06-11-2009, 12:30 PM
|
#40
|
مؤرخ
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
|
ـ 39 ـ
74 ـ قال الكاتبُ: [انتسب لقبيلة عنزة اليوم معظم قبائل ربيعة من الأولين والآخرين، وهو أمر طبيعي في ظل هيمنة عنزة وانتشارها على سائر قبائل ربيعة في هذا العصر] ص 82
لكنَّ الكاتبَ قد قال قبل صفحةٍ واحدةٍ: [ظهور قبيلة عنزة الحالية في خيبر في القرن السادس الهجري تزامن معه اختفاء المسميات القديمة كلها تقريباً في ديار ربيعة كبكر وتغلب واللهازم وحنيفة وعبد القيس وضبيعة والنمر بن قاسط وعنزة بن أسد نفسها]، "هيمنة وانتشار" أم "اختفاء" أيُّها الكاتبُ؟!
75 ـ قال الكاتبُ: [لا يمكن لهذه القبائل الربعية العظيمة أن تفقد أو تضمحل أو تترك صفاتها العربية الأصيلة كالفروسية واللسان العربي كما يتكهن البعض. حتى وإن حدث ذلك فقد يحدث مع أفراد قلائل أو بعض البطون. ولكن الغالبية منهم اندمجوا مع أخوتهم في البادية وانتسبوا إليهم كما هي عادة العرب] ص 82
الكاتبُ هنا يَنْتقِدُ نَصَّ ابنِ سعيدٍ الذي أوْرَدَهُ في الصَّفْحةِ السَّابقةِ.
1 ـ وقد سَبَقَ في الفقرة 58 نَقْضٌ لهذه الاعتراضاتِ التي يقولُها الكاتبُ على كلامِ ابنِ سعيدٍ.
2 ـ و[اللسان العربي] لا شأنَ له هنا! إنَّما ابنُ سعيدٍ في قولِه: [لَمْ يَبْقَ مَن يَرْكبُ الخيلَ وفيه عَرَبِيَّةٌ وحِلٌّ وتِرْحالٌ] يَعْنِي بالعَرَبِيَّةِ: البَدَاوةَ.
3 ـ ويُصِرُّ الكاتبُ على "بقائِهم في الباديةِ" و"اندماجِهم" مع "إخوتِهم"، لكنَّ أطرافَ الفكرةِ تَنْتشِرُ عليه فصارَ دليلُه على أوَّلِ الفكرةِ مُبْطِلاً لآخرِها!
فهو يَسْتشهِد بقَوْلِ ابنِ سعيدٍ عن اضمحلالِ ربيعةَ وقبائلِها المشهورةِ، كقَوْلِه: [لَمْ يبْقَ الآنَ من ربيعةَ طائلٌ، على ما كان فيها من الكثرةِ والعظمةِ، وتفرَّقتْ قبائلُها وبطونُها في الحواضرِ والقراراتِ،... وبكرٌ وتغلبُ دَخَلُوا في الفلاحين وامَّحَى عنهم اسْمُ العربِ]، وقَوْلِه: [لَمْ يَبْقَ الآنَ لحنيفةَ باليمامةِ ولا غيرِها باقيةٌ]، وقَوْلِه عن عِجْلٍ: [وليس لهم في الباديةِ قائمةٌ]. وواضحٌ من هذه النُّصوصِ أنَّ ابنَ سعيدٍ عَقَدَ بين اضمحلالِ ربيعةَ والدُّخولِ في الحواضرِ والفلاحةِ، بحيثُ يكونُ هذا سبباً لتلك.
فجاء الكاتبُ ليَقْتبِسَ من نصوصِ ابنِ سعيدٍ ما فيها عن زوالِ اسمِ ربيعةَ واضمحلالِ قبائلِها المشهورةِ، ثم عادَ سريعاً ليَنْفِيَ ما قالَه ابنُ سعيدٍ عن مشاهدتِه وسؤالِه وبحثِه الدَّائبِ.
فإذا سأَلَ القارئُ: ما السَّبَبُ في اضمحلالِ ربيعةَ وبطونِها ـ إذا لَمْ تَقْبل بعِلَّةِ تَرْكِ البداوةِ كما قال ابنُ سعيدٍ ـ؟! فسيَجِدُ حينذاك إجابةَ الكاتبِ خفِيَّةً بين سطورٍ مبعثرةٍ يقولُ فيها: [كانت الرياسة فيه لعجل بن لجيم ثم تحولت الرياسة فيه لعنزة] ص 78، و: [انتسب لقبيلة عنزة اليوم معظم قبائل ربيعة من الأولين والآخرين، وهو أمر طبيعي في ظل هيمنة عنزة وانتشارها على سائر قبائل ربيعة في هذا العصر] ص 82.
ولَنْ يَجِدَ القارئُ إجابةً إذا سأَلَ: كيف "تحوَّلت" رئاسةُ اللَّهازمِ إلى عنزة؟ وما الدَّليلُ؟ وهل "هيمنة" عنزة على "معظم ربيعة" اليوم و"انتشارها" تُعَدُّ دليلاً على "هيمنتها" و"انتشارها" في القَرْنِ الخامسِ؟ فجميعُ ورقاتِ الكتابِ صامتةٌ عند هذه تحديداً!
76 ـ قال الكاتب: [يحسن بنا هنا أن نورد كلاماً نفيساً لعلامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله حول هذا الأمر وهي إجابة واضحة منه على هذا التساؤل] ص 82 ـ 83، وبعد إيرادِ كلامِ الجاسر علَّقَ الكاتبُ قائلاً: [ولا تعليق على كلام الشيخ حمد الجاسر رحمه الله فهو كلام نفيس ويوضح بعضه بعضاً، ويجيب على السؤال بالكامل] ص86
1 ـ جاء في مقدِّمة الكاتبِ: [والحقيقة أنه رغم كثرة الكتب التي تناولت قبيلة عنزة سواء من المؤرخين العرب أو المستشرقين إلا أن تلك الكتب لم تعطِ وصفاً أو تفصيلاً دقيقاً لتاريخ عنزة أو مكوناتها. لأنها كتب ظهرت في وقت واحد تقريباً. ولهذا فإن الكثير من الأسئلة لا تجد جواباً لدى المحققين فيما يتعلق بأسباب هجرة عنزة أو بني وائل من ديارهم في عين التمر إلى الحجاز أو فيما يتعلق باختفاء مسميات القبائل الربعية القديمة وطغيان اسم عنزة عليها] ص 9
وهذه الأسئلةُ التي لَمْ يَجِدْ لها الكاتبُ أجوبةً عند المحقِّقين من العربِ والمستشرقين على كَثْرَةِ ما كَتَبُوا هي بعينِها الأسئلةُ التي أجابَ عليها الجاسر بكلامِه النَّفيس ـ على حدِّ وَصْفِ الكاتبِ ـ؛ فالجاسر يقولُ: [من عادةِ الأُسَرِ المتحضِّرةِ الانتسابُ إلى قبيلةٍ ذاتِ كيانٍ ومقامٍ بين القبائلِ البَدَوِيَّةِ مِمَّن يَجْمعُها جدٌّ واحدٌ ولَوْ كان بعيداً، ولَمْ يَبْقَ في الجزيرةِ مَمَّن يتَّصِفُ بهذه الصِّفةِ من القبائلِ الرَّبَعِيَّةِ سوى قبيلةِ عنزة]. فالكاتبُ قد ناقَضَ نَفْسَه!
2 ـ قُلْتُ في مقدِّمةِ هذا النَّقْدِ: إنَّ الكاتبَ يتجاهَلُ عامداً الوجودَ الرَّبَعِيَّ في جزيرةِ العربِ من عَصْرِ بني أميَّةَ إلى أنْ تَنْتَقلَ عنزة (=ربيعة) من عين التمر إلى خيبر في القَرْنِ الخامسِ (أو السَّادس!). ومِن هذا التَّجاهُلِ إعراضُه عن وجودِ عنزة في الحجازِ قبل القَرْنِ الخامسِ كما جاء في نصوصِ الهَمْدانِيِّ وغيرِه.
غير أنَّ الكاتبَ وَقَعَ من حيثُ يَدْرِي ولا يَدْرِي في هذا الذي حاصَ عنه كثيراً؛ حين نَقَلَ "النَّصَّ النَّفيس" لحمد الجاسر وفيه: [يَظْهرُ أنَّها بعد الحروبِ التي وَقَعَتْ بين ربيعةَ تفرَّقَتْ، فلَحِقَ بعضُ فروعِها في بني وائلٍ الذين انحدروا إلى شرق البلادِ، وبَقِيَتْ فروعٌ حول المدينةِ وفي منطقة خيبر وفي اليمامة]. وما كان حَقُّ القارئ على كاتبٍ سيُجيبُ على "أسئلةٍ لا جوابَ لها عند المحقِّقين" أنْ يُخفِيَ عنهم بعضَ ما يتفلَّتُ من تحت نصوصِه!
ـ يتبع إن شاء الله ـ
|
|
|