أخي الكريم صفوق العنزي بارك الله فيك . . .
إنه ليسعدني كثيراً الملاحظات التي تنبهني للأخطاء في المقالات التي أكتبها مهما كانت صغيرة أو قاسية , فلذلك ستجدني أتقبلها بقبولٍ حسن مهما كانت . . .
بالنسبة للملاحظة الأولى هذه وجهة نظرك ونحن نحترمها ولكن كونك تقول أن ذلك من مقتضى سياق الكلام فهذا خطأ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتاج لإثبات ذلك لأن الكفار كانوا يعلمون أن محمداً سيقاتلهم ولو كان يريد أثبات ما هو مثبت أصلاً لكان يكفيه أن يقول : أنا الرسول لا كذب ولكنه زاد عليها جملةً أخرى تعني شيئاً آخر وهي إثبات الهوية بالنخوة العربية ومن أين ينتمي . . .
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في معزلٍ عن قومه وعن عاداتهم فهو لم يبعث إلا وعمره أربعين سنة والعرب و إلى الآن يتوارثون جيلاً بعد جيل مسألة النخوة في أيام الحرب وهي أن يعرف المرء بنفسه ومن يكون والرسول صلى الله عليه وسلم إنما أتى ليتمم مكارم الأخلاق . . .
وأيام الحرب تقتضي أموراً محرمة في غير أيام الحرب ودليل ذلك مشية التكبر والخيلاء فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي دجانة وهو يختال بين الصفوف ( تلك مشية يكرهها الله ورسوله إلا في هذا الموضع ) مما يعني أن هناك استثناءً حصل في وقت معين وهو الحرب . واستحضار الهوية وذكر الرجل من أي أسرة ينتمي في الحرب أمر وارد وغير مستغرب لدى العرب كافة من القديم وإلى الآن . . .
وأما قضية أن الهوية مصطلح حديث و معاصر وأنه ليس من المفاهيم القديمة فهذا ليس مبرراً كافياً لعدم ذكري له ثم تقول أن الكلمة لا تخدم المعنى المراد فإذا كنت فهمت المعنى المراد فليتك تأتيني بلفظة تدل على المعنى المراد أفضل من كلمى ( الهوية ) ؟! . . .
الملاحظة الثانية أيضاً هذا ما درج عليه العرب أثناء القتال وإلى الآن لبعث روح الحماس والصبر والاحتمال فما فعله الأنصار في بادئ الأمر اختلف عندما اشتدت المعركة ففي البداية قالوا ياللأنصار فلما استحكمت الحرب وضاقت حلقاتها أخذوا يقولون يا للخزرج فهل هذا الأمر قدحٌ في العقيدة أو انتقاصٍ منها ؟! عجيب . . .
الأمر الآخر قلت أن ذلك تحصيلاً لتجاوب وأنه لا شك في ذلك هنا يبرز سؤال أليس قولهم يا للأنصار تحصيلاً للتجاوب ؟! إذا كان الجواب نعم فلماذا تنادوا يا للخزرج ؟! . . .
الملاحظة الثالثةأخي صفوق إن خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد محنك ولم يكن امامه إلا مقاتلتهم بالسلاح الذي يقاتلون به حتى ينتصر وأنت تعلم قائلهم ( كذاب ربيعة أحب إلي من صادق مضر ) في عنصرية مقيتة فكانت خطة خالد بن الوليد رضي الله عنه للإنتصار فكان الانتصار الساحق عليهم بعد أن اكتسحوا خيمته رضي الله عنه . . .
لقد سررت كثيراً لمرورك الكريم وإبداء ملاحظاتك ولا هنت . . .
دمت بخير وعافية
أخوك سلمان الشبيعان