الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن الخاص المنتدى العام
المنتدى العام لجميع المواضيع العامه والتي ليس لها منتدى مختص
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-21-2010, 10:56 PM   #1
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي ردود العلماء على من يفتي بجواز حل السحر بالسحر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ردود العلماء على من يفتي بجواز حل السحر بالسحر


انتقد أستاذ الفقه بكلية المعلمين بمكة المكرمة الأسبق الدكتور سعد بن محمد النباتي بشدة تصريحات الشيخ عبد المحسن العبيكان في مسألة حل السحر بالسحر إذا تأكد أن الساحر يقوم بحل السحر دون الإضرار بالآخرين.. وقال إن الشارع كذب الكهان كلهم ونهى عن تصديقهم وإثباتهم . وبين النباتى فى تصريح (للمدينة) ان استخراج السحر بسحر وبألفاظ عجمية أو بما لا يفهم معناه أو بنوع آخر مما لا يجوز فإنه ممنوع وهذا هو الصواب
مجانبة الصواب
ولأننا قد تعلمنا من كتاب ربنا أنه يجب بيان الحق للناس.، فأقول في مسألة "حل السحر بسحر مثله إذا تأكد أن الساحر يقوم بحل السحر دون الإضرار بالآخرين. إن هذا القول قد جانب ما أثر عن أهل العلم وسأبين حكم ذلك معتمدا على الأدلة من الوحيين وأقوال السلف وبيان رأي المخالف ومناقشته وما ينتج عن تلك الفتوى أولاً: الأدلة من القرآن الكريم التي تدل على النهي عن الذهاب إلى السحرة فأذكر منها قوله تعالى: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) قال ابن عطية السحرة يعلمون أن لاحظ ولا نصيب لهم في الآخرة. فكيف يجوز الذهاب إليهم وألقى ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى"
ومن نفى الله الفلاح عنهم لا يصح ان نذهب إليهم لطلب العلاج في أمور السحر.
أدلة السنة
ثانياً: الأدلة من السنة النبوية في النهي عن الذهاب إلى السحرة عموماً منها:
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أتى عرافاً أو كاهناً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله أموراً كثيرة كنا نضعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان قال: فلا تأتوا الكهان قال كنا نتطير قال ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم " وغير ذلك من النصوص الواردة في هذه المسألة.
أقوال العلماء
ثالثاً: أقوال أهل العلم في النهي عن الذهاب إلى السحرة.
قال الإمام أحمد رحمه الله العراف طرف من السحر والساحر أخبث لأنه شعبة من الكفر. ونقل الإمام النووي "أن الشارع كذب الكهان كلهم ونهى عن تصديقهم وإثباتهم. قال ابن تيمية في النبوات الكهانة والسحر تناقض النبوة فإن هؤلاء تعينهم الشياطين تخبرهم وتعينهم بتصرفات خارقة ومقصودهم الكفر والفسوق والعصيان، وقال في موضع آخر "إن الأنبياء يفتحون الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف والسحرة يفسدون السمع والبصر والعقل حتى يخيل الإنسان الأشياء بخلاف ما هي عليه فيتغير حسه وعقله .. فهؤلاء مخالفون للأدلة السمعية والعقلية.. مخالفون لصحيح المعقول وصحيح المنقول.
أما حل السحر عن المسحور أو ما يسمى بالنشرة الأصح فيها أنها تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون النشرة بآيات الله أو الأدعية الواردة في ذلك أو الأدوية المباحة فهذا مباح بل ذكر النووي أنها سنة وكفى دليلاً على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم "اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك". وكذلك قوله في صحيح مسلم من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل . وهذه مطلوبة لأنها مصلحة بلا مضرة. أما ماأخرجه أبو داود في المراسيل "النشرة من عمل الشيطان" فالمراد بها النشرة المحرمة التي تخالف الكتاب والسنة ويكون القصد بها الشر
النشرة المحرمة
القسم الثاني: إذا كانت النشرة بشيء محرم كحل السحر بسحر مثله فهذه لا يوجد دليل شرعي على إباحتها بل هي محرمة ويدل عليها ما جاء عن أبي داود النشرة من عمل الشيطان" وكذلك الأحاديث التي ذكرتها في النهي عن الذهاب إلى السحرة أما ما جاء عن سعيد بن المسيب "في صحيح البخاري " وقال قتادة قلت لسعيد بن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر قال: لا بأس إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه. وقد توقف الامام أحمد لما سئل عن رجل يزعم انه يحل السحر فقال قد رخص فيه بعض الناس قيل انه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه. ويفعل كذا فتفض يده كالمنكر وقال ما أدري ما هذا قيل له فترى أن يؤتي مثل هذا يحل السحر قال ما درى ما هذا المغني 10/117 وذكر ابن حجر في الفتح أن الإمام الأمام أحمد سئل عمن يطلق السحر عن المسحور فقال لا بأس به والذي يظهر لي من هذه الأقوال أنه لا رخصة للمصاب بسحر أو مس أن يذهب إلى السحرة لحل السحر عنه ولا يحل له ذلك. وذلك لعدة أمور.
أولاً: أيهما نتبع كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم فلا تأتوا الكهان وقوله "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأحاديث أم كلام سعيد بن المسيب والطبري والشعبي وغيرهم من علماء السلف. بل كلام النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالإتباع ولا اجتهاد مع النص .
النشرة المباحة
ثانياً: كلام سعيد بن المسيب وغيره من علماء السلف رحمه الله تعالى: على النشرة المباحة كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل وكلام سعيد يحمل على هذا قال شارع الطحاوي "واتفقوا كلهم أيضاً على أن كل رقية أو تغريم أو قسم فيه شرك بالله فإنه لا يجوز التكلم به وأن أطاعته به الجن أو غيره وكذلك كل كلام فيه الكفر لا يجوز التكلم له وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم بإمكان أن يكون فيه شركاً لا يعرف لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً،وقال ابن قدامه رحمه الله في المغني عندما ذكر قول سعيد بن المسيب إنما نهى الله عما يضروا لم ينه عما ينفع وقال أيضاً ان استطعت أن تنفع أخاك فافعل فهذا من قولهم يدل على أن المعزم ونحوه لم يدخلوا في حكم السحرة ولأنهم لا يسمون به وهو مما ينفع ولا يضر وقال الشنقيطي رحمه الله التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه في هذه المسألة ،،،إن استخراج السحر بسحر وبألفاظ عجمية أو بما لا يفهم معناه أو بنوع آخر مما لا يجوز فإنه ممنوع وهذا هو الصواب أن شاء الله كما ترى أضواء البيان
تعرض النبي للسحر
ثالثا: السحر الذي وضع للنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لم يعلم بموضعه وهو سيد الخلق إلا عن طريق الوحي كما جاء في الحديث فهل يعلم السحرة والكهان ذلك وهل لهم أفضلية يصلون بها إلى معرفة السحر أم الكذب والإثم والفجور.
رابعاً: للأسف الشديد نعلم خلقا كثيرا أصابهم مس من سحر وغيره خالفوا أمر الشريعة فذهبوا إلى السحرة والكهان فلم يزل ما أصابهم من مرض فهذا يدل على كذبهم وإثمهم وكيف تكون لهم الرخص وهم على غير هدى ولو كان السحرة يستطيعون علاجهم ما نرى مصابا أو مريضا بالسحر على وجه الأرض.
الاضطرار والرخصة
خامسا: الاضطرار والرخصة لذلك المبتلى لمن كان قلبه مطمئنا بالإيمان كما في قصة عمار بن ياسر قال تعالى: "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" أما السحرة والكهان فيذهب إليهم وقلبه غير مطمئن بالإيمان بل بتصديق الساحر وتنفيذ أوامره وطلباته الشركية وقلبه متعلق بغير الله لاسيما أن صادف تحسنا في حالته.
سادساً: الرخصة للمضطر في ذلك يصرف القلوب عن فطرتها وعقيدتها السليمة ويدخل الشك والظن وعدم الالتجاء إلى الله عند الشدائد ويتعلق الناس بغير الله تعالى فيلجأون إلى الكهان وربما يكون في جميع أمورهم كما كانت العرب تتحاكم إلى الكهنة في المدينة وكان منهم أبو برزة الأسلمي قبل أن يسلم رضي الله عنه فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبطل ذلك.
سابعاً: يؤدي الرخصة في ذلك إلى نهب أموال الناس بالباطل ويكثر حلوان الكاهن وربما يكثر عمل السحر حتى يلجأ الناس إلى السحرة الكهنة لطلب العلاج فتصبح الأمة سلعة رخيصة بين يدي السحرة والكهنة.
ثامناً: لو أخذ بهذا القول لمهدنا الطريق لدخول السحرة إلى بلادنا لينشروا فسادهم في بلادنا وتصبح بلاد الحرمين حرسها الله وحماها مرتعاً للسحرة والكهنة والفجار أو سافر المبتلى بذلك إلى السحرة وأصبحوا لقمة سائغة وطعاماً شهياً يفترسها أهل السحر والكهانة بدون سخر وعناء وتعب أو تفتح مدارس تعليم السحر في بلادنا خفية وتفسد ما الله به عليم وكلا هذه الأحوال لا تليق ببلاد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة ودار التوحيد.
تاسعاً: المسلم إذا ابتلاه الله بشيء من ذلك أو غيره يذهب إلى أهل الإيمان والصلاح والعقل والتقى ليدلوه على طريق الصواب والهدي ويدعون الله أن يكشف كربته فهذا أولى وأحرى بالمخرج بإذن الله. "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
عاشراً: المسلم إذا ابتلي يجب عليه أن يلج الطرق المشروعة لدفع الابتلاء ويصبر ويحتسب حتى ينال الأجر العظيم ولا يضيع أجره قال تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" الزمر آية 10، ويعلم أن الابتلاء علامة محبة الله للمؤمن كما جاء في الحديث "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط". ولو لا الصبر والاحتساب لضاع الأجر.
الحادي عشر: إن الإضطرار إلى فعل المحظورات أحياناً يكون فى الأمورالحسية وليس فى الأمورالغيبية مثل المضطرالى أكل لحم الميتة يجوز له ذلك عند الاضطرار الشديد أما الأمور الغيبية فلا اضطرار فيها ولايعلم بحقائق ذلك إلا الله.


نقلا عن جريدة المدينة
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2010, 10:57 PM   #2
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

"إِذَا دَعَا الرّجُلُ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قالَتِ المَلاَئِكَةُ آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ"



رواه مسلم
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2010, 10:59 PM   #3
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


"إِذَا دَعَا الرّجُلُ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قالَتِ المَلاَئِكَةُ آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ"


رواه مسلم
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2010, 11:00 PM   #4
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


احبتنا الكرام احقاقا للحق وابطالا لما يتوهم كثيرا من الناس

لا ترجوا الشفاء التام بغير القرآن والله على كل شئ قدير

اخي المريض لا تتعلق بغير كلام الله

اخي المعالج لا تعلق مرضاك بغير كلام الرحمان

الادوية المادية تساعد وتخفف وتضعف خادم السحر

وحارس الحسد بقدرة الله لكنها لا تحسم الأمر

هي مهمه جدا وفعاله لكنه تشبه رصاص االبنادق

مقابل الصاروخ في حال الحرب ولله المثل الأعلى


كلام الله هداية وشفاءلمن حقق التوحيد والايمان قول وعمل شفاء من كل سقم بشرط ان يكون المريض مهتدي بهداية الله فمن لا يهتدي لا يشفى ولا ينتفع بكلام الله .

فالنبات الطيب لا ينبت في الارض القاحله

وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ


هل حققت الايمان هل اهتديت بهدي الله ورسولة ؟

اذا كنت كذالك فانت لا شك في طريقك الى الشفاء


تريدون الشفاء من أجل الأخرة ام من أجل الدنيا


ستجد سرعة الشفاء حسب نيتك

تريده فقط من اجل النجاح في أمور الحياة الدنيا

تريد الزواج تريد الوظيفة تريد الولد تريد سعة الرزق

تريد ان تتمتع في حياتك فقط من أجل هذة الامور الزائلة .


ردوا المظالم الى أهلها صلوا ارحامكم

كفوا السنتكم عن اذيتت الناس بالغيبة والنميمة والبهتان

تفقدوا قلوبكم افرغوها من الغل والحسد وسوء الظن

أملؤوها إيمان وتوحيدا ويقين وتوكل وأستعانة بالله العظيم

القادر على كل شئ أفرغوها من كل خوف الأ خوف من الله

ومراقبته بالسر والعلن

أفرغوها من كل تعلق الا من رب العالمين

احبتي ابحثوا عن ذالك الذنب الذي يقف بينكم وبين راحة البال والسعادة

ابحثوا عن ذالك العائق الذي أرهق أروحكم وأنهك أبدانك


قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )

وهذا من فضل الله على المؤمن أن

تعجل له العقوبه في الدنيا

وتحذرة وتنبيه ليقف ويتأمل ما بقي من حياته

اخيرا ليس كل مبتلى عاصيا فقد أبتلي الأنبياء والصالحين

فهل أنت صالحا في نفسك وفي عملك وفي قصدك

هل سلم المسلمين من لسانك ويدك

جوابا أسمعه لنفسك ...؟؟؟

أنت أعلم من كل الخلق بنفسك

والله أعلم منك بنفسك
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2010, 11:01 PM   #5
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع وأعجبني .... فعملت على إرساله لمنتداكم الطيب المبارك راجيا من العلي القدير أن تعم الفائدة والنفع لأبناء الأمة المحمدية ... وهو تحت عنوان :



" كيف يصرف الشيطان المرضى عن العلاج والتداوي بالقرآن ؟؟؟ "


يقول ابن القيم في الزاد : لو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة ، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكن الامتناع عنها ولا مخالفتها ومنها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه مصروع حقيقة أ.هـ.




وأغلب بل كل من به مس من الجن يحتاج الى من يشجعه ويعينه على الرقية والعلاج ، فإن الشياطين تخطط وتعمل على صرف المريض عن الرقية والعلاج بكل الطرق والسبل ، وإن مصاحبة هؤلاء المرضى والصبر على تصرفاتهم يحتاج الى إنسان حليم صبور له علم ودراية في تلبيس الشياطين. وان بعض من الناس يعانون من أعراض المس والسحر في اليقظة والمنام ، وتلاحظ أن تصرفات هؤلاء غير طبيعية أو أنهم يعانون من أمراض نفسيه مزمنة بل وربما أمراض عضويه لا يعلم لها سبب منطقي ، وحقيقة أمرهم أنهم مصابون بمس أو عين أو سحر ، ولكن الشياطين لا تريد لهم الخير أبدا ، فالشيطان يستهوي الإنسان ويستميله ويستخف بفكره وعقله ويبعده عن كل خير وعن كل ما فيه صلاح دينه ودنياه . فتسعى الشياطين جاهدة بالمكر والخديعة حتى تصرفهم عن الاستشفاء بالرقى الشرعية ، وذلك ببعض الطرق التالية :


1. من الطرق التي تعمد لها الشياطين لصرف المريض عن الرقية ، الإيحاء للمصاب بأنه مصاب بحالة نفسية ، أو أن الأمر طبيعي .


2. يقنع الشيطان المريض برأي من ينكر تلبس الجن للإنس لا سيما إذا كان يتابع ما تنشره الصحف والإذاعة من حوارات ومناقشات حول الموضوع ذاته .


3. توحي له الشياطين بأن مرضه يمكن علاجه عند الأطباء ، فيقنعونه بأنه مصاب بحالة نفسية أو مرض عضوي .


4. توحي الشياطين للمريض أن الرقية لا تنفع إلا لمن يعاني من الجنون ، فيخشى أن يذهب لمن يرقيه فيُعير ويلقب بالمجنون .


5. توسوس الشياطين للمصروع بأنها من ملوك الجان أو من عفاريت الشياطين أو من كبار مردتهم ، وتجدها تضحك أو تغني في صدر المريض وقت الرقية حتى تثبت له أنها لا تتأثر ، فيجعلون المريض يشعر بحالة إحباط ويأس وقنوط ، حتى أني سمعت أحد المرضى يقول : ما أظن أن لمرضي هذا علاج وما أظن أن أشفى من هذا المرض أبدا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إلا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ . رواه أحمد في المسند ، وعند مسلم عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله أن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .


6. ومن طرق صرف الشيطان ، الإيحاء للمريض بأنه نادم ويريد التوبة والإسلام وسوف يساعد المريض ، فيصدق المريض الجان فينقطع عن العلاج والرقية على أمل أن يفي ذلك الشيطان الخبيث بكلامه ، حتى أن أحد المرضى كان يحضر الجان عليه فيغيبه عن الوعي ، وعندما ينصرف عنه الجان يجد نفسه في مقر العلاج بالرقية عند أحد الرقاة ، أو في محاضرة في أحد المساجد ، ويفعل الشيطان هذه الأمور من باب استدراج المريض والتلبيس عليه حتى يصدقه ويركن إليه ومن ثم يستحوذ عليه ويمكر به ، وكان يخبرني الشيطان على لسان المريض بأنه يذهب به إلى أقل الرقاة تأثيراً عليه ، ويقول لقد نجحت فعلا في صرفه عن الرقية والعلاج بهذه الطريقة .


7. بعض الشياطين تأتي بالمريض إلى مقرات الرقية الشرعية حتى توهم المريض بأنها لا تتأثر من القرآن وأنها أقوى من أن يؤثر فيها كلام الله تعالى ، وما هي إلا جلسات معدودات ثم تنطلي اللعبة على المريض فيتوقف عن العلاج .


8. بعض الشياطين تشترط على المريض بعدم الذهاب للعلاج مقابل التخفيف عليه وعدم أذيته بل وتيسير سبل المنكرات التي يهواها المريض نفسه .


9. ومن الشياطين من تجعل المريض في حرج وضيق عندما يتحدث الى الراقي أو ينوي الذهاب اليه .


10. ومن الشياطين من تجعل المريض يخاف من الراقي أو يكرهه دون سبب أو توحي له بأنه ليس بالقارئ المتمرس .


11. كثيراً ما تأتي الشياطين للمريض في المنام على صورة الراقي وهو يضرب المريض أو يهينه أو يريد أن يفعل به الفاحشة والعياذ بالله ، وبعد أن يستيقظ المريض تبدأ الشياطين بالوسوسة المستمرة حتى تجعله يكرهه .


12. ومن طرق صرف الشياطين أن تجعل المريض يتعب بعد الرقية .


13. ومن تلبيس الشياطين أن توحي له للمريض أن رقيتهُ لنفسه بنفسه أقوى واشد تأثيراً من رقية الراقي المتمرس ، ثم تتفرد به حتى تصرفه عن الرقية تماماً.


ومن ضيعَ السيفَ اتكالاً على العصا * شكى وَقْعَ حَدِّ السيفِ ممن ينازلهْ


14. في بعض الحالات يتشكل الشيطان للمصاب ويتهدده ويتوعده بالأذى إذا ذهب للقراء ، وقد لا يتشكل ولكن يخاطب المريض وهو في جوفه بصوت يسمعه المصاب دون غيره .


15. توسوس الشياطين للمريض بأنها سوف تحضر وتتكلم على لسانه وتفضحه بالأمور التي لا يريد أن يعلمها عنه أحد .


16. يستشير المريض بالمس مريضا آخر في أمر الرقية ، فيشير عليه بالتوقف أو بتغير الراقي، والأمر قد دبر فيما بين الشيطان الذي مع المريض والشيطان الذي مع المريض الآخر .


17. بعض من به مس لا يصرع عند الرقية ويكون في كامل شعوره الا أنه لا يستطيع السيطرة على لسانه ، فتجد الجني يتكلم ويسب ويلعن المصاب نفسه وربما يمدحه ويتكلم بكلام كثير فيه الجد والهزل ، وبهذا الطريقة يشك المصاب في نفسه وتوحي إليه الشياطين بأنه غير مصاب بالمس وما هذه الأفعال والأقوال إلا من فعل الشعور الباطني ، ومن كوامن النفس ، فيتوقف عن الرقية.


فينبغي على مثل هؤلاء المرضى أن يعلموا أن مثل هذه الأفعال ليست بحالة نفسية خصوصا إذا كان المصاب يعاني من أعراض المس ، وخير من يشخص مثل هذه الحالة الراقي المتمرس في العلاج الشرعي ، وهو الذي يأخذ المعطيات عن حالة المريض ، ولا يجزم بالتشخيص إلا بعد عدة جلسات ، ولست أعني بالقارئ المتمرس ذلك المتفلسف الذي إذا جاءه المريض قال له أنت فيك كذا وكذا قبل أن يقرأ عليه ، ويذكر لي أحد الاخوة أن امرأته كانت مسحورة وذهب بها إلى قارئ متفلسف ، وبعد أن قرأ عليها مع مجموعة من النساء قال لها: إن معك حالة نفسيه ووسوسة شياطين ، وهي تعلم ما بها من سحر ومس وبلاء عظيم ، فقالت المرأة للراقي : وماذا عن زوجي ( وكان مسحورا هو الآخر) ؟. فأجاب الراقي المتفلسف هو الآخر ليس فيه شئ ، فقالت المرأة: كيف علمت وأنت لم تقرأ عليه ؟ فكأنها ألقمته حجراً .




يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: الرجال أربعة :رجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك ناس فذكروه ؛ ورجل لا يدري ، و يدري أنه لا يدري ، فذلك مسترشد فارشدوه ؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، فذلك جاهل فارفضوه .


حديث يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب:
أحياناً تأتي الشياطين للمريض من باب الدين ، وذلك بتذكير المريض حديث "السبعين الفاً " والحديث رواه الشيخان وجاء فيه :" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالُوا وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمِ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " . فتجد بعض المرضى يأتيك ويقول لك يا شيخ أريد أن أتوقف عن الرقية لعل الله أن يجعلني من اللذين لا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ، وإذا تتبعت حال المريض تجده بعيداً كل البعد عن التوكل ، وقد يكونَ ممن يشرب الدخان ويشاهد التلفاز وما فيه من فتن ، ويسمع الأغاني ، ويعق والديه ، ويفعل كثيراً من المعاصي والمنكرات بل قد تجده لا يصلي ويريد أن يكون من السبعين ألفاً ممن لا حساب عليهم ولا عذاب .




ولو سألت هذا المريض عن رأي العلماء في معنى هذا الحديث لقال لك لا أعلم ، ومن يرجع الى كتب أهل العلم يجد أن العلماء قد اختلفوا في معنى الاسترقاء وفي شرح معنى هذا الحديث ، وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث على ان التداوي مكروه ومعظم العلماء على خلاف ذلك ، وقد حمل بعض العلماء قوله ( لا يكتوون ولا يسترقون ) على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية ، فإنهم كانوا يكتوون ويسترقون في زمن العافية ، وقيل الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية ومن الذي لا يعقل معناه لإحتمال أن يكون كفرا ، يقول رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلم إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ رواه أبي داود ، فدل على أن النهي إنما كان عن الرقى المجهولة أو التي فيها شرك ، وقيل بأن الاسترقاء المستحسن تركه في حق من كان له قوة على الصبر وعلى ضرر المرض ، والمطلوب فعله في حق الضعيف ولا يكون الاسترقاء منافيا للتوكل .




وفي كتاب فتح القدير عند شرح المؤلف لحديث من اكتوى أو استرقى فقد برء مـن التوكل ، لفعله ما يسن التنـزه عنه من الاكتواء لخطره والاسترقاء بما لا يعرف من كتاب اللّه لاحتمال كونه شركا أو هذا فيمن فعل معتمداً عليها لا على اللّه فصار بذلك بريئاً من التوكل ، فإن فقد ذلك لم يكن بريئاً منه ، وقد سبق أن الكي لا يترك مطلقاً ولا يستعمل مطلقاً بل عند تعينه طريقاً للشقاء وعدم قيام غيره مقامه مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن اللّه تعالى والتوكل عليه ، وقال ابن قتيبة: الكي نوعان كي الصحيح لئلا يعتل فهذا الذي قيل فيه من اكتوى لم يتوكل لأنه يريد أن يدفع القدر والقدر لا يدافع. والثاني كي الجرح إذا فسد والعضو إذا قطع فهو الذي شرع التداوي فيه فإن كان لأمر محتمل فخلاف الأولى لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق.




وقيل المراد بترك الرقى والكي الاعتماد على الله في دفع الداء والرضا بقدره ، لا القدح في جواز ذلك لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح ، لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب ، يقول الحافظ في تعليقه على الحديث نقلا عن القرطبي : إن الرقى بأسماء الله تعالى تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه ، فلو كان ذلك قادحاً في التوكل لقدح الدعاء ، إذ لا فرق بين الذكر والدعاء ، وقد رُقي النبي صلى الله عليه وسلم ورَقى وفعله السلف والخلف ، فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم .ا.هـ.


روى مَالِك عَنْ حُمَيْد بْنِ قَيْسٍ المَكّيّ أَنّهُ قَالَ: دُخلَ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ. فَقَالَ لِحَاضِنَتِهِمَا «مَالِي أَرَاهُمَا ضَارِعينِ» فَقَالَتْ حَاضِيَتُهُمَا: يَا رَسُولُ الله. إنّهُ تَسْرَعُ إلَيْهِمَا العَيْنُ. وَلَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَسْتَرْقِيَ لَهُمَا إلاّ أَنّا لاَ نَدْرِي مَا يُوَافِقُك مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَرْقُوا لَهُمَا. فَإنّهُ لَوْ سَبَقَ شَيءٌ القَدَرَ, لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ .متفق عليه


تابع للموضوع :
ومن المعلوم أن التداوي من الأمراض من الأمور التي أمرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمر ندب لا أمر وجوب. روى ابو داود في مسنده عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ مَرِضْتُ مَرَضًا أَتَانِي رَسُولُ اللَّهصلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى فُؤَادِي فَقَالَ إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْئُودٌ ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنّ.


وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَتِ الأعرابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ألا نَتَدَاوَى قَالَ نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إلا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ . حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي


وعَنْ أَبِي خُزَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ وَتُقَاةً نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ. حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رواه الترمذي




وعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ . رواه أبو داود في مسنده




وعن عِمْرَانَ الْعَمِّيَّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا.رواه أحمد في المسند




وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ بِهَا نَظْرَةٌ فَاسْتَرْقُوا لَهَا يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً .رواه مسلم


والحديث الذي رواه أحمد عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ.




ويقول ابن حجر: والحق أن من وثق بالله وأيقن أن قضاءه عليه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب اتباعا لسنة رسوله فقد ظاهر صلى الله عليه وسلم في الحرب بين درعين ، ولبس على رأسه المغفر ، وأقعد الرماة على فم الشعب ، وخندق حول المدينة ، وأذن في الهجرة الى الحبشة والى المدينة ، وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشرب ، وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر ان ينزل عليه من السماء ، وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك ، وقال للذي سأله يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ، فأشار الى أن الاحتراز لا يدفع التوكل ، والله اعلم أ.هـ.( المرجع السابق ).




يقول ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي :


وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها . بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب والا كان معطلا للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا أ.هـ.




ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز بأن الاسترقاء لمن احتاج له لا يخرج المسلم من اللحاق بالسبعين ألفا حيث أنه مـحتاج للرقية ، ويرى حفظه الله تعالى استحباب العلاج من المرض أ.هـ.


ألم تر أن الله قال لمــريم
وهزي إليك الجذع يساقط الرطب


ولو شاء أن تجنيه من غير هزها
جنته ولكنْ كـل شيء لـه سبب



ومن المعلوم أن التداوي له أحكام خمسة واجب ، مستحب ، مباح ، مكروه ، ومحرم ، فإذا ما كان الإنسان مصابا بسحر تهيج ، أو سحر غواية ، أو سحر عقوق أو سحر مرض، أو كان مصابا بمس وكان الجان الصارع من الكفار وكان مسيطراً على الإنسان وكان الشيطان يأزه لفعل المعاصي بأنواعها ولا يستطيع دفعه عنه ، وقد يكون المرض أو السحر أو المس يسبب المشقة للمريض وأهله عندها قد يكون التداوي واجبا للضرروة الملحة[1] ؛ ومن القواعد الفقهية "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .




فينبغي على من يعاني من أعراض المس أو السحر أو العين أن يستشفي بكلام الله وبما جاء من أدعية مأثورة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وإذا كان يعاني من سحر أو مس شديد فينبغي عليه أن يستعين بالله ثم بمن له علم ودراية في علاج هذه الأمراض ، لأنه يخشى عليه أن تتدهور حاله فيَتعب ويُتعب من يعيش معه من غير أن يشعر ، وفي الغالب أن من به مس أو سحر يتصرف تصرفات غير متزنة يشعر بها من يعايشه ، والتكبر عن الاستشفاء بكلام الله هو خلاف المنطق الصحيح وهروب من الواقع ، يقول مطرف: لأن أعافى فاشكر احب إلي من أن أبتلى فأصبر.



وقد تأتي الشياطين للمريض من باب الرأفة والرحمة ، وذلك أن يكون ولي أمر المريض مصابا بالضغط أو السكري أو القلب أو غيرها من الأمراض ، فيخشى أن يتطور به الحال إلى الصرع عند سماع القرآن فيراه ولي أمره فيزداد عنده الضغط أو السكري أو يحصل له هبوط في القلب فيموت ، وهذا من تلبيس الشياطين ، وأذكر أن أحد المرضى وكان به مس من شيطانة خبيثة وكان يَتَحفظ ويخشى أن يعلم به أحد ، حتى بلغ به الحال أن صرعه الشيطان بين مجموعة ممن كان يخشى أن يعلموا بمرضه . فكيف بك لو صرعك الشيطان وجعلك تتخبط بين والدك أو أمك التي تعاني من الضغط أو السكري أو القلب ، فينبغي عليك أن تخبر من تخشى عليه بالتدرج قبل أن يفاجأ بمثل هذا الموقف كأن تقول يا والدي إني أعاني في هذه الأيام من ضيق في صدري وأظن أني محسود وأصبت بعين وسوف أذهب لمن يرقيني وتبدأ تتدرج معه وبمرور الأيام والأسابيع يتقبل الواقع وإن كان مراً . ولا تدري لعلك تكون سببا في شفاء والدك مما يعانيه عندما تأخذه لمن يرقيه بكتاب الله فيأذن الله له بالشفاء . وكم من مريض يأتي للعلاج فيتبين أن عائلته كلها مصابة بسحر أو أن البعض منهم يكون مصابا بالعين ، فيكون الأول سببا من بعد إذن الله تعالى في شفاء غيره .




ومن طرق صرف الشياطين أن تصرف وتلبس على ولي أمر المريض أو المريضة بأنه مصاب بمرض عضوي أو نفسي وعلاجه عند الأطباء أو المصحات النفسية .




ومن تلبيس الشياطين أن يذهب المريض وولي أمره للراقي وبعد الرقية ، يصدر الحكم الجائر من الراقي المعزز بالقسم بالله بأن المريض ليس به مس والذي به حالة نفسية أو مرض عضوي اذهب به للطبيب !!! ، فيتهم المرض بالكذب ويقع بين مرارة البلاء ومنعه من الرقية . فالحذر الحذر من تشخيص الرقاة مهما كانت معرفة وعلم الراقي .
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-22-2010, 09:07 PM   #6
مشرف أخبار أبناء قبيله عنزه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,389
افتراضي

اخي رياض جزاك الله خيرا
مفضي الوحداني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-23-2010, 03:27 PM   #7
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

أخي الوحداني بارك الله فيك
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل لحوم العلماء مسمومة ؟؟ صفوق العنزي المقالات والبحث العلمي 24 08-09-2011 01:54 AM
خطبتي : لحوم العلماء مسمومة محمد فنخور العبدلي الخطب والمقالات والبحوث العلميه 3 08-07-2011 02:15 AM
اقتباسات تستحق التوقف من ردود ابن ...تجاه القبيلة وشيوخها المتشطر الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 11-10-2010 09:12 AM
المطلق يفتي بعدم جواز التصويت في شاعر المليون سري للغاية المنتدى العام 4 04-04-2009 11:26 PM
ردود مقنعة لكنها لطيفة‏ الفدعانيه المنتدى العام 0 03-30-2009 02:56 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

 
 
 

الساعة الآن 01:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009