عندما يستطلع الباحث في هذا الزمان مجالس عنزة على مختلف قبائلها ويسأل سؤال واحد فقط عن اقدم تاريخ لعنزة وأصل موطنهم ؟ يجد أجابة واحدة وأن اختلفت الصياغات سواء من صغيرهم أو من كبيرهم تجد الأجابة في ابسط صياغاتها أن موطن عنزة الأول في الحجاز في مدينة خيبر ويرجح أن انتقال قبيلة عنزة إلى خيبر بعد وقعة الزاب بين عنزة والأزد حيث ذكر ابن الأثير في احداث سنة 253هـ الحرب بين سليمان بن عمران الأزدي وبين عنزة وسببها أن سليمان أشترى ناحية من المرج فطلب منه إنسان من عنزة أسمه برهونة الشفعة فلم يجبه إليها فسار برهونة إلى عنزة وهم بين الزابين فاستجار بهم وببني شيبان واجتمع معه جمع كثير ونهبوا الأعمال فأسرفوا وجمع سليمان لهم بالموصل وسار إليهم فعبر الزاب وكانت بينهم حرب شديدة وقتل فيها كثير وكان الظفر لسليمان فقتل منهم بباب شمعون مقتله عظيمة في الموصل ثم بعد هذا التاريخ توالت أخبار قبيلة عنزة في خيبر أما موطن قبيلة عنزة الأول فقد ثبت في كتب التاريخ أن موطن عنزة الأول هو الحجاز ثم انساحت على تهامة ضمن قبائل ربيعة فهاجرت قبيلة عنزة بعد الحرب الواقعة بين قضاعة وربيعة يتقدمهم عبدالعزي العنزي فنجع بهم إلى نجد وأستقروا قبل الإسلام في نعام وبرك والمجازة وشهوان وماوان والهدار وخالطوا بنو حنيفة في بلاد اليمامة وعندما حدثت حرب البسوس بين بكر وتغلب حيث حاربت عنزة إلى جانب قبيلة بكر بن وائل ضد قبيلة تغلب ونتج عن ذلك حلف ( اللهازم) كما أشرنا ثم أنحدر بعض بطون قبيلة عنزة من موطنها الأول إلى سواد العراق وبقي بنو هزان في الموطن القديم ولا تزال عوائل معروفة في بلادها وتجولت قبيلة عنزة في النباج وثيتل وسوانا في حدود هجر وشاركت عنزة في حرب ذيقار مع بكر ثم جاء الإسلام فدخلت قبيلة عنزة في الإسلام وتفرقت في بلاد الله الواسعة بعد الفتوحات الإسلامية وانتشرت كغيرها من القبائل العربية وتذكر المصادر أن عنزة كانت في عين التمر( شثاثا ) في منطقة الأنبار بالعراق ثم انتقلت من عين التمر إلى خيبر بالحجاز ولابد أن لهذا الأنتقال أسباب بحيث لم يذكر ابن خلدون والقلقشندي سبب رحيل عنزه من عين التمر إلى خيبر كما لم يذكر متى هذا الأنتقال ولكن الهمداني ذكر في خبر عام 304هـ أن عنزة كانت في قدس قرب المدينة المنورة ثم أنتقلت إلى خيبر وقال شارح ديوان ابن المقرب العيوني أن عنزة عندما وصلت إلى خيبر تداخلت مع بنو جعفر الطيار وملكت أودية خيبر وأمتد وجودها إلى الحناكية وبعد تكاثر القبيلة أنتشرت إلى تيماء وفدك وضرغط وضريغط ووصل أمتدادها إلى تخوم حائل ثم أنساحت إلى بلاد القصيم فأصبحت تنجع في أماكن كثيرة من بلاد نجد حتى وصلت إلى موطنها القديم برك ونعام والهدار وسكن وتحضر عوائل من عنزة في بلدان نجد في السر والقصيم وسدير واليمامة وأوشيقر وبلغت عنزة أقصى درجات القوة والمنعة مما ساعد على تواجدها في أماكن كثيرة في نجد والحجاز إلى أن عادت إلى موطنها الأول بلاد نعام وبرك والمجازة والهدار وكانت أقوى بكثير منها قبل خروجها منه ثم بدأت تجوب الديار من أواسط نجد إلى الدهنا والصمان وتتوغل في نجعتها إلى الحماد ومركزها من خيبر إلى بلاد القصيم وقد ملكت مناطق في القصيم والحايط والحويط وعبر هذه الأزمنة تحضر من عنزة عوائل كثيرة وبعض قبائلها لم تغادر منطقة خيبر وقد ملكت بلاداً واسعة في منطقة العلا وتيماء وفي مناطق قرب حايل وفدك وضرغط وضريغط ولهم الكثير من الموارد والعدود والهجر في منطقة حائل وأنحدر أقسام من قبيلة عنزة إلى الوديان والحماد وبلاد الجوف وادي السرحان ثم إلى بلاد الأردن والشام والعراق كما ورد في ذكرهم عند الرحالة والكتاب العرب وفي هذا العصر توجد قبيلة عنزة في خيبر وتيماء والعلا وتبوك والجوف وقريات الملح وطريف وعرعر والعويقيلة ورفحاء وحفر الباطن وضواحي حائل وفي القصيم وسكن العاصمة الرياض من عنزة خلق كثير ولهم قبائل وأسر في دول الخليج خصوصاَ الكويت والبحرين ولايزال منهم قبائل في سوريا والأردن ولهم جاليات كثيرة في العراق ولبنان كما أن لعنزة قبائل وأسر كثيرة من الحاضرة في بلدان نجد وفي الكويت والبحرين