اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفوق الدهمشي العنزي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
الإخوة الباحثين في هذا المنتدى وغيره هناك محاور بحث وتحديات مهمة امام الباحثين منها :-
1- تحقيق القول في وائل عنزة ، وتحديد زمانه ومكانه ، لأنه جد لفرعي قبيلة كبيرة لايمكن ان يخفى عقلاً .
2- وائل بعد اثباته وتحديده ، زماناً ومكاناً ، من أي قبائل عنزة الثمان ؟؟
3- قبائل عنزة الثمان أين ذهبت ؟؟ فلم نجد أحدا من عنزة إلا وينتسب لأحد فرعيها .
4- اذا قلنا أن بشرا ومسلما فرعا عنزة ، وأن الباقي من عنزة تحضروا في صدر الاسلام ، فلماذا قال المؤرخون أن عنزة ذهبت لخيبر بعد منتصف القرن الثالث ، ولم يقولوا فرعي عنزة ، فهل الذين هاجروا لخيبر جميع عنزة ، ونمنع التأويلات والاحتمالات . ؟؟
5- اذا قلنا أن هذه عنزة كلها ، فكيف تنتسب القبائل الثمان إلى رجلين وهما بشر ومسلم ، ثم إلى رجل واحد وهو وائل ؟؟ وهذا لايقبله العقل السليم ويلزمنا بأن نفسر هذا الانتساب للرجلين بأنه غير حقيقي بل مجازي ، بمعنى أن ذلك حلفا !! ، وكل باحث كلامه غير مسلم به مالم يدعم كلامه بالأدلة المقبولة عقلاً ، ولها مايؤيدها من الواقع .
ملاحظة : لانريد فرض قناعات ، بل نريد أدلة هذه القناعات .
كتبه لكم : صفوق الدهمشي العنزي
ودمتم على خير
|
الإخوة الباحثين : السلام عليكم .
اجتهدت بتحرير جواب لعل فيه كفاية إن شاء الله تعالى .
سأتطرق لنتائج المقدمات المنطقية العقلية التي نتجت من لوازم الطرح المتفق عليه ، حينما يكون دافع القناعة العقلية ليس مرتكزاً على أساس مادي وعلمي ، فإن القناعة مناطة بسبب آخر يحكمها نوع وحال القناعة ، وعندنا مسألة نسبية يدفعها عوامل غير ذات صلة بتوثيق الموضوع بل هي ضد الوصول لحقيقة الأمر المراد التوصل إليه ، وستبقى رؤية الحق ضبابية ، بسبب الدافع السلبي غير المنتج للحقيقة ، وهو نوع من هوس النفس واستشرافها لما تظنه مكملاً لجانب من جوانب النقص التي تشعر هي به وليس له حقيقة في الواقع ، وليس له ما يدعو إليه ، إلا تصورات مركبة من الوهم وقراءة خاطئة للأمور .
هذا وضع الذين وضعوا أنفسهم ورشحوها لخوض تحقيق الحقيقة وإبرازها تنويراً لأبناء القبيلة المتلمسين لحقيقة مايدور حوله الخلاف ، والحقيقة أنهم خاضوا الحرب بدون ســـلاح ، ودخلوا غمار المجهول بدون دليل ، ولاخرائط معرفية دلالية .
نقول لقد نفخ موضوع وائل عنزة حتى بلغ السماء ، وجادل فيه من ليس بعليم ، ولم يدركوا أن ما لا يدرك بالخبر يستنبطه الفكر .
كل مطلع على المصادر المعتمدة يعلم أن وائلية عنزة غير موجود ذكرها قبل خيبر ، وإن كانت موجودة حقيقة ، فعنزة الخيبرية هي التي وصفت ببني وائل ، وهذا يدل دلالة قطعية أن وائل عنزة اشتهر بعد خيبر ، وما قبل ذلك فإن المصادر تصف عنزة ببني أسد بن ربيعة ، ولم تقل : عنزة بني وائل بن أسد بن ربيعة ،، فدل دلالة قاطعة أنهم لم يشتهروا ببني وائل قبل خيبر ، وهذه الحقيقة العلمية لايجادل فيها إلا مكابر ، أوجاهل لايحسن النظر في مدارك العقول .
ومعنى ذلك أن بقية عنزة رجعوا إلى العراق وتفرقوا في الأمصار ودخلوا في الحاضرة ، مثل ماذكر المؤرخون أن قبائل دخلت صعيد مصر في القرن الثالث الهجري ، وليس لها ذكر في الصعيد الآن . ولكن الإنصاف أن هذا مردود بالنسبة لقبيلة عنزة ، لأنه لو حدث أن هذه القبائل دخلت الأمصار لسجل التاريخ ذلك ، بغض النظر عن وجودهم في تلك الأمصار من عدمه ، حالها كحال قبائل الصعيد ، لم تعرف بالاسم الذي دخلت فيه الصعيد ، فيبقى القول أن الذين قدموا لخيبر من العراق هم فرعا عنزة ، أبناء بشر ومسلم ، وعلى هذا الإلزام المنطقي ، فإن وائل بشر ومسلم ، يحتاج أربعمائة سنة على الأقل حتى يتكاثر أبناؤه ويصبحوا قبيلة من فرعين .
وعليه فوجوده قبل الهجرة بمائة وخمسين سنة ، ويترجح أنه يذكري بدليل وجود وائل في سلسلة أبناء يذكر ، إن لم يكن وائل هذا من أحفاد وائل بن هزان .
وأما الجواب على كونهم لم يذكروا في المصادر ببني وائل قبل خيبر ؛ فلأن شهرة القبيلة غطت على ذلك ، ولكونهم تمسكوا باسم القبيلة العام ، بخلاف من لم يتمسك بذلك كبني شيبان ، وبني هزان
فبني هزان من عنزة وليسوا من بشر ولامسلم .
وبما تقدم تحدد زمن وائل عنزة تقريباً ، وليس من شروط الصحة القطع بالمكان ؛ لأن البادية قوم رحل ، وإن كان الأقرب كونه عراقياً .
وأما أين ذهبت قبائل عنزة الثمان ، فالجواب أننا نعلم علم اليقين أن فرعي عنزة بشر ومسلم هما من إحدى هذه القبائل ، وقد علمنا أن هذه القبائل لم ترجع إلى البداوة ، وإلا لعلمنا منازلها ومراحلها كغيرها من القبائل ، فعلمنا أنها ذابت في الأمصار كالقبائل الكبرى قريش والأنصار ، وقبلهما جرهم وخزاعة .... والفرق أن هذه القبائل احتفظ بعضها في الاسم ، بينما عنزة غير بشر ومسلم تفرعت لعشائر متحضرة وبقيت متفرقة على اسماء تلك العشائر .
ولأننا علمنا أن قبائل عنزة لم تذب في البحر ولم ترتفع للسماء ولم ترجع للصحراء ، ولم تهلك بوباء ، لعدم ذكر ذلك ، فلم يبق إلا الأمصار ، وهذا حصــر منطقي عقلي لايقبل الجدل .
وبما تقدم لانقول إن عنزة الخيبرية هي جميع القبائل الثمان ، ثم نقول يستحيل نسبتها لرجلين ، بل هي فرعا عنزة .
وإذا علمنا أن قبائل عنزة الثمانية الجاهلية وهي ، بنو الدول وبنو عامر وبنو سعد وبنو هميم وبنو جلان وبنو جسروبنو محارب وبنو هزان ، لايوجد قبيلة لها جد يسمى وائل إلا بنو هزان ، ووالد بشر ومسلم أو جدهما اسمه وائل ،فمن أين أتى هذا الاسم لوالد أو جد بشر ومسلم ،إلا لأنه أمر متوارث ، فمعناه أنه ينتسب للقبيلة التي فيها اسم وائل ، فوائل الفرعين دلنا على وائل الجاهلي ،وليس هناك مايمنع هذا تاريخياً ، ولاعقلاً ، وأما عدم وجود هزان في اسماء القبيلة فليس دليلاً على عدم صحةانتساب القبيلة لوائل بن هزان ، كما هو الحال في يذكر ويقدم لايوجد اسمهما في القبيلة، مع أن أحدهما جد للقبيلة قطعاً ، فهل نقول : إن عنزة ليست من أحدهما لعدم وجود اسمهما ؟!! لا أحد يقول بهذا .
وبهذا يترجح أن عنزة الخيبرية يذكرية .
كما يشير هذا الجواب إلى بعد زمن بشر ومسلم عن وجود ذريتهما في خيبر ؛ لأن ذريتهما حضرت وهي قبيلة ، وبهذا يتبين أن التسلسل إلى بشر ومسلم فيه سقط عدد من الاجداد ، والسقط لايؤثر في صحة النسب والانتساب لهما .
كتبه لكم : صفوق الدهمشي العنزي