في أحد السنين المجدبه حصل في نجد قحط شديد وكان من عادة العرب
عندما يحلون
ضيوفا على الحي يتفرقون، لكي لايشط على المضيف ثم
عند اجتماعهم كل رجل يحدث
رفاقه عما شاهد، وفي ذات مرة جاء الشيخ صياح المرتعد من ولد سليمان من قبيلة
عنزة ومعه عدد من جماعته ذاهبين الى حايل وفي طريقهم مروا على نجع من فخذ
السويد من قبيلة شمر ، وكان الموقف حرج حيث ان البيوت خاليه من الطعام وليس
هناك لبن ولاتمر وتفرقوا على البيوت وكان الشيخ صياح المرتعد قد حل ضيفا على منزل
مطير الحمزي السويدي الشمري ولم يكن صاحب البيت موجود ،ولايوجد به طعام
فأحرج وجود هذا الضيف زوجة الحمزي وتأثرت تأثرا بالغا لعدم وجود ماتقدمه لهذا الضيف
وكانت تقوم بحركات تدل على التأسف والخجل الشديد وعرف الشيخ صياح المرتعد
مايدور بخلد المرأه فناداها وسألها عما يضايقها فقالت صاحب البيت غايب ولااجد مااقريك
به فقال الأمر سهل ، وقال هل
عندكم ماعون سمن قالت نعم لكن لايوجد به شي
،فقال اخرجي مابه وقومي بتسخينه على النار ثم أخذه الشيخ صياح واخذ يعصره
ودهن وجهه وعصاه من السمن وقال بلغي زوجك السلام وقولي له اني صياح المرتعد
وغادر المنزل فتأثرت المرأه ايضا وهي لاتعلم ماذا يقصد بما قال ولكنها على ثقه تامه
بأنه من اصحاب الوجاهه والشان ولايمكن ان يشوه سمعتهم بين القبايل وهو يعلم ان
الامر خارج
عن الاراده ولايستطيع المرء ان مالايملك و
عندما سار من منزل السويدي
وتجمع مع رفاقه ولم يحصل لرفاقه قوت لتعذر الطعام كل تحدث
عن معزبه وافادوا بانه
لم يقدم لهم شي من الطعام فقال صياح اما انا فانظروا الى وجهي وعصاي فعرفوا انه
مقدم له سمن ،وقال زوجة معزبي كريمه وقال الله يبيض وجه زوجها مطير الحمزي ،
انتشر ماقاله صياح بين القبيله من شكر وعرفان لهذا الرجل الغائب ،وقد علم من زوجته
انها لاتملك على ماتقدمه للشيخ صياح وعرف أن شيمة صياح أملت عليه ستر مضيفه
وتقدير الظروف الحرجه التي شاهدها بعينه و
عندما علم الشمري جمع جماعته ووسم
شاه من الغنم وأشهدهم انها ذبيحة صياح المرتعد وكان كل منهما لايعرف الاخر وبقدرة
الله سبحانه وتعالى اصبحت غنم من هذه الشاه وقد باع الشمري من هذه الغنم
واشترى ناقه وهذه الناقه هي الاخرى تكاثرت وكان الشمري ينتظر الفرصه التي يجد
الشيخ صياح المرتعد وطلب منه الحضور بدعوه لاكرامه، و
عندما حضر صياح ابلغه
الشمري بما عزم عليه وقال له ان هذه الإبل والغنم لك وقد وسمت شاه وتكاثرت وبعت
منها واشتريت الناقه وهي لك جميعها ،وووافق الشيخ صياح على اخذ الحلال بشرط
حيث وافق الشمري على الشرط فقال صياح لن اخذ هذا الحلال لوحدي ولكن هذه لمن
قلط معي وعزل قسم منها ثم عزل قسم اخر وقال هذا للجيران ثم عاد الباقي وقال
هذا لراعية البيت وأقسم صياح انه لاياخذ منها شيء ولكن اعتبرها واصلة فألحق
شيمته الأولى هذه المكرمه الثانيه وكلاهما صاحب مكارم وشيم وقال مطير السويدي
الشمري أبيات يوضح قصته مع المرتعد حيث قال:
يالمرتعد واجبك حق(ن) وصايب=عند الرجال اللي يعرفون المواجيب
وسمتها بحضور كل القرايب=ذبيحتك يامنقع الجود والطيب
لو مابغينا ماعلينا غصايب=لاشك ضيف البيت له حق ومصيب
جملتنا عن عايزات المعايب=يالمرتعد عادتك ستر المعازيب
يفداك من طبعه يدور السبايب=الى قام علق بالمعزب كلاليب
جربت شينات السنين النوايب=والجود من الماجود مابه تكاذيب
ترفع لك البيضا بروس الجذايب=حيثك من اللي ينطحون المصاعيب
وقال الشيخ صياح المرتعد مجاوبا مطير الحمزي السويدي الشمري قائلا:
الطيب بحجاج المشبب وهايب=والحر حر ويجذبنه مجاذيب
ثلث لنا وثلث لبيتك حلايب=والثلث للجيران هم والاصاحيب
وأم العيال اللي تنوف الحبايب=لو غبت عنها مادخل فكرك الريب
نشمية ٍ ماخلفوها زلابيب=نعم بها تسوى كثير الرعابيب
لوغلت تسترعيبك وانت غايب=احرص عليها ياحصان المطاليب
ومن جرب الدنيا وشاف العقايب=تراه مايشنا ولا يذكر العيب
واللي يسب لشبعة البطن خايب=أصل القرا زين النبا والتراحيب
رحم الله الشيخ صياح المرتعد الذي سجل هذه المفخره لربعه وقبيلته وتبقى هذه القصه من
قصص الشيم ومكارم الاخلاق في ارض الجزيره العربيه التي انجبت الكثير من امثال الشيخ صياح المرتعد
..الله على زمان الاولين.وعلى طيبهم ياليتنا وعيناهم...