بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا هي خطمةٍ على أديبنا حفظه الله وسلمه ..
سأورد ما أعرفه وسمعته عن هذه القصة من كبارنا رحم الله من مات منهم وأطال بعمر من تبقى على الهدى والصلاح وقد كنت كتبت هذه القصة في شبكة منتديات قبيلة السبعه بتاريخ 14 - 5- 2009 كي يطلع عليها أبناءنا من هذه الجيل ويروا كيف كان عليهم هؤلاء الأبطال الأشاوس بالرغم مما حصل بينهم من عداء وقتال ، وما دعاني والله لكتابتها هو ما أراه من تناحر وتخالف وإقتتال عبر ساحات الإنترنت بين أبناء العمومة في هذا العصر ، ولله المشتكى ..
وهذا هو رابط الموضوع في منتداكم الآخر
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعزاء سرد القصص الموروثه الغائبه في صدور الرواه لابد من ان تورث للاجيال الحاليه والقادمه لما بها من فخر واعتزاز وبكل مافيها ولما فيها من عبر وحكم
قصتنا اليوم عن وقعة - نوّاحه - غرب جبل عرنان ، وهذه المعركة وقعت بين الجعافرة والجعافرة أنفسهم أي بين ضنا صقر الذين ينتمي إليهم العواجية شيوخ الجعافرة وولد سليمان قاطبةً والفضيل القسم الآخر من قبيلة الجعافرة.
ماهو سبب المعركة :-
يقال والله اعلم انه حدث خلاف بين رجل من ضنا صقر ورجل اخر من الفضيل وتطور الخلاف بينهما إلى أن إنتهت بمقتل الرجل الذي من ضنا صقر فثارة ثائرة الشيخ مشل العواجي إخو ذكر وطلب أن يقتص من الفضيلي بالقتل فلم تجيزه على ذلك الفضيل لأنهم يعتقدون أن القتيل هو من تسبب بذلك وأنه هو المخطئ بعد أن فشل بجميع الحلول معهم أمر مشل جماعته أن يغزوا على الفضيل وتخضيعهم وتأديبهم لأنهم لم يرضوا بحكمه ويعاونوه على قصاصه من الفضيلي فتواجه الجمعان عند جبل نوّاحه وكان مع مشل بعض ضنا صقر .
أما الجمع الآخر كانوا بقيادة الشيخ فريح ابن حمرون ولما التقى الطرفان هجموا على بعضهم فبدأت رحى المعركة فتقاتلوا قتالاً شديداً صارت الغلبه للفضيل فراح مشل العواجي ينخى ربعه يوم تضايق { وين الجعافرة وين الجعافرة } ... فرد ابنه عسكر عليه بقوله الجعافرة هم اللي يطاردونك ....
وروي أيضاً وكما تبينه القصيدة أن هنالك رجل يقاله { زقيحان الحنيني الحربي } خرج للقتال معهم أي مع مشل ضد الفضيل وكانت زوجته من الفضيل وسألته زوجته إلى أين إنت ذاهب فقال:-{ رايح أجيب لك من مكارش أهلك }، قالت بس لا يذبحونك أهلي فرد عليها لا يكون يصوبوني من هنا { وأشار الى مؤخرته } ...أجلكم الله وقيل ان من أعاجيب الصدف انه أُعيد محمولاً على أعمده وهو منبطح على بطنه ومصّوب مع مؤخرته كما أشار هو ، فما رأته زوجته حتى أخذت تزغرت وتقول ( هذا فعل ربعي يا زقيحان ) .
كما قيل أنه قتل في تلك المعركة احد أبناء فريح ابن حمرون وقال الشاعر الكبير عايد الومد وهو من الفضيل موجها الى مشل يتشّــــره عليه ويفتخر بالفضيل:-
أرقبت أنا رجـم ٍ طويـل ٍ وملمـوم=نابي على كل المراقيـب لـو مـاح
طرت على بالـي مواعيـد وعلـوم=رد البرا من الشيخ كسّـاب الامـداح
ويبي المكارش ما زقيحـان مليـوم=مار المكارش دونها ضرب وحـواح
من فعلنـا يرجـع كسيـر ومهـزوم=واللي بنفسه هو وعمّه ما هو صـاح
ربعي بنوّاحـه عـدى مثلهـم لـوم=الجيش عنهم غيبت الشمس ينـزاح
يامشل فارقك السعـد هلـت التـوم=ضربت درب القرد عن درب الاربـاح
يالشيخ لو برقـت مخطـي ومآثـوم=منك (الفضيليّات ) بصيـاح ونيـاح
بعت الفضيل ولا تقصيـت بالسـوم=بيعـت هزيـل ولا تـزودت باربـاح
حاولتنا واضحى على رآسك الحـوم=وما ردك من عند الأجناب ضحضـاح
جمعت ( شهبان الذرا ) مع هل الـدوم=مدخل على النسـوان للرحـم فتـاح
ذا قولهم ياسيف كان مانـت مظلـوم=هي اقشر الشطرات لو عطرها فـاح
واقفوا كما صيد ٍ من الرمي مزحـوم=عقب الخلا يسمع لضاليـظ وصيـاح
ربعي هل ( الجدعا ) كما دولة الـروم=ما همّهم كثـر الوقايـع اليـا طـاح
لولا القرايب نجعـل المنـع معـدوم=وانت السبب يامحتمي كـل مصـلاح
عسكر يقول : انحش ترى ربعك القوم=والشيخ ينخى سابقـه تقـل بطـاح
هذا جزى اللي صار بالحرب ملـزوم=عيّـا يطـاوع كـل عاقـل ونصـاح
وبعد ذلك عاد مشل إلى مضاربه وأمر جماعته بالرحيل والبعد عن أماكن الفضيل ولما كان مشل في بيته أمر أحد الخداديم أن يروقون البيت فقالت زوجته { نسينا ياشيخ الرواق بالمراح } .، فإلتفت إليها وبسرعة بديهة فهم أن زوجته تقصد أن الرواق هم ربعه الفضيل فأمر جماعته بالرحيل والرجوع لقومهم ولابن حمرون .
ومن بعد هذه المعركة أصبح مشل وابن حمرون صديقين بل كالاخوان يغزون القبايل المحيطة بهم ومن غزواتهم عندما أخذت إبل الفارس { الجلوي } وهو ضوّي والذي سلبها هو من عمال ابن رشيد وكانت الجعافرة بخيبر ولما علم مشل وفريح أعدوا العدة لإسترجاع الإبل والهجوم على ابن رشيد فتريضوا الى ان تبرّد الخيل { وقت الصفري } ، وعلموا أن ابل الجلوي بالعدوه شرق حايل فهجموا على عامل ابن رشيد وقتلوه وقطعوا راسه وعلقوه على ناقة وضحى وكان طريق رجعتهم يمر بحايل فقال مشل وفريح لابد من أن نعبر بالإبل بوسط قصر برزان وذلك تحدي لابن رشيد حيث خان العهد ولم يثني عامله عن تلك الفعله المشينه التي أخلت بالعهد والميثاق علما ً أنه كان بينه وبين مشل عهد لا يغزيهم ولا يغزونه، ويذكر أن بالقصر باب اسمه { الصفّاقات }.
فعقدوا النية أن يدخلوا مع ذلك الباب فرفض الجلوي هذه الفكرة حتى لا يستثيروا ابن رشيد عليهم، ولكن لم يلقوا له أي إهتمام ولم يسمعوا كلام الجلوي ولا إلى توسله لهم بأن لا يدخلوا الابل قصر برزان .
ولما دخلت الابل من خلال باب الصفّاقات كان فرسان عنزة ينهرون وينهمون الابل فانزلقت ناقة وانكسرت فقال الجلوي : الحمد لله هذي نقيصتنا إن شاء الله من الابل وكان في مقدمة الابل الناقة التي عليها راس عامل ابن رشيد فلما خرج ابن رشيد من القصر ورأى مافعلته عنزة بعامله غضب وقال - وش هذا يامشل .
فرد فريح ابن حمرون قبل مشل بذكاء " إنّا معاهدينك يالأمير أن لا تغزينا ولا نغزيك وهذا ما إتفقنا عليه وكنا على العهد ولا خنـّاه بس عاملك هذا خآنك وخآن الله وهذا جزى الخآينين وحنا ماقتلناه إلا لأنه خآنك قبلنا ...
فأعجب ابن رشيد بكلام فريح ورجعت خيل عنزة بالإبل سالمين وغانمين وعلى رآسهم مشل وبن حمرون.
هذه الحكمة وهذه هي الرجولة وهذه هي صلة الرحم فبعد المعارك والدماء رجعوا إخوة وصآلوا وجآلوا بالعز والأنفة والكبرياء وبعد هذه الحادثة مازال ابن رشيد على عهده الذي قطعة على نفسه من إجلال وحشمه لعنزة وتقديرا ً لهم .
نسأل الله أن يرحمهم ويرحم جميع الأموات من المسلمين وان يلحقنا واياهم بجنات النعيم، وأن يسترنا وإياكم بستره وعفوه يوم الدين .
ومن هذا الصرح لا يسعني إلا ان اقول والله وألف نعم باهل الجدعا ومثلهن بابن رشيد .. والله مابيننا وبين الإجاويد وندخل على الله عن ظلم خلقه أجمعين.
وتقبلوا أسفي أن أطلت أو أسهبت
كما أرجوا أن يقبل عذري إن كان بها خلل أو زلل
وما إبن آدم معصوماً من الخطأ ..
هذا ودمتم يا أعز خلق الله للعز سالمين
وبرعايته عز وجل دائماً محفوظين