بين "مصطفى جابر" والموت في الطائرة الأثيوبية "إستخارة الله"
بين "مصطفى جابر" والموت في الطائرة الأثيوبية "إستخارةالله"
فاطمة شعيب - مصور - 25/01/2010 - 6:03 م | عدد القراء: 2057
ودعته ليلاً ورفعت يدها نحو السماء طالبة من الله عزوجل انيوصله بالسلامة ثم غفت .. عند اذان الفجر قامت وإفترشت مصلاها ثم تناولت كتاب اللهوبدأت تتلو آياته وكعادتها قبل ان تتوجه لوضع ركوة القهوة على النار فتحت التلفازفصعقتها كلمات خُطّت على شريط الخبر العاجل "سقوط طائرة أثيوبيا فوق البحر"
توقفت عندها اللحظات واختنقت بعبرتها وأطلقت صرخةام ثكلى "راح مصطفى بالبحر" ثم هوت على الكنبة ..
إنها الحاجة زهرة جابر "أممحمود" من مدينة النبطية ..
موعد الرحلة بين يديه
أيقظت صرختها الحاج ابو محمود من نومه فقام مسرعانحوها فوجدها تنوح وتبكي فسألها ماذا حدث فقالت "وقعت الطيارة لي سافر فيها مصطفى " عندها لم يتمالك الحاج نفسه وبدأت دموعه تنهمر على خديه وما كان من الأم التيإجتمعت آلام الدنيا وأحزانها امام عينيها إلى أن رمقت الهاتف بعينها ارادت مدّيدها لكنها ترددت بادئ الأمر فهي لا تريد ان تتأكد من الخبر، ولا تريد سماع نبأفاجعة تُحطّم قلبها ولكن لابد من ذلك فعاودت الكرة بيدها المرتجفتين، وطلبت رقمهاتف بيت إبنها مصطفى الذي من المفترض أن يكون مسافراً على متن الطائرة الأثيوبيةبهدف التوجه إلى الغابون بعد أن ودعته ليلاً .. إلاّ أن الصدمة كانت كبيرة عندماأجاب مصطفى نفسه على الهاتف فصرخت ووقع الهاتف من يدها وبدأت بالبكاء .. وتبين أنمصطفى وبعد أن حزم حقائبه وهيأ كل مستلزمات السفر عاد وألغى الحجز بعد أن إستخارالله حيث جاءت النتيجة بالنهي ثلاث مرات ..
والدا الناجي جابر
"الإنتقاد" وفي غمرة الأحزان التي عمت مدينةالنبطية بفقدهالأربعة من أبنائها زارت منزل مصطفى الذي عجّ بالإقرباء الذين فجعبعضهم بقريب أو بشقيق وكانت الدموع والمشاعر مختلطة فالعائلة بدت غير مصدقة بأنمصطفى لا زال على قيد الحياة ولم يكن على متن الطائرة بعدما أصاب الكثير منهمماأصاب والدته ..
يقول " الناجي" مصطفى: " إستعديت للسفر بشكل كامل وكنت أهمبالإستعداد للتوجه إلى بيروت لكني عندما وجدت الطقس عاصفاً بدأت أشعر ببعض الحيرةوالتردد حينها إتصلت بأحد العلماء وطلبت من أن يستخير الله في أمري فقال لي لا تقدمثلاث مرات، فقررت بشكل مفاجئ أن ألغي سفري .. وبالفعل إتصلت بمكتب الحجوزات والغيتالحجز فطلبوا مني جزية 100 دولار فأجبتهم خذوا 200 إذا أردتم لكن إلغوا الحجز فيالطائرة .. وعند آذان الفجر قمت وأفقت أبنائي للصلاة وبينما نحن كذلك وإذا بإبنييركض ويعانقني ويقبلني ويبكي فذهلت لما فعل !! ولدى سؤاله عن سبب ذلك فأجابني بأنالطائرة قد سقطت في البحر فحمدت الله على نجاتي وأسأل الله أن يتغمد الضحايا برحمته ..
الحقائب في مكانها
|