الأخوة الكرام إليكم هذا الموقف :
كنا ذات يوم في أثنينية الشيخ عثمان الصالح مدير معهد الأنجال سابقاً وهو من وجهاء وأعيان مدينة المجمعة رحمه وكان عنده مجموعة كبيرة من الدكاترة والأدباء والمفكرين والشعراء العرب وكنت الوحيد شبه العامي بينهم ولكن وسع الأطلاع ومعرفة العلوم ومجالسة الرجال وثقافة مدرسة الحياة جعلتني أستطيع أجاري أي متعلّم وقد دار الحديث يميناً وشمالاً وكنت ملتزم الصمت حتى تكلّكم رجل مسن ذو لحية بيضاء وهو أخ عربي ليس سعودي وشاعر عربي فصيح فقال : أنني قلت قصيدة بالزعيم الفلاني ومنها بيت لم يسبقني عليه أحد لا من الأولين ولا من الأخيرين فاورد القصيدة وإذا البيت معناه ( أن النساء لم تلد مثل هذا الرجل وليس له شبيه في البشر ) فجامل معه الحضور وأشادوا بغزارة معنا البيت وبعد أن سكت الحضور قلت ( على رسلك أيها الرجل أسمح لي بكلمة ) فتوجهت صوبي الأنظار ( وقلت أما قولك أن النساء لم تلد مثل هذا الرجل وليس له شبيه فهذا غلط واضح وأما قولك انك غير مسبوق على هذا المعنا فقد اخطيت وسوف أورد لك ما علق بذاكرتي من أقوال بعض الشعراء الشعبيين الذين سبقوك على هذا المعنا فقلت : )
قال خلف بن رخيص السنجاري الشمري من قصيدة يمدح الشيخ سطام بن حمد الشعلان :
ما جابت الخفرات مثلك ولا جـيــــب *** من مطلع البيضاء لغربي مغيبــه
ولا يستوي للبيض غيرك ضواريب *** البيض خطو المشتبه وش تبي به
وقال شاعر نجد محمد العوني من قصيدة الخلوج يمدح سعدون بن سعدون شيخ المنتفق :
اقسمت بالبيت والكرسي وما حـــوى *** واقسمت ببساط أرضها عن جبالها
ما جابت الخفرات سعدون ولا مشى *** مثلـه على سطح الوطا من رجالهــا
ويقول فهد بن صليبيخ في مدح الشيخ راكان بن مرشد من قصيدة :
البيض ما جابت كما الشيخ راكان *** لا بأول الدنيا ولا اللي بعدها
الا محـمـد مـن مـواريـث قـحـطـان *** محـمـد الجـنـة لـعـلـه يـردهـا
ما جاه شاعر منه أبد راح زعـلان *** يـمـدهـا ويقول لا عدت عدها
ويقول أحد الشعراء في مدح الأمير عبدالعزيز الرشيد من قصيدة :
يامن خبر رجال يسوى ألف رجّـال *** صميدع توصف عليه المشاكيل
عبدالعزيز الشمري ماضي الأفعال *** الـلي ضحايـا والـديـنه رجاجيـل
لـيـت الـعـذارى حـمـلـن منه بعيـال *** ولا عساهـن كـلهـن رمـلٍ حـيـل
ويقول خابور الشهيل الفدعاني في مدح الشيخ عبيد بن غبين :
يا ولد قحّام يا معطي الأصايل *** ما دريت عبيد من عقبك لواها
المراجل عقب أبو فـواز حايـل *** هو أول مولودها وآخر ضناها
وعندما فرغت من كلامي وما أوردت من أمثال بدأ كل رجل يسأل الذي بجنبه عني وكان بجنبي الدكتور صالح بن عبدالله المالك وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية سابقاً وعضوا مجلس الشورى آنذاك رحمه الله فعّرف بي الحضور 0
أوردت هذا الموقف بعد أن قرأت ملاحظة الأخ صقر الأشاجعة على أخينا صفوق العنزي عندما فضّل الشيخ برجس بقوله :
( والمثال الآخر للشيخ برجس ( غدير الموت ) هذا الرجل الفارس المحنك ، الذي لم تلد الجزيرة العربية مثله )
ونحن مع الأخ صقر الأشاجعة نقول برجس وألف نعم ولكن الجزيرة ولدت الكثير من الرجال الأبطال وقد قال الشاعر في برجس على طاروق أبيات الشاعر الذي مدح أبن رشيد ولا أدري لعل ذلك الشاعر اقتبس من هذا المعنا وهو قوله :
يامن خبر خيّال يسوى ألف خيـّال *** برجس غدير الموت ذيب الرجاجيل
ومعروف أن شعر المدح والوصف لا يخلو من الخيال والمبالغة وتقول العرب ( الشعر أكذبه أعذبه )
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-07-2022 الساعة 06:49 AM