اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ابن دوهان
[ مشاهدة المشاركة ]
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير وبركه وجمعنا وإياكم في جنات النعيم مع أنبياءه وعباده الصالحين.
أولاً، وبادئ ذي بدء أتقدم بالشكر الجزيل للأخوة الأفاضل القائمين على هذا المنتدى المبارك لإستضافتهم للدكتور الفاضل سهيل صابان حفظه الله .
كما أرحب بك عزيزي الدكتور سهيل أجمل ترحيب بيننا وبما يليق بجنابك الكريم ونرجوا لنا ولك الفائدة المرجوة إن شاء الله .
عزيزي الكريم من خلال هذا اللقاء القيّم والشيّق معك أحببت أن أتقدم لك عن تساؤلاتي وأستميحكم العذر أجمعين .
فمن المتعارف عليه أن الخلافة العثمانية كانت تعتمد على تقسيم الدول التابعة لها ومنها الدول العربية إلى أقاليم وشبه أقاليم فمن الطبيعي أنه سيكون لهذه الأقاليم تقسيم إداري وجغرافي وسكاني يهتم بشئون كل منطقة على حدى ومن ذلك إهتمامهم بالتوطين السكاني للقبائل البدوية في تلكموا الأقاليم والمناطق .
يدور في بالي جناب الدكتور الكريم تساول عن أول وأقدم ذكر ورد لقبيلة عنزة في أرشيف تاريخ هذه الخلافة، وما هيّة تلك الوثائق التي تتحدث عن ذلك وعما ورد فيها من ذكر لهذه القبيلة في الأقاليم العثمانية إبتداءً من إقليم نجد وصولاً إلى الشام العربي فالعراق ومصر ؟ حتى لو كان بشكل عام وموجز رعاك الله ، وهل يوجد خرائط تدل على ذلك ؟
كما أنه يوجد في التاريخ الوائلي ذكر سيادة الدكتور عن محاصرة بعض من قبيلة عنزة لبعض الولايات العثمانية ومنها على سبيل المثال حصارهم لمدينة بغداد وتصادمهم مع جيوش الدولة العثمانية في تلك المنطقة وغيرها ، وكذلك تنقلاتهم من الحجاز ونجد فالشام العربي وصولاً إلى بر مصر في تلك الحقبة الزمنية المنصرمة ، فهل ورد أي تقرير يتحدث ويؤرخ بعض تلك الصدامات ؟.
تساؤلي الأخير سيكون، هل ورد ذكر لإشتراك أو إنضمام لأحد من قبيلة عنزة ولو على مستوى أفراد أو أحد أعيان القبيلة أو مشائخها في المعارك التي خاضتها الجيوش العثمانية ، فكما تعلم أنه تم تجنيد بعض رعايا الخلافة في بعض حروبها التي خاضتها حتى توسعت وأصبحت كا قيل إذا أجيز التعبير "إمبراطورية" ؟.
أرجوا من سيادتك إيراد ما توصلتم إليه حفظكم الله بـهذا الـخصوص .
ختاماً أستميحكم العذر لربما أنه تم التطرق لهذه الأسئلة أو قريباً منها مسبقاً .
ولكم خالص التقدير ووافر الإحترام والإمتنان .
ودمت وأدامك الله بعفوه ورضوانه وسترنا وإياكم في الدارين .
اخـوك
أبوعبدالعزيز
|
التقسيم الجغرافي للبلاد العربية التي دخلت في حوزة الدولة العثمانية، يختلف من العهد الأول إلى العهد الأخير. ففي العهد الأول كل دولة نراها الآن من الدول العربية التي كانت خاضعة للحكم العثماني كانت ولاية مثل ولاية مصر، ولاية العراق، ولاية سوريا، ولاية الجزئر ولاية تونس، ولاية ليبيا..وهكذا أما في الفترة الأخيرة من الحكم العثماني ونظراً للحاجات الإدارية والأمنية، فقد قسمت تلك الولايات إلى ولايات أصغر منها. فعلى سبيل المثال: قسمت ولاية سوريا إلى ولاية سوريا وولاية حلب وولاية بيروت، ومتصرفية القدس
وكان العثمانيون في الفترة الثانية من حكمهم على البلاد العربية لدواع أمنية يريدون من أفراد القبائل العربية امتهان مهنة الزراعة بغية التوقف عن الغارات على بعضهم بعضاً وتوفير الأمن للطرق، كما كان ذلك ديدن والي بغداد مدحت باشا، إلا أنه لم يوفق في ذلك توفيقاً كاملاً بسبب عدم مكوثه فترة طويلة في ولاية بغداد. لكن أقدم ذكر لقبيلة عنزة لابد وأن نراها في دفاتر الصرة التي تتناول مخصصات القبائل العربية الواقعة على طريق الحج. ولست متأكداً من التاريخ، ولابد لي البحث في وثائق الأرشيف حتى أعدد التاريخ بدقة
أما ما يتعلق بمحاصرة قوات عنزة للقوات العثمانية في بغداد فممكن لكن لا علم بها، ولعل البحث الدقيق في وثائق الأرشيف يفيدنا في هذا بشئ
الجواب على الشطر الأخير
يمكن لبعض من قوات عنزة الاشتراك في الحروب العثمانية مع الغير، وبخاصة في المنطقة، أقصد بها ضد الصفويين. لكن لا علم دقيق لي بهذا ولابد من البحث في الوثائق والمخطوطات العثمانية التاريخية. ولكن جل الفتوحات العثمانية في أوربا بل وحتى أثناء انضمام البلاد العربية إلى الدولة العثمانية كان على كاهل الجيش الإنكشاري الذي ابلى بلاءً حسناً في تلك الحروب. ومعلوم لديكم أن الجيش الإنكشاري هو الجيش الذي تكون في الغالب من أولاد النصارى الذين تم تجميعهم في سن مبكرة وختنهم وتربيتهم تربية إسلامية والتحاقهم بالجيش بعد تدريبات مضنية.. أما كلمة إمبراطورية فلا أستحسن استخدامها للدولة العثمانية إلا للدلالة على ترامي أطرافها ووسع أراضيها. لأن الأمبراطوريات هلي الدول التي تفرض لغتها وعاداتها وتقاليدها على الشعوب القاطنة تحت لوائها. وانى للعثمانيين بذلك؟ إذ إن العثمانيين تركوا الشعوب العربية وغيرها من الشعوب التي التحقت بها تتحدث بلغاتها طيلة الفترة العثمانية، ولم يفرض العثمانيون لغتهم على تلك الشعوب. والعكس صحيح أن الإنجليز الذي استعمروا الهند والفرنسيين الذين استعمروا شمال إفريقيا العربية فرضوا لغتهم في غضون سنوات معدودة. فعلى الرغم من خروج الفرنسيين من إفريقيا الشمالية نرى أهلها حتى الآن يتكلمون اللغة الفرنسية. ومع وجودهم في الحكم العثماني من عام 1534م وحتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين فإن هذه الدول لم تكن تتكلم العثمانية. وهي في الحقيقة ميزة للدولة العثمانية: التسامح وتقبل الغير وعدم فرض أنظمة مخالف لتكوينها الاجتماعي