تابع :
قال المهلهل يرد على جسّاس :
يا بني ذهل لقد هيجتموا *** لبني بكر حروب كالحريق
وبعثتم غارة في جاركم *** ذات أفنان وريح وحريق
وتقحمتم على عريسة *** حولها كل أب شبل حنيق
ضيغم أكلف يلقى حوله *** جيف القتلاى كالقاء الوسوق
أمرئي ليس كاساد القرىبل *** هزير حين يلقى في مضيق
وتعرضتم بفرسان الوغى *** فانلوا منزل تصغير وضيق
أننا نعطي العدا يوم الوغى *** علل الأنفاس من شخب العروق
لم تزل تغلب عزاً باذخاً *** وبيوتاً مشرفات للحقوق
حولها كل عتيق صافن *** كالتهاويل وجوال رقيق
ورماح ركزت في مركز *** كقتيل الصبح من لمع البروق
وشباب يتوافرن إذا *** ثوب الداعي لدى كل مضيق
عودوا طعن الكلأ يوم الوغى *** واحتزاز الهام تلقاء الحلوق
لم يكن فيها كليب كامرئي *** ليس والسلطان والعهد الوثيق
ملك يقدمه رجراجة *** مثل ذر الشمس قدام الشروق
ثم لا نبقى على ذي لمة *** بعده منكم عدو أو صديق
من لطعن أو ضراب صائب *** ينطح الأبطال حساس العروق
نسج داؤد سرابيل لنا *** والمذاكي كل منسوجب عتيق
وبلغ قول مهلهل من باليمامة من بكر بن وائل فأجابه العبد بن سهل بن شيبان يقول :
ليس يغني القول ألا لأمريء *** صادقاً بالقول يوماً أو مطيق
أن من أورد صعباً نفسه *** هوة ذات أزورار ومضيق
لا حق تغلب في عدوانه *** بادياً في لالظلم فينا والفسوق
ليس ظلم يبتدي المرء به *** كانتصار المرءفي الوتر الحنيق
ليس من جرّب يوماص حربنا *** كان للعودة فيها بالحقيق
شجعته النفس عن ذي صدره *** اشخصته حدة النفس البروق
قعد المهر به مغرورنا *** ليس غير الرمح والنصل العتيق
ليس يشكو ألم الجرح أمرؤ *** نال حين سعة من بعد ضيق
ورمى بالوتر منه جانباً *** فرمى الأعداء بالطعن المريق
ذاك ما ذاك ولو ذا حفظه *** بطل يقطع أقراب الصديق
من ريس لم يراقب إذ غدا *** حرمة الجار ولا حق الرفيق
رفض القوم ولم يرحمهم *** ورمانا رمية المولى العقوق
نحن لما نبتدع ظلماً به *** فتصدى وبنا الظلم السحيق
ونصبنا في حزازى رمحه *** وطردنا العصم من كل أنيق
وكفيناه عياناً مدججاً *** بضراب مثل تضرام الحريق
يوم لا تستر أنثى وجهها *** ونفوس القوم تنزو في الحلوق
نحن لا أمثالكم يوم الوغى *** من حمياها ولا يوم الحقوق
قد رئيتم اثراً من كعننا *** فخذوه أو ذروه في الطريق
أن خذلنا اليوم ذهلاً لهم *** فغداً نحمل عنهم ما نطيق
( ملاحظة )
لقد تتبعت ما كتب عن حرب البسوس بين بكر وتغلب وأطلعت على القصائد المطولة التي قيلت في هذه الحرب من الطرفين ولم أجد أشارة لحلف اللهازم ولم أجد ذكر لعنزة مما يدل أن حلف اللهازم جاء بعد حرب البسوس بزمن كما أن تلمس تاريخ حرب البسوس بحدود القرن الرابع الميلادي أي قبل الهجرة بمئتا سنة تقريباً