جمعنا الله يا أحمد وإياك في جنات النعيم مع النبي المصطفى الكريم صلوات الله عليه وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعنّا معهم يوم الدين .
خير ذكرٍ ذكرتنا به هو سيرة الخليفة المأمون رحمه الله، وهذه القصة التي ما زالت تتداولها الألسن وتكتبها الأقلام ، وقد ذكرتني أخي العزيز أحمد بالأبيات التالية، فبحثت لك عنها وهي خير واعظ لكل حيٍ يسير على ظهر البسيطة لتعلم كل نفسٍ في هذه الدنيا أن نهايتها إلى حفر القبور ودود نسور، تقول الأبيات ولا أعلم من قائلها ويبدوا لي أنها للإمام الشافعي رحمه الله تعالى..
يا نفس توبي فان الموت قد حانا= واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أمــــــا ترين المنــايا كيف تلقـطنا =لقـطـــــاً و تلحـق أخرانـا بأولانا
في كـــــل يوم لنـا ميت نشــيعه = نــــرى بمصـرعه آثــــار موتــانـا
يا نفـس مالي وللأمـوال أتركها =خلفي وأخـرج مـــــن دنيـاي عريانا
أبعـــد خمســين قـد قضيتها لعباً= قــد آن أن تقتصـري قـد آن قد آنا
ما بالنـا نتعامى عـــــن مصــائرنا= نـنـسـى بغـفلتنا من ليـس ينسانـا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا =كان زاجـرنا بالحـرص أغرانـا
أيـــــن الملوك وأبنــاء الملوك ومن =كانت تخـر له الأذقـان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا=مسـتبدلـين من الاوطان اوطانا
خلـــوا مدائـن كان العز مفرشـها =واستفرشــوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميـادين الهوى مرحاً=ورافلا في ثـيـاب الغي نشــوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب= يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا