مع التحية هذه قصة المرتعد حسب ما نشرناها بكتابنا قطوف الأزهـار
( قصة صياح المرتعد ومطير الحمزي )
وهذه قصة تدل على الشيم جرت على الشيخ صياح المرتعد شيخ قبيلة اليمنه من ولد سليمان وهو من أحفاد الفارس حسن المرتعد الملقب (مسكت الورع ) أما قصة الشيخ صياح ومطير الحمزي الشمري ففي أحد سنين القحط سافر صياح وبعض جماعته من ديرتهم إلى حايل على ركايب وكان الزاد شحيح ومروا على نجع من عرب السويد من شمر ومن عادة الرجال قديماً أن يتوزعون كل رجل ورجلين يضيفون عند بيت لكي لا يثقل على راعي البيت فتفرقوا اليمنه وذهب كل رجل لبيت وجاء صياح على بيت مطير الحمزي وكان لا يوجد بالبيت الا زوجته فرحبت به وقلط في الربعة وحانت من صياح التفاته فشاهد المرأة تصفق كف بكف وتسوج وأتضح له أن هذه المرأة متأثرة من شي فناداها واستفسر منها عن سبب تحسرها فقالت يا ضيف صاحب البيت غير موجود واقسم لك بالله أني ما أجد ما اقلطه لك من طعام فقال صياح الأمر سهل اليس عندكم وعاء سمن قالت بلا ولكنه خاوي فقال هاتيه فأحضرت الضرف ووضعه صياح في الشمس حتى لان ثم عصره ودهن لحيته ويديه وعصاه وقال يا صاحبة البيت من زوجك قالت مطير الحمزي السويدي الشمري فقال صياح أبلغيه سلامي وقولي له يقول ضيفك صياح المرتعد الله يبيّض وجهه ثم ودعها وذهب وكان متفق مع جماعته أنه عندما يخرج من بيت مضيفه يطلعون جميع جماعته وكانوا جماعته الذين تفرقوا على العرب لم يحصل أحد منهم على قوت بسبب أن القوم في سنة مجاعة ولا يوجد طعام وعندما لحقوا بالشيخ صياح كانوا يتضورون جوعاً وكل واحد منهم يسب معازيبه أما صياح فقد اخبرهم أنه ضيف لمطير الحمزي وشكر مضيفه مطير وبعد مضي وقت أعاد الله عليهم فتوفر المكيل وسمع مطير بقصة المرتعد وأنه ستر عليه وهو لم يقصر ولكن الظروف صعبة وأراد أن يرد جمالة المرتعد فوسم ثنيه من الغنم وشهّد جماعته أن هذه الشاة ذبيحة صياح المرتعد الذي ستر علينا وجملنا وربتت الشاه حتى صارت قطيع من الغنم بعد مرور عدة سنوات ثم أن مطير وصى للشيخ صياح وطلب منه الحضور لكي يجازيه على فعلته فحضر الشيخ صياح وأكرمه الحمزي واحضر له قطيع الغنم سلالة تلك الشاه التي خصصها مطير ذبيحة لصياح وقال لصياح هذه الغنم هي من عقب ذبيحتك وأرجوك أن تستلمها فقال صياح نعم سوف استلمها ولكن معروف أن الضيف لا يتوحد بأكل الذبيحة وحده وقسم عدد من الغنم وقال هذه لمن قلط معي من الجماعة ثم عزل قسم آخر وقال هذه لراعية البيت وقيل أنه أخذ مسهم وقيل أنه لم يأخذ منها وتشكر الجميع وقال مطير الحمزي يثني على الشيخ صياح المرتعد :
يـالـمـرتـعـد واجـبـك حـق وصـايـب ** عنـد الرجال اللي عليهم مواجيب
وسـمـتـهـا بحـضـور كـل الـقـرايـب ** ذبيحتـك يا منـقع الجـود والطيـب
لـو مـا بغـيـنـا مـا عـليـنـا غصايـب ** لاشك ضيف البيت له حـق مصيـب
جـمـلـتـنـا عـن عـايـزات الـمعـايـب ** يالمـرتعـد عـادتك ستر المعازيـب
عـسى فـداك الـلـي يـدور السبـايـب ** لا قـام عـلـق بـالـمعـزب كـلالـيـب
جـربـت شيـنـات السنيـن الـنـوايـب ** والجود من الماجود مابـه تكاذيب
ترفع لك البيضاء بروس الجـذايـب ** عادتـك يا صياح نـطح المصاعيب
وقال الشيخ صياح المرتعد مجاوباً مطير الحمزي الشمري يقول :
الطـيـب بـحـجـاج المشبـب وهـايـب ** والحـر حـر ويـجـذبـنـه مجـاذيـب
ثـلـث لـنـا وثـلـث لـبـيـتـك حـلايــب ** والثـلـث للجيران هـم والأصاحيب
وأم العـيـال الـلي تـنـوف الحبـايـب ** لوغبت عنها ما دخل فكرك الريب
نـشـمـيـة مـا خـلـفـوهــا الــزلايــب ** نـعـم بـهـا تسوى كثيـر الرعابيـب
لـو غبـت تستر غيبتك وأنت غايب ** أحرص عليها يا حصان المطاليب
ومن جـّرب الدنيا وشاف العقـايـب ** تـراه مـا يـشـنـا ولا يـذكـر العـيـب
والـلي يسـب لشبعـة البطـن خـايـب ** أصل القـرى زين النبا والتراحيب