الأخوة الكرام أنني أعرف عدد من العوائل دخل قسم منها بمصاهرة عوائل غير منسوبة وتوقفوا أقربائهم عن مصاهرتهم وهم مستعدين مشاركتهم بالفزعة والرفدة والأجتماع والأعتراف بنسبهم ولكنهم لا يزوجونهم ولا يأخذون منهم للأسباب المشار إليها وهذا الوضع لو وضع على محك الشرع لوجد خطأ حيث أن الذين يجمعهم جد دون شك فأن مصاهرتهم مع من هو أدنى منهم لا تهفي نسبهم والبعض يصبغ هذا الواقع بالصبغة الدينية ويستدل بالحديث الشريف ( تخيروا لنطفكم فأن العرق دساس ) ورغم انني ليس ملم بتفسير الأحاديث ولكني أرى أن قصد الحديث هو عرق الرحم والدين والأخلاق وكانوا البدو يتوارثون نصيحة وهي قولهم ( أبتعد عن الهمس والدنس والبرص ) والنصائح كثيرة في هذا المجال وهناك الكثير من الشعر يوضح ولي نصيحة من ضمن قصيدة تبلغ ثلاث مائة بيت أقول :
خذ حذرك وقت الــّزواج *** لا تـأخــذ بـنـت الـهـلبـاج *** لو يحـمل في متنـه تـاج
159- ما فاده حمل التيجان
ولا تأخذ بنت المدنوس *** خـلفـة زلايـب وهـدوس *** تلقى عروقـه فيهـا سوس
160- والغصن الناعم خرثان
ولا تأخـذ بنـت الديـوث *** بالـدنس عـرضـه مـليــوث *** عـسـاه بـنـاب مـغـلـوث
161- ولا في شوكة ثعبان
ولا تأخـذ بنت المنكود *** متغـاضـي وأعـمـالـه ســود *** عـسى يــرداه العـبـرود
162- من عباريـد الفلكان
ولا تأخـذ بنت القطوع *** يـأتـي ولـــدهـا مـسـبـوع *** ما هـو لأمـر الوالـد طـوع
163- حيثه معامق رديان
ولا تأخذ من عرق العوب *** قـويـت رأس ونـصـوب *** لازم تـلقـى بـك عـذروب
164- وتترك بحالك ذهبان
إلى صارت عوبا وعديم *** مثـــل الشيطـان الـرجـيـم *** عـفـهـا مـن بـد الحريــم
165- لو ما من غيره نسوان
تـرى خـطـات الـمــــدام *** تـطـيـعـك مـا دمـت غــلام *** والـشـايـب مالــه مـقـام
166- لا كبر قالـت خرفـان
وأحـذر شينـت الضميـر *** تـذهــب مـالـك بـالـتبـذيـر *** تــتـرك ورعانـك دشيــر
167- يسعون سوات اليتمان
وأحـذر دنـست الشـلـيـل *** مـا يـثـق فـيـهــا الحـلـيـل *** عـرضهـا مثـل المنديـل
168- لا تـغـرك بالفستـان
لا تغـريـك بكثـر الـزيـن *** بـيـض الخـد ووسع العيـن *** ما فـاد الشكـل الحسين
169- لـو شفت المظهر فتـّان
قشـرا المخبـر لا توهمك *** مـا تـقـّدرك ولا تحشّـمـك *** ما تـوافـقـك ولا تلائمـك
170- لو تشبه ريم الغزلان
أما بخصوص كثرة من يلتحقون بالقبائل في هذا العصر فأن أسبابه اختلاط البادية والحاضرة في الوظائف وفي الحارات ووحيث أن العنصر القبلي هم اكثر السكان فقد أصبح عند شباب الحاضرة شعور بحب الأنتماء للقبائل وعادوا إلى سؤال آبائهم والبحث في تركاتهم ومواريثهم والبحث في بطون الكتب وكل عائلة أصدرت شجرة أو كتيّب وأصبح هناك صحوة في الأنساب ومن وجد عنصره وثبت نسبه فقد عرف ومن بقي على وضعه السابق بدأ بالبحث حيث أن المجتمع المتحضر كان لا يهتم بهذا النسب وكانوا يهتمون بالأخلاق والجوانب المادية وهكذا حصلت الرغبة في الأنتساب لقبيلة