رابعا- بالنسبة للوائلية المضافة لعنزة فهي حق مكتسب دون غيرها من جهتين :
1- حلف اللهازم ( و سنأتي عليه لاحق ) و سبقه دخول عنزة بن أسد بن ربيعة مع بكر بن وائل في حرب البسوس ضد تغلب و من حالفها فكان بكر بن وائل بهذا التحالف هما بطنين اللهازم و الذهلان يقول جرير:
وأرضى بحكم الحي بكر بن وائلٍ ***
أن كان في الذهلين أو في اللهازم
( فاللهازم هو مسمى شاع كقبيلة يشمل من ينظوي تحته و ليس هناك غرابة لو شاع الأصغر على الأكبر في النسب للجد الواحد و الشواهد إلى يومنا الحاضر داله على ذلك و حقيقة تاريخية حدث مثلها لمعظم القبائل ثم في عصر قريب كان الجلاء من قبيلة إلى قبيلة موجود و مألوف بسبب الدم أو غيره فكيف بالتداخل بين ابناء الجد ألمشترك) لقد اختفت كثير من مسميات قبائل ربيعة مع تقادم المصادر ( نهاية القرن السادس عشر الهجري ) و هذا مردة للتداخل بمسمى هامة ربيعة اليوم ( عنزة الوائلية ) حيث أن التداخل الحقيقي لبكر و تغلب بالذات في عنزة المعاصرة كان بعد نهاية الدولة الحمدانية و بقي الاسم الوائلي متداول و ممتدا من العراق إلى الحجاز و مرتبط منذ زمن إلى اليوم بقبيلة عنزة المعاصرة فالأصل عند العرب بالنسب يكون في الجد المشترك و هذا ما تعرفه عنا كل القبائل المعاصرة الذي وقع لجلها و على امتداد تاريخها هذا التداخل خذ مثلا هوازن و طيء وغيرهما الكثير وظل الجميع في هدوء و سكينه راضين بما عرفوه عن أنفسهم حتى أحدث لقبيلتنا هذا التخمين غير المنطقي ( الذي سر المتربص و أخجل الغيور ) فالتغير التاريخي لابد أن يؤخذ بالاعتبار و أي باحث يتجاهل هذه المرحلة و تغيراتها لن يصل إلا نتائج منطقية لا عقلا و لا نقلا.
ثم جزء كبير من هذه الأسماء التي لم تدخل في عداد قبيلة عنزة المعاصرة الربيعية انصهر مع العجم و خص الفرس و جزر يسير منها و خص بالعراق و إلى و قت قريب كان يتسمى بمسمى (( الربيعي !! )) حتى تم الرجوع إلى مسميات قديمة غير متصلة السند يغلب عليها التخمين.
أما ما جاء عند الكلبي و من وافقه و نسخ منه إن صح فربما كانت الرواية التي ذكرها البلاذري في أنساب الأشراف، وهي حادثة الخارجي العنزي في الموصل في عصر هشام بن عبد الملك بعد الإمساك به سأله هشام: ألك حاجة؟ قال تخرجنا من ربيعة و تعيدنا إلى أسد!! فقال: نعم و اختلفت عنزة في الرأي. و معناها الخروج من بكر بن وائل و كانت هي ربيعة المعنية في وقت الحادثة، فربما هذه الحادثة و غيرها ما بنى عليه أبن الكلبي فيرد عنزة إلى بني أسد مباشرة.
2- عنز بن وائل و علاقتها بعنزة الوائلية المعاصرة تشير بعض المصادر بوحدة الأصل و من قال بأن عنز ين وائل جنوب الحجاز و انها تيمنت و أن عنزة المعاصرة نجدية شمالية فيمكن القول بأن كل ربيعة كانت باليمن في جاهليتها و يؤكد وحدة الأصل للمسميين قول الشريف الزيدي يثني على قبائل ربيعة و فيه إشارة لتداخلها الكبير بينها:
و منهم بنو النمر بن قاسط للعلا *** و عنزا إذا عد الفخار و تغلب
و عنزا نفوا نهد بن زيد و جدعوا ***معاطسهم بعد اصطلاح فأرعبوا
و المقصود ( عنزا نفوا نهد بن زيد و جدعوا ) حادثة القارض العنزي التي كانت مفخرة لكل ربيعة ضد نهد بن زيد من قضاعة حيث وقعت المعركة بينها و بين ربيعة بسبب تشبب رجل من قضاعة بفاطمة اليذكرية العنزية، علما بأن عنزا هنا هي عنز بن وائل و القائل لا يجهله الفرق لو كانت قبيلتين منفصلتين فهو من أهل اليمن مما يدل على أن الأسمين عنز و عنزة لأصل واحد. ثم سكنت عنزة بمساعدة حلفاءها من بعض قبائل طي خيبر بعد الاستيلاء عليها وكانوا يتخوفون من الوباء الذي ربما يكون هو الوباء الذي ذكره بن الأثير عندما ذكر موطن عنز بن وائل.
ذكر المقدسي البشاري في كتابه ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) المتوفى سنة 380هـ ، حيث يقول: ان بني عنز بن وائل في غزية ( من طيء) ودارهم في عالية نجد.
ثم القلقشندي جعل في باب وائل أسم عنزة مرادفا لعنز.و بالمثل يحفظ المتأخرين في النسب إلى عناز بن وائل فيكون أسم عنزة مرادفا لعناز. و اليوم لا يحمل هذه السمية ( الوائلي ) غير قبيلتنا العزيزة ( عنزة ) و لازالت الأجيال تتعارف عليه إلى يومنا و أصبح عرف موروث فتجد أكثر أبناء هذه القبيلة يسمى أحد أبنائه باسم وائل هذه شواهد يعضد بعضها بعض ،فلا يعقل و غير منطقي أن يكون هذا التمسك من فراغ بل تأصيل لوائل واحد كل من أتى بعده تسمى به.
ثم القائل المتقدم بأن قبائل عسير تتبع عنز بن وائل و لكنها لا تنتسب إليها!! و لكن باحثي عسير يرفضون هذا قبل غيرهم لعدم وجدود دلائل قطعية و تناقض ذلك مع الموروث العسيري الأزدي.
ولن تجد في عسير أو اليمن من يتسمى بعنز بن وائل لكن تجد عناز بن وائل ( عنزة الوائلية المعاصرة ) و بالتالي فالمكان ليس عبرة مع الوقت فالانتقال و النزوح من الجنوب إلى الشمال حدث لقبائل ربيعة أي من اليمن لنجد و شمال الجزيرة العربية.
إذن اكتساب الوائلية متأصل و من جهتين ذكرناها مختصرة
و سيكون لــــ1 من رابعا تتمة إن أعطنا الله عمر