أخي الكريم :
لم اطلع على ما تقول أنه ذكره الطبري وفي عصر الطبري كانت فروع عنزة ومسمياتها هي القديمة بنو هزان وبنو جلان وبنو هميم وبنو محارب وبنو الدول وبنو جسر وغيرهم من قبائل عنزة الثمانية المعروفة قبل الإسلام ومع ذلك فأن قبيلة عنزة جمجمة لا تعرف ألا بعنزة لأنه لم يشتهر من قبائلها ألا بني هزان بعد هجرة عنزة إلى العراق حيث بقي بنو هزان في بلاد عنزة القديمة برك ونعام والمجازة والهدار وماوان والأفلاج والبديع واشتهر اسمهم كقبيلة مرادفة لعنزة ولا يزال لهم بقية احتفظت بالاسم القديم وهم لا يدخلون لا في بشر ولا في مسلم ألا فرع ذرية رشيد بن مسعود الهزاني فقد ذكر أنهم من البدور من الأشاجعة من الجلاس أما في عصر الطبري لا يوجد لا بشر ولا مسلم ولا جلاس ولا وهب ولا عبيد ولا سهيل ولا الفروع الأخرى وإنما يوجد اسم عنزة فقط وكل من ذكروا من المؤرخين يذكر اسم عنزة دون تفريد ما عدى شارح ديوان أبن المقرب عندما ذكر علاقة عنزة بالطيار ذكر أسماء من عنزة وهم أشخاص وقد اطلعت على آلاف المصادر ونقلت كل ما يخص قبيلة عنزة منذ تكوينها بالقرن الثاني الميلادي إلى هذا العصر لذلك فلا تأخذ من كتابات النت لأن اكثرها كذب وأكثر الكذب حصل من بعض الذين يدعون أنهم باحثين من قومنا فهم عبثوا وتلاعبوا بنسب عنزة وقطعوا أوصالها وصدقوهم بعض الذين وقعوا على مشهد يزوّر نسب عنزة وينقلها إلى قبائل أخرى ولكن الكذب قد قوّع وبقيت عنزة شامخة وأبية أما ما ذكره منتدى الأشراف عن جعافرة عنزة فلا يصح أبداً والصحيح ما تناقله الرواة عن نسبهم بالأفاضة
وهذا ما نقلت عن الطبري :
23- كتاب تاريخ الرسل والملوك
تأليف المؤرخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310هـ فقد ذكر نتف من أخبار عنزة فقال : شاركت عنزة بن أسد بن ربيعة في يوم ذي قار مع بكر بن وائل بحربها ضد الفرس وكانت قد تلهزمت مع بطون من بكر فسميت اللهازم وعندما مدح الأعشى والأصم بنو شيبان غضب اللهازم فقال أحد بنو قيس بن ثعلبة وهو أبو كلبة التيمي :
جدعـتمـا شاعري قوم أولى حسب *** حـزت أنـوفـهـمـا حــزاً بمـنـشـار
لــولا الفــوارس لامـيـل ولا عــزل *** مـن اللهـازم مـاقـاظــوا بـذي قـار
نحـن أتـيـنـاهـم مـن عـنـد أشملهـم *** كــمـــا تـــلـبـــس وراد بـصــــدار
وفي السنة الحادية عشر للهجرة أورد الطبري خبر لعنزة بن أسد وأجماع أمر اللهازم على نصرة العلاء بن الحضرمي كما ذكر في حديث المدائن وفي السنة الثالثة والعشرون من الهجرة أورد قصة ضبة بن محصن العنزي مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وفي أحداث السنة السادسة والثلاثون من الهجرة ذكر الطبري : خبر مروان بن الحكم عندما آوى إلى اهل بيت من عنزة يوم الهزيمة مع ابن الزبير
وفي السنة الرابعة والستون للهجرة ذكر الطبري الفتنة بين مضر وربيعة على رياسة أشيم وقال أبت اللهازم حتى تراضوا بحكم عمران بن عصام العنزي أحد بني هميم وردها لأشيم
وفي السنة السادسة والستون للهجرة ذكر الطبري أن عنزة أقتصت من رجل يدعى مران بن خالد فقتلته بسبب أشتراكه في مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه
وفي السنة السادسة والسبعون للهجرة ذكر خبر وفود عنزة على عبدالملك بن مروان وأنزلهم بأنقيا وفرض لهم ولم تكن لهم فرائض قبل
ذلك إلا فرائض قليله
وفي السنة التاسعة عشرة بعد المائة من الهجرة ذكر خبر خروج العنزي صاحب الأشهب وأخباراخرى
وهذا الخبر يثبت وجود عنزة في الحجاز قبل التاريخ الذي ذكرته حيث ذكر صاحب الأكليل ما يلي :
28- الجزء الأول من كتاب الأكليل
تأليف العلامة لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المتوفي سنة 355هـ فقد أورد خبر سنة 322هـ فقال : كانت عنزة في قدس قرب المدينة المنورة ثم خرجوا إلى أعراض خيبر وحلت في ديارهم أحد القبائل ومصدره في هذه الرواية رجلاً أسمه محمود وفي الهامش تعليق وتحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي قال : عنزة بفتحات ثلاثة آخرها هاء وهو عنزة بن أسد بن ربيعة قلت وما أورده الهمداني هو أول ذكر لعنزة في الحجاز بعد هجرتها من عين التمر بالأنبار
وهذا ما ذكره شارح مخطوطة ديوان أبن المقرّب العيوني القيسي الربعي
38- شرح مخطوطة ديوان ابن المقرب العيوني
الشاعر أبو الحسن علي بن المقرّب بن منصور بن المقرب بن الحسن بن عزير بن ضبار بن عبدالله البحراني العيوني الربعي المتوفي سنة 629هـ شاعر له ديوان طبع في مكة المكرمة سنة 1307هـ وطبع بالهند سنة 1311 هـ قال الشارح في تفسير قصيدة ابن المقرب الهمزية
لـلـه قــوم مـن ذوآبــة جــعـــفــــرٍ *** لـم يغمضــوا جفنــاً على الإقـــذاء
لـمـا رأوهــا أنـهـا هـي صـمـمــوا *** تصميــم تغـلــب وائــــل الـغــلبــاء
حتى سقـوا عـللاً صدور سيوفهـم *** عـلـقـــاً يــبــرد غلــــة الشحـنــاء
تـركـوا لـعــيـبـاً فـي مـئـيـن أربـع *** جــزراً قـبـيــل تـنـــور ابــن ذكـــاء
فهـنـاك طـابـت خيـبـراً واستبدلـت *** مـن بـعـــدهــا الـضــراء بالســراء
قال شارح كتاب ديوان أبن المقّرب العيوني : لعيب رجل من عنزة وابن ذكاء الصبح رجل من عنزة وخيبر بلد يسكنها بنو جعفر الطيار ابن أبي طالب وكان من الحديث في وقتنا هذا أن قوماً من بني أسد بن ربيعة أكثروا الغارات على خيبر وهي أرض ذات أنهار ونخيل وزروع وظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم ومل أهلها الحرب ودخل عليهم خراب الثمار فصالحوهم على شطر من ثمار نخلها فصاروا ينزلون عليها مدة القيض وأقاموا ذلك مدة مديدة ثم صاروا كل عام يحولون بينهم وبين الثمار حتى لايزيد لهم شيء فما زال ذلك دأبهم حتى لم يبق لبني جعفر إلا القليل ثم أنهم لم يرضوا منهم بذلك فحاربوهم حرباً حالوا فيه بينهم وبين الثمار وصاروا يصبحونهم الحرب ويراوحونهم فقالوا ياسبحان الله ماذا تطلبونه عندنا فقالوا : نطلب عندكم أن نجعل فيها رجلا يكون معكم من قبلنا فاجتمع بعضهم ببعض وتشاوروا في أمرهم فلم يجدوا من ذلك بداً فبعثوا إليهم أن حباً وكرامة لما دعوتم إليه فولوها رجلا منهم يقال له لعيب وجعلوا معه أربعمائة رجل من مقاتليهم وشجعانهم ورحلوا حتى تباعدوا لطلب المرعى لمواشيهم ثم أن بني جعفر مشى بعضهم إلى بعض وتشاكوا ذلك الأمر فيما بينهم وقال بعضهم لبعض الموت أسهل وألذ مما نحن فيه وهل تطيب حياة لمن يملكه عدوه وضربوا للقيام على لعيب وأصحابه ميعاد في يوم عرفوه فلما طلع فجر ذلك اليوم أحاطوا بلعيب وأصحابه فقبضوا عليهم فلم يفلت منهم إنسان ثم أنهم تشاوروا على قتلهم فقتلوهم أجمع فبلغ الخبر عنزة فأقبلوا حتى دخلوا البلد فتحصنوا عنهم بنو جعفر فمالوا إلى الزروع يخربونها فأرسلوا إليهم أن أردتم خرابها اخرجنا لكم الفئوس لتقطعوا نخلها فصالحوهم ودفنوا ماكان بينهم