اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعل العبار
[ مشاهدة المشاركة ]
|
ألف مرحبا يابوتركي
س6
اتهمت خلال عدة حلقات في إحدى الجرائد أنك نصّبت شيخين من قبيلتك على إمارة المدينة من عام 1220- 1228هـ، وهما الشيخ مسعود وبداي آل مضيان في كتاب: فصول من تاريخ قبيلة حرب ص354، وأعلام من قبيلة حرب ص145، بقولك أن الامير سعود نصبهما، للأسباب التالية:
1- خالفت نص المؤرخ عثمان بن بشر المعاصر للأحداث، والذي يذكر أن أمير المدينة في بعض هذه الفترة هو حسن قلعي حينما ذكر: "وعلى المدينة النبوية حسن قلعي". وقال: "وفيها مات رئيس حرب بداي بن بدوي بن مضيان بعلة الجدري وولى سعود مكانه في بوادي حرب أخاه مسعود".
2- تجاهلت الوثائق التاريخية المعاصرة للأحداث ومنها وثيقه طوسون باشا وثيقة عثمانية hh.19548 مؤرخة بتاريخ 10محرم 1227هـ والتي كتب فيها: "أما بما يتعلق بالمدينة المنورة التي احتلها الوهابيون فإن الإمام سعود كان عَيـَّن حسن قلعي بوظيفة أغا للقلعة وأميراً فيها، ولكنه عاد فعزله ونصب بدلا عنه رجلا يدعى عفيصان أميراً على المدينة، وآغا للقلعة أي حاكم للقلعة"
3- ذكرت عن حادثة أسر مسعود بن مضيان : انه لم يصمد أمام القوات الغازية في قلعة المدينة إلا نفر قليل منهم مسعود بن مضيان، بينما الآخرون تركوا المدينة لما رأوا شراسة القتال.. (فصول من تاريخ حرب ص369). بينما السيد أحمد عباس في كتابه (العسكرية السعودية في مواجهة الدولة العثمانية) ص65 ذكر: "ولما طال الانتظار دون وصول أية نجدة طلب ابن عفيصان التسليم بشرط الخروج بشرف الحرب وبكامل السلاح والعتاد فوافق طوسون، وسمح لهم بالخروج إلى حيث يشاؤون". بينما مسعود لم يكن أصلاً في القلعة بل في قصره كما ذكر محمد البسام (صاحب الدرر) ص34 حيث قال: " فبقي مسعود بن مضيان في قصره محتصرا حاير الأفكار فدعوه بلا أمان وطلب الأمان فامتنع الوزير".
4- تجاهلت نص مؤلف كتاب: كيف كان ظهور شيخ الإسلام، تحقيق الدكتور عبدالله العثيمين ص134 الذي كتب: "وأما المدينة فهي تحت حكم حسن معكي قلعي . وما حولها فهي من حكم ابن مضيان". وهو أقدم من ابن بشر.
5- استشهدت بكتاب الجبرتي الذي يعيش في مصر وبوركهارت الذي سمع بما (رآه) ابن بشر وتجاهلت بقية المصادر والوثائق.
6- استشهدت بكتاب متأخريـن ومعاصرين مثل أحمد دحلان (ت 1304هـ)، أيـوب صبـري ت 1290هـ، وعارف عبدالغني، والبرادعي، وعبدالباسط بدر.
7- قلت في مقال لك في الجزيرة: "والمطلع على هذه المصادر يعرف أن أياً من بوركهارت أو السيد دحلان أو أيوب صبري لم ينقلوا عن الجبرتي، ولم ينقل بعضهم عن بعض.. ومن المعاصرين الأستاذ أحمد البرادعي الذي يظهر أنه لم يعتمد فيما كتبه بهذا الخصوص على الجبرتي وليس على بوركهارت ولا على الدحلان ولا على أيوب صبري، إذ لا نجد كتبهم ضمن مصادر كتابه، فضلاً عن أن ماذكره لا يوجد لديهم، وإنما نقله عن الشيخ محمد مرسي وغيره من أهل المدينة. ولا يرى الباحثون في تاريخ المدينة المنورة تعارضاً بين الكتب التي وصفت حسن قلعي بأميرالمدينة والتي وصفت ابن مضيان بأمير المدينة، بل جمعوا بينها بأن حسن قلعي كان قائدالقلعة، والقلعة في قلب المدينة كانت مقر أتباع الدولة من الموظفين والمقاتلين وغيرهم من حاضرة أهل المدينة، أما سكان المدينة من العرب وأبناء القبائل البدوية فيالمدينة وفي ما يتبعها من القرى والأرياف والبوادي، فكانت إمارتها أعم وأشمل وهي التي ربطتها القيادة السعودية بابن مضيان "بينما جميع المصادر السابقة المعاصرة والمتأخرة ذكرت مبارك بن مضيان وليس مسعود أو بداي وهو مايؤكد أنها ناقله من بعضها البعض!!"
ما القصة؟ ألا يوجد من وثائق المدينة ما يثبت من هو أمير المدينة بوضوح في هذه الفترة القريبة؟
|
مع أن هذا الاتهام لا يستحق الالتفات إليه، ومع أن هذا السؤال استفزازي؛ فلن أجيب بطريقة استفزازية، فأقول: أولاً: أنا لم أتهم في عدة حلقات، بل في حلقة واحدة لشخص واحد لا يعرفني ولا أعرفه ولم أقابله في حياتي، ولا يستغرب ممن يريد أن يكتب التاريخ عن أسرته كما يريد هو؛ أن يتهمني بما يشاء من التهم كالتدليس والهوى وما شابه ذلك، ويكفيني فخراً أن هذا الاتهام لم يصدر من كبار مؤرخي هذا البلد وأساتذة الأقسام التاريخية في بلادي!!
واسمح أن أرد على سؤالك في نقاط مختصرة، وهي:
1- من حقي أن أخالف نص ابن بشر فهو ليس قرآناً منزلاً.. لكن ليس من حقي أن أحرِّف فيه!
2- ليس في وثيقة طوسون باشا المذكورة ما يدل على إمارة المدينة، وإنما إمارة القلعة!
3- ليس من الضروري أن آخذ بنص فلان أو علان، وإنما آخذ بما يظهر لي أنه الأرجح!
4- إذا لم يوجد وثائق فيوجد مصادر ومراجع، وإذا كان الأمر ملتبساً على البعض، فليس لدي فيه أدنى لبس!
5- مع أن الجبرتي كان يعيش في مصر إلاَّ أنه كان وثيق الصلة بأخبار قوات محمد علي، ولذلك فلا ضير أن آخذ من كلامه ما يؤيد المصادر الأخرى!
6- تصف دحلان وأيوب صبري بأنهم متأخرون وهم من جيل ابن بشر ويتميزون عليه بأنهم أقرب لتلك الحوادث منه، وأكثر اطلاعاً على تاريخ الحجاز!
7- أن قولك: "بوركهارت الذي سمع بما رآه ابن بشر!". ليس صحيحاً، فابن بشر لم يحضر حوادث سقوط المدينة، ولم ير طوسون باشا، ولم يلتق بشهود العيان لحوادث المدينة، بخلاف بوركهارت الذي أقام فيها بضعة شهور بُعَيد سقوطها مباشرة، وبخلاف صبري باشا الذي عكف على كتابة تاريخ الحجاز!
8- أن استشهادي بعبدالغني وعبدالباسط بدر ليس فيه مآخذ، لأنهما أكثر من كتب عن تاريخ أمراء المدينة، فكيف لا أستشهد بما توصلا إليه؟
9- كان بودي أنك عندما طرحت هذا السؤال وضخمت من مقال من يتهمني بالتدليس أشرت إلى المقالات التي دحضت تلك الاتهامات الكاذبة، ومنها مقال الباحث محمد العوفي: (وقفات مع ما كتبه العفيصان عن تاريخ المدينة) المنشور في جريدة الرياض بتاريخ (23/1/1429هـ). وإلى مقالي: (إمارة المدينة في الحكم السعودي الأول) المنشور في جريدة الجزيرة بتاريخ (6/11/1430هـ)، حتى تكون أكثر موضوعية!
ولأن الوقت لا يتسع لتفنيد الفذلكات أعلاه فإني أكتفي بالإحالة على ما جاء في تلك المقالات، وأترك الحكم للقارئ!!
10- ثم لماذا توجه إلي تهمة تنصيبهم ولا توجه إلى الذين نصبوهم قبلي وعلى رأسهم عبدالغني مؤلف كتاب: "أمراء المدينة المنورة"؟ أم أن تهمة التدليس لا يراد بها إلاَّ أنا؟
11- إذا كنت أملك الجرأة على تنصيب شيوخ قبيلتي فلما أنصب المزيد؟
ألا قاتل الله الهوى فإنه يعمي ويصم!