د :أسامة النقشبندى
يعد تراث العراق ملكاً للأمة. نظير ما خلفه علمائنا في ذلك القطر العزيز. ويدهش المرء بالكم الهائل من المخطوطات المتوفرة على أرض هذ البلاد العزيزة
وقد شدني مقال ماتع للدكتور أسامة النقشبندي وهو من أفضل خبراء المخطوطات العراقية. وكان له دور بارز في الحفاظ على التراث المخطوط في هذا البلد - وما هي مآل تلك المخطوطات اليوم التي سنستعرضها في حلقة أخرى بحوله تعالى-
ويستعرض فيه ما تعرض له تراث العراق من النهب والسلب ومن هم الذين نهبوا تراثه وتاريخه بطرق غير مشروعة حتى قبيل الغزو الامريكي لهذا البلد.
وقد نشر هذا لبحث المميز في مجلة: تراثيات - ص 57الى ص 66التي تصدر عن دار الكتب والوثائق القومية في القاهرة وذلك في العدد الثامن ( جمادى الأولى 1427ه، الموافق يوليو 2006م. ).
ولفائدة هذه البحث ننشره هنا لعل الأمل من المهتمين والباحثين يساهمون في البحث والتقصي حول هذه المخطوطات ويسهمون في نشرها والتعرف عليها ويسدون خدمة جليلة لتراثهم وأمتهم. المحرر.
@ للمخطوطات العربية أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، فهي الوعاء الذي حفظ لنا العلوم والمعارف والفنون، والآداب. وأخبار التاريخ وأحداثه، وكل نتاجات العقل العربي، وكان لها دور فاعل في التواصل الحضاري للأمة، ورفدها بأسباب النهوض في كل العصور. كما كان لها تأثير مهم في تقديم الحضارة الإنسانية، إضافة إلى قوامها المادي المتمثل بصناعتها، من الورق والكتابة والتجليد والزخرفة والتزويق، فهي من الآثار المنقولة التي تفردت بها الحضارة العربية الإسلامية.
وقد عرف الغزاة الأجانب أهمية المخطوطات في حياة الأمة في كل المجالات: لذلك استهدفت المخطوطات وتعرضت خزائنها إلى الدمار والسرقة خلال الغزو الأجنبي: فقد دمر طغرل بيك السلجوقي العديد من خزائن المخطوطات وأحرق دار العلم في بغداد التي كانت تضم مئات الآلاف من المخطوطات، كما قام المغول عند احتلالهم بغداد سنة 656م بتدمير وحرق خزائن المخطوطات، وسرقة أكثر من (400) ألف مخطوط وتهريبها إلى مراغة بواسطة عميلهم الخواجة نصير الدين الطوسي المتوفى سنة 672ه /1274م؛ مما أدى إلى ضياع الكثير من الأصول والتأليف التي لم تصلنا إلا عناوينها.
ومع ذلك ظل اهتمام الأمة بتراثها قائما ولم تكسل صناعة المخطوطات، وكانت خزائن الكتب تعمر بعد كل غزو وكارثة، ويتسابق الغيارى من أبناء الأمة على رفدها بالمخطوطات من جديد لتستأنف دورها في سند الحركة الفكرية والثقافية. ومثلما تعرضت المخطوطات سابقا تعرضت مرة أخرى إلى الاستلاب والتهريب في مطلع القرن السابع عشر الميلادين عند مجيء طلائع الاستعمار المتمثلة في الشركات الأجنبية، والدبلوماسيين، وأول رحالة والمنقبين عن الآثار، فاستلبت المخطوطات من خزائنها ونقلت مئات الآلاف إلى خزائن إلى أسماء الأشخاص الذين هربوا المخطوطات إليها، وتضع رموزا لأسمائهم ومجموعاتهم الخطية تخليدا لما قاموا به من انتزاع التراث العربي المخطوط وإبعاده عن موطنه الأصلي: لكي لا تعود الأمة ثانية إلى جذورها التي كان سبب نهوضها بعد كل هجمة أجنبية تتعرض لها.
وكان من أشهر السراق الذي تفاخر بنقله أكثر من (1200) مخطوط من العراق ونقلها إلى مكتبة المتحف البريطاني هو الرحالة البريطاني "ولسن بتج" الذي طبع رحلته وختمها بقائمة تضمنت عناوين المخطوطات التي هربها إلى بريطانيا وأودعها المتحف البريطاني، وذكر أرقامها في ذلك المتحف. وقد رفعت تقريرا بذلك في الثمانينيات، معززا بالقوائم التي صورتها من الرحلة المطبوعة والموجودة نسخة منها في مكتبة المتحف العراقي، وعلمت ان الهيئة العامة للآثار والتراث طالبت باسترجاعها استنادا إلى هذه الوثيقة دون فائدة. كما أن شركة الهند الشرقية قد اشترت المخطوطات التي جمعها المستشرق" ريتشارد جونسون"، ونقلت إلى مكتبة المتحف البريطاني، وتحتل مجموعته مكانة في تلك المكتبة، كما قام السويدي "ف. ر. مارتن" في أواخر القرن التاسع عشر بنقل مجموعة من المخطوطات والمنمنمات، ووصلت بعض المخطوطات والمنمنمات، ووصلت بعض المخطوطات التي جمعها إلى بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق "جاردنر". ونشطت أسواق بيع المخطوطات والمنمنمات والآثار والتحف في أوربا مطلع القرن العشرين، وأقيمت لها معارف في باريس سنة 1992.وميونيخ 1910، وباريس 1912وغيرها، وفي منتصف القرن العشرين صدرت بها كتالوجات وكتب ضخمة، واستمرت عملية المتاجرة والتهريب تجري في أسواق بغداد والموصل والبصرة والنجف وكربلاء وكركوك، حيث كانت تنقل آلاف المخطوطات إلى خارج العراق بمختلف الأساليب، من ذلك عملية الاحتيال التي قام بها أحد الدبلوماسيين الأجانب للاستحواذ على نسخة قيمة من مخطوطة "الحاشائش" لديسقوريدس التي كانت محفوظة لدى احد البيوتات الموصلية، وذلك باستنساخ نسخة مشابهة لها بعد أن جلب الورق الجيد والألوان من باريس إلى الخطاط والمزخرف،وإعطاء المخطوطة المستنسخة الجديدة البراقة إلى حائزها وأخذ النسخة الأثرية النفيسة ونقلها إلى المكتبة الوطنية في باريس،وقد نشر المرحوم صلاح الدين ساقي سفي جريدة كركوك سنة 1973مقالة عن عمليات استلاب وتهريب المخطوطات، ومنها قيام مغترب لبناني من جامعة "برنستن، يصحبه بعض العارفين بالمخطوطات في العراق، وجمع كمية كبيرة من المخطوطات في العراق، وجمع كمية كبيرة من المخطوطات نقلت إلى جامعة "برنستن". يصحبه بعض العارفين بالمخطوطات في العراق، وجمع كمية كبيرة من المخطوطات نقلت إلى جامعة "برنستن". وقيام المهرب يهودا (د. س ) ببيع كمية كبيرة من المخطوطات: حتى وصل عدد المخطوطات في تلك الجامعة إلى أكثر من عشرة آلاف مخطوط وقد عمل لها يهودا فهرسا بطاقيا. اطلع المرحوم كوكيس عواد على جانب منه خلال زيارته للمكتبة المذكورة سنة 1950، وأشار إليها بكتابه "فهارس المخطوطات العربية" في العالم ص 343، وفي مطلع الخمسينيات من القرن الماضي قام يهودا المذكور بتهريب ستة آلاف مخطوط إلى أمريكا لقاء مبلغ (72) ألف دولار، وقد نقل لي المرحوم الأستاذ محمد إبراهيم التكاني في منتصف الستينيات أنه اطلع خلال حضوره مؤتمر الأدباء العرب الذي عقد في بغداد في منتصف الستينيات أنه اطلع خلال وجوده في نيويورك قبل حضوره للعراق على مجموعة من المخطوطات تقدر بعشرة آلاف مخطوط هربت من العراق عن طريق إيران إلى أمريكا، ولعل بعضها المتعلق بالتراث العلمي موجود الآن في مكتبة الجيش الأمريكية.
وقام شخص يدعى "منكنا". وهو عراقي من مدينة زاخو بنقل نحو ثلاثة آلاف مخطوط إلى مكتبة "سيلى أوك" في برمنكهام في بريطانيا، من بينها (2317) مخطوطا عربيا و (606) مخطوطات سريانية وكرشونية مع مجاميع أخرى، نقل (أغناطيوس الموصلي) مجموعة من المخطوطات العربية وأهداها الى مكتبة الفاتيكان، وقائمة المخطوطات التي استلبت من العراق، والتي أشرنا إلى بعضها طويلة، والمخطوطات التي استبلت من الوطن العربية وبعض البلدان الإسلامية أطول، ويكفي أن أشير إلى بعض النوادر من المخطوطات التي كتبت في بغداد، ونقلت إلى مكتبات أوربا وأمريكا في غفلة من الزمن، منها: المخطوطة النفيسة التي كتبها وزوقها الفنان العراقي في بغداد يحيى الواسطي والتي تفتخر بها المكتبة الوطنية في باريس، والتي نقلها إلى هناك شيفر الحريري، وكثيرا ما يشار إليها في المراجع باسمه، وهي المخطوطة الوحيدة لهذا الفنان العراقي وتمثل خصائص فن التصوير في المدرسة البغدادية، والمصحف الكريم الذي كتبه وزخرفه أشهر خطاط في التاريخ، علي بن هلال ابن البواب المتوفى سنة 413ه والموجود في مكتبة المتحف البريطاني، وآلاف المخطوطات التي كتبها وزخرفها أعلام الخط والزخرفة في العراق، والمخطوطات الفريدة والنادرة في مختلف العلوم والمعارف حبيسة خزائن المتاحف والمكتبات في دول أوربا وأمريكا، كما استحوذت تركيا على كمية كبيرة من نفائس المخطوطات في أواخر الحكم العثماني ونقلت إلى خزائنها ويفتقر إليها الباحث والمحقق العربي اليوم بعد أن سلخت من موطنها الأصلي.
وفي منتصف الثمانينيات عرض أحد تجار الآثار والتحفيات في لندن، وهو "أو ليفر هور" بيع مصحف شريف وصل إلى حوزته، كتبه وزوقه الخطاط البغدادي الشهير بياقوت المستعصمي سنة 681ه/1282م وقد حاولت هيئة الآثار اقتناءه واستعدادها لدفع مبلغ مقداره (100) ألف دولار بعد أن صدر قرار من اللجنة الفنية بذلك، فلم يردنا أي جواب، وبما أن هذه النسخة النفيسة من القرآن الكريم واحدة من الآثار المنقولة المهربة، وأنه ممتلكات العراق ومشمول بقانون الآثار النافذ فقد فاتحت هيئة الآثار الانتربول في وزارة الداخلية بكتابها المرقم 264والمؤرخ في 1985/5/18 لمفاتحه السكرتارية العامة للشرطة الدولية في باريس لاتخاذ الإجراءات الأصولية. لإعادة هذا المخطوط الأثري النادر إلى موطنه الأصلي (العراق) من الشخص المذكور أعلاه دون أن نتلقى أي رد، وعلمنا أنه نقل إلى أمريكا لقاء مبلغ (500) ألف دولار.
وفي شهر آذار من عام 1982ورد كتاب من الدائرة الصحفية في لندن رقم 47يعلم وزارة الثقافة والأعلام عن قيام مزاد علني للفترة من 26- 29من شهر نيسان في معارض سوثيبي بلندن، ستباع فيه مخطوطات ومنمنمات وعملات عربية وإسلامية قديمة، من بينها نسخة نفيسة من القرآن الكريم، ومخطوطة منطقة الطير مؤرخة سنة 977ه، ومخطوطة نادرة أخرى في الإسطرلاب مؤرخة سنة 628ه لم تتم متابعتها مع الأسف.
وفي الستينيات زار العراق الكتبي المصري المشهور "عبد الرحمن الخانجي وجمع عددا كبيرا من المخطوطات المهمة بعضها عن طريق الشراء، وتمكن من الاستحواذ على مجموعة مهمة من المخطوطات بمساعدة بعض العارفين بالمخطوطات في العراق، ومن بينها مخطوطات من مكتبة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في النجف الكبير تتعلق بعلوم مختلفة منها مخطوطة نادرة ترقى إلى القرن السابع الهجري تقع في 600ورقة تحتوي رسائل لأساطين الحكماء العرب كالفارابي وابن سينا وغيرهما، وقد باعها الخانجي إلى بعض المستشرقين، كما ذكر ذلك الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء بوثيقة بخطه وتوقيعه والتي يذكر فيها أنه قاضاه لدى المحاكم في مصر (احتفظ بنسخة مصورة عنها).
وبعد العدوان الثلاثين على العراق وخلال صفحة الغدر والخيانة تعرضت الكثير من المخطوطات إلى الدمار والسرقة كما فعل المغول عند احتلالهم بغداد، فأحرقت خزانة دار مخطوطات كربلاء في الروضة الحسينية، وسرقت بعض مخطوطاتها، كما تعرضت مخطوطات دار صدام للمخطوطات التي نقلت إلى متحف كركوك البالغة نحو 20ألف مخطوط استطعنا من إنقاذ معظمها واستطاعت الجهات الأمنية وضع اليد على مجموعة بحوزة عصابة من الخونة وفقدت الدار (364)مخطوطا من بينها عدد من النوادر والأعلاق النفيسة تمت مطالبة الجهات الدولية لمتابعتها وإعادتها إلى العراق، وقدمنا قوائم بأرقامها وعناوينها وأوصافها بالعربية والإنكليزية. وتعرضت مجاميع من مخطوطات مكتبات أخرى في العراق لم يعلم عن مصيرها حتى الآن، من بينها سرقة مخطوطات نفيسة ونادرة من مكتبة الأوقاف في الموصل وآثار مهمة كانت تحتفظ بها تلك المكتبة من بينها ثلاثة إسطرلابات كاملة مع صفائحها إحداها مؤرخة سنة 604ه. وشمعدانات نحاسية مملوكية كبيرة، استطاعت الجهات المختصة من استرجاع (416) مخطوطا فقط، ويظهر أن البقية تسربت إلى خارج الحدود.
ثم بدأ نشاط بعض المهربين للاستحواذ على نوادر المخطوطات في العراق، ومنهم عصابة كان يديرها جاسوس يحمل جواز سفر لبنانياً لسرقة نسخة من القرآن الكريم بخط الإمام علي (رضي) محفوظة في الروضة الحيدرية لتهريبها إلى خارج العراق لقاء مبلغ خمسة ملايين دولار. استطاعت الجهات المختصة من القبض على هذه العصابة والحفاظ على هذا الأثر العظيم، كما قبضت الجهات المختصة الحدودية على شخص برازيلي كان بحوزته مصحف نفيس سرق من مجموعة لروضة الحيدرية في النجف بغرض تهريبه، وقد سلم إلى هيئة الآثار والتراث، وقدر ثمنه من قبل اللجنة الفنية بمبلغ (250) مليون دينار، كما أجهضت هذه الجهات محاولات تهريب مجاميع عديدة في المراكز الحدودية وغيرها سلمت إلى هيئة الآثار.
ولا يفوتني أن أذكر المجاميع التي هربت إلى إيران منذ منتصف السبعينيات والثمانينيات، والتي تم وضع اليد على بعضها، وكان على رأس المهربين الإيراني "المرعشي" الذي كان مشرفا على مخطوطات الروضة العباسية في كربلاء، ونقل هذه المجموعة إلى جهة مجهولة. فتمت متابعته. وأعيدت المخطوطات إلى مكانها، وأحيل إلى المحاكم على مخطوطات أخرى من قبل هيئة الآثار والجهات الأمنية سنة 1976م، إلا أنه لم يتوقف عند ذلك وحاول سرقة وتهريب مخطوطات المكتبة الهندية في كربلاء البالغة (889) مخطوطا فتم إنقاذها ونقلها إلى دار مخطوطات كربلاء في الروضة الحسينية، ثم قام الإيراني " الكاشاني" بتهريب (165) مخطوطا إلى مدينة قم ولدينا قوائم بعناوينها، وقيام الإيراني "الهمداني" بتهريب (296) مخطوطا إلى إيران، من بينها مخطوطات نفيسة تعود إلى القرن السابع الهجري، وفي عام 1978وصل إلى النجف عدد من الإيرانيين كان على رأسهم " الشيخ البرقعي" لتهريب مخطوطات مكتبة امير المؤمنين العامة البالغة (2874) مخطوطا، من بينها مخطوط نسبت كتابته إلى الإمام علي بن أبي طالب، وقد قام البرقعي بوضع مجموعة من المخطوطات في صندوق خشبي ووضع فوقها عددا من المصاحف الكريمة المطبوعة، وكتب فوق الصندوق (لا يمسه إلا المطهرون) وغادر النجف في 1978/2/15 ، وقد تم القبض على المخطوطات وأعادتها الى مكانها، وقيام الإيراني الملقب ب"البرغاني" بتهريب (253) مخطوطا إلى مدينة قزوين،وقام الإيراني"القمني" بتهريب مخطوطات المكتبة العسكرية في سامراء التي تم نقلها إلى أحد البيوتات في مدينة الحرية ببغداد تمهيدا لتهريبها إلى مدينة مشهد في إيران بعد رزمها بصناديق من الكارتون كتب عليها العنوان الذي سترسل إليه في البحرين ومن هنالك إلى إيران، تمت متابعتها بالتعاون مع الجهات الأمنية ووضعت اليد عليها، ونقلها إلى دار صدام للمخطوطات أمانته، ثم صدر قرار بمصادرتها من قبل المحاكم المختصة بتاريخ 1980/7/30 م، والقائمة تطول حول تهريب المخطوطات إلى إيران .
إن المعلومات التي استعرضتها أعلاه هي جزء يسير مما تعرضت له المخطوطات من الاستلاب والسرقة والتهريب مما يدمي القلب ويثير الآلام عند الغيارى من أبناء الأمة. وقد أشرت إلى بعض الأسماء بألقابهم وذكرت بعض المعلومات دون تفصيل لضرورات أمنية واجتماعية، آملا في التعاون ومضاعفة الجهود من قبل كل الجهات المعنية لاسترجاع ما استلب وهرب .
@ مدير عام دار المخطوطات العراقية منذ تأسيسها 1988م حتى عام 2002م .
هذا البحث من موقع جريدة الرياض اليومية
الجمعة22رمضان1428هـ5اكتوبر2007م عدد14247