( من أمثال العرب )
( أبطش من دوسر )
جاء في كتاب مجمع الأمثال لمؤلفه أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري المتوفي سنة 515هـ الصفحة 161- في تفسير المثل القائل ( أبطش من دوسر ) قال أن دوسر أحدى كتائب النعمان بن المنذر ملك العرب وكانت له خمس كتائب وهي : ( الرهائن والصنائع والوضائع والأشاهب ودوسر ) أما الرهائن فأنهم كانوا خمسمائة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون على باب الملك سنة ثم يجي بدلهم خمسمائة أخرى وينصرف أولائك إلى أحيائهم , فكان الملك يغزو بهم ويوجههم في أموره , وأما الصنائع فبنو قيس وبنو تيم الّلات بن ثعلبة من بكر بن وائل وكانوا خواص الملك لا يبرحون بابه , وأما الوضائع فأنهم كانوا ألف رجل من الفرس يضعهم ملك الملوك بالحيرة نجدة لملك العرب وكانوا أيضاً يقيمون سنة ثم يأتي بدلهم ألف رجل وينصرف أولائك , وأما الأشاهب فأخوة ملك العرب وبنوا عمّه ومن يتبعهم من أعوانهم وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيض الوجوه , وأما دوسر فأنها كانت أخشن كتائبه وأشدها بطشاً ونكاية وكانوا من كل قبائل العرب وأكثرهم من ربيعة سميت دوسر أشتقاقاً من الدسر وهو الطعن بالثقل لثقل وطئتها قال الشاعر :
ضربت دوسر فيهم ضربة *** أثبتت أوتاد ملك فاستقر
وكان ملك العرب عند رأس كل سنة وذلك أيام الربيع يأتيه وجوه العرب وأصحاب الرهائن وقد صيّر لهم أكلاً عنده وهم ذوو الآكال فيقيمون عنده شهراً ويأخذون آكالهم ويبذلون رهائنهم وينصرفون إلى أحيائهم