مما لا شك فيه أن القبيلة العربية أياً كانت هي من أسس مجتمعنا السعودي كما وأنها نسيج من هذه الأمة التي خصها الله بحمل الرسالة لما يتمتع به أبناءها من حسن وكرم خلق عربي أيد الله منه الحسن بالإسلام وبصاحب الرسالة الخالدة وسيد الخلق أجمعين والذي كان من أفضل قبائل العرب وأشرفها محدداً بشهادة رب العزة والجلال من فوق عرشه سبحانه ، ولكن على المدرك المبصر أن يعلم أن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعه شرف نسبه ومحدده من أن يتلى فيه قرآنٌ كريم إلى يوم الدين وكلنا يعلم ما كان عليه أبا لهب وما نزل به من آيٍ حكيم عبرةً للأولين وللآخرين فلم يمنعه نسبه ولا أصالته ولا طوله وسيادته من أن يكون خالداً مخلداً في النار .
فعلى كل فرد من أفراد الشعب المسلم السعودي بجميع أطيافه ومكوناته أن يعي ويعلم أن الله إختص العرب بالقبيلة ولم يفضلها على غيرها من الأمم أو سائر الأقوام إلا بالتقوى وما هي إلا وسيلة تعارف وحفظ نسب وتعاطف وتراحم .
وما أولئك الذين ذكرتهم في مقالك يا أديب ومؤرخ قبائل ربيعة إلا شرذمةٌ قليلة لا ينتمون في حقيقة أمرهم إلى هذا الوطن ولا يستحقوا أن يحملوا إسمه ، فليس بسعودي من ينبز أخاه المسلم فما بالك بقبيلة عربية أصيلة شريفة شهد لها الله على لسان رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كما شهد لها جميع من عرف رجالها وتاريخها المجيد المتجذر بعمق التاريخ العربي والإسلامي .
وولاة الأمر رعاهم الله ضد كل من تسوّل له نفسه التعدي أو التلفظ ضد أي مسلم وغير مسلم فما بالك بمن يكونون هم أولادهم وبنو وطنهم ومن أفراد رعيتهم قبل أن يكونوا أبناء عشيرتهم وذوي عصبتهم، وعلى كل من تسوّل له نفسه دق إسفيل الفتنة في هذه البلاد الطاهرة وإتخاذ أي ذريعة من الذرائع بأن يستخف بأي أمرٍ من أمور الدين أو الحكم فعليه أن يبرز نفسه وأن يتخلى فوراً عن الجنسية الوطنية العربية السعودية التي لا تتشرف بمثله وأن ينزلها من يده التي يحركها قلباً مليئاً بالضغينة ضد أي فرد من أفراد هذا الشعب وليذهب وليخرج إلى خارج هذا الوطن فثراه لا يحمل ولا يتحمّل إلا التقاة الشرفاء النبلاء الذين يذودون عن حياضه وثغوره وممتلكاته ومكتسباته ومن يتمسكون بأصالته وعراقته الإسلامية والعربية ولا يتخلون عن حبة رملٍ من رماله ويفتدونه ولا يقسموا أبناءه لفئات أو لأحزاب أو لمسميات لم يعرفها أهلنا ولا سلفنا الكرام أو يزعزعون أمنه الأمانة في عنق كل حرٍ شريف، وأبناءه لا يصبرون على وجود الخونة المفتنين والمبطنين البغضاء والمشوهين لكل ما هو جميل في هذا الوطن الحر الأعز الأغر الأجل، وإن صبروا فما هي إلا الأخلاق الإسلامية والعربية التي تحدهم على كسب الجميل وزرعه بين فئات المجتمع كله ، وليعوا جيداً أنهم لن يصلوا إلى السماء بما تتلفظه ألسنتهم من قبيح الكلام وسيء المقال ضد أي فرد من أفراد شعب وأبناء المملكة العربية السعودية التي لم ولن تحكم إلا بشرع الله وسنة رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولن يحكمها إلا سلالة آل سعود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .