السلام عليكم ..
أيها الأخوة والأخوات !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا اليوم عن رجل ملأت أخباره كتب التاريخ ، رجل أشهر من نار على علم
انه الفارس الشجاع والشاعر الحكيم والحكم والقاضي ، انه سيد قبائل خثعم كلها في الجاهلية
وفي صدر الاسلام ، انه الصحابي الجليل / أنس بن مدرك الأكلبي.
نسبه : هو أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن عامر بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن اكلب الأكلبي بالنسب والخثعمي بالحلف.
. كان سيد خثعم في الجاهلية و فارسها الصميدع، ذكره ابن شاهين في الصحابة. ونقل عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله فذكر نسبه ثم قال لا أعرف له حديثاً.وذكره ابن الكلبي ونسبه وقال: كان شاعراً وقد رأس وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري وقال كان شاعراً وقتل مع علي وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الإسلام فأسلم وعاش مائة وأربعا وخمسين .
كنيته : يكنى ( أبو سفيان ) وقد أنجب ابنه سفيان العباس بن سفيان بن أنس بن مدرك الأكلبي الخثعمي : قائد بحري كان أميراً على غازية البحر في خلافة المنصور. وهو أول من غزا قبرص سنة 146هـ في عهد بني العباس توفى سنة 150هـ تقريباً.
شجاعته : هو صاحب أشجع بيت قالته العرب على حد رأي الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وهو البيت القائل:
ودعوت بني قحافة فاستجابوا ........ فقلت ردوا فقد طاب الورود
عزمت على اقامة ذي صباح ....... لأمر ما يسوّد من يسود
كأن غمامة هطلت عليهم ........ من الأصياف ترجسها الرعود
هذا من وجهة نظر الخليفة أما من وجهة نظري أنا وبعض الادباء فان له أبيات تدلل على دهائه وعنفوانه وجبروته وشجاعته الصارمة وهي قوله:
اني لتارك هامات بمجزرة ....................... لايزدهيني سواد الليل والقمر
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ......... تغشى البنان وسيفي صارم الذكر
ان أنس بن مدرك ونفيل وبشر بن ربيعة ورزق الأكلبي وابن الدمينة وذي السهمين وأمثالهم من فرسان أكلب واخوانهم في خثعم هم الذين صنعوا عزة خثعم حتى أصبح المثل يضرب بعزتها في ذلك الوقت ولهذا قالت العرب المثل: أعز من خثعم . وعلى هذه الخلفية ورد عن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم
انه ذكر بالمعنى أنه لاطاقة لقريش في اعتراض جيش أبرهة الأشرم العرمرم مادام أن خثعما لم تستطع صده وقد واجهته خثعما جنوبي بيشة وكان قائدها نفيل بن حبيب الأكلبي وقد أوقعت في الأحباش ومن معهم ولكنها لم تستطع ردهم على عقب لكثرة جيشهم وعتادهم ووجود الفيلة ، ولم تعترض هذا الجيش الامبراطوري الا لأنها كانت ذات عدد وجلد وقوة ومنعة فهي القبيلة العربية الوحيدة التي واجهت أبرهة وقاتلته بشراسة وأضعفت جيشه
حياته : عاش معمرا مائة و اربعة و خمسين سنة . وكونه عاش هذا العمر المديد وكانت حياته حافلة بالأخبار والبطولات والكرم ؛ فان الناس وخاصة أرباب الأدب والمؤرخين كانوا يرتادونه لينهلوا من علمه وينبئهم بأخباره في الحروب والمغازي وأشعاره وأخبار من كانوا معاصرين له أو ممن سبقه لذا قال أنس من قصيدته المشهورة في هذا الصدد:
كم من أخ لي كريم قد فجعت به ........ ثم بقيت كأني بعـده حجــر
لا استكين على ريب الزمان ولا .. أغضي على الامر ياتي بعده أمر
وقال في هذا المعنى أيضا ، والهنيدة : هي المائة عام:
إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالماً … وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدل مر العيش من بعد حلوه … وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه … لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما … رأى الصعب ذا القرنين أو راء تبعا
كان أنس يعش مع قومه في بيشة في الجاهلية وفي فجر الاسلام فذكر أنها من بلاده في قوله:
تبالة والعرضان ترج وبيشة ................ وقومي تيم اللات والاسم خثعم
ثم بعد الفتوحات الاسلامية التي شارك فيها أستقر به المطاف في آخر عمره بالاقامة في الكوفة بالعراق
قال المرزباني:كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم أسلم وأقام بالكوفة .
مقتطفات من أخباره :
* مصاهرة خالد بن الوليد.
تزوج الصحابي الجليل سيف الله المسلول / خالد بن الوليد المخزومي القرشي
أسماء بنت أنس بن مدرك فاولدها عبد الرحمن وعبد الله والمهاجر ، ولولا مكانة انس
لما حصل هذا الشرف بمصاهرة أحد أشهر الصحابة وأحد قبيلة قريش ذات المجد والرفعة والتي يكفي ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر الصحابة منها.
* أنس يغير على الوادعي.
ذكر الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله ابن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه أنس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه وسلبه فقال في ذلك شعراً منه:
وما رحلت من شر وجهي ناقتي … ليحجبها من دون سيبك حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدنا … عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
*أنس يقتل السليك الصعلوك.
قال أبو عبيدة في الديباج عن المنتجع بن نبهان قال: كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي اتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم ونفره خلوف وفيه امرأة شابة بضة فسألها أين الحي فقالت خلوف فتسنمها فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء فأخبرت القوم بأمرها فركب أنس بن مدرك الخثعمي فلحقه فقتله فقال عبد الملك لاقتلن قاتله أو ليدينه فقال له أنس والله لااديه أبداً لفجوره.
وقال السكري في خبر مقتل السليك: إنه لقي رجلاً من خثعم في أرض يقال لها: فخة، بين أرض عقيل وسعد تميم، وكان يقال للرجل: مالك بن عمير بن أبي ذراع بن جشم بن عوف، فأخذه ومعه امرأة له من خفاجة يقال لها:النوار، فقال له الخثمعي: أنا أفدي نفسي منك، فقال له: السليك: ذلك لك، على ألا تخيس بي، ولا تطلع علي أحداً من خثعم، فحالفه على ذلك، ورجع إلى قومه، وخلف امرأته رهينة معه، فنكحها السليك،
قال: وبلغ ذلك شبل بن قلادة بن عمر بن سعد الخثعمي، وأنس بن مدرك الخثعميين، فخالفا إلى السليك، فلم يشعر إلا وقد طرقاه في الخيل
قال أنس للشبل: إن شئت كفيتك القوم واكفني الرجل، وإن شئت أكفني القوم أكفك الرجل. قال: بل أكفيك القوم، فشد أنس على السليك فقتله، وقتل شبل وأصحابه من كان معه.
وقد رفض أنس رفضا قاطعا أن يدفع دية السليك بن السلكة العداء الصعلوك المشهور بالصعلكة والجنوح وقال أنس في ذلك مما قال في هذا الشأن :
كم من أخ لي كريم قد فجعت به ............... ثم بقيت كاني بعده حجر
لا أستكين على ريب الزمان ولا ................. أغضي على الأمر يأتي دونه القدر
مردي حروب أدير الأمر حابله .................... اذ بعضهم لامور تعتري جزر
قد أطعن الطعنة النجلاء أتبعها .................. طرفاً شديداً اذا ما يشخص البصر
ويوم حمضة مطلوب دلفت له .................. بذات ودقين لمّا يعفها المطر
اني لتارك هامات بمجزرة ......................... لايزدهيني سواد الليل والقمر
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ........... تغشى البنان وسيفي صارم الذكر
اني وقتلي سليكا ثم أعقله ...................... كالثور يضرب لما عافت البقر
الى آخرالقصيدة ، وهكذا لم يجروء أحد على مطالبته بعد ذلك بدفع دية السليك.
* أنس والشهراني
ويرد أنس على الشهراني الذي أدلى بنسب أكلب الى ربيعة الفرس العدنانية وفي ظنه أن أنسا سينكرأو ينسى هذا الأصل المشرف بعد الدخول مع شهران وخثعم بحلف مشرف أيضا : ولقد كان رد أنس على الشهراني مؤيدا ومحققا أن هذا النسب الى ربيعة هو نسب أكلب الصحيح الصريح.... وفيما يلي قول الشهراني ورد أنس ، قال الشهراني:
و ما أكلب منا و لا نحن منهم ......... و ما خثعم يوم الفخار و أكلب
قبيلة سوء من ربيعةأصلهـم ......... و ما لهم أم لـدينـا و لا أب
فأجابه انس فقال:
و أني منقوم الذين نسبتـنـي = اليهم كريم الخال و العم و الأب
اردت لتهجوني بهمفنسـبـتـني = اليهم ترى أني بذلـك أثـلـب
فألا يكن عماك شمر و ناهـس = فإني أمرؤعماي بكر و تغلب
ابونا الذي لم تركب الخيل قبلـه = و لم يدر مرء قبله كيف يركب
وعودنا في ما مضى في ركوبها ............ فصرنا عليها بعده نتقلب
غضبتم علينا ان ضللتم أباكمو .......... فما ذنبنا أن لايكون لكم أب
فان كان قوما قد أضلوا أباهمو ........... فو الله ماضلت ربيعة أكلب
وان أبانا ليس راعي ثلة .................. ولكن أبانا فارس متلبب
وهكذا أنس يقسم يمينا أن أكلبا من ربيعة لاشك ويشير الى بكر وتغلب لصلة النسب بهم والعمان هنا بمعنى الأبوين فالشعر أحيانا يأخذ المعنى المجازي ، وكان أنس يشير في البيت السادس الى الاختلاف في نسب شهران وخثعم بين أنمار بن أراش الذي يتصل بقحطان الجذم العربي المقابل لعدنان وبين أنمار بن معد بن عدنان ، ولقد نسب بعض أبيات هذه القصيدة للشاعر حجل الفزعي الخثعمي بالخطأ في أحد كتب الآداب القديمة وأظنه ان لم أكن ناسيا كتاب الأمالي للقالي.
* النعمان يهدي أنس رمحا.
كان أنس أحد الفرسان الأربعةا لأشد والأشهر في قبائل العرب قاطبة وكان النعمان بن المنذر في الجاهلية يتودد لهم ويهديهم الرماح ومنهم أنس وهم أربعة فقط
*أنس يقود قبائل خثعم على بني عامر بن صعصهة في يوم فيف الريح و يقارع فارسهم عامر بن الطفيل.
قال أبو عبيدة : كانت وقعة فيف الريح وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكه قال : كانت بنو عامر تطلب الحارث بن كعب بأوتار كثيره فجمع لهم الحصين بن يزيد الحارثي ، وكان يغزوا بمن يتبعه من قبائل مذحج ، واقبل في بني الحارث ، وجعفي وزبيد وقبائل سعد العشيره ، ومراد وصداء ونهد ، وأستعانوا بقبائل خثعم ، فخرج شهران وناهس ، وأكلب عليه أنس بن مدرك ، وأقبلوا يريدون بني عامر ، وهم منتجعون ( فيف الريح ) ومع مذحج النساء والذراري ، فأجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر بن الطفيل ، ماعدا بنو هلال بن عامر لم يشهدها منهم أحد قال : فالتقى القوم فأقتتلوا قتالاً شديداً ثلاثة أيام ، يغادرونهم القتال ، وأسرع القتل في الفريقين جميعاً ولم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة .
قال عامر بن الطفيل يذكر ذلك :
أتونا بشهران العريضة كلها ................. وأكلب طراً في لباس السنور.
وقال أيضاً :
أتونا بشهران العريضة كلها ................ وأكلب في مثل بكر بن وائل
وكانت لخثعم وفي مقدمتهم أكلب وهي رأس الحربه في حروبهم مع القبائل العدنانية من قيس عيلان وهوازن حروبا وأياما كثيرة من أشهرها يوم فيف الريح السابق ذكره ويوم بضيع ويوم ترج ، ويوم المعمل ومطلوب ويوم العرقوب ويوم القرن وهو جبل لايزال يحتفظ بهذا الاسم ويقع على ضفة وادي تبالة الجنوبية في بلدة شديق المعروفة حاليا بثنية تبالة ، ويوم الذهاب ويوم حوي ّ وغيرها من الأيام والتي أتى على ذكر بعضها الشاعر / عبدالله بن الدمينة الأكلبي في قصيدته الفخرية التي منها :
وإِنكَ إِن فَخَرتَ بِغَيرِ شَيءٍ............. تَرُدُ بِهِ حديـثَ المُبطِلِينَـا
فَإِن لِخَثعَمٍ آيـات نُعمَـى............ أَماراتِ الهُدَى نوراً مُبينَـا
وَمِن آياتِ رَبك أَن تَرَاَنـأ ........... بِمَسكَنَةِ القَبائِل مارَضِينـا
وَإِنكَ إن تَرى منـا فقيـراً .......... يُضيفُ غنِيَّ قَومٍ آخَرِينـا
وَإن الجَارَ يَنُبتُ في ثَرَانَـا ........... ونُعجِلُ بالقِـرَى لِلنازِلِينـا
وإِنا لَن نُصاحِبَ رَكبَ قَومٍ .......... وَلاَ أَصحابَ سِجنٍ ما حَيِينا
انها القصيدة التي أنوي الحاقها بموضوع الأيام لما لها به من صلة في وقت لاحق فلسنا هنا في مجال الحديث عن أيام أكلب وخثعم ، لكني أردت الايضاح أن أنسا الأكلبي كان قائدهم في تلك الأيام وسيد خثعم كلها حينئذ ونتيجة لتلك الحروب نافر أنس بن مدرك الأكلبي سيد خثعم عامر بن الطفيل سيد بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان وتقارعا الفارسين كثيرا فقال عامر بن الطفيل يلوم قومه وقد أوقع بهم أنس وقتلوا والده في وادي هرجاب :
ولو اني أطعت لكان مني .................. لمدرك أكلب يوما طويل
ولكني عصيت وكان جهلا ................. بهم أن لايبالوا ما أقول
وقال يفخر :
ونحن صبحنا حي أسماء غارة ... أبالت حبالى الحي من وقعها دما
وبالنقع من وادي أبيدة جاهرت ... أنيسا وقد أردين سادة خثعما
يعنى أنس بن مدرك الخثعمي.
وقد علم أنس بأن عامرا يتوعده بالقتل فقال أنس مستهزاء غير مبال:
تخبّر من لاقيت أنك قاتلي ....................... قراقر بطن أمك أعلم
تبالة والعرضان ترج وبيشة ........................ وقومي تيم اللات والاسم خثعم
وكانت أكلب قد قتلت قبل ذلك والد عامر بن الطفيل في هرجاب وهو أشهر أعلام وسادات بني صعصعة ويلقب بملاعب الأسنة
وفي ذلك يقول ابن الدمينة الأكلبي :
وكان ملاعبا حتى التقينا .......... ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
· أنس يغير على هوازن وسيدها / دريد بن الصمة.
أغار أنس على هوازن فأخذ ابلا وكان معها ابلا لرجل من ثمالة كان جارا لسيد ورئيس هوازن كلها الفارس / دريد بن الصمة
فطلب الثمالي من دريد أن يسترجع له ابله من أنس فوعده بعد سنة ولكنه لم يوف بوعده حيث كان يخشى أنس فطال انتظار الثمالي ودريد يتراخى في طلبه فقال الثمالي منشدا وموضحا خوف دريد من أنس ومن وأكلب وهم خثعم المعنيون هنا لانضوائهم تحت اسم خثعم الحلف:
دع الخيل والسمر الطوال لخثعم .............. فما أنت والرمح الطويل وما الفرس
وما أنت والغزو المتابع للعدا .................. وهمك سوق العود والدلو والمرس
هجا دريدا وأمتدح أنسا وأكلبا وبين أنهم أهل خيل ورماح ، وعندما سمع دريد ماقاله الثمالي فيه من هجاء
أستشار كبار هوازن فأشاروا عليه أن يلجأ لبني عبد المدان في نجران لأن لهم مع أنس جيرة وان يطلب منهم التأثير على انس بن مدرك لما يربط بينهم وبينه من جيرة ففعل وأمتدحهم بقصيدة وطلب منهم رد ابل الثمالي فقط من أنس فاستجاب أنس لبني عبد المدان وهم من الحارث بن كعب ومنهم جيران اكلب اليوم في ترج وكانوا حينئذ بنجران وأكلب في تثليث وبيشة.
· أنس يغير على قريش ويأخذ ابلهم ويرد على الفاروق رضي الله عنهما.
أشارت بعض المصادر ومنها التذكرة الحمدونية الى ان أنسا أغار على قبيلة قريش العريقة فأصاب ابلهم في الجاهلية فلم تدركه قريش فلما جاء الاسلام ودخل في الاسلام أسوة بقومه في السنة العاشرة للهجرة مازحه الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال : لقد تبعناك تلك الليلة فلو أدركتك. فقال أنس : لو أدركتني لم تكن للناس خليفة.
· أنس يحكم بين قبيلتين .
· جاء في( بلوغ الأرب) للألوسي ،عن احتكام بني هلال وبني فزارة الى أنس بن مدركالأكلبي سيد خثعم ورئيسها ، فقد تنافر بنو فزارة وبنو هلال اليه فحكم للفزاريينفأعطاهم مائة بعير من الهلاليين.
· أنس يرأس وفد خثعم الى النبي صلى الله عليه وسلم .
وفد عثعث بن زحر وأنس بن مدرك في رجل من خثعم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعدما هَدَم جرير بن عبدالله ذا الخلصة وأحرقه وقتل من قتل من خثعم .
فقالوا آمنا بالله ورسوله وماجاء من عند الله. فاكتب لنا كتاباً نتبع مافيه ,
فكتب لهم كتاباً هذا نصه :
( هذا كتاب محمد رسول الله لخثعَمَ من حاضر بـيشة وبـاديتها ,
أن كُلَ دمٍ اصبتُمُوه في الجاهلية فهو عَنكم موضوعٌ ,
ومن اسلم منكم طوعاً أو كرهاً في يده حرث من خبارٍ أو عزازٌ تسقيه السماءُ
أو يرويه اللَثي فزكا عمارة في غير أزمة ولا حَطمةٍ فله نشره وأكله
وعليهم في كُل سَيح العُشر وفي كل غَرب نصف العشر.
شهد جرير بن عبدالله ومن حضر) .
. ويقول الخرائطي : حدثنا عبدالله بن محمد البلوي بمصر حدثنا عمارة بن زيد حدثنا اسحاق بن بشر وسلمة بن الفضل عن محمد بن اسحاق حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبدالله بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال بلغني أن رجالا من خثعم كانوا يقولون ان مما دعانا إلى الإسلام انا كنا قوما نعبد الأوثان فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا إذ أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشيء شجر بينهم إذ هتف بهم هاتف يقول
يا أيها الناس ذوو الأجسام.......... من بين أشياخ إلى غلام
ما أنتم وطائش الأحلام ........... ومسند الحكم إلى الأصنام
أكلكم في حيرة نيام .......... أم لا ترون ما الذي أمامي
من ساطع يجلو دجى الظلام .......... قد لاح للناظر من تهام
ذاك نبي سيد الأنام ................ قد جاء بعد الكفر بالإسلام
أكرمه الرحمن من إمام ........... ومن رسول صادق الكلام
أعدل ذي حكم من الأحكام ........... يأمر بالصلاة والصيام
والبر والصلات للأرحام ........... ويزجر الناس عن الآثام
والرجس والأوثان والحرام .......... من هاشم في ذروة السنام
قال فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه وآتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمنا
· وفاته.
سكن الكوفة بعد الفتوحات الاسلامية كغيره من رؤوساء العرب وتوفي مع علي كرم الله وجهه في زمن خلافته .
· هذا بعض ما تم جمعه وترتيبة عن هذا العلم الكبير / أنس بن مدرك وعن أخباره وبطولاته ولايساو هذا الجهد شيء مع تاريخ أبا سفيان فهو جدير بأن يؤلف عنه كتاب وليس مقال أو بحث تاريخي صغيرفعذرا أبا سفيان .
· المصادر والمراجع هي : الطبقات الكبرى لابن سعد ، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، الاصابة لابن حجر ،السيرة لابن هشام ، معجم ما أستعجم ، العقد الفريد ،بلوغ الأرب للألوسي ، الأغاني للأصفهاني.
منقول من مقال للأخ أبو معاذ الغضنفر عبدالله بن هادي الهزري الأكلبي