رحم الله الشاعر
و الحقيقة جمال الشعر من إختيار المفردة
المفردة لها في اللغة مرادفات والجميل هو وضع اللفظة في المعنى الصحيح المعبر لها من الجملة
وهذا لايجيدها غير المتمكن شاعر أو كاتب أو غيره
مثلاً لفظة ( عين ) لها معاني كثيرة
عين الجارية: تعني عين امرأة و لو قلنا عين جارية: تعني ماء يجري و لو قلنا عين الملك: تعني جواسيسة، و تأتي العين التي نبصر بها و تأتي حرف العين ...و هكذا
إن ما يميز شاعر عن شاعر أختيار اللفظة المناسبة ودقة الوصف و الشاعر المتمكن هو الذي يحدث من قصيده قصة
لمكان لناس لاشياء و كانك تعيش الحدث أو تشاهده
و الحقيقة كامل القصيدة بها احساس الشاعر للمكان وصفا و لفظا
يذكرني بقصائد الوصف الجميلة، مثل قصيدة لأبن لعبون مطلعها:
يادار مي في ذيك الحزوم .... قبلة الفيحاء و شرقا عن سنام
و هي مجارة لبيت فصيح مماثل لمعلقة عنتر بن شداد العبسي:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
و قصيدة جميلة في دقة الوصف و اللفظ لأمير شعراء الشعبي في الغزل محسن الهزاني من مطلعها:
يالله ياباني مدلهم الخيالا ... طفحا ربابه مثل شرد المها الزرق
لاجاعل البكرين بين الحلالا...ولاعاد يفصل رعدها عن البرق
الرباب: تعني الضباب
______
لاهنت يا شاعرنا أخي/ الرجل العنزي
على نقل هذه القصيدة العذبة لقائلها رحمه الله تعالى
ففيها جماليات كثيرة من قوة تصوير و وصف و تماسك
هذا تعليق متواضع لمتذوق للشعر محب له
و إلا فلست شاعر أو ناقد
تحيتي