بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذنا الكريم أبو مشعل تحية طيبة لشخصك الكريم
إن من أختلف معك في بعض ما جاء في إصدارك الأخير الذي وضع لهم وائل غير وائل الذي علموا و تعارفوا عليه و عرفهم بهي الآخرون لا يمكن أن يكون هذا التعارف أعني (( وائل )) من فراغ وائل وهمي لم يعرف و يحدد تاريخه. و استحالة يكن وائل مسمى ليس له تاريخ يشفع له بهذا الصيت و الشيوع ليكون عزوة لقبيلة عظيمة كعنزة.
إن الاختلاف في الفروع أمر وارد وكل مؤلف يضيف إضافات و تصحيحات فرعية و لكن أن يكون التغيير جذري من القاعدة فهذا أمر مستنكر يجعل السواد الأعظم و من يعنيهم الأمر يجتمعوا على إجماع ليس محل نقاش حفاظا على نسب قبيلتنا، حتى و إن كان وإن كانوا من العوام أي غير باحثين و قارئين و لكنهم يرثون نسبهم كابر عن كابر و يقولون بما نقل لهم أجدادهم عن أجدادهم ...الخ
مثل هذا يسمى اختلاف أصل و ليس اختلاف فرع.
و اسمح لي حفظك الله و رعاك في البدء أن أبين الفرق بين اختلاف الأصل و الفرع و ما يتعلق بموضوعنا هذا حتى نغطي كل جوانبه قدر الإمكان و ننطلق من أسس و قواعد متينة و فيه أيضا إجابة لم نطرق له بعض الأخوة الكرام في مداخلاتهم فأقول مستعين بالله طالبا منه العون و السداد و التوفيق و أن يهدينا للقول الصواب و أن يدفع عنا التعصب لرأي انتصارا للنفس أو المتابعة لرأي أحد حبا أو تعصبا مقيتا يخالف العقل و النقل الصحيح المتفق عليه.
الأصول: كالعبادات و منها أركان الإسلام و الإيمان و الإحسان هذه أمور وقفية لا يحق لمجتهد العبث بها و التجاوز عليها أو تأويلها أو تكييفها. سندها متواتر و لا معنى أو قيمة للآراء الشاذة لكائن من كان في ظل التواتر و الإجماع، و التمسك بالأصول. و حسب مراحل الزمان ليست العبرة بكثرة و قل الأتباع.
الفروع: يحق فيها الاجتهاد للمجتهد الذي بلغ درجة الاستنباط للأحكام لكن بسند ورواية صحيحة أخذين في الاعتبار مصادر التشريع مرتبه قرآن سنة قياس أجماع.
و هنا استشهاد لطيف و مفيد: سئل الشيخ عبد الله بن منيع من أحدى السائلات عن لبس المرأة العباه على الكتف غير مخصره أو شفافة أو كاشفه لجزء من البدن مع تغطية الوجه؟ و عندما علم الشيخ بأن السائلة من السعودية قال: حكمها الشرعي جائز ، و لكن ألبسي يابنتي العباه المتعارف عليها في بلدك، لعلم الشيخ و بعد نظرة و الحكمة بأن لكل بلد: كمصر و الشام و العراق و المغرب العربي ..الخ زاي حسب المذهب و التعارف فالشذوذ عن المتعارف ملفت للنظر و محدث للغط عند العوام.
خارج حدود الدين
لو لاحظت اليوم تجد لمسائل الفروع آراء متعددة كل رأي يبني قوله على مصدر و قليل الأمانة العلمية يستقطع ما يوفق هواه و يحجب ما يخالفه و يطوع المسألة وفق ما يشتهي.
إذن ما هو الصحيح؟!!
( عرف الناس القائم على الإجماع المتفقين عليه و المشهور بينهم وفق مصادر رضوها وعرفوا أهلها في كل أحوالهم بالصدق و الأمانة في النقل )
و هنا مسلمة يجب الأخذ بها بأن عرف الناس لا يأتي من فراغ فلها اعتبارها هو حجة بحد ذاتها خارج حدود أركان الدين الدين الذي يقع عليه الجزاء و الحساب.
عرف الناس: هو ما تعارف الناس عليه من عادات و تقاليد و قيم و مفاهيم بينهم في عصر لا يخالف شرع و لا عقل و لا فطرة و هو مصدر تشريع ثانوي في تحديد المختلف.
و بديهي العرف لا يقوم إلى على الإجماع كما ذكرت.
يتبع
يجب أن يعلم الجميع بأن القبيلة ليست ملك لشخص أو أشخاص بل هي لجميع المنطوين تحت نسبها حقيقتا و بالتالي فليس لأحد الحق أن يحرف نسبها و يبدل متى شاء عما عرفه أهلها و تعارفوا عليه و عرفهم الناس به سنين طويلة و القاعدة الفقهية تقول: ( الناس مؤتمنون على أنسابهم )
و بالتالي من يخرج على الناس في أنسابهم في و قتنا الحاضر مع توفر الباحثين لكل قبيلة هما: إما إن يكون من خارج هذه القبيلة وهو أهون و الرد عليه أسهل و إيقافه عند حده بالدليل و صريح البراهين وردعه و مجازاته على تطاوله، و لكن الصعوبة تأتي عندما نجد من يؤيد فكرهم و يقتفي أثر و يتبنى نظرياتهم و ما خططوا و رسموا له منذً خمسين عام من الآن تقريبا.
إن ما داعاهم لفعل هذا أمور كثيرة أهمها وجدوا بعض الأسر الحاكمة وخص آل سعود الكرام ينسبون أنفسهم و يًنسبون لهذه القبيلة العريقة فأوجدوا النظريات و الأخذ بالشاذ المرجوح و ترك المجمع الراجح من الأقوال و المصادر كل هذا لأجل فصل ( عنزة عن وائليتها المشهورة و المتعارف عليها حتى و إن كانت هذه الوائلية لدى البعض غير ميزة لا تستحق التفاخر بها!! ) و حتى تاريخ الإصدار الأخير لنسب الأسرة الحاكمة و الهدف ليس التحقيق و الأخذ بكل الأقوال و المصادر و إلا لو كان كذلك فهناك مصادر تشير لغير ما كتبوا بل لغير عروبتهم الربيعية و لكنهم لم يجرئوا على هذا الاحتمال الذي ننكره نحن أيضا و بالتالي كان الهدف كما ذكرت مختصرا و مابين الفترتين من بحوث و كتب معلومة لدى البعض. ولو بذلوا الجهد في غير قبيلتنا العزيزة ذات النسب الصريح لأخرجوا البعض من البعض و لاختلط الحابل بالنابل وضاعت أنساب العرب الصريحة المتعارف عليها وحدثت الفتن فالعرب و النسب وجهان لعملة واحدة تأتي بعد الدين الحنيف الذي أكرمنا الله به.
عنزة الوائلية قبيلة ربيعية استمدت أسمها من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار عم لوائل الأول بن قاسط الذي هو أب لعنزة و بكر و تغلب، حيث دخلت عنزة بن أسد في بكر بن وائل بسبب حرب البسوس ثم أن عنزة بعد ذلك أصبحت من اللهازم وهو بطن في بكر بن وائل و البطن الآخر هم الذهلان. و اللهازم هم عنزة بن أسد بن ربيعة و قيس بن ثعلبة وتيم الله بن ثعلبة و عجل بن لجيم، و المصادر كثيرة كتاريخ الطبري و الاغاني للأصفهاني و العقد الفريد لبن عبد ربه الاندلسي و معجم ما ستعجم للبكري و غيرها الكثير من الشواهد.
الشعر الشعبي و الرواية الشعبية تواترت حول هذا القول و تراثنا الشعبي المدون أو المحفوظ في صدور الرجال مليء و أنت يأبو مشعل أحد رواد هذا الفن و لو كتبنا في ذلك لن ننتهي.
إضافة لما عرفناه منذُ نعومة أظفارنا و ماتشربناه من إبائنا عن إبائهم....الخ ( فأهل مكة أبخص أو أعرف بشعابها ) واقع عشناه و نعيشه اليوم عرفناه عن أنفسنا و عرفه الناس عنا، لا نجد أسرة أو حمولة من عنزة بالذات دون غيرها من بقية القبائل غير سمت أحد أبنائها (وائل) هل كان سبب التسمية غير عزوة لعنزة و شهرتها لدى الآخرين بهذه السمية، حتى عندما يتسمى أحدنا بوائل يسأله السأل بتلقائية و بديهيه أنت وائلي يعني عنزي؟
مثل ذلك قبيلة تميم تجد أسم ( تميم ) بينهم متداول و ( هوازن ) عند عتيبة ...الخ
هذه الأسماء هي تجديد لعزوة الجد الأول لكل قبيلة عرفت و تعارفت بهذه العزوة.
إذن ( عنزة ) و ( وائل ) وجهان لعملة واحدة لا إنفكاك و لا انفصال. و عنزة اليوم شمل بقية فبائل ربيعة الصرحاء لا المنقطعين!!
في جزيرتنا العربية و محيطنا الإقليمي حيث مهد العروبة فطبيعي أن تكون القبائل العربية حتى وقتنا الحاضر أكثر تمسك و محافظة بأصولها ما أعنيه بأن العرب الاقحاح موجودين في هذا المحيط و ما يعرفه هذا المحيط عنا هو ما جاء في أعلاه حيث أن الوريث الشرعي و الامتداد الطبيعي و الماركة المسجلة للوائلية الحقيقة لا الوهمية المستحدثة هم عنزة دون فخر يشهد بذلك القاصي و الداني دون نقص في قدر أحد. و التاريخ الحديث بقياسه فيصل لمن يقول غير هذا قبل تكون الدول و استتباب الأمن فالحمد لله و الشكر.
نأتي اللآن لما تم الاختلاف عليه بينك و بين بني قومك
1- التأكيد أن وائل بن قاسط جد عنزة المؤكد والمشهور والمعروف في المصادر ونفي جميع وائل غيره
جاء التفصيل المختصر المفيد بإذن الله بخصوص هذا و قلت ما أعلمه و رأيي و قناعتي لكن السؤال:
هل كان هذا رأيك في إصداراتك القديمة لكتابك الموسوم ( أصدق الدلائل في أنساب بني وائل )؟ ما لذي تغير؟ أليس هذا تناقض ومدعاة للاستغراب و لابد أن يكون له أسبابه أم أن هناك عوامل خارجه عن الإرادة؟
ما يدعوني للتساؤل الأخير هو عنوان الكتاب الذي لا يوافق هذا التحول في إصداراته الأخيرة جاء فيه لفظة ((بني وائل ))؟!! من هو وائل هنا هل هو وائل الإصدار الأول أم الإصدار الأخير؟!!
2- يرون انه لا يوجد عنزة ألا بشر ومسلم وبذلك نفي صريح لبني هزّان
الهزازنة الصرحاء الحاليين و التي كانت لهم أمارة الحريق هم صرحا النسب و المعروف و التواتر أنهم من الجلاس ولا أحد يستطيع ينكر هذا و لكن الخلاف حول أن يكون وائل بني هزان هو عزوة عنزة أي وائلها الذي عرفته عن نفسها و هذا قال به الملحد الرافضي المدلس الكذوب بن الكلبي الذي لم تقبل له الرواية في شرع ودين الله فما بالك فيما دون ذلك و تبناها الشيخ/ حمد الجاسر رحمه الله على استحياء في البدء ليكون نواه لمشروع لمن يأتي و يكمل بعده لغاية ظاهرة هي للفصل المذكور بين ( عنزة ) و ( وائل ) و ترك لنا وائل هزان ( كطوق نجاة ).
و لو لاحظت أن من تعاقب على هذا التأصيل 3 كلهم مرجعهم لقبيلة تزعم بأنها أخرجت عنزة إلى خيبر!!
3- يدعون أن أبن عبار وضع من عنزة عشائر شيعة في العراق
لاشك في العراق يوجد من قبائل عنزة و من غيرها و لكن الذي أعرفه بأن المستشرقين الذين كتبوا عن المنطقة جغرافيا و بشريا و رقم دقتهم في تحديد أسم القبائل و انتمائهم المذهبي لم يقل أي منهم أن في قبيلة عنزة شيعة إلا في حالة تشيع متأخر و إن حدث فهم عدد محدود.و لكن في العراق 2 مليون 148 قبيلة كما جاء على لسان رئيس التجمع الأخير المسمى روابط عشائر عنزة في العراق لاحظنا أكثرية رافضية!!
عموما لي تحفظات لها أسبابها الوجيهة حول هذه الرابطة ليس هذا مكانها و بالمناسبة أحي شيخ الشيوخ بن هذال الذي تحمل مسئولية سمعة قبيلته و لم يجعل من نفسه أداة لتنفيذ المخطط الصفوي البغيض من خلال قبيلتنا العريقة.
4- يدعون أن عند أبن عبّار أخطأ بالفخوذ
الخطأ وارد من الجميع ز مغتفر و التصحيح مقدور عليه بالإيضاح و التبيين ( فالناس مؤتمنه على نسبها ) وأنت تركت الباب مفتوح لمثل هذا وقد اطلعت عليه في قسمه وتم تعديلك على بعض التصويبات.
5- يدعون أن أبن عبار وضع أسر من عنزة ليس منها
هذا شيء تكرر معي كثيرا و في كثير من المنتديات يذكر بعض الأخوة بأنه من الأسرة الفلانية و أنه من الفخذ الفلاني من عنزة و المصدر ( أصدق الدلائل ) و لعلمي و معرفتي التامة بأنه ليس كما ذكر و هذا لا يعيبه في دينه و اخلاقه و لكن أنتساب الرجل لغير أهله كبيرة فأبين له برفق و أقول له يسعك ما وسع أهلك من قبلك و أعرفه حقيقة ما اعرفه و يعرفه أهل بلدته فالأنساب ليست سلعة تباع و تشترى لكن هي علم و أمانة، و لعلك ذكرت فيما أذكر بخصوص هذا الشأن بأنك تدون ما يصلك دون تحقيق أقول يأبو مشعل بالنسبة لحاضرة عنزة ( أهل مكة أبخص بشعابها ) و المحك الحقيقي هو الزواج و تعارف الناس بخصوص هذا تكافئ النسب فهل تزوج وليتك لرجل عرف بأنه غير مكافئ لها نسبا، منتهى التناقض أن يكتب في الكتاب عنزي ولا يزوج من قبيلته أو من القبائل المماثلة. وسبق لي الاستشهاد لقول أحد أعلام الدين و الفقه في بلادنا عندما تقدم إلى خطبة بنته شاب من قبيله رفض منعا لما لا يحمد عقباه و حفاظا على مستقبل بنته و قال بما معناه: ( كلن بيرزقه الله من ربعه )
و أخيرا هذا رأيي الخاص و يقيني حسب قراءتي المتواضعة و معايشتي ، سواء من وافق أو من أختلف معي وهو – إن شاء لله عند القلوب السليمة- اختلاف لا خلاف.
مساحات خضراء
مكانتك لدى كاتب السطور يابو مشعل كبيرة. و إن تقدير ما قدمته من جهد لقبيلتك العزيزة يجعلني أنا وغيري لا ينسينا هذا الاختلاف الموضح في تعليقي من الثناء و قبل ذلك الدعاء لم نتجاوز في ذلك حدود أدب الحوار العلمي و حرية الرأي كما تعلم حق للجميع في حدود الاختلاف المقبول عقلا.
عن نفسي أنا حقيقة لم أُعرض بأحد كائن من كان في غير حضرته ما لم يظهر أثم و فسوق أمرنا المشرع بالتشهير به لتفادي خطره و هذا رد لما ألمح إليه أخ كريم في جزء من تعليق له.
اليوم عنزة تزخر و لله الحمد بباحثين جادين متمكنين من أدوات البحث لا تنقصهم الثقافة و الإطلاع و المعرفية العلمية لديهم القدرة على الوقوف ضد هذه الحملة الشرسة على قبيلتنا العزيزة بتظافر الجهود و في مقدمته أديبنا الكبير كقائد و موجهة لأبنائه.
فما المانع من ألتقى حبي مع الأخوة و الجلوس و الاجتماع مرة بعد مرة اجتماع لأجل الاجماع و توحيد الصف و الكلمة على الحق، أليس هذا فرحة لكل أبناء قبيلتنا العزيزة يغيض مناوئيها من مرضى القلوب الذين لا يمثلون غير أنفسهم و الذين يزعمون في كتبهم المتأخرة بأنهم يعرفون نسب قبيلتنا العزيزة أكثر منا.
آسف على الإطالة
و للجميع تقديري و احترامي’