الأخوة الكرام أنا أقول نعم الزمان تغيّر وتغيّر الزمان هو الذي يغيّر نمط حياة الناس وتصرفاتهم ومن خلال ما سمعنا من روايات الرجال الذين عاشوا في الزمان السابق فان لهم أساليبهم غير موجودة في هذا الزمان ومن دواعي تغيّر الزمان والناس ما يلي :
1- كانوا عندما يقوم رجل بعمل شنيع سواء الخيانة في خوي الدرب أو الغدر في الجار أو الأعتداء على شرف أو سرق المال بعد الملحه أو طرد الضيف أو الهروب من المعركة أو عقوق والديه أو عدم الفزعة لمن يستصرخه أو أنه لا يسقي الظمآن فأن له عقوبة الأحتقار والعزل فهو عندما يأتي على بيت رجل يقومه من المجلس ولا يصب له الفنجال حتى ولا يرد عليه السلام عندما يسلّم يرد عليه بالقول ( ما عليك سلام ياللي عملت كذا وعملت كذا ) ومن عمل به خيانه أو غدر يضع قطعة من شقّة سوداء على رأس عصا ويدور بالنزل وينادي بطول صوته وهو يردد قوله ( الله يسوّد الله وجه فلان بن فلان فقد عمل معي كذا وكذا ) وبعد ما حدث منه ما يجد من يزوجه أو يعتبره حتى أن بعض من تمر عليه هذه الحالة يحاول البروز بشجاعة فائقة بالحروب لكي يجلي العار عن نفسه أو يهرب ويعيش مع قوم غير قومه ثم يبرز ويتفوّق فيجلي العار وهكذا هذه الصفة غير موجودة حالياً وأني أذكر أن هناك رجل كان يسرق ويشلّح ويطمر ويعمل سوالف رديه وقد دخل السجن وعندما انتهت محكوميته طلع من السجن فعملوا أهله وجماعته حفل بعكس الأولين وهذا من تغيّر الزمان والناس
2- في العصر الفائت الملاق والمنافق والكذوب والبلاف والخداع والسفيه ودني النفس والدنفوسي والهذار ليس له منزلة عند الرجال وليس له تقدير عند المجتمع ولكنه في هذا العصر تعتبر صفاته هذه شطارة وجسارة ورجولة ومعظم الذين يصلون إلى أصحاب الوجاهة ويصبحون من المقربين لهم هم أهل هذه الصفات بينما العاقل الحيادي النزيه الصادق عزيز النفس الأمين الرجل الذي يحافظ على سمعته ويبتعد عن الرياء والتملّق فأنه شبه معزول وعلاقاته بالناس قليلة وهذا من تغيّر الزمان والناس
3- في الزمان السابق ما يمدح الرجل ألا بفعله ولا يمكن أن يرد أسم رجل بقصيدة مدح الا بموجب شجاعته او كرمة بينما حالياً يمدح الرجل مجاملة أو لقصد التحري ولا يأمن من مدحه أن يغيّر رأيه فيسبّه لأن الأمر غير ثابت وهذا من تغيّر الزمان والناس
4- كانوا الرجال يحتاجون لبعضهم بالفزعة والتعاضد وتجمعهم صلة القربى وهم جميع في حلهم وترحالهم ويغضب الرجل عند أبن عمّه ولو وجد بعير ضايع لأحد رجال العشيرة لعرفه على الوسم ولن يتركه بينما الناس حالياً تنافرت وشبعت وأصبح لا أحد يسأل عن أحد وأصبح المجتمع شللية وهذا من تغيّر الزمان والناس
5- كانوا الرجال من نزل وسطهم وهو أجنبي فأنه من العيب أن يميّز وكثيراً ما يقولون له باسم العشيرة وهم يفادون بأرواحهم دونه وفي عصرنا الحاضر يحصل بيني وبين البعض مشادة حيث أجد من يقول آل فلان ليس منا فلا تكتبهم منا علماً أنه معهم منذ أن كان فرد وحالياً ذريته فخذ وقد ضموهم الجدود الأوائل وسمحوا لهم أن يتسمون بأسم القبيلة وهم معهم بالهدة والردة والرفدة والمصاهرة ولا يزالون يحملون الأسم بتوقيع مشائخ القبيلة وبشهادة رجال القبيلة وهكذا تغيّر الزمان وتغيروا الناس
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-03-2022 الساعة 11:08 AM
|