قاصمة الظهر
مجلة الدعوة العدد 1592 - 16/1/1418ه - 22/5/ 1997م
نقرأ 00 ونسمع 00 ونرى 00 من الحوادث الشيء الكثير منها مالا يؤثر ومنها ما يزيد في دقات القلب وقد يرفع الضغط ، فتجد أثر ذلك سلبا أو إيجابا ، ومن هذه المنقولات أو المسموعات أو المقروءات ما يتصور وقوعه وهو أمر طبيعي في مجتمعات منفتحة وكبيرة ومنها مالا يتصور وقوعه وإن وقع فالدهشة والوله على عقلك يسيطر ، وفي الحيرة يترك وهذا خلل في المجتمع فإن وجد فعلينا وعلى مجتمعنا السلام 0
وإليك قصة هي باختصار شديد أن أبا كبيرا في السن شبه مقعد قد فقط السيطرة على عقله إلا اليسير منه ، وفقد السيطرة على إطرافه فهو شبه مشلول ، وفقد السيطرة على لسانه فهو شبه أخرس ، وفقد السيطرة على أجزائه العصبية و و إلا ما شاء الله 00 ومثل هذا يحتاج إلى رعاية خاصة فقدها من لدن أبنائه وبناته فهم لا يلتفتون إليه و يزورونه كما يزوره الآخرون 0
ولكن الله بعباده لطيف رحيم حيث هيأ لهذا الشيخ الكبير إحدى زوجات أبنائه وهي مهضومة الحقوق أيضا فاعتنت به عناية عظيمة فكانت البنت الحنون التي لم يكن هو أبا لها فجزاها الله كل خير حيث فعلت ما لم يفعله الأبناء 0
إن حق الوالدين عظيم علينا مهما فعلنا ومهما عملنا ، فلن نوفيهما حقهما ، قال تعالى في حقهما ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) ، وقال ( وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلا هما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) 0
وتخيل أيها العاق أن ابك انشد فقال :
غذوتك مولودا ومنـتك يافـعــــا ،،،،، تعـل بما اجـــني عـليـك وتنهل
إذا ليلة نالـتك بالشكو لـــــم أبـت ،،،،، لشكواك إلا سـاهـرا أتملمــــــل
كأني أنا المطروق دونك بالـــذي ،،،،، طرقت به دوني وعـيـني تهمل
تخاف الردى نفـسي عليك وإنها ،،،،، لتعلم أن الموت وقت مؤجـــــل
فلما بلغت السـن والغايــة الـتــي ،،،،، إليها مدى ما كنت فيك أؤمــــل
جعـلـت جزائي غـلظة وفـظاظة ،،،،، كأنك أنت الـمنعـم الـمتـفـضـــل
فليتـك إن لم ترعى حق أبوتــي ،،،،، فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليـتني حق الجوار ولم تـكـن ،،،،، علي بمالي دون مالك تبخـــــل
تـراه معـدا للخـــلاف كــــأنـــه ،،،،، برد على أهـل الصواب موكـل
وأخيرا مهما فعلنا لوالدينا فلن نوفيها من حقها شيئا ، أليس إذا مرضنا سهروا على راحتنا وإذا غبنا انتظرونا بفارق الصبر وإذا 00 وإذا 00 فلو أن أحدنا حمل والديه على ظهره وقصد بهما بيت الله الحرام ماشيا على قدميه يريد تأدية نسكهما ثم يعود بهما إلى منزلهما فلن يوفيهما أدني الأدنى من حقهما ،،،،، وخصوصا الأم 0 اللهم لا تجعلنا من العاقين يا رب العالمين 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات