليوم من ذرية محمد ومن أولاده عبد الله وهو جد آل ناصر ومن أولاده مرخان الذي قتله ابن عمه وطبان بن ربيعة ومنهم عياف، فعياف ومرخان انقضت ذريتهما فأما ربيعة أخو مقرن فأعقب وطبان وهو جد آل وطبان المعروفين الموجودين هذا الذي يقال اليوم.
والحاصل أن أصلهم من القطيف من موضع منهم يقال له الدرعية وهو اسم الموضع الذي نزلوا من هذا الوادي بالدرعية وهو سمي بالأصل بالضيّق وغبيرا,وأوردت الوثيقة ذكرًا لأمير الدلم عيسى بن عثمان: وآل عثمان هم رؤساء الخرج قديما من قبيلة بني عائذ. ومنهم آل زامل الذين تداولوا الإمارة إلى عام 1199هـ,ومن أقدم أخبار هذه الأسرة في المصادر المحية وردت في حوادث عام 1094هـ، حيث (قتلت سطوة الدلم وذلك أن رئيسها زامل سطا على عشيرته وقتل منهم خلقا كثيرا) وفي حوادث عام 1099هـ، وقوع مناخ (حرب) بين محمد بن غرير آل حميد رئيس الحساء وبين آل عثمان رؤساء الخرج. وهناك أسرة أخرى حملت مسمى آل عيسى ينسبون إلى بني خالد من رؤساء الخرج في بلد الضبيعة، أشهرهم محمد بن عيسى الذي تزوج ابنته الشاعر النسابة جبر بن سيار (ت 1085هـ) وربما كان لأحد رجالات هذه الأسرة اتصال بالدولة العثمانية أو زيارة لمقر الخلافة الإسلامية في إسطنبول. حيث ينقل محمد السباهي (ت 997هـ) في كتابه «أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك» عن أحد أفراد هذه الأسرة معلومات تتعلق بهذه المنطقة كاليمامة والخرج.. وذلك قبل سنة 980هـ. يقول السباهي: عند التعريف بمنطقة اليمامة الواقعة في الخرج ما نصه: (وأخبرني من رآها في زماننا هذا أن بها إناسا وقليل نخل.. وأخبرني حديثه بن عيسى وهو ممن أقام باليمامة عدة سنين قال:اليمامة لها واد يسمى الخرج وهو أسفل الوادي وبقرب اليمامة عين ماء متسعة وماؤها يسرح والأحساء والقطيف شرق اليمامة على نحو أربع مراحل..)
جريدة الشرق الأوسط الجمعة30ذو القعدة 1429هـ 28نوفمبر2008م عدد10958
|
|
|