دخلت الزوجة الامينة لغرفته الخاصة لتتفقد احواله, ديدنها ديدن الزوجات الصالحات المطيعات لأزواجهن. بحثت عنه فلم تجده... سألت عنه امه فلم تجد اجابة.. قلقت الام العجوز و بحثت عن ابنها في المنزل في الشارع في بيوت الجيران و لكن,,,,,,,,,,,,,,,,,
دون جدوى
صاحت الام بصرخة اهتزت لها ارجاء القرية
( حمدااااااااااااااااااااااااااااان)
فلم تجد سوى صدى صوتها يرجع لها حزيناً مكسوراً يشكي لوعة الفراق.
انتفض الاخ يبحث عن اخيه سأل عنه أصدقاءه و المقربين فلم يجد غير علامات الاستفهام.
خرجت الزوجة تبحث عنه و لكنها عادت مكسورة الفؤاد لم تجد من يدلها على حمدان.
جاء الحزن مهرولاً متوشحاً السواد ليبكي الطفلتين والدهما.. ويلوح في وجوههما بورقة اليتم الجديد.
يا الله...كم كانت تلك اللحظات حزينة.. اغتيلت فيها الفرحة.. و تبدلت فيها الجنان الى قفار. و غاب فيها النور و استحال الى ظلام.
و من اقصى الحارة جاءت نسوة القرية تنقلن خبر افرح الجميع.
لقد شاهدنا حمدان يقطع جلّة حضرة باتجاه (أبخالف) ممسكاً مصحفه بيده و سجادته على كتفه.
هل انتن متأكدات؟
نعم.. و قد سلم علينا ملوحاً بيده.
متى؟
بعد صلاة العصر بقليل. كنا نحلب ابقارنا و شاهدناه و هو خارج من القرية.
نعم نحن متأكدات انه حمدان.
و من ينكر حمدان, المعلم الشاب ,الأنيق الوسيم, المثقف الامين, الحنون الكريم. الشهم ابن الشيوخ.
شاب يخرج من بيته بعد العصر. ما الغرابة في ذلك؟ و لماذا كل هذا البحث و التحري؟
انه قلب الام
قلب الام فاطمة الذي اخبرها بإن هذه لحظة الفطام الحقيقية.و ان فلذة كبدها قد يغيب طويلاً.
استثارت الام رجالات القبيلة و خرجوا بحثاً عن ابن الشيخ يتقدمهم اخيه الأصغر مونس.
ذهبوا باتجاه (أبخالف).... و لكن الستار اسدل و الشمس استأذنت بارئها في المغيب.
و حل الظلام عامداً... ليقطع عليهم أمل العثور على مطلبهم...و ليجعل الرواية اكثر غموضاً. لحكمة ارادها الله تعالى.
عاد الرجال حاملين خيبة الأمل مطأطين رؤوسهم يتوارون خجلاً من والدة الجميع (فاطمة) .
كيف لا .... و هي تنتظر عودة ولدها. و فؤادها يتراقص بين جوانحها... رقصة الطير الذبيح.
كانت ليلة صيفية حزينة كئيبة.
اختلط فيها بكاء الام و نحيب الزوجة بصرخات طفلة رضيعة و الاخرى في عامها الثاني.
ابكِ فاطمة.... ابكِ.... و هلي الدموع
فعلى مثل حمدان تبكي البواكي.
يا ربااااااااااااااه
كم كانت اللحظة حزينة....
غاب حمدان....غاااااااااااااااب
مخلفاً وراءه حزن يعتصر القلوب
و همٌ يمزق الافئدة.... و السنة تدعو الله صباح مساء
بأن يعود الغائب.... و يجمع الشمل بعد طول غياب
خرج حمدان
و لم يعد...
و من كان يعتقد بان غيابه سيطول
و من كان يعتقد ان ليلة السابع من رمضان
ستكون ليلة موحشة.. ليلة افترست ضحكات السنين
و اختطفت البسمة من شفاه الزمن. و رمت بسوادها
على نظرات العمر......
(الشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ)
حمدان ابن سعد ابن دخيل ابن بركات
المولود ببلاد بني بحير عام 1373هـ
مدير مدرسة الفرع الابتدائية
رجل العلم و الخلق
خرج منذ31 عاماً ولم يعد الى الآن..
خرج يوم 6 رمضان 1399هـ
سمعت عنه اخبار من هنا و هناك
بعضها يقول انه شوهد في جدة
و البعض يقول انه في الامارات
البعض يقول انه جاء الى الديرة
و آخر يقول انه قد.........
ذهب الاقارب و الاباعد
يبحثون عنه في كل الاقطار
نشرت صورته في الصحف
و لكن دون جدوى.
لا أحد يعلم اين هو
و لكن الله يعلم....
و اعمااااااااااااااااه
أين انت الآن؟
أي سماء تظلك... وأي ارض تقلك
هل انت حيٌ فترجى........ام ميتٌ فتنعى
و اعماااااااااااااااااه
عد الينا فقد سحق الزمان رجاءنا
عد الى امك التي اقعدها المرض
و ابيضت عيناها بكاء عليك
عد الى زوجك التي آلت على نفسها
ان تبقى في انتظارك أو تموت دون ذلك
عد الى بناتك اللائي اصبحن سيدات مجتمع
عد الى احفادك أحمد و لين فهم يفتقدون حنانك
عد الى اخوتك.. منزلك..قريتك..قبيلتك
فهم كلهم في انتظارك
عد الينا فنحن في شوق اليك...
اللهم يا من ردّ يوسف على يعقوب, و كشف البلاء عن أيوب, أمنن علينا بردّ حمدان, انك على كل شيء قدير , يا رب العالمين يا هادي الضالين, يا سامع الأصوات يا مجيب الدعوات, استجب منّا يا رب العالمين.
الاسم: حمدان سعد دخيل البحيري القرني
مكان الميلاد: بلاد بني بحير
تاريخ الميلاد:1373هـ
العمل:معلم
تاريخ الغياب:6/9/1399هـ
متزوج ولديه بنتان
دعوة لكل من قرأهذا المقال ان ينشره في كل المنتديات
على قدر استطاعته
فلا تعلم قد تكون سبباً في تقصي الاخبار