الأخ الفراتي :
بخصوص الشيخ أبن مهيد والشيخ أبن غبين فهم ليس بحاجة إلى من يضع لهم مجد في الحكايات غير المسندة بل أن ما حصل عليه أسلافهم من مجد كافي وهناك بعض القوم قد ذكرهم الدسم بقصيدته :
خويهم ما يشتهي نفض جيبه ** حكاي وجهين يقص العراقيب
وهكذا تجد بعض الجلساء يخوض بهرج يقصد به التقرّب إلى فلان أو فلان فهو أحيان يطعن بشخص وأحيان يمجد شخص وأحيان يلفق قول من مخيلته ونحن نذكر الحقيقة ولا نجامل مع أحد وبخصوص الرجل المعني بقصيدة النجيدي فهو نايف بن غبين دون شك لأن نزوح الفدعان من خيبر قديم وكان تحرك هجرتهم في مطلع القرن الثاني عشر فقد تجولوا بين الجوف ومنطقة هجر ردحاً من الزمن ثم حصلت المعركة الأولى بينهم في المنطقة الشرقية ثم بعد حوالي خمسة عشر سنة تقريباً صارت معركة الثأر في فيضة الأديان وهي فيضة معروفة بالحد العراقي مقابل رفحاء وقتل بهذه المعركة من قتل وبعدها هاجروا إلى بلاد الشام أما نايف بن جغثم بن مهيد فأنه ولد في تلك الديار ومعروف أن أبوه جغثم وعمه حوران كانوا في تلك الديار ولهم أخاوه على بعض القبائل وحوران هو الذي قاد المعركة ضد أيوب باشا الأكراد في شمال سوريا وخرّب دياره ولها قصة يضرب المثل بخراب ديار أيوب قال العمري :
أيوب طبوا ديرته وأخربوبه ** أولاد وايل مطلقين اليماني
وقال طفحان السبتي الميهوبي من قصيدة :
حنا لولا السيف عندك ما سكنا ** أنشد عن أيوب سعينا برابه
وطالما أن نايف بن مهيد أبوه وعمه كل ذكرهم في تلك الديار فكيف يقود ضنا عبيد من نجد إلى الشمال وهم أصلاً في عهده بالشمال أما الوثيقة التي ذكرتهايا أخ الفراتي عن الشيخ مفضي بن عيده فأني أرغب منك التأكد من مصدرها بحيث أنه حصل تزوير وثائق والشيخ مفضي بن عيده يعتبر الجد السادس لذريته ولو قارنا عصره بمعاصريه لقلنا
1- محمد بن مفضي بن عيده عاصر ثامر بن النوري بن مهيد
2- مفضي بن حمد بن عيده عاصره النوري بن مقحم بن مهيد
3- حمد بن ضاهر بن عيده عاصرة مقحم بن تركي بن مهيد
4- ضاهر بن مفضي بن عيده عاصره تركي بن جدعان بن مهيد
5- مفضي بن عيده المعروف براس العماني معاصره جدعان بن نايف بن مهيد وهكذا مع بعض التفاوت بموجب كبر السن بحيث يكون مفضي الأول قد عاصر نايف بن جغثم بن مهيد
يضاً وحيث أنك قد ذكرت سابقاً أن جدعان بن مهيد لم يعاصر الحميدي بن هذال فأن موقعة عفر قريبه جداً من موقعة حصّه وهذه قصيدة بنيدر بن منديل الرماحي حيث ورد بها بعض المشائخ نقلاً عن كتابنا قطوف الأزهار
ومن شعر الشاعـر بنيدر بن منديل الرماحي هذه القصيدة قالها قديماً في مناخ عفر يذكر بعض نوادر ضنا عبيد من السبعة والفدعان فيقول :
مـن دارنـا جـينـاك صـوال نحـتـدي ** قـوم صلـيبـه باللـقـاء ينهـقي بهـا
زيزومنـا دهـامـان مسـواط بـقـعـا ** بـتـّاع مـالـه سـاعـةٍ يلـتـهـي بـهــا
وجدعان اللي يشبه لنمـر الخميلـه ** لـه ربـعـةٍ مـن كـل فـج ارمـي بهـا
مـقـادم الـفـدعـان بـواجـت الـديّــر ** وسيوفهم ما يشرب الماء صويبها
وبايمــنـنـا الهـذال كسـابـة الثـنـاء ** نافوا على العـربان لـو أيش طيبها
والـمحـامـيـد السـربـة الـبـاسـلـيـه ** تركي عـلى كبد المعـادي غضيبهـا
ومن جانا أخو رفعة ينخا وينـتخي ** هجمنا ومـن لـه نـاقـة ينتخـي بهـا
ركض بنـا مظنـون عـيـني فـارس ** يامن خلقت الـروح يـا معتـني بهـا
وأن جاء جمع دلاق يحدا ويحتدي ** كالسيـل يـنـف العـذا عـن شعيـبهـا
وأن حـنـت العـرفـا وحـنـا حـديـنـا ** عـاداتـنـا بالكـون نـفـلـج طـليـبـهـا
صارت على جمع المعادي سحيلـة ** دري بها اللي من العرب ما دريبها
ما هـو ردى بأخصامنا مـار فعـلنـا ** من هوله الصبيان يقـرب مشيبهـا
مـن لامـهـم عـساه يـبـلا بـمـثـلـنـا ** بالكون يـوم الخيـل يرهـب هذيبهـا