فضل الصحابة رضي الله عنهم
وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُل الْحمْدُ لله وسلام على عباده الذين اصْطفى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .
وقال سفيان في قوله عز وجل ( الذين آمنُوا وتطْمئنُ قُلُوبُهُمْ بذكْر الله)(الرعد: 28) قال : هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .
وعن وهب بن منبه -رحمه الله -في قوله تعالى ( بأيْدي سفرةٍ (15) كرامٍ بررةٍ) (عبس:16) قال هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقال قتادة في قوله تعالى ( يتْلُونهُ حق تلاوته)(البقرة:121) هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -آمنوا بكتاب الله وعملوا بما فيه .
وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يُقاتلون على دينه "
والصحابي هنا هو من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك . فقد جاء في حديث قيلة العنبرية -رضي الله عنها- : خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى ( والسابقُون الْأولُون من الْمُهاجرين والْأنْصار والذين اتبعُوهُمْ بإحْسانٍ رضي اللهُ عنْهُمْ ورضُوا عنْهُ وأعد لهُمْ جناتٍ تجْري تحْتها الْأنْهارُ خالدين فيها أبدا ذلك الْفوْزُ الْعظيمُ) (التوبة:100)
وقال تعالى ( لقدْ رضي اللهُ عن الْمُؤْمنين إذْ يُبايعُونك تحْت الشجرة فعلم ما في قُلُوبهمْ فأنْزل السكينة عليْهمْ وأثابهُمْ فتْحا قريبا) (الفتح:18)
وقال تعالى ( مُحمد رسُولُ الله والذين معهُ أشداءُ على الْكُفار رُحماءُ بيْنهُمْ تراهُمْ رُكعا سُجدا يبْتغُون فضْلا من الله ورضْوانا سيماهُمْ في وُجُوههمْ منْ أثر السُجُود ذلك مثلُهُمْ في التوْراة ومثلُهُمْ في الْأنْجيل كزرْعٍ أخْرج شطْأهُ فآزرهُ فاسْتغْلظ فاسْتوى على سُوقه يُعْجبُ الزُراع ليغيظ بهمُ الْكُفار وعد اللهُ الذين آمنُوا وعملُوا الصالحات منْهُمْ مغْفرة وأجْرا عظيما) (الفتح : 29)
وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم .
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )
وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ : " معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ
مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة "
السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ
ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود رضي الله عنه_ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) " وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام " ا.هـومما جاء في فضلهم ما رواه أبو بردة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، و أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون )
وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض "وها هو أميرالمؤمنين علي _رضي الله عنه_ يصف حال الصحاية فعن أبي راكة قال : صليت خلف علي صلاة الفجر فلما سلم انفلت عن يمينه ثم مكث كأن عليه الكآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال : لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون ضمرا شعثا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله ويراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح فهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم .
....التحذير من لعن الصحابة.....
عن عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أ حبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )قال المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم ، ولا تلمزوهم بسوء ، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم ، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي " ا.هـ
و الكثير مما صح و جاء في فضل الصحابة مجتمعين أو مخصصين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ