الأخ الميزان
كتب المؤلف الباحث فهد المارك رحمه الله كتاب تحت عنوان ( أمة عاشت في حيات رجل ) وأورد قصائد العوني واستخلص من هذه القصائد الأحداث التي عايشها العوني ووثقها بقصائده والمقصد أن العوني عاش مع أمه ولولا قصائد العوني لأندثرت هذه الأحداث وهكذا الجدود القدامى والأمم التي عاشت في العصور الماضية لا يذكر منها ألا أعلام مثل الأنبياء والخلفاء والأمراء والشعراء والرواة وهكذا وأنت تعلم أن الأمة التي عاشت في عهد الخليفة هارون الرشيد لم يصلنا من أخبارها ألا القليل لذلك فأن بشر ومسلم ليس أنبياء ولا خلفاء ولا أمراء ولا شعراء وأنما هم أجداد وأعمدة نسب قبائل مثلهم مثل غيرهم من أجداد العرب ولا كل جد يعرف له ترجمه أكثر من كونه تعرف سلسلة نسبه والثابت أن الرجلين من سلالة قبائل عنزة بن أسد بن ربيعة دون شك كما أن عصرهما غير معروف ولو أخذنا عدد الأشخاص الأحياء لكان الأستنتاج أنهما عاشا قبل سبعمائة سنة ولكن العدد غير دقيق بحيث أن هناك حلقات مفقودة من السلسلة نظراً لغلبة جد على الآخر فتجد العائلة تنسب للجد الثامن أو السابع أو الخامس وتعرف به فيقال فلان آل فلان ودون الجد الذي عرفت به العائلة جدود كثيرة لا تستعمل فمثلاً محدثك عبدالله بن عبار وعبار جدي القريب ثم يقال من الخضر وبين جدي وبين خضر عدد من الجدود لا تلفظ ومن ثم من الحناتيش وبين خضر وحنتوش أجداد ثم يرقى النسب في الأعمدة إلى الوصول إلى بشر ومن بشر مباشرة إلى عنزة بحيث شهرة القبيلة تغطي على باقي سلسلة النسب وبشر ومسلم ما أحد يشك أنهما جدود ولا أحد يشك أنهما من عنزة مهما حيكت من الخزعبلات والأكاذيب فهم من عنزة وعنزة قبيلة من قبائل العرب المعروفة قبل الإسلام وبعده وكما تعرف فأن القبائل في العصور القديمة يحل بها طواعين تفنى خلق كثير ويهاجر من يهاجر وتحصل لهم كوارث وحروب مع قلة النسل تنقرض بطون وعوائل المهم أن الذرية الباقية لعنزة البادية هم سلالة الرجلين سواء عاشا في العصر الجاهلي أو في عصر الإسلام وهكذا كل العرب وكانت قبائل قريش من أعظم قبائل العرب وأكثرها عدداً وعبر العصور والرسول صلى الله عليه وسلّم من قريش والخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية وبني العباس وفي عصرنا الحاضر عاصرنا أربع ممالك من آل البيت فقط وهاهي قريش حلت في جميع بلدان العالم الإسلامي وبقي منهم قبيلة في الموطن القديم بالحجاز لا يزال يقال لهم قريش فهل يمثلون كل قريش ولو أراد أحد أن يعرف هل هم من آل عدي أو من آل مخزوم أو من بني هاشم أو من الأعياص أو من أي فرع لما حصلت أجابة ويكفيهم أنهم من قريش وبخصوص الرجال المعروفين الذين لهم ذرية مثل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأن ذريته احتفظت بسلسلة نسبها بموجب ميزة الشرافة والسيادة خشية دخول الأدعياء ولكن عمر بن الخطاب وأبو بكر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم لا تعرف لهم ذرية مشهورة مثل ذرية علي وهكذا بشر ومسلم لو لم يكن لهما ذرية لما عرف أسمهما ولكن الذرية معروفة وهذين الرجلين من أبناء وائل من عنزة ومثالاً على أنقراض الكثير من الأمم في عصرنا القريب يذكر أبن بشر أنه في عصره فتك الطاعون بأهل العراق حتى أنه لم يجد من يدفن الجثث ويذكر أن مدينة البصرة وبغداد خوت من سكانها وكانوا من يحفرون للأموات أول النهار تالي النهار يحفر لهم والبقاء لله وما عقب بشر ومسلم ألا جزء قليل من ذرية عنزة بن أسد فقد تمسكوا بالأسم كما تمسك كل عدد قليل من قبائل العرب في الأسم القديم فمثلاً قبيلة سليم في الحجاز ما هي ألا جزء قليل من سليم القديمة وهذه القبائل القديمة هي عبارة عن جثرة من الشجرة الكبرى ولكن عنزة في هذا العصر تعرضت لتزوير نسبها وحصل لها خلط مشين وغريب من أشخاص يهمهم أبراز أنفسهم على حساب الطعن والتشكيك في نسب هذه القبيلة ولابد أنك قرأت أنت وغيرك الخرافات التي روج لها الخرافة الأولى أدعوا كذباً أن عنزة أنقرضت وحل محلها قبيلتا بكر وتغلب الخرافة الثانية أن قبائل ربيعة كلها تسمت عنزة وخرافات كثيرة لا نريد ترديدها وقد تم التصدي لها والصحيح أن عنزة هي عنزة مهما كثروا المزورين وشكراً