بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد ،،،
الأستاذ العلاّمة / عبدالله بن عبار ... حفظك المولى بطاعته ووفقك لمرضاته وبارك جهودك وسعيك الدؤوب في خدمة العلم وتحري الحقيقة التي قد تغيب عن كثيرٍ من الناس.
أستاذنا الفاضل :
بالنسبة لموضوع نسب قبيلة الرحبين الذي طُرح في منتداكم الموقر فقد كثُر الكلام بين أخذٍ ورد أرى أنه من الواجب عليّ أن أقول باختصارٍ شديد لعلّه يلملم الموضوع بصورةٍ أخرى.
الذي نعلم أن الرحبين من بني تغلب.
ومن أبناء مالك بن طوق تحديداً.
ومع أن كثيراً من فروع قبيلة الرحبين بدوا مع أهل القرى والبوادي المجاورة لمنطقة الرحبة إلا أن هذه القبيلة العريقة تفخر بأنها حاضرة المنطقة الأوائل كما أنهم حاضرة تغلب فيما مضى فكانت مركز ديار ربيعة وديار تغلب وظلت وبقيت تُنسب إلى جدنا الأمير مالك بن طوق التغلبي.
ولم نعهد أحداً شاركنا في الانتساب إلى هذه الرحبة أو إلى أميرها مالك بن طوق وتوارث هذا الفخر الرحبي الذي كان فخراً لقبائل ربيعة عامة كونها رمزاً من رموز هذه العمامة العظيمة إلا ماكنا نسمعه من الشيوخ من أن لنا أبناء عمومة هجروا المنطقة ونزحوا شرقاً إلى العراق.
فكان الرحبين تغالبة ولايزالون كذلك وهذا أمرٌ بدهي.
أما ما يُثار من قضية انتساب الرحبين إلى آل البيت فإنه شرفٌ لمن كان يرجع نسبه حقاً إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعلومٌ عند المسلمين حساسية الانتساب إلى هذا البيت الشريف وأن له أحكاماً معروفة في الشرع الحنيف كما لا يخفى على حضرتكم.
فلا يثبت الانتساب إذاً بمجرد مخطوط لايُعرف صحته من تلفيقه وتزيره ولا أساسه
فليس من المنطق الانجرار وراء كل دعوى وإن كثرت المخطوطات في ذلك، مالم يُقطع بصحتها وبصدق محتواها من أهل التحقيق والأمانة المتمرسين بالعلم والخبرة والدراية.
فالأصل أن الرحبين تغالبة ولايُزال هذا الأصل بطروء شكٍ عليه فضلاً عن توهمٍ اشتبه على عقل البعض ممن تأثروا بكل دعايةٍ وبدعة وغن زخرفها المزخرفون واختلقها الأفاكون.
ودعوى الانتساب إلى آل البيت أضحت دعوى عريضة الله اعلم بها فقلما سلم منها أحد إلا من رحم ربي واعتزبدينه ولم ينتسب لغير أبيه.
وهذه الدعوى انتشرت في العصور المتأخرة كما تعلمون خاصةً في بلاد الشام والعراق بل جتى بلاد العجم!! ولايخفى عليكم أن شجرة النسب الحسيني تُباع وتُشترى من قبل أدعياء الطُهر في العتبات المقدسة والأضرحة والزوايا والتكايا المخضرة لذا لاتستغرب إذا أصبح كثيرٌ من الساسانيين من سادة السلالة الموسوية!
هذا باختصار أستاذنا الفاضل أبومشعل.
هدانا الله وإياكم سواء السبيل.
والله من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مـحمــد المـشــــعان الـرحـــبي