أختصرت كتاب "الكولونيل ليشمان والدرب الطويل الى بغداد" حدثنا عن هذا المختصر
"ليشمان والدرب الطويل الى بغداد"هى عبارة عن مجموعة معلومات تاريخية مختزله لدى المؤلف بعضها منشور وبعضها روايات شعبية حفظت بصدور الرواة ساقها المؤلف بعد ذلك على شكل مادة علمية تاريخية مرادفة للتقارير البريطانية ومذكرات ليشمان الشخصية التى نُشرت بعد مقتله والتى إستعان المؤلف بها واخرج هذا الكتاب؟ والرجل ضليع بالتأليف والبحث العلمي الأكاديمي المبني على التقارير ومذكرات الرحالة والمستشرقين؟ وجاء نشر هذا الكتاب مختصر بناءَ على طلب الأستاذ الباحث أبومشعل أطال الله فى عمره بأن أكفيه نشر بعض ماجاء فى الكتاب والتعليق عليه؟ وهو بالنسبة للقارىء المطلع لاجديدا فيه؟ خصوصاَ وأن اكثر مادته هي معلومات منشورة سابقا ومتداولة بالكتب التاريخية؟ ولكن مما يؤخذ على المؤلف منهجياَ أن لو قام بنشر هذه التقارير والوثائق التى استشهد بها لكان أفضل من باب الأمانة العلمية! حتى لاتختلط الاَراء الشخصية بالمادة العلمية؟ وإن كان لي بعض التحفظات على أحد مؤلفاته سابقاَ وذلك لعدم ذكره الحقائق التاريخية بحيادية!! ومع هذا فرأيي به لاتسقط مصداقيته كباحث علمي مجتهد أثرى المكتبة العربية ببحوثه ومؤلفاته وتراجمه؟ وما تم نشره هو برأيي مختصر زبدة الفائدة فى هذا الكتاب.
حدثتا عن بحثك أمارة الشيخ هذال الحقيقةالغائبة!! وكيف جاءت فكره البحث
الحقيقة هذه من المسائل القديمة وليست بالجديدة وهى تساؤلات بدأت منذ 15 عام تقريباَ أخذت مني الجهد والوقت حينها ولازالت؟ شأنها شأن الكثير من القضايا والتساؤلات والأمور الغامضة بخصوص موروث وتاريخ قبيلة عنزة التي لم نجد لها تفسير أو إجابة الى اليوم! فهذال على سبيل المثال لاالحصر أجمعت الشواهد التاريخية على أنه من أهالي القرن الثاني عشر الهجري تحديداَ 1100هـ لوجود دلائل وقرائن على ذلك؟ ولكن عندما نقارن نسبه حسب تسلسل ذريته الموجودة اليوم فسوف نجده من أهالي القرن العاشر الهجري950هـ ! والغريب فى الأمر أن أوبنهايم قد أشار لهذه القضية من بعيد دون تفاصيل وهو برأيي أول من أشار لهذه المسألة الحيوية؟ دون أن تلفت نظر الباحثين؟وهذه من المسائل المحيرة فعلاَ ؟ وهناك مقال بهذا الشان أعددته منذ شهرين سوف أقوم بنشره قريباَ إن شاء الله عن هذه المسألة تحديداَ ومسألة أخرى مرتبطه به؟ الشاهد هنا أن مسألة مشيخة أسرة الهذال الكريمة جائت عن طريق شرعي ورسمي؟ فليس من المعقول أن لانجد وثيقة أو مخطوطة تشير لذلك! وليس من المعقول أيضاَ أن جميع من كتب عن هذه الأسرة ونقل عنها سواءَ من المتقدمين أو المتأخرين من الرحالة والمستشرقين والمؤرخين لم يتطرق أو يذكر أو يشير الى هذه القضية وهى من القضايا الجوهرية المرتبطة بتاريخ وموروث الأسرة والقبيلة معاَ! وأنا أطالب من هنا الشيخ جدعان بن زبن الهذال بشخصه الكريم أن تكون له جهود ومبادرة بهذا الشان؟ وأن يتقدم بطلب رسمي للجهات الرسمية المعنية بالأمربالسماح له والإذن بتشكيل فريق من الباحثين برئاسة ومسؤلية الإستاذ الباحث عبدالله بن عبار مؤرخ قبائل ربيعة وعنزة بالتفتيش والتنقيب والبحث عن الوثائق والمخطوطات القديمة الخاصة بقبيلة عنزة إسوةَ بغيرها من القبائل؟ وذلك عبر إرشيف المحاكم القديمة سواءَ فى المدينة المنورة أو إرشيف محكمة العلا أو أي مكان اَخر يضم وثائق ومخطوطات قديمة فهذه رسالة أبعثها للشيخ جدعان على وجه الخصوص كونه من المهتمين بالتاريخ ومن المتابعين لكل مايهم شأن القبيلة .
وضعت استدراكات على البطل الأسطوري لحرب البسوس الزير سالم!! حدثنا عنها
هذه من الرسائل التى كنت أقصد توصيلها للبعض الذي أفتتن بهذه المسلسل الخيالي دون أن يقرأ القصة وأحداثها الحقيقية من جميع جوانبها؟ وقد بنيت على هذه القصة مفاهيم مختلفة
ورسخت لدى البعض الاَخر قناعات جديدة كان من نتائجها هذا
التخبط الذى نعيشه اليوم! فلولا هذا المسلسل وأحداثه والضجة الأعلامية التى سببها فى العالم العربي لكان الأمر كأن لم يكن؟ وقد سألني أحد أبنائي عن صحة المسلسل من الناحية التاريخية؟ فقلت له أن هذا المسلسل 85 % بالمئة كذب فى كذب! وأن هناك مسلسلاَ مصرياَ تلفزونياَ قديماَ هو أصدق وأقرب للحقيقة من هذا المسلسل المبني على تزوير الأحداث الحقيقية وطمس الوقائع التاريخية! وأول من تصدى لهذا المسلسل وكتب عنه هو الباحث ابراهيم الخالدي بعد سنه من صدورالمسلسل وروى السيرة الحقيقية كما جائت بالكتب والمدونات التاريخية؟ وقد بين الكثير من الحقائق التاريخية وفند بعض المبالغات والأكاذيب والحشو الذى جاء بالمسلسل! أمابالنسبة للإستدراكات فالحقيقة جائتني بعض الرسائل من الأخوة تشيد بالإستدراكات أكثر من المقال نفسه؟ وأنا تعمدت أن أعلق على بعض ممن وردت أسمائهم والتعريف بهم من الناحية الشخصية والتاريخية كون المؤلف كان همه إيصال الحقائق التاريخية فقط ؟ دون التركيز على بعض الشخصيات والتعريف بهم والتوسع بالحديث عنهم؟ وهذا من الأخطاء الشائعة لدى بعض المؤلفين فالقارىء يهمه أحياناَ معرفة الجوانب التاريخية لهذه الشخصيات؟ فالإستدراكات والتعليق بالنسبة لي هي من ضروريات النشر بل وأجد متعة فى ذلك! صحيح أنها من الأمور الشاقة والمضنية وقد تستهلك وقتاَ وجهداَ مضاعفاَ للإحاطة بجميع جوانب الشخصية ولكنها من الأمور الشيقة لدي؟ وهناك الكثير من النصوص التاريخية والمواضيع الهامة بودي أن أذكرها لولا صعوبة التعليق عليها من الناحية الذهنية الذي قد يحول أحياناَ بيني وبين ذكرها؟ وفى نفس الوقت فانا لاأحبذ ذكر أياَ من المواضيع خصوصاً التاريخية دون تعليق أوإضافة علمية قد يجهلها المؤلف أو لايأتي على ذكرها خصوصاَ إذا كنت على اطلاع ومعرفة تامة بالموضوع.
هو ليس بحثاَ بقدر ماهي قصة حقيقية من القصص والروايات الكثيرة للشيخ ساجر رحمه الله؟ وهناك العديد من القصص تجنبت عدم ذكرها لعدم صلاحية نشرها ؟ والشيخ ساجر شأنه شان الكثير من مشائخ وفرسان عنزة لم تكتب سيرتهم بشكل موثق وحيادية وأمانة علمية! وقد ذكرت ذلك فى مقال لي منذ عامين نشرته بمنتدى الشملان بعنوان" جوانب مشرقة من حياة هذا الرجل" وقصة قعود الحسنية من القصص الجميلة التى لم تروىمن قبل وقد رواها لي منذ عدة سنوات المرحوم الشاعر والراوي محمد بن ضعيان المضياني كما جائت؟ وهنا يأتي دور التعليق والإستدراك وهو بطبيعة الحال دور مكمل للرواية ومقرباَ لذهن القارىء خيوط القصه ليكون على بينة من الأحداث وملماَ بجميع الجوانب الشخصية والتاريخية على حد سواء؟ وقلت أن هذه الحادثة هي برأيي التى جعلته يجاور الجربان؟ بدليل علاقة الشيخ دغيم الهذال بحادثة إرساله الشاعر هاني الدوامي السبيعي كي يستحث الشيخ ساجر للخروج من مجاورة الجربا! وهناك من يقول أن المرسول هو سليمان اليمني نفسه؟ بدليل قوله " لاماحلا المعبار من عند منجور= مطول شوشات الزعل والحرايب! بالرغم انه كان متسبباَ وشريكاَ فى قصة القعود؟ إلا أن بيته السادس يقطع الشك باليقين انه ليس المرسول فعلاَ وذلك حينما قال" ولاانص ابن شعلان والعز مديور= ولايقطع النوهات كود الصلايب! فكيف بمن يريد أن يرجع رجلاَ الى شخصاَ معيناَ بعينه؟ ثم يشير عليه بأن يجاورغيره! وأما قصيدة اليمني الثانية والتى يحذر فيها الشيخ دهام بن قعيشيش من مجاورة الجربا؟ والتى قيلت أنها بايعاز من ساجر! بسبب قصة سابقة جرت لساجر عند الجربان! فلا أعتقد بصحتها؟ وذلك لعدة أسباب منطقية؟ أولاَ " كون القصة لم تثبت حقيقتها كرواية متواترة وثابته ومترابطة النقل؟ ثانياً " إستحالة وقوعها كما جائت بالرواية من الناحية العقلية لتنافيها مع شخصية وأخلاق الشيخ ساجر؟ ثالثَاَ" لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون رجلاَ بهذه الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة والشهامة والكرم أن يلجأ لأساليب الغدر والخيانة [ أعني الجربا] فهذه ليست من صفات الرجال والفرسان من ذوي النخوة والشهامة! رابعاَ " قصة مجاورة الشيخ دهام للجربا كانت سابقة لمجاورة الشيخ ساجر للجربا بعدة سنوات؟ وهناك تقريراَ بريطانياَ عام 1862م يشير الى أن الشيخ دهام بن قعيشيش والشيخ عبدالكريم الجربا قد وصلوا الى ضفاف الفرات وأنهم يتقدمون الى حلب؟ فواضح هنا التحالف القوى والصداقة التى بين الشيخ دهام والشيخ عبدالكريم والتى كانت فى أوجها؟ ولاندرى لعل هذه الصداقة والجوار كانت أبعد أيضاَ من عام 62م بسنوات عدة؟ وأما الشيخ ساجر فقد رجحت مجاورته للجربا مابين عام 60م/ 65م! خامساَ "لاأستبعد أن هذه الرواية هي من الروايات المكذوبة والمنحولة القصد منها الطعن بساجر وتشويه سيرته
واظهاره بمظهر الضعيف المتخاذل الذي ضحى بغيره من اجل نفسه! أو أن المقصود
بهذا التشويه هو عبدالكريم الجربا نفسه! ففي كلا الحالين كان ساجر هو الضحية والمتضرر من هذه الكذبه؟!!