كتب عبدالله بن عبار
أعادة نشر ملخّص بحوثي عن ( جمع اللّهازم )
يلاحظ أن الذين يسمّون أنفسهم باحثين قد أكثروا من التضليل على العامة والكثير يسمع بجمع اللّهازم ولا يعلم ماهو جمع اللّهازم والبعض يفكّر أنه نسب وهذه المعلومة الوافية عن قبيلة عنزة عندما دخلت في جمع اللهازم وورد ذكرها ضمن هذا الجمع لفترة زمنية قبل الإسلام وقد أمتد اسم اللهازم إلى صدر الإسلام ثم أضمحل وأختفى كلياً علماً أن أساس الجمع على ثلاثة بطون من بكر صرفة ولم يطلق على عنزة بمفردها ومع أن قبيلة عنزة قد تلهزمت ولكن مع وجودها في الجمع لم يتغيّر أسمها أطلاقاً ويفهم من نصوص المؤرخين والنسابين العرب أن اسم اللهازم عرف قبل دخول عنزة به ولم تكن من المؤسسين له وقد دخلت بعد اشتهار الأسم ومن نصوص المؤرخين هذه اللقطات ومنها بعض المعلومات وهذه النصوص تقودنا إلى أن نتحرى أن قسم من قبيلة عنزة أو كلهم دخلوا ضمن اللهازم والدليل اختلاطهم مع
( أقطاب الجمع وهم بني قيس بن ثعلبة وبني تيم بن ثعلبة وبني عجل بن لجيم )
*- جاء في المجلد الحادي عشر من كتاب الأغاني الصفحة 296و297 قال أبن حبيب عن الأعرابي : فرق مسمع بن مالك في عشيرته بني قيس بن ثعلبة عطايا كثيرة وقربهم وجفاء سائر بكر بن وائل فقال أبو جلدة الشاعر أبيات منها قوله :
إذا نلت مالاً قلت قيس عشيرتي *** تجور علينا عامداً في قضائكا
وأن كانت الأخرى فبكر بن وائل *** بزعمك يخشى دائها بدوائكـا
هنالك لا نمشي الضراء إليكــــم *** بـني مسمع إنـا هنـاك هنالكـا
عسى دولة الذهلين يوماً ويشكر *** تكر علينا سبعةٍ من عطائكـا
فبعث إليه مسمع فترضاه ووصله وفرّق في سائر بطون بكر بن وائل على جذمين جذم يقال له الذهلان وجذم يقال له اللهازم فالذهلان بنو شيبان بن ثعلبة وبنو ذهل بن ثعلبة
واللهازم هم بنو قيس بن ثعلبة وبنو تيم بن ثعلبة وبنو عجل بن لجيم وبنو عنزة بن أسد بن ربيعة
وأورد اسم يشكر وهم قبيلة من بكر وليس من الذهلين ولا من اللهازم ولكنهم ذكرهم مع الذهلين قال وقد دخل بنو قيس بن عكابة مع أخوتهم بني قيس بن ثعلبة بن عكابة وأما حنيفة فلم تدخل في شيء من هذا لأنقطاعهم من قومهم باليمامة في وسط دار مضر وكانوا لا ينصرون بكراً ولا يستنصرونهم فلما جاء الإسلام ونزل الناس مع بني حنيفة ومع بني عجل بن لجيم تلهزموا بنو حنيفة ودخل معهم حلفائهم بنو مازن بن جدي بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل فصاروا جميعاً في اللهازم وقال موسى بن جابر السحيمي الحنفي بعد ذلك في الإسلام :
وجدنا أبانا كان حل في بلدة *** سوى بين قيس قيس عيلان والفزرِ
فلما نأت عنا العشيرة كلها *** أقمنـا وحالفنـا السيوف عـلى الـدهـر
فما اسلمتنا بعد في يوم وقعة *** ولا نحن أغمدنا السيوف على وتر
أما أبن الأثير الجزري الشيباني المتوفي عام 630 هـ صاحب كتاب تاريخ الرسل والملوك وكتاب اللباب في تهذيب الأنساب فقد ذكر في المجلد الثالث الصفحة 137 قال : اللهازم بفتح اللام والهاء وبعد الألف زاي ثم ميم وهم تيم الله بن ثعلبة وقيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وعجل بن لجيم بن صعب أجتمعوا فصاروا يداً واحدة قال لهم رجل تحالفوا تكونوا كاللهزمة فسموا اللهازم ينسب إليهم كثير ويجيء ذكرهم في الأشعار والأنساب وغيرها كذلك قال جرير :
رضينا بحكم الحي بكر بن وائل *** أن كان في الذهلين أو في اللهازم
والذهلان ذهل بن ثعلبة وذهل بن شيبان بن ثعلبة
قلت هذا البيت أورده الأصفهاني للفرزدق ونسبه الجزري لجرير والأصح أنه للفرزدق والجزري لم يذكر عنزة في هذا الخبر ضمن اللهازم وهو من بني شيبان ويعرف عن كل العرب فكيف وهو شيباني فأنه بربيعة أعرف وهذا دليل أن قبيلة عنزة تلهزمت مؤقتاً في فترة لقصد الفزعه لبكر ثم برزت واشتهرت بأسمها الصريح حيث لا يوجد ذكر للهازم في أي خبر عند ذكر قبائل عنزة في خيبر منذ القرون الأولى للعهد الإسلامي إلى وقتنا الحاضر
وقد كتبت في موقع قبائل ربيعة عامه وقبائل عنزة خاصة مقال بعنوان : ( نفي ما يسمى بالحلف الربعي ودحض مزاعم امتداد حلف اللهازم إلى هذا العصر) فقلت : اجتهد بعض الأخوة في هذا العصر فسموا اللهازم الجمع الذي يخص بطون من بني بكر بن وائل ( بالحلف الربعي ) وأرادوا الصاق هذا الأسم في فرع قبيلة عنزة المعروف في هذا العصر وهي ضنا بشر وضنا مسلم علماً أن جمع اللهازم عندما شكّل لم يعني قبيلة عنزة بن أسد أطلاقاً ولكنه تكتّل بكري صرف مقابل تجمّع بكري آخر عقد بين بني ذهل بن ثعلبة وبين شيبان بن ذهل فأصبحت بكر جمعين جمع يقال له الذهلين وجمع يقال له اللهازم ويضم اللهازم : عجل بن لجيم وقيس بن ثعلبة وتيم بن ثعلبة من بكر ويلاحظ أن هذا التكتّل عبارة عن جمع تشكل أثناء الحرب وعندما استعرت الحرب بين قبائل قيسية وقضاعية وبين بنو بكر بن وائل من ربيعة ولم يبقى في نجد من ربيعة ألا بكر وعنزة فقد ناصرت قبيلة عنزة بكر بن وائل فانظمت مع جمع اللهازم وكان انظمامها إلى جمع اللهازم ليس دخول في نسب حيث بقي اسمها وبقي نسبها لم يدخل في بكر ولا يقال لأي عنزي البكري فشاركت عنزة في العصر الجاهلي مع بكر في يوم الوقيط ويوم ثيتل ويوم زبالة ويوم الشيطين ويوم الوقبي ويوم الشباك كما شاركت عنزة في يوم ذي قار مع بكر ضد الفرس ثم بعد دخول قبائل ربيعة في الإسلام واجتماع القبائل والشعوب تحت راية الإسلام فقد أنتهت الحروب بين القبائل وبعد وفات رسول الله صلى الله عليه وسلّم أرتدت بعض القبائل عن الإسلام ومن المرتدين بعض قبائل ربيعة فورد ذكر اللهازم حيث شاركت عنزة مع بكر ضمن ذلك الجمع في يوم جواثا عام 11هـ وبعد أن انتهت معارك الردّة بدأ اسم اللهازم يختفي بالتدريج عند جميع أقطاب الجمع فبرز اسم عنزة دون ذكر اللهازم من القرن الأول للإسلام إلى وقتنا الحاضر حتى جاء النت وبدأ بعض المجتهدين يكتبون عن قبائل عنزة ومن الأخطاء الفادحة والتحريف والأجتهاد الخاطيء الذي أدخل مع نسب قبيلة عنزة نسب قبائل أخرى حيث تمسّك بعض الذين يكتبون باسم اللهازم ورجعّوا قبيلة عنزة أربع عشر قرن لكي يدخلونها من جديد بجمع اللهازم وكل محاولات أرجاع عنزة لهذا الجمع لقصد أثبات ما ذهبوا إليه من تخيّلات بالحاقها بوائل بن قاسط وقد ابتدعوا أسم جديد لعنزة وهو ( الحلف الربعي ) الذي يدعّون أنه يضم جميع قبائل ربيعة تحت أسم عنزة والذي نعرفه ويعرفه الجميع وتوارثناه من الآباء والأجداد أنه لا يوجد حلف ربعي بل يوجد قبيلة عريقة تنتسب لأصل واحد وهي عنزة نسبة للجد الأعلى عنزة بن أسد بن ربيعة وتتفرّع إلى فرعين فرع ضنا بشر وفرع ضنا مسلم ولا تجد عنزي من عنزة أهل خيبر ومن تفرّع منهم ألا ويدخل في أحد الفرعين ونظراً لأن عنزة انعزلت عن قبائل ربيعة واشتهرت بأسم عنزة في نجد والحجاز منذ القرن الثالث الهجري دون لهازم فقد برز لها جد اشتهرت به وهو وائل وهذا الجد لم يكتسب من اللهازم كما يدعّون ويتخيّلون ولكنه عرف على ذرية بشر ومسلم وهو من صميم عنزة لذلك نذّكر من تخيّل دون مصدر ودون دليل بالحقائق لكي لا يزوّر نسب عنزة الذي يهمنا جميعاً وأذكّر الجميع بالواقع والله على ما أقول شهيد :
1- نحن لا ننكر جمع اللهازم ولا ننكر دخول عنزة به بالعصر الجاهلي في جمع حيث ورد بشعر ومصادر كتب ومن المؤرخين الذين ورد عندهم ذكر اللهازم الطبري المتوفي سنة (356هـ) وأبو فرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني والحميري صاحب كتاب ( الروض المعطار في خبرالأقطار ) وأبو عبيده البكري المتوفى سنة 487هـ والقلقشندي المتوفى سنة 821هـ وغيرهم وكل ما أوردوه من أخبار عن الجمع هو في عصر الجاهلي وصدر الإسلام وبعد ذلك انقطعت أخباره ولم يذكره أحد منذ نزوح عنزة من العراق وتواجدها في خيبر ثم توغلها في نجد إلى وقتنا الحاضر ومنذ ذلك التاريخ لا يوجد وثيقة ورد بها أسم اللهازم ولا يوجد مؤرخ أشار للهازم ولا يوجد مستشرق ذكر اللهازم ولا يوجد حدث باسم اللهازم ولا توجد قبيلة من القبائل التي تجاور عنزة تعرف اللهازم ولا يوجد حاكم من الحكومات المتعاقبة من ورد في سجلاتها أسم اللهازم ولا يوجد كبير أو صغير من عنزة يسمع أو يعرف اللهازم وذلك لأن اللهازم عبارة عن جمع وجد في ظروف بالعصر الجاهلي وبقي إلى منتصف القرن الأول الهجري ثم اختفى ولا عاد له وجود لا عند فرع عنزة المعروف حالياً ولا عند بني هزان من بقايا عنزة القديمة ولا عند من عرف من قبائل بكر الموجودة حالياً في العراق وإنما كان في العصر التي أشرنا له
2- لا يوجد حلف ربعي يسمى عنزة كما تخيّل بعض الذين يصنّفون حسب مزاجهم ورغبتهم ولم يذكر مؤرخ هذا الحلف وإنما يوجد عنزة قبيلة وليس حلف علماً أن الحلف الربعي المعروف حتى هذا العصر موجود في جنوب العراق حيث تجمعت خليط من قبائل ربيعة وعرفت باسم ربيعة وهي خليط من بكر وتغلب وعبدالقيس وعنزة ورموز من جميع قبائل ربيعة وهذا التجمّع موجود على الطبيعة حالياً وتعتبر قبائل ربيعة من أكبر قبائل العراق وشيخهم حالياً الأمير محمد بن حبيب التغلبي وقد تجاهلوا الذين يصنفون هذا التجمّع وأدعّوا أن ذرية رجلين من عنزة هم التجمع الربعي وهذا عاري عن الصحة تماماً فلا يوجد حلف ربعي تقوده عنزة كما جاء في بعض النشرات والكتيبات والمقالات بالنت في هذا العصر بل أن قبيلة عنزة أبناء جد واحد وكلهم يطلق عليهم اسم عنزة ولم يثبت أن معهم أي فرد من ربيعة ولو وجد أحد من ربيعة مع عنزة لعرف بأسم قبيلته
3- كل من له أطلاع بأقطاب جمع اللهازم ويستخدم عقله وهو واعي وعاقل ومدرك يفهم أن عنزة رغم أنها أعلى نسب من بكر بعدة اضهر فأن دخولها في اللهازم مع بطون من بكر صارت هذه البطون توازي وتعادل قبيلة أقدم وجود منها ويفترض أن تكون عنزة كثر قبائل جديلة الستة : عبدالقيس والنمر بن قاسط وبكر وتغلب وعنز وغفيلة لأن عنزة أخو جديلة وجديلة جد هذه القبائل وعجل وقيس وتيم أقطاب الحلف عبارة عن أغصان من شجرة بكر وعلى الباحث أن يفهم أن عنزة دخلت وهي لست قليلة ولا ضعيفة ولا صارت تبع لبكر ولكنها دخلت لتقارع أعداء بكر وتحارب معها بموجب أن القبيلتان كلاهما من ربيعة ولم تنسب قبيلة عنزة لأي فرع من فروع بكر 0 والغريب كيف أن عنزة هي التي دخلت في جمع اللّهازم مع بكر ثم صارت عنزة هي اللّهازم وصارت بكر تتبع عنزة وتسمّى بها ومع ذلك لم يتوقفون الذين يصنفون عند حد اللهازم بل تعدوا حدود المتلهزمين فأدخلوا بكر بأكملها وتغلب برمتها في قبيلة عنزة علماً أن بكر ليس كلها تلهزمت وأما تغلب فلم يتلهزم منها أحد وأن استدلوا بسند ضعيف بذكر تلهزم تغالبة بعد الإسلام لأن الجمع أنفض بعد الإسلام مباشرة وليتهم توقفوا عند بكر وتغلب ولكنهم شالوا ربيعة كلها وصفطوها وطووها حتى صارت كلها عنزة وصارت عنزة تقود كل ربيعة وعندما يرجع العاقل فيستخدم عقله وينظر في تقسيم أفرع عنزة أهل خيبر يجدهم أبناء رجلين فقط وهما جدود هذه القبيلة فهل يعقل أن ضنا بشر وضنا مسلم تفرّع منهم عنزة وبكر وتغلب وعنز وعبدالقيس والنمر بن قاسط وضبيعة وعميرة وأكلب ؟ وهل هذا يعقل أن كل قبائل ربيعة دخلت في بشر ومسلم فأصبح العنزي ما يدري من أي هذه الأحلاف والشكوى لله ومع الأسف أن تداخلات ربيعة المزعومة وافقت هوى في نفوس بعض الذين تقل معرفتهم وأطلاعهم فصدّقوا وأخذوا هذا القول في محمل الجد كما أنه وافق هوى بعض من يريد تحقير عنزة من خارج القبيلة بأن هذه القبيلة ليس لها جد يخصها أسمه وائل وإنما دخلت في وائل بن قاسط بالتداخل وهذا يقلل من قيمة قبيلة عنزة ويجعل نسبها منقوص بأن اعتزت بجد مستعار والدليل تجاهل ونفي كل جد عنزي أسمه وائل وتحقيره والصحيح أن التحقير يراد لعنزة القبيلة وليس للجد الذي تعتزي به لأن مسألة أن قبيلة تستعير جد لا تنتسب له يمثّل خزي وعار على القبيلة وهذا ما يمكن أن يقرّه ويرضاه العنزي الأبي الشريف ألا بجهل منه حيث صوّر له وضع معكوس والكل يعلم أن أي فرد ينتحل جد ليس جده يعتبر مزيّف وكذّاب
4- لابد أن كل عنزي فكّر بما كتب عن عنزة من قبل الأخوة الذين عوموا تاريخ هذه القبيلة وجعلوه طافح غير مستقر لقصد اللحاق بوائل بن قاسط يرجع لذاكرته ويقول طالما أن عنزة بن أسد بن ربيعة دون شك وأن وائل بن قاسط من سلالة جديلة أخو عنزة ووائل بن قاسط خلق بعد أن خلقت عنزة بسبعة أضهر والرابط الذي يربط عنزة مع وائل بن قاسط هو جمع اللهازم الذي عقد مع بعض أحفاد وائل بن قاسط رقم 6 من الأضهر فكيف تجاوزت عنزة عجل وأبيه لجيم وجدّه عكابه وجد أبوه صعب وجد جده علي وجده السادس بكر وهي لم تسمى بأي من هذه الأسماء فكيف طمرت واعتزت بوائل بن قاسط وهي لم تدخل في نسب أحد من عقبه ؟
5- من المعروف أن اسم عنزة بن أسد لم يكن مجهول بل المؤرخين والنسابين وعلماء اللغة ومشتقاتها أخبرونا أن عنزة بن أسد أبو هذه القبائل رجل اسمه عامر بن أسد بن ربيعة وفي بعض المصادر عمرو وقد طعن رجل بالعنزة وهي العكّاز فقتله ولقّب عنزة حيث أحتل اللقب محل الأسم وعرفت ذريته بأسم عنزة كما ذكروا النسابين أنه أنجب ولدين وهما يذكر ويقدم ثم سلسلوا ذرية الرجلين وفرّعوا منهم قبائل وكذلك ورد خبر عن يذكر بن عنزة في قصّة المثل ( ذهاب القارظ العنزي ) ووجد جد ثابت في ذرية يذكر بن عنزة أسمه وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة وهذا الجد له ذرية كثيرة وكيف يا ترى عرفوا الذين كتبوا أن وائل بن قاسط هو جد عنزة مع علمهم أنه لا يمت لعنزة بصلة وهم يعلمون أن جمع اللهازم لا يوصل له فماهو السبب الذي جعلهم ينكرون وائل العنزي ويتحاملون عليه ؟ ويثبتون وائل بن قاسط ويفخمونه ألا يعجب المتتبع لكتاباتهم وأقوالهم من هذا التزوير الذي لم يذكره أحد من المؤرخين ؟ وماذا وجدوا من أخبار تثبت ان وائل العنزي فيه عيب أو أنه ليس له ذرية وكيف أباحوا لأنفسهم الظلم والتزييف والتضليل على العوام أن هذا الجد بدعة أو غير معروف ؟ وهل يفكّرن أن رجال عنزة عندما يفتح أحدهم على كتب الأنساب لا يرى وائل جد في عنزة ؟ فقد فات عليهم أن هناك كتب ومشجرات تسلسل أنساب العرب وقد ذكرت وائل في سلسلة نسب جديلة ووائل في سلسلة نسب عنزة وكلاهما لهم ذرية والكل يسأل كيف شاهد المطلع وائل الجدلي وتجاهل وائل العنزي ؟ هل يصدّق أحد أقوال المعاصرين أصحاب الأهواء ؟ اليس هذا ظلم لقبيلة عنزة وتجاهل لجد قديم من جدود عنزة حتى لو كان ليس هو جد بشر ومسلم فهو جد عنزي ولا يوجد به ما يعيبه
6- هناك من يدعي كذباً أن عنزة ورثت أن جدها وائل بن قاسط وأني أتحدى من يشهد بالله العظيم أنه سمع من أبوه أو من جده أنه يعرف وائل بن قاسط أو اللهازم أو بكر أو تغلب منذ وجود عنزة في خيبر إلى اليوم بل يعرفون وائل عنزي وأتحدى من يجد خبر مكتوب في مصدر لمؤرخ معتمد أن عنزة تعتزي بوائل بن قاسط وأتحدى من يجد عبارة كتبت من قبل مؤرخ أن وائل بن قاسط مشهور ووائل بن هزان العنزي مغمور وأتحدى من يذكر أن وائل صار عمود نسب بحيث يعرف أحد بأسم الوائلي بل يعرف الجميع أن الأسم التغلبي والبكري والعنزي بتسكين النون نسبة إلى بنو عنز والعنزي بالفتحات الثلاثة نسبة إلى عنزة بن أسد وهذه هي القبائل التي لها جد اسمه وائل ولكي يدرك الجميع أن هذه الأقوال كذب وزور وبهتان
ثم من هو الذي يصدّق أنه لا يوجد وائل عنزي ؟ حتى يقتبس وائل بن قاسط وهو ليس عنزي
أيها الأخوة الكرام من العيب أن يتسمى الرجل بغير جدّه ومن العيب أن تعتزي قبيلة بجد ليس جدها ومن العيب أن يسكت العنزي عن من زوّر نسبه وحقّر بأصله ورضي أن يكون تبع ولا ينسى أحد الأحاديث المغلّضة واللعنات ضد من ينتحل نسب غير نسبه وهو يعلم أنه الجد الذي انتحله غير جده اللهم أني أنذرت أللهم فأشهد
وكتب أحد المتابعين يقول ( لا أحد يجزم أن جلف اللهازم أنتهى ) وهو يظن أن اللهازم لا يزال موجود وقد رديت عليه في هذا المقال فقلت : يا أخي نحن نتحدّث عن واقع ثابت وليس المسألة معاندة ومغالط ومهما كان من الميول مع الذين يدعّون بوجود اللّهازم واستمرارة لمقاصد معروفة فان أثبات الأستمرار محسوم ولا يقبل النقاش والناس شهود الله في أرضه والكل يعلم أن هذا الجمع لا وجود له فقد سألت جميع شيّاب عنزة هل أحد يعرف جمع اللهازم فأقسموا بالله انهم ما سمعوا به منذ أن خلقوا وسألت رجال من حنيفة هل تعرفون جمع اللهازم في هذا العصر فقالوا خبرك قديم لا يوجد هذا الأسم في هذا العصر وقابلت رجال من بني عجل وسألتهم هل يوجد عندكم اسم اللهازم لا يزال فقالوا ليس منا من يعرفه حالياً وبحثت في المؤلفات التي ألفت من القرن الثاني الهجري وتتبعت الأحداث فلم يرد خبر للهازم منذ ذلك الوقت فسألت القبائل التي تعرف عنزة جيداً ولا وجدت من يعرف اللهازم ألا من قرأ الكتب فقلت يا رجال عنزة هناك جمع يسمى اللهازم انظمت له عنزة قبل الإسلام ويقال أنه لا يزال موجود هل أحد سمع به أو يعرفه فلم أجد من يعرف اللهازم حالياً ؟ فقلت هناك جماعة باحثين أكدوا أن عنزة لا تزال لهزمة وبموجب تلهزمها انتحلت وائل بن قاسط فوجدتهم لا يعرفون ألا وائل عنزي وكيف تقول ( لا أحد يجزم أن حلف اللهازم أنتهى ؟ ) فهل سمعت أن أحد تحدث من رواة عنزة عن هذا الحلف في حلهم وترحالهم وغزوهم ؟ وهل وجدت من ذكر للحلف في الحروب والمناويخ التي حصلت بين عنزة والقبائل الأخرى منذ الفترة التي حددتها في مقالي ؟ وهل أحد من شيابك من يعرف هذا الحلف ؟ وما معنا قولك لا أحد يجزم بأنتهائه فهل هو معلّق بين السماء والأرض ولا أحد يعلم عنه أم أنه موجود ولا تزال عنزة تعمل به ؟ بل نجزم بأنه لا يعرف وأنه انتهى لأنه من الأساس ليس نسب ينتسب له أحد وهو جمع وليس حلف وأني على ثقة أنني أعني ما أقول وأنا بكامل قواي العقلية وأن اللهازم أنتهى كما ذكرت ولا فائدة من القول دون دليل وقد اطلعت على جميع مصادر تاريخ نجد والحجاز وكتب المستشرقين في فترات ما بعد الإسلام وما كتبت عن عنزة ولم يرد أسم للهازم أطلاقاً والشعر والوثائق لم يرد أسم للهازم وعند سؤال رجال قبيلة عنزة الأحياء الذين لا يعرفون كتابات النت ولا وجد أحد منهم يعرف اللهازم ؟
أما موضوع بنو حنيفة وبنو هزان فهم فروع من ربيعة وبينهم جوار منذ العصر الجاهلي وتحيط بهم قبائل ابعد منهم لبعضهم نسباً ومن الطبيعي أن يفزعون لبعضهم لأنهم أبناء أسد بن ربيعة والعصبية أقوى من الحلف علماً أن حنيفة لم يثبت دخولهم بالحلف لأن حنيفة كانت أكبر من كونها قبيلة بل مملكة ولم تخالط بكر ولم تشارك في حروبها نظراً لتحضرها وقد ذكر بعض المؤرخين أن حنيفة تلهزمت ولكن واقع حنيفة واستقرارها وقوتها لا يدل على أنها احتاجت الحلف والمؤكد أن الحلف بعد الإسلام انتهى لأن الإسلام أنهى الأحداث التي بين القبائل ولم يبقى هدف للحلف وحنيفة ليس بحاجة إلى دخولها في حلف اللهازم لأن الحلف جمع بكري بكري وأهم عنصر به بنو عجل بن لجيم وحيث أن حنيفة أخو عجل بن لجيم وكلاهما أبناء لجيم فأن القربى أعظم من الحلف والكل يعرف الحقيقة ويعلم علم اليقين أن الكلام الذي ذكرته في مقالي صحيح ولا يوجد به حرف زائد أو ناقص ولكني أرى من يرغب التمسك باللهازم حيث عنده رغبة في أستمرار هذا الجمع وكل الذين يحاولون الحاق عنزة بهذا الحلف لقصد الحصول على وائل بن قاسط ولتبرير الزيف الذي حصل في توقيعات ومشاهد لكي لا يفشلون الذين أبتدعوا أضافة عنزة لهذا الجد ولكن الخيط الذي يتمسكون به من خلال تلهزم عنزة لعلها اقتبست وائل بن قاسط ومسخ كل وائل عنزي وليس قصدهم رفع شأن عنزة في جعلهم حلفاء لأن فخر عنزة بمجدها هي وليس بدخولها بالحلف وكل مافي الأمر هو تأكيد هذه الأقوال التي زيفت نسب عنزة بجعلها خليط من ربيعة وعزوتها وائل بن قاسط وأقول طالما أن الحلف ذكرته بعض الكتب فهذا صحيح ولكن ماهي الكتب التي ذكرت أن عنزة أخذت وائل بن قاسط بموجب هذا الحلف ؟ وما وجد في الكتب عندما تفصّل أقطاب الحلف لم تقول عنزة وتسكت بل تقول عنزة بن أسد وهذا لا يأتي بعده من يستطيع أن ينسب عنزة لوائل بن قاسط ألا أن أراد أن ينسب أسد لوائل بن قاسط فهذا تجد من له القدرة أن يقلب النسب رأس على عقب
ثم لو فرضنا أن عنزة لا تزال لهزمة وواقعها معروف أن نسبها يتوقف عند رجلين فقط والرجلين كل واحد منهما معروفة ذريته فأين توضع بنو عجل بن لجيم وبنو تيم بن ثغلبة وبنو قيس بن ثعلبة وحيث أن هذه القبائل المتلهزمة كل قبيلة تنعت بجدها حيث يقال عجل بن لجيم وقيس بن ثعلبة وتيم بن ثعلبة فهل نضع أبو بشر ومسلم لجيم وثعلبة حتى ينتسبون لوائل ؟ والأمر الذي يدعو للعجب والأستغراب أكثر هو أن بعض من كتب لم يخلط مع عنزة أقطاب حلف اللهازم فقط بحيث تكون عنزة خليط من عنزة وقيس وعجل وتيم بموجب التلهزم بل يخلطون معها جميع قبائل بكر وتغلب والذي أهم من هذا يقول البعض أن كل ربيعة دخلت في عنزة وهذا أغرب وأعجب ما كتب منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها إلى هذا العصر ومع ذلك الذين يكتبون يعرفون ان عنزة الفرع المعروف في هذا الوقت هم عقب بشر ومسلم وبشر عقّب سهيل وعبيد ومسلم عقب وهب وجلاس والقبائل المتفرعة من هؤلاء معروفة فأين يضعون قبائل ربيعة ؟
وكتبت عن مفهوم تداخل القبائل فقلت : في هذا العصر سرت أشاعة رسخت في أذهان بعض العوام حيث يرى البعض أن عنزة تداخلت مع بكر بن وائل بموجب تلهزمها قبل الإسلام وهم يتصورون أن هذا التداخل المزعوم خلط بكر وعنزة وبموجب هذه الأشاعة كتب بعض الذين يأخذون الخبر على علاّته أن اسم عنزة في هذا العصر يشمل بعض قبائل ربيعة ومنها كل بكر وكل تغلب وقبائل أخرى والحقيقة أنه لا يوجد تداخل بمفهوم التداخل فالتداخل الصحيح هو ما أثبته المؤرخين عندما كتبوا أن قبيلة عميرة بن أسد بن ربيعة دخلت في عبدالقيس بن أفصى وأعتبرت قيسية وذاب أسمها وأصبح يقال للعميري قيسي وكذلك دخول بنو النمر بن قاسط في تغلب بن وائل وأصبح يقال للنمري تغلبي أما عنزة وبكر فلا يوجد عنزي ترجم له وعرّف عنه أنه بكري بل ينسب لجده الصحيح فيقال رشيد بن رميّض العنزي وعمران بن عصام العنزي والحسن بن عليّل العنزي كما أن البكريون قد انتسبوا الشيباني والعجلي والحنفي واليشكري والقيسي والتيمي ولا يوجد رجل واحد ترجم له من بكر ونسب عنزي وعندما تلهزمت عنزة فهي لم تسمى في عجل ولا في قيس ولا في تيم ولا في حنيفة بل عرفت بأسمها الصحيح عنزة وكل باحث يفهم تاريخ وأنساب هذه القبائل يمر عليه من لمحات تاريخ عنزة أن الفرع المعروف منها حالياً هم من الفرع الذي ترك العراق وهاجر إلى خيبر وقد هاجروا بأسم عنزة ولم يرد لأفرع قبائل ربيعة معهم أحد ونحن عندما خلقنا وجدنا آبائنا وأجدادنا هم عنزة ولا أسم آخر مرادف لعنزة من أسماء ربيعة الأخرى ووجدنا أننا ننتسب لرجلين من عنزة وهم بشر ومسلم وتوارثنا أنهم أبناء وائل ولا تجد عنزي من الرجال الذين أخذنا المعلومات منهم بالمشافهة من يعرف وائل بن قاسط بل يعرف أن وائل الذي يعتزي به عنزي صليبة أصل وفصل وعندما أردنا الرجوع للمصادر وماذا كتبت عن عنزة وجدنا في سلسلة نسب عنزة جد قديم أسمه وائل وهو حفيد عنزة السادس وعنزة هو الجد الأعلى لقبيلة عنزة ووجدنا وائل آخر وهو وائل بن قاسط وهو حفيد جديلة السادس وجديلة أخو عنزة وبحثنا لعلنا نجد أي الوائلين الذي تنتسب له عنزة فوجدنا أن وائل بن هزان عنزي ووائل بن قاسط لا يمت لعنزة بصلة وهو لا ينحدر من نسب عنزة ولا عنزة تنحدر من نسبه ومع كثر التزوير من قبل الذين الحقوا عنزة بوائل بن قاسط دون وجود دليل تمعنا بهذه الدعاية بعقلانية وتبصّر وتمحيص للخبر المتسّرع ولأن هذا نسب غير قابل للتلاعب رجحنا أن وائل العنزي أولى بأنتساب عنزة له من وائل غير العنزي ولكن الذي ورثناه بالإفاضة من شياب عنزة أن وائل أبو بشر ومسلم ولذلك يكون في ربيعة ثلاثة جدود بأسم وائل أثنان من عنزة وواحد من جديلة خلاف المدعين أنه لا يوجد ألا وائل واحد وبهذا الواقع الملموس نخاطب عقول الرجال الذين وهمّوا وتوهما وصدّقوا الأشاعة الكاذبة وقد كشف التزوير حيث انهم أدّعوا أن الوائلين القدامى واحد عريق وأصيل ومشهور وبطل همام والآخر كل الصفات الذميمة به والذي أخترع هذه الأكذوبة وأخذوا بها بعض الجهلاء لا يملك على مصداقية لأن الرجال يريدون نص يذكر تميّز وائل عن وائل ومهما صدّقوا بالتلفيق فأن الحقائق واضحه والمعروف أن الرجلين جدود يرد ذكرهم في سلسلة النسب وهم من عنصر واحد ويجتمعون في الجد الثامن أسد بن ربيعة ولا فارق بينهما وأن كل ما قيل من التفخيم والتحقير أكاذيب من الذبن أهفوا ذممهم وتجاوزوا حظوظهم
نعود لاشاعة تداخل عنزة مع بكر عندما يقال للبكري بكري والعنزي عنزي كيف يكون التداخل بالنسب يا ترى ؟ وبخصوص التلهزم فأن اللهازم اسم في الأصل هو تكتل قبلي أطلق على فروع من بكر ويضم بنو عجل بن لجيم وقيس بن ثعلبة وتيم بن ثعلبة من بكر مقابل تكتل آخر من بكر يضم الذهلين وهم بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة وبني ذهل بن ثعلبة ولا يعني عنزة بأي وجه من الوجوه ثم في حروب بكر مع قبائل معادية دخلت عنزة بالفزعة مع كتلت جمع اللهازم ولم تنسب لبكر ولا ينسب لها أحد من بكر والصحيح أن عنزة بمفردها لا يطلق عليها أسم اللهازم بل تنسب لجدها وحتى فروع لهازم بكر ينسب كل رجل منهم لجده فيقال العجلي والقيسي والتيمي ولا يقال اللهزمي لذلك فأن اللهازم ليس نسب كما توهم بعض من تخيّل وكتب خرافات أنتساب عنزة لوائل بن قاسط جد بكر بموجب دخولها مع كتلت اللهازم وعندما دخل الإسلام وانتهت العصبيات القبيلية أنتهت اللهازم وعادت كل قبيلة لأسمها الصحيح وهاهم عنزة يعرفون بعنزة وعجل لا تزال تعرف في بني عجل ولا يوجد اسم اللهازم في عنزة منذ وجودها بخيبر بالقرن الرابع الهجري وهذا ما دعاني إلى تكرار الأيضاح بأن من يدعي بتداخل بكر وعنزة لا صحة لقوله لأنه لم يثبت أن مع فخوذ عنزة بكري ولا تغلبي أما في نجد فأن عوائل من بني حنيفة كتب عنها بعض الكتّاب ونسبهم من عنزة ولكن عندما توفر العلم وانتشر الوعي كتبوا باحثين من حنيفة وردوها إلى أصلها الصحيح علماً أن الحنفيون لم يعرف منهم أحد بأسم العنزي لا في وثائقهم ولا في مستنداتهم ولا في تعريفهم عن أنفسهم ولكنهم عرفوا بأسماء جدودهم الأدنين ثم هم يعرفون أنهم من حنيفة
وقد تكرر أسم عنزة وفروع بكر بالمصادر ومع كثر ورود الأسم لا توجد أشارة للتداخل فلا يقال العنزي البكري ولا يقال البكري العنزي وهكذا لا يؤخذ بالكذب
ثم كتبت موضوع آخر بعنوان ( التداخل الصحيح والتداخل المزعوم ) فقلت : لا يوجد تداخل بين عنزة وبكر وتغلب بل أن دخول عنزة مع اللهازم الذي يضم بطون من بكر هو مجرد تجمّع في جمع وليس تداخل نسب لأن عنزة بقيت على أسمها الصريح الصحيح ولم تنسب لبكر ولا يوجد عنزي قيل له بكري وكان الدخول دخول عنزة مع قيس بن ثعلبة وتيم بن ثعلبة وعجل بن لجيم من بطون بكر ولم تسمّى عنزة بأي فرع من هذه الأفرع والصحيح أن عنزة هي الداخلة ولكن لفترة محدودة حيث عاضدت بكر في عدة معارك مع قبائل أخرى ومع الفرس ثم بعد أن جاء الإسلام أنتهى اسم اللهّازم ولم يعد له وجود ولا يذكر أي حلف في خيبر لا عند المؤرخين ولا عند الرحالة ولا في الوثائق ولا في الروايات المتوارثة ولا يوجد عنزي يعرف اللهازم بما يرويه عن والده الا ما وجد في الكتب عند الجيل الحاضر أما الذين يدعّون بالتداخل فأن هناك عوائل من الحاضرة تسكن في أماكن خارج نطاق وجود بادية عنزة ولم يرأسها شيخ من عنزة ولم تسمى بأسم عنزة ولكن وجد في كتابات بعض الذين كتبوا أنساب الأسر مؤخراً ونسبوا عوائل لعنزة بحكم اشتهار قبيلة عنزة وقوتها وكونهم من عناصر ربيعة ثم بعد أن انتشر التعليم وبدأ الأهتمام بالنسب وتحققّوا أصحاب العلاقة فوجدوا أن من نسب هذه العوائل لعنزة غير دقيق فعادت الأسر تكتب نسبها من بكر أو من تغلب وهذا لا يعد تداخل بل أخطاء صححت والصحيح أن عنزة عقب بشر ومسلم هذه القبيلة المعروفة التي هاجرت من عين التمر بالأنبار في القرن الثالث الهجري وسكنت في شمال الحجاز في ضواحي المدينة المنورة وخيبر لم تداخل ألا مع أفرع من بني هاشم من قريش وهذا هو التداخل الصحيح حيث يوجد مع عنزة عدد من البطون والعوائل من بني هاشم وهم ينتسبون إلى قبائل من عنزة ولهم رئاسات في عنزة ومع ذلك فهم يعرفون نسبهم جيداً فهم من الدوحة الشريفة ولا يضيرهم تداخلهم مع عنزة وحملهم لأسم عنزة وهذا التداخل المعروف والملموس والمحسوس وأنه شرف لعنزة أن يكون معهم من بيت الرسول صلى الله عليه وسلّم وهذا هو التداخل الصحيح حيث يقال لبني هاشم الذين دخلوا في عنزة يقال العنزي أما الذين خارج القبيلة وكتب عنهم أنهم من عنزة ثم عرف أن ما كتب خطأ وأنهم من قبيلة أخرى فهذا لا يعد تداخل ولذلك من يقول أن بكر وعنزة تداخلت فهو لم يثبت بوجود عائلة واحدة بكرية مع عنزة علماً أنه مع عنزة الكثير من جاليات القبائل الأخرى عدا بكر وتغلب لا يوجد مع عنزة أحد منهم
وأضفت مقاله أخرى بعنوان ( لا يوجد جد شركة ) فقلت : المتعارف عليه عند الأمم أن الشراكة تكون في عروض التجارة وفي الأبل والغنم والبضائع أما الجدود فلا يمكن أن يكون شراكة في الجد الا عندما يدخل الشريك بالنسب وأني أرى الكثير من الشعراء والخطباء وكتّاب النت وكذلك ما صدر من مشاهد جعلوا وائل بن قاسط شركة ينسبون عنزة بن أسد بن ربيعة له وينسبون أكلب بن ربيعة له وأحيان كل قبائل ربيعة ينسبونها له علماً أن ذريته ثلاثة قبائل وهم بكر وتغلب وعنز وغير هذه القبائل لا توجد قبيلة من ربيعة تنتسب لوائل بن قاسط لا قديماً ولا حديثاً ولكن في هذا الوقت جعلوا وائل شركة وهل يوجد جد يتحوّل إلى شركة فأين العقول ؟
أما أكلب فهي عقب ربيعة بن نزار دون شك وليس لها جد أسمه وائل وأما عنزة فهي عقب أسد بن ربيعة بن نزار وحيث أن عنزة لها جد عنزي أسمه وائل دون شك فأن وائلها عنزي ولا تقبل أن تشارك بوائل بن قاسط بشراكة أعارة لذلك ننبه كل من تحدث عن خرافة الحاق نسب عنزة بوائل بن قاسط أن يلزم حدّه ولا يتعدى حدوده ولا يعبث بنسب قبيلة عنزة فهو ثابت ومشهور ويصعب تزويره وكفى
وكتب أحد أعضاء الموقع يقول أحسنت على هذا التفصيل والتوضيح وإن من تعديهم وتهجمهم كونهم نصبوا انفسهم ملاك النسب فهم يدخلون من شاؤوا ويخرجون من شاؤوا علما انهم لايمثلون الا انفسهم فليسوا متحدثين رسميين باسم القبيلة فالحاضرة لايمكن ان تحكم عليها البادية لأن البادية لاتعلم شيئا عن انساب الحاضرة فلا عجب من تهجم من ليس له رصيد من المعرفة ، والآن القبيلة حضرية شأنها شأن قريش وتميم وغيرهما .
وكتب رد على الأخ فقلت : شكراً على تفهمك للحقائق وكما تعلم فأن الموضوع الذي كررناه مرّات عدّة هو يخص أصول وأعراق قبيلة عريقة وذات نسب وحسب وتاريخ قديم وجديد ونحن نكافح من زوّر نسبها ولفّق لها جد كذب وتراخوا رجال القبيلة عن الوقوف بوجه المزوّر بل البعض منهم صار يشجعه ويتصوّر أن كلامه صواب وكيف تكون القبيلة عنزة ويكون جدها وائل بن قاسط ؟ وكيف تكون بكر وتغلب من عنزة وهم من جديلة ؟ وهل النسب يصنع حسب رغبة البعض ؟ ولماذا تلفيق الكذب ؟ هل القبيلة بحاجة إلى جد مستعار أو نسب مزوّر ؟ لقد كشفنا الحقائق لمن يريدها ومن يتغنى بمجد غيره وينتحل نسب غير نسبه لا تقبل الرجال بالتلاعب بنسبها
وكتبت ايضاً مقال بعنوان ( جمع اللهازم ) فقلت : تحدثنا المصادر الموثقة أن عجل بن لجيم البكري قد جمع بنيه وقال لهم أغدوا لهازم واللهازم باللغة عظام الحنك أي تماسكوا وتكاتفوا بينكم فأطلق على بني عجل لقب ( اللهازم ) وحيث أن قوله يقصد به الحث على الاجتماع والتعاضد وبحكم أن بني ذهل يمثلون عصبة قوية من بني بكر وكذلك بني يشكر وأيضاً بني ضبيعة وقد أنظم مع للهازم بنو قيس بن ثعلبة من بكر وبنو تيم بن ثعلبة من بكر ثم دخلت عنزة بن أسد مع هذا الجمع المتكاتف ومع ذلك لم ينتسب القيسي عجلي ولا العجلي قيسي ولا العنزي عجلي بل كل منهم ينتسب لجده الصحيح كما أن اسم اللهازم لم يضاف له ياء النسب بحيث لا يقال فلان اللهزمي وأقول وأوضح وأشرح لمن يجهله الواقع أن قبيلة عنزة لا تستطيع الدخول بوائل بن قاسط عن طريق اللهازم بل لازم تدخل في نسب أحد اقطاب اللهازم من بكر أولاً ومن ثم تنسب لوائل وطالما أن الرابطة في وائل بن قاسط هو الجمع فأنني لا أجد عنزي عبر القرون الماضية يذكر اللهازم لا بالشعر ولا بالمصادر ولا بالروايات والسؤال الذي يجب أن يطرح نفسه هو ( كيف طمرت عنزة اسم اللهازم وتعلقت بوائل بن قاسط مباشرة وأين المؤرخين الذين تتبعوا تاريخ عنزة ولم يهملوها فكما ذكرت في مقالات سابقة لا تمضي عشر أعوام من الزمن ألا ويرد ذكر لقبيلة عنزة في الزمان والمكان والشيء الثابت أن عنزة تعتزي بوائل وأنا أقول بالتأكيد أن وائل جد عنزي لا يشك به أحد وليس هو وائل بن قاسط والمعروف أن عنزة لم تسمى في عجل ولا في قيس ولا في تيم القبائل التي يتألف منها اللهازم بل دخلت في اللهازم كاسم وليس عزوة وقد اختفى أسم اللهازم عن جميع أعضاء هذا الجمع وهاهم بنو عجل في العراق يقال لهم العجلية ولا يقال لهم اللهازم وقد ذكر بعض المؤرخين أن بني حنيفة قد تلهزمت وكذلك لا يعرف أي حنفي اسم اللهازم منذ صدر الإسلام وهذا دليل قاطع على بروز الأسماء الصحيحة لمن دخل في هذا الجمع بالأخص قبيلة عنزة ومع كثر ما بحثت مع رواة عنزة لم أجد من يعرف اللهازم وأني استغرب كيف عرفوا الذين أدخلوا عنزة في وائل بن قاسط وهم لا علاقة لهم به ألا عن طريق اللهازم وهل يصح أنهم ينتحلون نسب بكر وتغلب لكي يدخلون في وائل بن قاسط ؟ وكيف يقبل رجل سليم العقل أن يمسح أسم عنزة ويتسمى في بكر وتغلب ؟ وهل نحن نكذب على أنفسنا ؟ وماذا يزيدنا من فخر العزوف عن نسبنا وانتحال نسب غيرنا ؟ وهل بكر وتغلب أفضل نسب من عنزة ؟ وهل وائل بن قاسط أفضل من وائل بن هزّان أو وائل أبو بشر ومسلم ؟ يجب أن تدور هذه الأسئلة بخلد كل رجل معه عقل ويجب أن يقف مع نفسه فيتدبر الأمر قبل أن يأخذ بالمهايطات التي تطلق عبر القنوات من الشعر أو الخطب أو الأخذ بأقوال الذين يدعوّن كذباً أن عنزة كذا وعنزة كذا من تحريف نسب القبيلة والتسمي باسم قبائل أخرى أو ضم مشاهيرها على أنهم من عنزة ولو أفتخر أحد بالزير يجب أنه ينسبه لنسبه الصحيح ويفتخر به لقرب النسب كونه من ربيعة أو يفتخر رجل من عنزة بالأحنف بن قيس كونه من نزار أو يفتخر رجل بحاتم الطائي أو بعنتر أو بمعدي يكرب الزبيدي كونهم من العرب وهكذا ولكن من غير المعقول أن ينسبهم لقبيلته وهم لهم نسب صريح ومعروف
وكتبت مقال آخر بعنوان ( تحليل منطقي لحلف اللهازم ) فقلت سبق وأن تحدثنا عن حلف اللهازم الذي يدعي البعض حالياً أن قبيلة عنزة أقتبست وائل بن قاسط جد قبائل بكر وتغلب وعنز بموجب دخولها في هذا الحلف وهنا نوضح أكثر لمن توهم بهذا الوهم وأخص الذين ينفون وجود وائل من جدود عنزة ويرون في زعمهم أن وائل الذي تعتزي به عنزة هو وائل بن قاسط بموجب ذلك الحلف واستطيع تقديم الحقائق التالية :
أولاً : ثبت أن اسم اللهازم مجرد جمع وهو في الأساس على بني عجل من بكر ثم أنظم له قبيلتا قيس وتيم أبناء ثعلبة من بكر ثم أنظمّت له عنزة واسم عنزة نسب والنسب أولى للأنتساب من الجمع
ثانياً : من الثابت أن وائل بن قاسط ليس جد لعنزة ولو دخلت به بالحلف لما قيل لها ( أولاد وائل ) لأن كلمة أولاد تعني ذرية الجد وهذا يثبت أن عنزة لها جد عنزي أسمه وائل تنتسب له وليس هو وائل بن قاسط المستعار
ثالثاً : ذكر جميع المؤرخين أن عنزة هاجرت من عين التمر إلى خيبر في القرن الثالث الهجري وهم عنزة ولم يرد أي خبر يذكر اللهازم منذ وجود عنزة في خيبر إلى وقتنا الحاضر ولا يعرف هذا الاسم في أحداث عنزة ولا في وثائق خيبر ولا في كتب الرحالة والمستشرقين ولا في سجلاّت الحكومات المتعاقبة وهذا يثبت أن أسم اللهازم كما أشرت هو مجرد دخول عنزة في جمع مع بطون من بكر في العصر الجاهلي لقصد الفزعة ثم أنتهى هذا الجمع مع نهاية الظروف التي أوجدته
رابعاً : قبائل بكر في العصر الجاهلي أثناء حربها مع قبائل أخرى كونت ثلاث كتل وهي عبارة عن جموع وهذه الكتل هي :
1- جمع بنو يشكر بن بكر بن وائل وبنو بدن بن بكر بن وائل ويعرف هذا الجمع في بني يشكر
2- جمع بنو ذهل بن شيبان بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر وبنو ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ويطلق على هؤلاء جمع الذهلين وهم أبناء ذهل الأكبر وذهل الأصغر
3- جمع اللهازم وهم : بنو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وبنو قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وبنو تيم بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وبنو عنزة بن أسد بن ربيعة
ويلاحظ أن قيس وتيم أبناء ثعلبة الذين صاروا مع بني عجل لهزمة هم أقرب للذهلين من عجل مما يدل أن هذا تكتّل جموع وليس نسب وأقرب قريب لبني عجل بن لجيم نسباً من قبائل بكر هم قبيلة حنيفة بن لجيم ويقال أنها دخلت في اللهازم مؤخراً
خامساً : إذا رجعنا للواقع وحكّمنا العقل فأن قبيلة عنزة أطلق عليها اللهازم كجمع ولكنها بقيت على نسبها الصحيح عنزة بن أسد بن ربيعة وهي لم تتجاوز اسم اللهازم بمعنا أنها لم تحمل سم بكر ولا أطلق عليها اسم البكري ومع ذلك لو أن اسم اللهازم بقي وذكروا المؤرخين أن القبيلة التي هاجرت من عين التمر هم اللهازم لحق للباحث أن يخلط أقطاب اللهازم من عجل وقيس وتيم وعنزة دون تفريد ولاحق لمن يدعي أن عنزة بكرية بموجب أضفاء اسم اللهازم عليها دون عزلها عن بقية أقطاب اللهازم ولكن عرفت عنزه باسمها وعرفت عجل وتيم وقيس في هذه الاسماء ومع وضوح النسب يأتي من يدعي بعد أربعة عشر قرن بأن عنزة لا تزال لهزمة ومختلطة مع بكر هذا مستحيل
سادساً : من المعروف أن عنزة تلهزمت مع بطون من بكر وهي المتلهزمة وهي الداخلة مع هذا الجمع فكيف يدعي مدعي أن بكر صارت هي عنزة ؟ طالما أن عنزة هي التي دخلت بالحلف في العصر الجاهلي كيف بعد هذه القرون صارت بكر هي الداخلة في عنزة وهي التي أخذت اسمها ؟
سابعاً : الكل أطلع على الوهم الذي حدى في الذين صاغوا مشهد وقعوّا عليه بعض الرجال دون دراية وبمجرد أن ضلل عليهم فلان وصدّقوه ووقعوا على أن بكر وتغلب هم فرعي عنزة وطالما أن عنزة دخلت مع جمع يضم ثلاثة بطون من بكر وليس بكر كلها ومع ذلك لم تنتسب لهم ولم ينتسبون لها بل جمعهم اسم اللهازم الذي أنتهى في بداية العصر الإسلامي وكما ذكرت فأن عنزة هي التي دخلت باللهازم مع بكر فكيف أدخلوا بكر كلها في عنزة ؟ ثم لو قلنا أن بكر قد دخلت في عنزة بموجب هذا التلهزم ولكن وش جاب تغلب لهذا الحلف ؟ وكيف حصل دخول تغلب وبكر في عنزة ؟ وهل وجد مصدر يذكر هذا الدخول ؟ وكيف صيغ المشهد دون سند ومرجع ؟ وكيف وقّع عليه هؤلاء الرجال وهو كذب ؟
ومن الغريب أنهم يتخيلون دخول عنزة في بكر وهي ليس لها ما يربطها في بكر ألا اللهازم واللهازم نسّى وأندثر ولا يعرف أطلاقاً حتى عند بني عجل القبيلة التي أطلق عليها أسم اللهازم هاهي متواجدة في العراق وأيران وتعرف في بني عجل كما أن عنزة منذ وجودها في خيبر لم يرد اسم اللهازم هذا ما لزم بيانه لتصحيح نسب هذه القبيلة وأفهام الذين أخذتهم الدعايات الكاذبة والله من وراء القصد
وكتبت في مقال آخر بعنوان ( مباحث في الحلف والتحالف ) فقلت :
الحاقاً لما سبق من التوضيحات حول ما كتب مؤخراً ورسخ بأذهان من تأثر بالكتابات وحديث بعض المجالس ومفاده أن عنزة قد اعتزت بوائل بن قاسط الجدلي بموجب حلف ( اللهازم ) أود أن أوضح أكثر ملابسات هذه الظنون التي بنيت على السراب الخادع والأقوال المزيفة التي بثّت عبر بحوث من بعض الأشخاص الذين ارادوا أن يكحلونها فأعموها وللحقيقة والتاريخ نبصّر من لا يزال يعوم في بحر الأوهام ويصدّق التكهنات التي قد تكون عكس الحقيقة فأقول مستعيناً بالله
هنا نذكر القليل من أحلاف العرب لأخذ العبرة والعظة ولكي تزال الأوهام مما أطلعت عليه وسمعت عنه وقرأت في العصور القديمة والعصور القريبة ومن الطبيعي أنه إذا اجتمعت بطون من العرب وقرّروا التحالف سواء حلف داخلي ضمن أبناء الجد الواحد والذي سنبينه لاحقاً في هذا المقال أو الحلف الخارجي بين قبائل أو بطون متباعدة في النسب فأن هناك حلف بين فرع من تميم وبطون من أبناء أد أخو تميم حيث غمسوا أيديهم في رباب من الطين وأطلق على هذا الحلف أسم الرباب وبقي كل فرع على أسمه في النسب ولم يتسمى أحد في أحد بل شملهم جميعاً أسم هذا الحلف ومن الأحلاف في قبائلنا المعاصرة فقد اجتمع عدد من بطون عنزة وبطون من قبائل أخرى وتواصلوا في حبل وأطلق عليهم أسم واصل وهم القبيلة المعروفة من مطير وكل فخذ عرف باسم جدّه الصحيح ولم تتسمى قبيلة باسم الأخرى وهناك قبيلة من القبائل المتحضرة في منطقة الرياض تسمى القرينية وهم من أرومة شتى بحيث منهم من شمّر ومن بني ضبّة ومن قحطان ويقال أنهم تحالفوا على قرن وعل كل منهم مسكه وأقسم أنه له ما لهم وعليه ما عليهم وحملوا أسم القرينية ولم يدخل أحد بنسب أحد بل الكل يعرف بنسبه ولكنهم شملهم أسم الحلف وكذلك حلف يسمى حلف عتبة بين عوائل من عنزة وعوائل من غير عنزة وكل عائلة عرفت بنسبها ولم تنسب عائلة للأخرى وإنما جمعهم اسم الحلف كما يوجد في قبيلتنا عنزة تحالفات داخلية بحيث سبق وأن شرحت أن كل ما يقال لهم المحلف أو المثلوثة فهم عبارة عن حلف داخلي ومن هؤلاء : المحلف من الجلاس ويضم الأشاجعة والسوالمة والعبادلة ومع أنهم قد أطلق عليهم اسم المحلف فهم لم يضعون ياء النسب في الحلف حيث لا يعرف أحد منهم باسم المحلفي بل يقال الأشجعي والعبدلي والسالمي وكذلك لا يمكن أن يقال للأشجعي سالمي أو للعبدلي أشجعي وهناك المحلف من العلي من الدهامشة ويضم هذا الأسم العياش والمذاودة ومع ذلك لا يقال للمحيني أو الشليخي أو الذايدي الذين هم المذاودة لا يقال لأحد منهم العياشي بل ينتسب لجده الصحيح وهناك المحلف من الموايقة من السبعة وهو تحالف بن عدد من البطون وكل بطن يعرف بجده ولا يجمعهم ألا الحلف ويوجد في عنزة عدد من الأفخاذ تسمى المثلوثة بحيث أن قبيلة الساري من الفدعان بها بطون يقال لهم المثلوثة وكل فرع ينسب لجده ولم يدخل بجد الفرع الآخر وكذلك المثلوة من الروس من الفدعان وايضاً مثلوثة الجميشات من الدهامشة والأمثلة على التحالف كثيرة ،أما غير التحالف فأن الرجل الذي يحمّل غرم في جناية عند جماعته ويجلي ويدخل على قبيلة ويعيش معها وينجب ذرية وتبقى ذريته مع هذه القبيلة وتنتسب للقبيلة فهذا يسمى مربا وليس حليف وتقول العرب بأمثالها ( المربا غلب الأصل ) وهذا التداخل يوجد بكثرة عند القبائل فلا تجد قبيلة قوية ومنيعة الجانب ألا ومعها جاليات من الأسر وسواء الحليف أو المربا فهو يعد ضمن القبيلة ولكن إذا رجع لقومه أو تكاثر نسله وقويت شوكت الحليف وحصل سبب لاستقلاله عن القبيلة فهو قد يشكّل قبيلة ويشتهر باسمه الصحيح وهناك قبائل أو أسر تقل أو تضعف في فترة من فترات الزمن فتنضم إلى أقرب قريب لها وتنسب له ولكنه يعتبر نسب مؤقت وكثيراً من الأسر في عصرنا الحاضر تباركت وكثرت وكانت تعد ضمن فرع معيّن وهي تعلم أنها لست من هذا الفرع وقد كتبوا لي بعض الرجال وأبلغوني أنهم فرع وحدهم مستقل ولا يريدون البقاء في وضعهم السابق وقد ذكرت هذه المقدمة لكي أوضح لمن يريد بقاء عنزة في حلف اللهازم الذي عقد بالعصر الجاهلي وأنتهى في صدر الإسلام وكل المحاولات التي جرت لحشر عنزة في هذا الحلف هي لقصد إدخال عنزة في وائل بن قاسط والهروب والعزوف عن أي وائل عنزي مما يثير العجب ؟
وكتبت في مقال آخر موضوع بعنوان ( كيف ربيعه دخلت كلها في عنزه ؟ )
بين الحين والحين يطلع كاتب من علاّمات هذا العصر فيكتب أن قبيلة عنزة في هذا العصر تمثّل جميع قبائل ربيعه حيث أن بكر وتغلب وعبدالقيس والنمر ين قاسط وعميره وضبيعه كلها صارت تسمّى عنزة وهكذا والغريب أن قبيلة عنزة المعروفه حالياً هي أبناء رجلين فقط وهم بشر ومسلم وهؤلاء أنحدروا من أحد فروع عنزة الثمانية المعروفة بالعصر الجاهلي والفرع الوائلي من عنزة القديمة التي كانت قبل الإسلام هم بني هزّان ورغم تكاثر فرعي عنزة بشر ومسلم في هذا العصر فأنها تمثّل جزء صغير من عنزة القديمه حيث أن عنزة فرع رئيس من ربيعه ويوجد منها فروع من غير عقب بشر ومسلم في جميع أقطار العرب عرف منها من عرف
والفت نظر الذين يتخيلون أن قبائل ربيعة كلها دخلت في عنزة فأن قبائل مضر يعرف منها حالياً اكثر من عشرين قبيلة فلماذا ربيعة في نظر الذين يدعوّن باطلاً أنه لا يوجد من ربيعه إلا عنزة ؟ ويدعون أن قبائل ربيعه القديمه والمعاصره كلها دخلت في عنزه علماً أن عنزه كما أسلفنا هم فرعين تسلسلوا من رجلين عاشوا في عصر الإسلام وبقية قبائل عنزة وفروع ربيعه متواجدة بكثرة في العراق وبلدان أخرى ومن قبائل ربيعة المعروفه حالياً :
1- أكلب 2- عنزه 3- بني عطيه 4- تغالبة الدواسر 5- الزعاب 6- عبوده 7-الفريجات 8- حنيفة 9- الدلفيه 10- الحكام 11- الوائلي 12- المياح 13- عكابه 14- السراي 15- العمور 16- بنو شعبه 17- تغلب في عمان 18- تغلب في اليمن وفرسان 19- الأمارة 20- بني حمدان 21- بني ركاب 22- بني عتبه 23- بنو عتاب 24- الرحبيين 25- الباويه
وهذه القبائل هي وغيرها الكثير من قبائل ربيعه وهي موجوده على الطبيعة فكيف صارت كلها من بشر ومسلم علماً أن القبائل التي من عنزه هي بشر ومسلم ومن تفرّع منهم من قبائل استقلت باسمها ويوجد من عنزة من غير ذرية بشر ومسلم : 1- الهزازنه 2-العيدان 3- الحطيط 4- الماجد 5- البحارنه 6- التيوس 7- الجاف والكثير الكثير من قبائل عنزة التي أختلطت بقبائل أخرى لذلك من كتب أن قبائل ربيعه كلها تسمّت عنزه عليه أن يبحث في هذه القبائل التي أوردتها ويجب أن لا يكتب إلا ما يفيد لأن الخطأ والزيف لا يخدم نسب ربيعه وخلطها مع عنزة ما يفيد المزورين ولا يغيّر نسبها والله المستعان وما كتبت هذا التوضيح ألا أنني أشعر أن بعض الأخوة لا يزال يخوض ويتخبّط في نسب هذه القبيلة وللأمانة التاريخية تم التوضيح والله على ما أقول شهيد
وهنا أضيف هذه الأحاديث المنشورة منقولة
ومن أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم وفتاوي العلماء عن صيانة النّسب
إن الأنساب أمرها خطير, وشأنها عظيم, ليست طعمة سائغة لكل أحد يعبث فيها أو يغير فيها, فمن كفر نعمة أبيه وانتسب لغير أبيه يريد الغنى أفقره الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد العزة أذله الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد الكرامة أهانه الله. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر"صحيح البخاري (12/54) حديث ( 6768) وقال من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" وهذا يشمل الأب القريب والأب البعيد فالكل في الحكم سواء ولقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل فعن سعد بن وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ادعى الى غير أبيه - وهو يعلم أنه غير أبيه - فالجنة عليه حرام"صحيح البخاري، ومن حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول" ليس من رجل أدعى لغير أبيه- وهو يعلمه – ألا كفر بما انزل على محمد، ومن أدعى قوما ليس فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار" صحيح البخاري.. أي انتسب لغير أبيه رغبةً عنه مع علمه به، وهذا إنما يفعله أهل الجفاء والجهل والكبر؛ لخسة منصب الأب، ودناءته، فيرى الانتساب إليه عاراً، ونقصاً في حقه، ولا شك أن هذا محرم معلوم التحريم، وقال النووي في شرح مسلم (9/144): (هذا صريح في غلظ تحريم انتماء الإنسان إلى غير أبيه; لما فيه من كفر النعمة، وتضييع حقوق الإرث والولاء والعقل وغير ذلك, مع ما فيه من قطيعة الرحم والعقوق) ، أي أن إنكار النسب قد يكون كفراً والعياذ بالله0 قال تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ"
ولذلك كان التبني في الإسلام حرامًا بدلالة الآية الكريمة، و لما فيه تلبيس على الناس فيجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله وإعادة الحق إلى نصابه بالانتساب إلى أبيه الشرعي إن تغيير اسم الأب في العاده يكون بقصد تحقيق مصالح دنيوية نتنة،أو لكسب وجاهة مزعومة، أو بغية الترفع عن الانتساب إليهم، فما ذاك إلا من الكذب والزور القبيحين مع ما يحمل في ثناياه من احتقار لأبيه وعائلته وقبيلته بالتبرؤ من الانتساب إليهم، مما يجعله ذنباً في مصاف أكبر الكبائر والعياذ بالله، فضلاً عما يترتب على تغيير الأنساب من تحريم لما أحل الله وإحلال لما حرم الله، وذلك من الفساد الكبير في الأرض والشر المستطير الذي قلما يحصل التخلص منه نظراً للالتباس الفاحش الناجم عنه والفوضى العارمة المترتبة عليه.
إن اللعب بالأنساب حينما ينسب الرجل نفسه لغير أبيه فيقول إنه ابن فلان وليس كذلك, سواء انتسب إلى أب غير أبيه أو إلى جد غير جده, أو إلى قبيلة غير قبيلته فعليه لعنة الله، ورسوله والناس أجمعين, حينما جحد نعمة والديه, وحينما عبث بنسبه وادعى ما ليس له. قبيح اشد القبح أن يتكبر الولد على أبيه .. فيشمئز من اسم أبيه أو نسبه .. فيبدله ويحرفه، إن تغيير الإنسان لنسبه فيه جحد لنعمة الله وعقوق للوالدين .. ولهذا فإذا جحد الولد أباه ونسبته إليه حلت عليه لعنة الله، حينما يعق والده حلت عليه لعنة الله, حينما جحد قرابته وتكبر لأي أمر من الأمور.. كمنصب أو مال أو جاه دنيوي .. حلت عليه لعنة الله, حينما غش المسلمين حلت عليه لعنة الله, وحينما دخل في قوم وليس منهم حلت عليه لعنة الله.
لعل الذين زوروا نسب عنزة والحقوها في بكر وتغلب ونسبوها لوائل بن قاسط أن يتقون الله ويرعوون والله الموفق