روجر ابتون عنزة الاكثر عددا ونفوذا بين كل قبائل البدو وتهاجر شمالا من اجل المراعي
بدو عنزة: تشكّل عنزة السواد الأعظم للسكان البدو في الجزيرة العربية، وقد يختلط الأمر على كثير من الكتّاب بشأن عنزة، فالرأي السائد يقول: هم قبيلة تعرف بقبيلة عنزة، وبعضهم يستنتج أن عنزة من عرقين مختلفين، أو أنهم من عشائر مختلفه تشكل تجمع عنزة، والكثيرون وقعوا في هذا الخطأ، فعنزة لم تكن قبيلة عادية، فهم أناس ذووا شأن، وقبيلة منفصلة ومتميزة من العرق العربي العظيم، فهم أكثر عدداً وأكثر نفوذاً بين كل قبائل البدو التي سكنت الصحراء، وهم البدو بكل مايعنيه المصطلح من معنى، إنما لايدعّون أنهم من الطبقة الإرستقراطية الوحيدة في الجزيرة العربية.
يعود تاريخ عنزة إلى فترة مبكرة جداً من تاريخ المنطقة، فجدهم مؤسس القبيلة كان عنزة بن أسد بن ربيعة الفرس الإبن الثالث لنزار بن معد بن اد بن عدنان ((أنظر سلالة قيدار))، وقد سكن بدو عنزة خيبر في الصحراء بين إقليمي الحجاز ونجد، ويعتبر البدو ديارهم جزءاً من نجد، ومضت عصور عديدة قبل أن يدونهم التاريخ كقبيلة متميزة، ويبدو أن القبيلة شاركت في صنع الأحداث خارج حدود المنطقة التي تسكنها، في المناطق المجاورة لها مباشرة، وعندما إزدادت أعداد عنزة وكثرت قطعان مواشيهم، تواصلت هجراتهم، وأصبحوا في وقت من الأوقات يسيطرون على المراعي من ساحل الإحساء على الخليج العربي حتى الحجاز، ويملكون الآبار التي هي في معظمها اليوم ملكاً لعنزة، ودامت هذه السيطرة حتى الفترة التي أسس فيها الوهابيون دولة في نجد في بداية هذا القرن، كان بدو عنزة من العرب الذين يرعون في مراعي نجد، وقبل هذا التاريخ كانت ثروة عنزة في تزايد كبير، فبدأت بطونهم تهاجر إلى الجزء الشمالي من الصحراء، من أجل إمتلاك المراعي، ونادراً مافشلت في مساعيها بهذا الشأن.
روجر ابتون ضابط في سلاح الفرسان البريطاني ورحالة للبحث عن الخيول العربية الاصيلة 1874
|