"ابن الكلبي بريء وثقة ،وهو شيخ النسابين"
قرأت وسمعت الكثير من الانتقادات الموجهة لابن الكلبي مؤخرا ، وخاصة من بعض الأحبة الباحثين في قبيلة عنزة الذين يحملون ابن الكلبي ما يحدث من تلفيق وتشويه لنسب قبيلة عنزة وابتداع الخلاف فيه وتدوير الشبهات المعاصرة حول وائلية عنزة .
والحقيقة التي لا محيد عنها هو أن ابن الكلبي بريء من هذه الخزعبلات براءة الذئب من دم يوسف وأصحاب الأهواء يستغلون نصوص ابن الكلبي فقط فيما يخدم طرائقهم وأهواءهم وإن لم يجدوا ابن الكلبي سيجدون غيره .
وابن الكلبي والمقصود به هشام بن محمد بن السائب الكلبي وهو نسابة معروف وكذلك أبيه وجده وهم من طبقات النسابين الأوائل حسب تصنيف النسابين وطبقاتهم .
صحيح أن هناك كلام كثير في كتب الجرح والتعديل عليه وعلى أبيه وجده من حيث الكذب والتشيع والتلفيق في التاريخ والرواية وهو كلام في الغالب صحيح ، وهو متهم لا شك في مجال الرواية والأخبار التي تتعلق بالسنة وأخبار الصحابة؛ لكن بالنظر لنصوص علماء الجرح والتعديل ومنهج أهل الإسلام في الإنصاف فقد قبلوا روايته في الأنساب وأنصفوه وجعلوه عمدة في النسب لأنه علم لا يتعارض مع عقيدته الشيعية وليس هناك أي مبرر للكذب والتلفيق في هذا الباب وهذا يتضح لكل قارئ في الأنساب وعارف ؛ فمن يقرأ لابن الكلبي يدرك أنه بحر عباب في الأنساب وقد عرف بإتقانه وسعة معرفته وهو المرجع الأول كل النسابين الذين جاؤوا بعده وكلهم عاله عليه كما قال أحدهم في وصفه .
ومما يؤكد ذلك أننا لم نجد في كتب النسابة والمؤرخين من يعترض عليه أو يخالفه في أنساب القبائل وتفريع العشائر وتسلسل البطون.
وعليه فينبغي لنا أن لا نسرف في البغي على ابن الكلبي وتحميل كتابه وآرائه أكثر مما تحتمل ، وبالنسبة لي فكل الكتب القديمة والمؤلفين المتقدمين هم محايدين ولا يتحملون جريرة المعاصرين في التلفيق والتزوير ،وهذا أمر قد عاينته بنفسي وخبرته من خلال تجربتي البسيطة في هذا المضمار.
صحيح أن المتقدمين لا يسلمون من الخطأ والوهم وهو أمر بديهي وخطأهم الاجتهادي يدرك بنصوص معاصريهم أو من سبقهم أو جاء بعدهم بيسير .
وسأوضح بالأمثلة الواقعية كيف أن هؤلاء المعاصرين من أصحاب الأهواء هم من يتلاعب بالنصوص ويؤلها ولا علاقة لابن الكلبي بذلك تماما مثل من يرتكب الآثام ويفجر في ديار الإسلام ويقتل المسلمين ثم يستدل على فعلته الشنيعة بالقرآن والسنة وكلام علماء الإسلام وكلهم براء من فكره العفن.
ـ مثاله بدعة وائل بن هزان التي ابتلينا بها وهي بدعة معاصرة أول من قال بها ابن عبار ـ هداه الله ـ ولم يسبقه إليها أحد وعندما تسأله من أين لك هذا ؟؟!! يقول : قال ابن الكلبي !!!.
وعندما ترجع كباحث موضوعي لابن الكلبي تجده لم يقل بذلك أبدا ..
ابن الكلبي عندما تحدث عن عنزة ذكر أنها "عنزة بن أسد بن ربيعة " وليس كما يزعم ابن عبار وغيره حاليا أنها "عنزة بن وائل بن هزان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد " فهذا افتراء على ابن الكلبي وتلفيق في النسب بحيث يجعل عنزة قبل أحد أحفاد الأحفاد وهو وائل بن هزان .
بينما وائل بن هزان هو رجل نكرة ورد كإسم في سلسلة بعض أبناء الهزانيين الذين ذكرهم ابن الكلبي وقبيلة بني هزان من فروع عنزة المعروفة وليست أبا لعنزة ولا زالوا يتمسكون بنسبهم إلى اليوم والشهرة لهزان البطن ولا يعرف بنوه بأنهم وائليين لا قديما ولا حديثا والشهرة فيهم لهزان ، وقد أسهبت في دحض هذه البدعة المقيتة في اختراع وائل بن هزان كجد لعنزة المعاصرة التي تختلف عن بني هزان وهم أحد بطونها لا أكثر .
وهنا يتضح براءة ابن الكلبي من هذه الفرية والبدعة .. وابن الكلبي يتفق مع جمهور النسابة في نسب عنزة القديم ..
والباحث المحايد الموضوعي لو أراد الاعتماد على ابن الكلبي فقط كمرجع للأنساب ، وهو سيكون بالمناسبة منهجا مختلا وغير متزن وأعني بذلك الاعتماد على كتاب واحد في النسب دون غيره، لكن لو فرضنا أنه سيعتمد على ابن الكلبي فقط في الأنساب من باب المحاجة والمناظرة ؛ فإنه سيتوصل لحقيقة واحدة لا تقبل الجدل : وهي أن عنزة لا تنسب إلى وائل مطلقا وعليه بناءا على قواعد المناظرة والاستدلال أن ينفي وائل عن عنزة مطلقا بدون تكلف ويقول : عنزة لا وائل فيها فهذا ما يفهم من نص الكلبي.
أما القول بأنها وائلية نسبة لوائل بن هزان فهذا كذب وتقول صراح على ابن الكلبي
ـ مثال آخر على ازدواجية بعض المؤلفين ما حكاه ابن راشد والبدراني في حديثهم عن نسب آل سعود ونسب عنزة في كتابهم الأخير .
حيث ينسبون آل سعود لبني حنيفة اعتمادا على المصادر النجدية التي جعلا منها العمدة والمرجع الثقة في أنساب آهل نجد بدواعي القرب والدراية والمعاصرة وما إلى ذلك من المبررات للأخذ بها ..
وإذا قبلنا منهم ذلك وجعلنا المصادر النجدية العمدة في النسب ـ وهي كذلك بلا شك ـ فسنجد أنها نسبت عنزة لوائل بن قاسط أيضا وأجمعوا على ذلك ..
لكن هنا يتعامل المؤلفان بازدواجية سافرة فيأخذان النسب الحنفي المزعوم لآل سعود من مؤرخين نجد بينما يرفضون كلامهم المحكم في نسب عنزة القبيلة المعاصرة لوائل بن قاسط بحيث يوهمون المؤرخين النجديين في نسب عنزة بطريقة فجة ويرجعون عنزة لوائل بن هزان أو لوائل مجهول ـ هكذا ـ اعتمادا على الوهم وعلى فكرة شاذة لا سند لها ولا مرجع أو أنهم يرجعوننا مرة أخرى لكتاب ابن الكلبي ونعود مرة أخرى للدائرة المفرغة والتلفيق على ابن الكلبي ...
ولو سايرناهم في ذلك ورجعنا لابن الكلبي سيلزمهم ذلك بنفي النسب الحنفي للمردة أجداد آل سعود لأن ابن الكلبي لم يذكر ذلك في كتابه المتقدم في أنساب بني حنيفة ، وكذلك كما أسلفنا فابن الكلبي بريئ من نسب عنزة إلى وائل بن هزان كما يزعم البعض .
عندها سيقولان أو قالوا بالأحرى : أن ابن الكلبي لم يعاصر المردة ولم يطلع على أنسابهم لأنه متقدم عنهم وهو كلام منطقي ، وهنا أيضا نطالبهم بذات الشيء عن عنزة المعاصرة التي لم يتحدث عنها ابن الكلبي ولم يعاصرها ولم يذكر أو ينفي نسبتها أو تحالفها مع بكر بن وائل ولم يشهد تحولاتها بعد موته فكيف يحاكموننا لابن الكلبي عندما يريدون ويتبرؤون من ابن الكلبي عندما لا يريدون وهذا منهج مختل ومزدوج في اعتماد المراجع !!!.
بالنسبة لي كباحث محايد أرى أن ابن الكلبي ذكر نسب عنزة وأنها هي : عنزة بن أسد بن ربيعة وقد أصاب في ذلك بالنظر لجمهور النسابين ، ولكنه ذكر نصف الحقيقة وسكت عن النصف الآخر .
وهذا النصف الآخر ذكره نسابة ومؤرخين آخرين كثر وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن عنزة بن أسد بن ربيعة دخلت مع بكر بن وائل في حلف وبقيت معهم وصارت فيهم إلى اليوم والأخبار المحكمة متواترة في هذا الباب تضافرت عند نسابة ومؤرخين متقدمين ومتأخرين وهذا يفسر عقلا وشرعا انتساب عنزة المعاصرة لوائل وافتخارها بتراث بكر وتغلب وموروثها الوائلي الضخم الذي لا يخفى على أحد .
الباحث المحايد والموضوعي عليه أن يكون صاحب مبدأ ثابت في تعامله مع المراجع وأن يقبل آراء المرجع كاملة أو يرفضها كاملة وقد يحق له معارضة مؤلف ما في رأي ما بشرط أن يجد دليلا راجحا ومحكما ومصدرا قديما معتمدا يستدل به ؛ لا أن يتتبع هواه أو يطارد بدعة أو شبهة لا دليل عليها كما هو الواقع مع مسألة وائل بن هزان أو وائل آخر لا أثر له عندما يتعلق الأمر بوائلية عنزة فقط لدواعي الهوى الذي رسخ في نفوس بعض المعاصرين .
إن الإيمان ببعض نصوص المراجع المعتمدة والكفر ببعضها بداعي الهوى والتعصب هو منهج مضطرب وازدواجية عند كثير من المعاصرين مع الأسف. ولو تمسكنا بالمصادر القديمة وآمنا بالموروث واتبعنا قواعد النسب المعروفة فلن يختلف أحد ولن يكون هناك أي اختلاف خاصة في نسب عنزة الذي لم يظهر الخلاف المزعوم فيها إلا قبل بضع سنوات والله المستعان بسبب تسلط أهل الأهواء وبسبب لعنة انتساب آل سعود لعنزة
والله الموفق .
يقول الشاعر العربى:لاتنهى عن خُلقِ وتأتى مثله - عارُعليك إذا فعلت عظيم؟! كان يجب على من يطالب بالموضوعية وبتحرى الأمانة العلمية والإنصاف أن يتقيد هو إبتداءَ بهذه الأخلاقيات والمُثل وأن ينقل الحقائق كما هى دون تدليس أو تلبيس فى القول؟! فإبن عبار لم ينسب هذا القول لإبن الكلبى بل قال: هو رأي أقرب للصواب وإجتهاد شخصى إذا أردنا أن نستدل على هذا المسمى "وائل" من هو؟ وهو رأي وترجيح جاء من باب الإستدلال والمقارنة مبني على حكم التقارب بين النسبين إذا ماقورن بينهما نسب عنزة وعزوتها المشهورة "بوائل" ووائل بن هزان الفرع الرئيسي فى عنزة وكلاهما من قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة وهي مقارنة طبيعية عقلية كونها أقرب للترجيح المنطقى والإستدلال العقلى لاتخالف الواقع بشىْ!!
فإبن عبار لم يأتى بالعجائب والغرائب؟ ولم يخبص ويلبص فى نسب عنزة ولم يأتينا ببدعة وائل بن قاسط التى إبتلينا بها وهي بدعة قطعاَ لم يخترعها إبن عبار ولا إبن الكلبي أو ممن جاء بعدهم؟! فكون إبن الكلبي ثقة وبرىء براءة الذئب من دم يوسف؟ إذن من هو ذئب يوسف المتهم بالتلاعب بالأنساب وبالنصوص هل هو إبن عبار أم من زيف التاريخ ودلس فى سرد وقائعه وظلل فى تغييره دون بينة من نص يستند على دعامة صحيحة لاشك فيه؟! فالتزييف وقلب الحقائق التاريخية هو فى الحديث المستملح المستغرب فكان ينبغى أولاَ تصلح من إنحرافك وإعواججك وتخليك عن هذه الإفتراءات المحضة قبل أن تتهم غيرك بما هو فيك أساساَ!!
أماالإفتراءات والتلفيق بالأنساب فهى فيمن جاء بأقوال لم يأتى بها الأولون ولا المتأخرون؟! فخلط الأنساب ببعضها دون بينة لمجرد الأهواء وغلبة الظن والتلاعب فهذا هو الإفتراء الحقيقى والتلفيق بالأنساب والتلبيس على العامة؟! أما الاَراء والترجيحات الشخصية التى لاتخرج على النصوص خصوصاَ تلك المبنية على شواهد ملموسة ووقائع محسوسة فهذه ليست من الإفتراءات أو التلفيق الأنساب بشىء؟! فالمفترىء وملفق الأنساب هو من جعل قبيلة عنزة هى من أحفاد وائل بن قاسط فهذا هو الإفتراء والتلفيق والكذب بعينه؟! أما القول بأن الهزانيين لازالوا يتمسكون بنسبهم البطن وأنهم لايُعرفون بأنهم وائليين لاقديماَ ولاحديثاَ فهذا قطعاَ لاينفى عنهم الوائلية!!
فكون الشهرة لهزان فهذا لايعنى أنهم ليسوا بوائليين؟! فهزان أنجب وائل فلا تستطيع أن تنكر هذا؟! فعلى أي أساس تنفى عن بنى هزان الوائلية؟! فهل هذا من الحيادية والأمانة العلمية؟! أما إسهابك بدحض هذه الفرية المقيته كون وائل بن هزان ليس جداَ لعنزة فهذا لاينقذك من الفرية الأعظم والطامة الأطم التى أتيتنا بها؟! وهى بدعة وائل بن قاسط فأيهما أعظم فرية وأمقت إدعاء هزان بن وائل أم كذبة وائل بن قاسط؟! فمن ينشد الموضوعية والحياد العلمى لايكذب المصادر وينفى حقيقة ثابتة لامجال لإنكارها وهى وجود إسم وائل فى نسب عنزة بن أسد؟! وأن عدم إنتساب عنزة لوائل بن هزان لايعطيك الحق بإنكاره ونفيه من هذا النسب؟! فهل ذكر إبن الكلبى أن عنزة بن أسد لاوائل فيها؟! وهل قال أن وائل بن هزان ليس من قبيلة عنزة بن أسد؟! فإن كنت تريد بهذا القول إبعاد نسب عنزة عن وائل بن هزان فهذا لاشك من المنطق الأعوج والإستدلال المعكوس!!
فنسب عنزة اليوم هو إمتداداَ لنسب عنزة قديماَ فأبتداءَ من إبن الكلبى حتى مؤرخى القرون المتأخرة لم يقم أياَ منهم بفصل قبيلة عنزة الحديثة عن عنزة القديمة فهذا القول والإعاء لايجديك نفعاَ بنفى الوائلية عن عنزة الحديثة؟! فإبن الكلبى يكذبك وكذلك المصادر التى جاءت من بعده لاتؤيدك ولاتسعفك فعلى أي منهج تعتمد إذن؟! اليس على الإفتراءات والتقول والأباطيل المكشوفة؟! فلو إفترضنا أننا سنعتمد على إبن الكلبى الذى لم يقل بوائلية عنزة وأن عنزة لاتنتسب الى وائل مطلقاَ ولا على من جاء بعده من النسابين والمؤرخين؟! فمن أين جئتم إذن بإنتساب عنزة الى وائل بن قاسط؟! وهل قول نسابي نجد إذا ذكروا نسب عنزة الى وائل هو بنظركم وائل بن قاسط؟! فهل يجهل مؤرخي نجد من هو وائل بن قاسط ومن هي ذريته حتى تعلموه أنتم!!
ثم من من مؤرخي ونسابي نجد المعتبرين من ذكر بصريح القول أن قبيلة عنزة هى من وائل بن قاسط؟! وحتى على إفتراض أن هناك من قال بهذا فهل سناخذ هذا القول على علاته هكذا دون مصدر أو نص متقدم ذكر هذا القول؟! فالمصادر النجدية لم تنسب عنزة الى وائل بن قاسط هكذا بل أغلبها ذكرت الى "وائل" فقط دون نسبته لفرد؟! ولو كانت عنزة فعلاَ تُنسب لوائل بن قاسط وأنها منه نسباَ وإنتساباَ لعلمه علماء نجد ومؤرخيها على إعتبار أنهم ثقه لديك؟! فكما أن إبن الكلبى برىء من نسب عنزة الى وائل بن هزان فكذلك هم علماء نجد ومؤرخيها بريئون من هذه الفرية التى تريد إلصاقها بهم من هذا النسب المنتحل الذى لايسنده مصدر ولم تذكره كتب الأنساب ولاالمراجع!!
أما القول بأن إبن الكلبي لم يشهد التحولات التى حدثت بعد موته؟ فمن إذن الذى شهدها من المؤرخين بعد إبن الكلبى؟! فهل إنقطع التاريخ بعد موت إبن الكلبي؟! فتحالف عنزة مع بكر بن وائل لم يذكر إبن الكلبي أنها إنتسبت اليه؟ والتحولات التى جرت لقبيلة عنزة من بعده لم يذكرها أحداَ من المؤرخين ممن جاء بعده؟ إذن من الذى نسب عنزة الى وائل بن قاسط؟! اليس هذا هو المنهج المختل فى إعتماد المراجع والمصادر التاريخية؟! وبما أنك باحث محايد فلماذا برأيك سكت إبن الكلبي عن ذكر نصف الحقيقة الاَخر؟! ألم ينصفه علماء الجرح والتعديل وجعلوه عمدة فى النسب؟! إذن كان عليك من باب هذه الحياديه أن تذكر لنا مصدراَ واحداَ معتمداَ يقول بأن قبيلة عنزة بقيت مع بكر بن وائل وصارت فيهم الى هذا اليوم!!
ثم هل دخول قبيلة عنزة فى بكر بن وائل يجعل نسبها فى وائل بن قاسط كنسبها أم يظل نسبها هو إنتساباَ وحلفاَ؟! فإن قلت هو نسباَ كنسبها فهذا من الجهل المستحكم لاعلاج له؟! وإن قلت هو إنتساباَ وحلفاَ فهذا لايجعلها بوائل بن قاسط قطعاَ وأدعى أن لاتعتزى به كون هذا الحلف الأبدى لابد أن ينفصل؟! والشواهد على هذا كثيرة بدليل إحتفاظ هذه القبيلة بنسبها عنزة بن أسد فكيف تذوب القبيلة ويبقى إسمها يتردد فى المصادر والمراجع منذ عصر إبن الكلبى حتى يومنا هذا؟! والغريب أن بكر بن وائل يختفى ذكرها فى التاريخ ويظل إسم حليفتها عنزة الى اليوم وهذا أغرب مافى الأمر؟! وبما أنك لاتتبع هواك أو لاتطارد بدعة أو تتبع شبهه لادليل عليها فهل أثبت لنا العرش أولاَ فى وائل بن قاسط الذى تدندن عليه دون حجة بينة قبل أن تتحدث عن وائل بن هزان الذى تجده فى المصادر جميعها بينما وائل بن قاسط الذى أدخلت عنزة فى نسبه لايزال مفقود جارى البحث عنه!!
أما مسألة المراجع المعتمدة والإيمان ببعض نصوص المراجع والكفر ببعضها بداعي الهوى والتعصب؟ فهذا لاشك منهج مضطرب وازدواجية عند الكثيرين وهى لفته بلاغية جميلة لو طبقناها على من خالف هذا المنهج وهذه القاعدة وضرب بهذه المراجع والنصوص المتواترة بعرض الحائط وأنفرد بالاَراء الشاذه والأقوال السقيمة التى تخالف المصادر والموروث وتتصادم مع ماأجمع عليه أهل العلم والمعرفة لكانت حجة بالغة عليك وعلى من قال بقولك؟! فالتاريخ لايبنى على الظنون والأوهام كما أنه لايقوم على النظريات الإفتراضية ولا الإجتهادات الشخصية فعلم الأنساب من العلوم التى يعتز بها العرب إعتزازاَ بالغاَ ولهم نسابون أشتهروا بحفظ أنسابهم وضبط أحسابهم فهل خفي عليهم أمراَ كهذا!!