أيها الأخوة رواد هذا المنتدى الكرام!
سوف ابدأ مستعينا بالله في الكتابة عن عدد من أعلام ورؤوس قبائل اكلب
من الفرسان والأمراء والشعراء ممن عاش بين الماضي البعيد (الجاهلية) وبين الماضي القريب وهو عهد ما قبل توحيد
البلاد واستتباب الأمن على يد صاحب الفضل الامام/عبد العزيز بن عبد الرخمن ----طيب الله ثراه، ولن أراعي
مسألة التسلسل الزمني في ايراد أسماء هؤلاء الأعلام وأرجو من الله أن يجعل عملنا نافعا وأحسبه كذلك
لأن فيه صور من حياة أسلافنا وفيه علم وأدب وعبر.
وأول فرساننا اليوم هو الفارس الشاعر/عـــلــــــــــي الـــــــقــــنـــــاص
نسبه:هو علي بن محمد بن راجح بن فارس ،ويكنى بأمه سكراء فيقال :ابن سكراء
وهو من فصيلة (لحمة) اللوامية المتفرعة من بني (هزر) البطن المعروف تاريخيا من أكلب.
لقبه: يلقب علي بالقناص ؛لأنه كان شديد الدقة في تصويب البندقية (بواردي) وكان كثير القنص
حياته: عاش القناص في مطلع القرن الثالث عشر من الهجرة
صفته: كان علي القناص فارسا شجاعا وكان شاعرا مجيدا وكان كريما مولعا بحب الكرم
فكان يؤثر جاره وضيف على نفسه وعلى أهله فيقري ضيفه ويبات خميص البطن هو وأهله في زمان كان
شظف العيش سمة من سماته .
أخباره وشعره:
كان رجل من غامد يلبد على درب مراح أنعام فريق من أكلب وقت الصفرة ثم يمسك بيد طليا أو شاة وينبطح
متخفيا بين الاشجار وعندما يطمئن من ابتعاد الرعاة بأنعامهم صوب بيوتهم يسري بالشاة
فبلغ خبره القناص فأراد القناص قتله فأخذ معه رجل من الصريان ثم من بني هزر يدعى بطي
على أن بطي الصاري يعرف الغامدي ،ثم ذهبا القناص وبطي فكمنا للغامدي في الموقع
الذي أعتاد أن يسرق منه أنعامهم،وقال القناص :يا بطي اذا رأيت الغامدي وتأكدت انه هو
وليس غيره فقل لي وانا أطلق عليه النار،وفجأة ضهر لهم رجل ضخم الجسم يشبه الغامدي فقال القناص
هل هذا الغامدي ؟
قال بطي: نعم ، قال القناص متأكد، قال بطي: نعم هو هو؛ فأطلق عليه القناص النار من بندقيته فلم يخطئه
ثم نزل القناص ومعه بطي من رأس الأكمة التي كانا فيها الى الرجل
فاذا به رجل من قبيلة آل منيع من أكلب وليس الغامدي وكان رجلا من أعيان أكلب
وفرسانهم الشجعان من (آل بريم )وهم أسرة لها مواقف محمودة وصيت طيب
فغضب علي القناص على رفيقه بطي وكاد أن يقتله ولكن بطي كان واهما ولم يقصد
المنيعي فكان قتلا خاطئا وليس عمدا بالتأكيد،ولكن حظ القناص دائما سيء وقد عرف له ذلك
وأعرب هو عن ذلك بقوله:
الحظ ماولد لي في ليلة القدري
ياشاري الحظ انـا للحـظ بيّاعـي
وقوله المشهور:
ان طاب حظك باع لك واشترى
لكوالـى تـردى لاشـرى لــك ولابــاع
والآن آل منيع لهم ثأر في بني عمهم بني هزر فما الحل؟
قالت بني هزر يا علي أنت قتلت ابن عمنا وآل منيع من الصعب اقناعهم وأن بقيت معنا
سوف يأتي من آل منيع من يريد قتلك فتحدث الفتنة بيننا وبين بني عمنا فصد بوجهك
وادخل على احدى القبائل غير اكلب الى أن يأتي الفرج من الله ، فخرج علي ولجأ الى قبيلة
(الفزع) الخثعمية جيران أكلب في عالية وادي تبالة ،وقال شعرا حفظ منه:
خـلـه ولا يـاراكـبـا شـايــب الـقــرى
يـــروح عـصـيـر طـافـحـات جـنـايـبـه
يمسي بني هزر على هيج من ورا
ليال الشتا الى ربعـوا فـي حضايبـه
يلقى الدلال الصفـر والبـن الاشقـرا
بني عمي الظفرين مافات جـاوا بـه
زبنـت الـفـزع يــارب لاتقـطـع الـرجـا
زبــون المجـنـا يــوم هـابـوا قـرايـبـه
جاوبه ،أي:جاءوا به
ولما كانت ديار الفزع تتصل بديار أكلب جاء الى القناص وهو عند الفزع أخوه فائز بن قاعد وابن أخيه مذكر
فقالا له :نحن نخشى عليك من آل منيع فديار الفزع قريبة منهم وقد تطالك أيديهم هنا
فارتحل وجلى وارتحلا معه عمه وابن عمه الى جبال السروات ،وجبال السرو ، والسروات مزبن
المأتورين دائما لذا يقول المدافع محسن:
هذا جبـل عاصـم وهـذا جبـل حـر
وهذي جبال السرو زبن المخيفي
أي:الخائف
فنزل القناص ورفاقه على(ابن جماح) أحد مشائخ شمران آنذاك في بلدة أدمة
ولكن الاقامة هنا لم تطب لهم فقال القناص:
عيوني تخيل البرق لى لاح
عـلـى قــد هـيـج والحـوايـر
وأنا مسني عند ابن جمـاح
وعلى ديرتـي نـو الحشايـر
ولا أطيب حد الصدر ما فـاح
علـى كـور نابـيـة الحصـايـر
فــيــا فــايــز هــيّـــاك وارّاح
نخـلـي حزيـنـيـن الضـمـايـر
فيا كم عرضت لكـل شـلاح
على مقدم الجيش الحراير
ومن عند ابن جماح ساق القناص ورفاقه الرحل الى ديار بالحارث في أعالي وادي ترج
وبينما كانوا هناك أشار عليه عمه بن قاعد بالعودة لديارهم وتحمل المسؤلية والنتيجة مهما كانت
ومهما جرت فقال القناص:
يـا وجـودي يــوم حــر الــدم حـدانـي
قـاعــد فـــي ديـــرة مـاهـيــب لــيّــه
شفت ابن قاعد على الموت يحداني
لامـعــه بـصــر ولاهـــو شــــح فــيــه
يـا محـمـد كــان مثـلـك مــا نسـانـي
الـصـلـي كـيــف يـتـبـرأ مـــن صـلـيـه
ومحمد الذي أشار القناص لذكره في الأبيات وعتب عليه أنه نسيه لم ينس القناص أبدا وهو محمد بن عبد الله
اللويمي ،وقد كان هذا الرجل مع سياف ابن الصاري أمير بني هزر حينئذ يقومان بمساع حميدة مع آل منيع
طيلة مدة جلاء القناص وبالفعل أثمرت مساعيهما بقبول آل منيع الدية خاصة وان القناص غير متعمد
وان بني هزر وآل منيع أبناء عم؛فأرسل محمد اللويمي من يبحث عن القناص ويخبره بالصلح
فوجده الباحث عند بالحارث فبشره بقبل آل منيع الصلح وأخذ الدية فمكث علي القناص بين مصدق ومكذب
وعاد مع المرسول وفي الطريق وقف برهة يفكر فقال عمه ابن قاعد فيما تفكر فقال:
في خاطري بنـدق قلبـي بهـا جسـري
وبـارودهــا الانقـلـيـزي يـــوم يـنـزاعــي
فيناس من لي مثيل الـى بـدا الفجـري
يـفــز عـجــل ومـنــه الـقـلـب يـرتـاعـي
مــا كـنـي الا عبـيـد بالـثـمـن مـشــري
ياحي ذا العبد الى أهري اليه مطواعي
فالحـظ مـا ولـد لـي فـي ليلـة الـقـدري
يــا شــاري الـحـظ انــا للـحـظ بـيـاعـي
فيـا الله يـا اللـي تدبرنـي وانـا مـا ادري
وصّـل حبـال جـذت يـا سـامـع الـداعـي
حد الفتـى حـي فـان الـرزق لـه يجـري
وابـن آدم اليـن يأتـي الاجــل طمـاعـي
قال هذي الأبيات لأنه خاف أن يخدع أو تخدع بني هزر وهذا غير وارد من آل منيع
وندب فيها حظه ولكنه عاد لرشده فدعا ربه وابتهل اليه ابتهال مؤمنا صادقا
ووصف نفسه وهذا حاله بالعبد الذي يباع ويشرى ويطيع ولا غير
ومما زاد خوفه أن المرسول أخذ منه بندقيته والذخيرة خشية من أن يستفز اذا حضر جمع الصلح
من قبل أحد ما فيتلاسن معه فيحدث ما يجهض الصلح ولكن توجسات القناص وحذره أنتهت
عندما عاد وشاهد بأم عينه أبناء عمه يصفحون عنه وتساق لهم الدية الشرعية في المحضار فقال رجل
من بني هزر:
الله يـفـاولـك الـسـفــريا من خلص مني وراح
قومـي مخابيـط الكفـريا ما شعينا مـن مـراح
يدعو لآل منيع الذين خلصوا ويفخر بأكلب في البيت الثاني.
ومن أخباره في الندى والكرم:
كان علي كريما للغاية ولذا تجده دائما معدما ، وفي ليلة من ليال بيشة الصيفية
وفي وقت متأخر من الليل صحى فارسنا علي على( نحنحت..حنحنت) الضيوف ؛
فقام ورحب بهم وأضرم النار ثم نظر في (مراحه) في حلاله فلم يجد في حلاله
مايجمله في ضيوفه الأجناب الا طليا لزوجته(فاطمة) العاصمية والتي تلقب بصيادة لكثر ما كانت تمسك به من الصيد في ذلك الوقت
فدعاها ليأخذ منها الاذن على أن يذبح طليها للضيوف وأن تأخذ من حلاله ماتريد
فعيت عليه ، فاسرع لجاره/ صلهام الشيحاني الهزري وكان ذا مال وكرم جاءه علي
وهو خجل منه لأنه سبق وأن جاءه كثيرا في مثل هذه الحالة وكان صلهام يعطيه
والقناص يرد قيمة ما أخذ منه اذا وسع الله عليه..لذا حاول هذه المرة أن لايضطر لطلب
الذبيحة من صلهام ولكن زوجته صيادة أجبرته على ذلك وهو لايريد أن يقري ضيوفه
خروفها وهي غير سامحة ومرخصة بذلك ، عاد علي من جاره يجر خروفا سمينا
وفي وقت وجيز ذكى الخروف وسلخه وصب القهوة وأثناء ذلك مرت به زوجته صيادة
وهو يصب القهوة للضيوف والجيران من أمامه فطلقها فأخذ الرجال يعذلونه
ويقولون اخطأت..اخطأت ؛ أتطلّق امرأتك التي تقوم بشؤون بيتك وحفظ حلالك ؟
،وأكثروا عليه العذل ولكن علي القناص كان حاسما وكان يريد امرأة تعينه على الكرم
وليس العكس فلما أكثروا عليه العذل وهو يصبب لهم الدلة أنشد مرتجلا فقال يعني نفسه:
ومن أروع قصائد القناص قصيدته التي جمع فيها بين طلب الغيث من الله والفخر بقبيلته وهي:
سار في دربه الرجال
غير خلوه وارشـاده
يا عرب مخبل العذال
واشين الهرج رداده
كن هيج علي وزال
يوم طلقـت صيـاده
كل يوم تمن ريـال
والطلايب لها عـاده
هيج جبل عظيم في ظهر تبالة وهو الى رنية أكلب أقرب
يالله يــامــذري الـهـبـايـب بـنـسـنـاس
يـــاذا الـفــرج فـتــاح بـــاب النصـيـبـي
طالـبـك هـجّـال مــع هـجـعـة الـنــاس
تـصـبـح سـيـولـه بـالـغـوارب هـريـبــي
يسقي من أبها الى برايش بني واس
ويسقـي مـن العـارض لـوادي طريبـي
يسـقـي لـنـا غــرس سواقـيـه يـبـاس
تـمـره الــى مــن زان يعـطـا الغريـبـي
حنا بني تغلب حمـى هـدب الاغـراس
عــدونــا نــغـــدي فـــــؤاده رعـيــبــي
يا مـا ركبنـا مـن علـى هجـن وافـراس
ويـامـا لطمـنـا مــن عـيــون الحـريـبـي
نبنـي منازلـنـا عـلـى روس الاطـعـاس
ولا نـــخــــش بـيــوتــنــا بـالــزريــبــي
ونملى بيوت المال من زيـن الاجنـاس
كـم جصـة تحشـى وهـي بـه ربيـبـي
ودلالــنــا فنـجـالـهـا يـقـعــد الـــــراس
ولانـسـمـجـهــا بــكــثــر الـسـريــبــي
وربي الـى مـا جـاد فينـا وفـي النـاس
نمـلـى الصـحـن والله علـيـنـا رقـيـبـي
الى قوله منها:
ان جــاك شـخـص ضــاري بالـتـمـلاس
مـــــداح ذمـــــام ووجـــــه غـضـيـبــي
أو جاك اهل هجن مـن بعيـد عسّـاس
تـذري بهـم خـوص المطـابـا الخبيـبـي
الى أقبلوا رحب ترى الضيف محساس
رحـــب وسـهــل وافـــرج الله قـريـبــي
وقــــم وتــقــرب دلـتـيــن ومـحـمــاس
وخـمـرة تصاليـهـا بـجـمـر الخشـيـبـي
سـوالــف قــــروم ودنــــدان مــهــراس
تــرهــا طــــراة الـعـمــر والله رقـيـبــي
والباقي مفقود
ومن أشعر القناص ،القصيدة التالية وفيها تجسيد لمعاناة الأولين ويتضح في ثناياها خفة الظل والفكاهة:
ه
ذا زمـــان طــــاول الــنــاس بـالـشــر
حـتــى مـخـيـل الـنــو عـيّــا يـقــودي
يـــارب مــنــه مــــن فـريـقــه تــحــدر
وظـعــون ربـعــه لـلـعــلاوي تــقــودي
يــا مــن لقـلـب مــن عـراويــه يـنـجـر
وأخـيــر مـــا جـــره مـقـابـل قـعــودي
دقـيـت لــه عشـريـن صــاع ولا ســـر
مـن غيـر مـا صكـيـت لــه بالعـمـودي
وشديت من شمعة وعشيت في حر
وفــي كــل يــوم نــازل فــي نـفـودي
أسقيـه فـي الحلـة ومرعـاه فـي بــر
وما جاء من الله ما على أمـره ردودي
أرجـيـه الامـــا دبّـــر الـجـيـش وانـثــر
يسبق على اللي كاظم فوق عـودي
الكاظم فوق العود هو الحصان
ومن أجمل قصائد القناص غزليته اليتيمةالأتية زاره ا وهو كهل في قعر البيت رجال من قومه فتجاذبوا
معه أطراف الحديث ،فقال أحدهم فلان شاعر يعني أحد الجلوس من الغلمان
فقال القناص لللغلام: أسمعنا،فأسمعه الغلام فلم تعجب القناص فقال له: ليه (لماذا) ما قلت هكذا :
مــا الـلـي مثيـلـي ون واعـزتـي لــه
ونــة وزا يــا نـــاس مـاهــي بـمـكـور
عـلــى ولـيــف مـــا لـقـيـنـا مـثـيـلـه
والا فـيـا مـابـي عـلـى الشـبـه وادور
الـــســـاق لاعــــــرّا ولا بـلـجـلـيـلــه
والاقدام سجاد علـى الارض وضمـور
والعنق عنق اللي رعى في مسيله
يرعى نبات في عشي أمس ممطور
دنــق فصـكـه ريـــح جـمــر الفتـيـلـه
حـقـق فـــلا وكّـــد الازاويـــل لـيــذور
تجمـعـت فـيــه الـوصــوف الجمـيـلـه
فـي خلقتـه والطبـع نـور عـلـى نــور
فارسنا علي القناص له أخبار وأشعار أكثر من أن نلم بها في هذا المكان وهو رغم سؤ حظه
كان يتميز بنفس مرحة وروح تحب الدعابة والفكاهة
وله في هذا المنحى سوالف سنضيفها ما سنحت لنا الفرصة
ومن أخباره التي لم نتطرق لها بالتفصيل أنه وفي رحلته للحجاز مر بنساء في ظل سدرة
فأسقنه ماءا وفي اللحظة جاءه رجل من قبيلة النساء فضربه بعصى معه فحمله القناص
وكان داهية وضرب به على الأرض ثم أقعى عليه وأخذ يتبادل أطراف الحديث مع النسوة
ويبدو أن النسوة فرحن بفعله في ابن عمهن وبعد ما أرهق الرجل قام وذهب ولم يلحق به أحد
هذا ما قدرنا الله عليه من سيرة القتاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
منقول من مشاركة للراوي أبو معاذ الغنضفر (عبدالله بن هادي الهزري الأكلبي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
و أقول :
بيض الله وجه أبو هادي في حفظ و تدوين تاريخ قبائل أكلب بصفة عامه
المغدور به هو الشيخ محمد بن بريم بن مهدي
الجد الثالث لي و هو شقيق الفارس و الشيخ مهدي بن بريم الذي ورد ذكره في رسالة الامام عبدالله بن سعود لأمراء بيشة
وحفيد حاكم بيشة محمد بن سعيد بن مهدي الذي قُتل عند غزو قبائل سبنس لمخلاف بيشة
وكان يكنّى هذا الشيخ بإسم راعي الثلاث "الكريم .. الظفر .. الشجاع"
وكان قولا و فعلا و كانت بيشة لا تُنزل إلا بإذنه
وكان الشيخ محمد بن بريم محبوبا من جميع أفراد قبايله أكلب
ولكن هناك من كان يتربص به الدوائر
وقد غضب علي القناص على ابن الصاري غضبا شديدا عندما اكتشف ان المقتول هو ابن عمه الشيخ محمد بن بريم
وقد ذُهل عند إكتشافه أن من قتله هو ابن عمه الشيخ محمد بن بريم مما أعطى الفرصه لإبن الصاري و في لحضة إصابة ابن القناص بالذهول للفرار و الإختفاء
خوفا من ردة فعل ابن القناص الذي بذل قصارى جهده للعثور عليه و لكنه لم يتمكن
حتى حصل ما حصل و أشار له الاخ عبدالله بن هادي و قد أخذ ذلك التنازل من قبل آل بريم منحاً سلبيا عليهم من ضعاف النفوس هرّاجة المجالس
الذين لم ترتقي روابعهم إلى غاية التنازل التي من أجلها قبلت أسرة آل بريم الصلح وهي كظم الغيظ وحقن دم القبيلة
فخسارة شيخ واحد خير من خسارة فرسان يعتبرون في شجاعتهم وفروسيتهم شيوخا في أعين أسرة آل بريم
وبعد مقتل الشيخ محمد بن بريم تعددت القيادات و الزعامات في قبائل أكلب
عفا الله عمّا سلف
وأبناء عمنا قبيلة بني هزر تاج على رؤوسنا وكل واحد منهم يمثل لنا الشيخ محمد بن بريم
وهذا الشيخ هو من يكّني بـ "خيال طمره" التي يقول فيها
أرجي على طمره نجر الأغاني
من جر تثليث إلى فرعة بجـاد
وهو يقصد بذلك إستعادة ما تم أخذه من قبل قبائل شهران في حروبها مع أكلب و التي حددها محسن المدافع في قوله
ترا حدنا بسقان من مشرقيها
و السدر من يم الجبال يقود
و ترا حدنا الحمان حمان ضلفع
تلقابهن حيرانهن رقود
و ترا حدنا الطراد من لاد زايد
ترعى بهن عثعث و نفود
( بسقان ) جبل في تثليث في بلاد قحطان ومنه ينطلق جر تثليث
( السدر ) هي حدود سراة تنومه من ناحية الشرق
( جبل الطراد ) هو جبل مشهور في بلاد الدواسر
( حمان ضلفع ) هي الفياض التي ينتشر فيها سيل أودية بيشة و تثليث و رنيه في أطراف الربع الخالي
وهو خيال عومه وهو صاحب المقوله المشهوره "والله ان ترومين الرصاص يا عومه"
ويقصد بها فرسه التي أخذت ( تكز ) من ضرب الرصاص
وهو الذي قيل فيه عندما زوج إبنته من خارج القبيلة
يا حيسفا يا بنت حامي التالي
يوم إنك عند حمدان شين الريح
وهو صاحب القصر المشهور في الشقيقة المسمى " الحصن "
لأن كل من لجأ إليه يَسلم من طلابته
وقد قيل في ذلك فيه
فيه قومن كم حريب تجنبهم عيوف
للدخيل (حصون) وللمعادي سم داب
وهو المُكنّى بـ "حبس الحبوس" لأن كل أمر ينتهي عنده لشجاعته وصلابة رأسه وحكمته
وقد قال فيه الشيخ الشاعر فايز بن محمد بن عطيان وهو الذي تربط أسرته علاقة وثيقه مع أسرة آل بريم
عندما زاره للتشاور معه في شأن من شينان أكلب
سلام يا حبس الحبوس
ما غيرت جمّه نجوم الجره
كل العرب تنزل عليه
ما جيت بقيّس و أقوس
فاللي معه قلب فهو ما غرّه
هوني معه و لا عليه
رحم الله الشيخ محمد بن بريم ورحم الله ابن القناص وكل أموات المسلمين