الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الإثراء العلمي (للإ طلاع) النقاش العلمي
النقاش العلمي قسم يختص بقضايا اختلاف وجهات النظر والحكم فيها حكم مبني على دليل علمي موثق
 

موضوع مغلق
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-11-2009, 12:13 PM   #11
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 10 ـ


28 ـ قال الكاتبُ: [وقد دخلت عنزة بن أسد في أخوتهم بكر بن وائل وصارت من اللهازم وأصبحت قبيلة بكرية بالحلف] ص35

الحديثُ عن الأحلافِ بين القبائلِ طويلٌ له فروعٌ وذيولٌ، ويكفينا هنا إشاراتٌ تَكْشف خَطَلَ هذا الرأي.

فالكاتبُ يُريد من قارئِه أنْ يُسَلِّمَ بأنَّ كلَّ حِلْفٍ في العربِ هو ـ بالضَّرورةِ ـ سقوطٌ لنسبِ إحدى القبيلتين ودخولِها في نسبِ القبيلةِ الأخرى، فيُخْبِرنا هنا أنَّ عنزة وبكراً تحالفتا فسَقَطَ نسبُ عنزة وصارَتْ بَكْريَّةً!

وليس لنا حاجةٌ في التَّطويلِ وجَرِّ الحديثِ المفصَّلِ عن الأحلافِ... ولكنَّنا نَنْقُضُ هذه الدَّعوى من قريبٍ بحُجَّتين:

1 ـ ليس كلُّ حِلْفٍ بين العربِ يَنْتَهِي بسقوطِ نسبِ أحد الحليفين ودخولِه في نسبِ الآخرِ، وأسُوقُ للمتابعِ هذه الأحلافَ الجاهليَّةَ بين القبائلِ، ومن هذه الأحلافِ ما تطاوَلَ حتى دَخَلَ العربُ في الإسلامِ، فمِن ذلك: حِلْفُ غطفانَ وأسدٍ ـ وكانا يُسَمَّيان: الحليفين ـ ودَخَلَ معهما فيه طَيِّئٌ، وحِلْفُ ربيعةَ واليمنِ؛ وهذا حِلْفٌ جاهلِيٌّ جُدِّدَ في صَدْرِ الإسلامِ في العراقِ، وما زال قويَّاً إلى ما بعد مُنْتَصَفِ القَرْنِ الثَّاني حتى قَطَعَهُ مَعْنُ بنُ زائدةَ الشَّيْبانيُّ حين وَلِيَ اليمنَ، وحِلْفُ تميمٍ وكَلْبٍ، وحِلْفُ الأوسِ ومُزَيْنةَ. فهذا طَرَفٌ من الأحلافِ الجاهليَّةِ ـ وغيرُها كثيرٌ ـ فهل سَقَطَ نسبُ إحدى هذه القبائلِ العِظامِ إلى نسبِ الأخرى؟!

ودونَ هذه الأحلافِ العظيمةِ أحلافٌ أخرى كانت تَقَعُ بين العشائرِ والبطونِ في القبيلةِ الواحدةِ، كما وقع في قريشٍ في حِلْفَي المُطَيِّبين ولَعَقَةِ الدَّمِ، وفي غطفانَ في حِلْفِ المِحاشِ، وفي تميمٍ في حِلْفِ البراجمِ أو حِلْفِ بني حَنْظَلَةَ وبني عَمْرو، وفي مَذْحِجٍ في حِلْفِ جَنْبٍ.

فهذه أحلافٌ وَقَعَتْ في الجاهليَّةٌ وظَلَّتْ قروناً في الإسلامِ فما وَجَدْنا قبيلةً منها تُسْقِطُ نسبَها الأوَّلَ وتَنْدَرِجُ في نسبٍ آخرَ. ولا يُنْكَرُ أنَّ من الحُلَفاءِ مَن يَسْقُطُ نسبُه إلى حلِيفِه، فهذا واقعٌ وشواهدُه معروفةٌ، ولكنَّ هذا أكثرُ ما يَقَعُ في عشيرةٍ صغيرةٍ أو أهلِ بيتٍ واحدٍ.

فإنْ صَحَّ هذا ـ وهو صحيحٌ مستقيمٌ وللهِ الحمدُ ـ فتكونُ دَعْوَى الكاتبِ المجرَّدَةُ باطلةً إلا إنْ أقامَ دليلاً صريحاً عليها.

2 ـ والكاتبُ يَعْتَصِرُ الأخبارَ ليَسْتَقْطِرَ الوَهْمَ!! والأمرُ أهْوَنُ شُقَّةً عليه مِمَّا كَلَّفَ نَفْسَه وعنَّاها!! فإنَّنا نَعْرفُ أنَّ الحليفَ حين يَسْقطُ نسبُه الأوَّلُ يُنْسَبُ إلى القبيلةِ التي دَخَلَ فيها، كما نُسِبَ "عَرْفَجَةُ بنُ هَرْثَمَةَ" إلى بَجِيلةَ وهو من الأزْدِ.

فهلَ يَعْرِفُ الكاتبُ رجلاً من عنزة بنِ أسدٍ نُسِبَ إلى بكرِ بنِ وائلٍ في خبرٍ صحيحٍ صريحٍ فيُقالُ: فلانٌ البَكْرِيُّ؟؟!!

أمَّا أنا فأعْرِفُ في الجاهليَّةِ: رُشَيْدَ بنَ رُمَيْضٍ العَنَزِيَّ ولَمْ يُنْسَبْ إلى غيرِ عنزة بنِ أسدٍ. وأعْرِفُ في القَرْنِ الأوَّلِ: عمرانَ بنَ عصامٍ العَنَزِيَّ ولَمْ يُنْسَبْ إلى غيرِ عنزة بنِ أسدٍ، وأعْرِفُ في القَرْنِ الثَّاني: مندل بن عليٍّ العَنَزِيَّ ولَمْ يُنْسَبْ إلى غيرِ عنزة بنِ أسدٍ، وأعْرِفُ في القَرْنِ الثَّالثِ: الحسَنَ بنَ عُلَيْلٍ العَنَزِيَّ ولَمْ يُنْسَبْ إلى غيرِ عنزة بنِ أسدٍ. فهذه أربعةُ قرونٍ أو أكثرُ، فمتى كانَ سُقُوطُ نسبِ العنزيِّين إلى بكرِ بنِ وائلٍ؟!

وهذا شاهدٌ من أشعارِ أهلِ الجاهليَّةِ على إبطالِ دَعْوَى الكاتبِ؛ فحين افتَخَر رُشَيْدُ بنُ رُمَيْضٍ العَنَزِيُّ بيومِ الشَّيِّطَيْنِ ـ حين أوْقَعَتْ بكرٌ بتميمٍ والرِّبابِ ـ أجابَهُ مُحْرِزٌ الضَّبِّيُّ فقال:
فَخَرْتُمْ بيَوْمِ الشَّيِّطَيْنِ! وغَيْرُكُمْ = يَضُرُّ بيَوْمِ الشَّيِّطَيْنِ ويَنْفَعُ
وجِئْتُمْ بها مَذْمُومةً عَنَزِيَّةً = تكادُ من اللُّؤْمِ المُبَيِّنِ تَظْلَعُ!

فالضَّبِّيُّ يقولُ: لا تَفْخَرَنَّ أيُّها العَنَزِيُّ بهذا اليومِ؛ فليس لكم فيه ذِكْرٌ، وإنَّما الذِّكْرُ فيه لغيرِكُم ( فمَنْ هؤلاءِ؟! أليسُوا بكرَ بنَ وائلٍ؟! )، وما افتخارُكَ به أيُّها العَنَزِيُّ إلا كِذْبةٌ مَذْمومةٌ!!

فلَوْ كانَ العَنَزِيُّ من بكرٍ هل يَكُونُ لكلامِ الضَّبِّيِّ وَجْهٌ؟؟!!

ولتُوقِعَ أبياتَ الضَّبِّيِّ في حاقِّ مَوْضِعِها اقْرُنْها بقَوْلِ الأخطلِ في هجاءِ جريرٍ حين يقول:
أجريرٌ إنَّكَ والذي تَسْمُو لَهُ = كعَسِيفةٍ فَخَرَتْ بحِدْجِ حَصَانِ
أتَعُدُّ مَأثُرةً لغَيْرِكَ فَخْرُها = وسَناؤُها في سالفِ الأزمانِ؟!

أي: أتَفْتَخِرُ بمآثرَ ليْسَتْ لقومِك!! فإنَّكَ إذْ تفعَلُ ذلك كالعسِيفةِ (الجارية) التي تَفْخَرُ بمَرْكَبِ سَيِّدتِها ( الحَصَان) فلَيْسَ لَهَا من فَخْرِها إلا الادِّعاءُ!!


ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:14 PM   #12
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 11 ـ


29 ـ ثم يأتي الكاتبُ بشواهدَ يرى أنَّها تدُلُّ على دخولِ عنزة بن أسد في بكرِ بنِ وائلٍ، فمن ذلك استشهادُه بقولِ أبناءِ مَعْنِ بنِ زائدةَ الشَّيبانيِّ لموالي أبي العتاهيةَ الشَّاعرِ العنزييِّن: نحن بيتٌ واحدٌ وأهلٌ. ص 35

ولا أدري: أين الشَّاهدُ في هذا؟! لأنَّك إنْ عَرَضْتَ هذا النَّصَّ على مَنْ لَهُ أدنى مَعْرفةٍ لأجابَك: إنَّما قالُوا لهم (نحن بيتٌ واحدٌ) لأنَّهم كلَّهم من ربيعةَ. وهذا تَفْسيرٌ صحيحٌ، ولا يَسْتطيع الكاتبُ أنْ يُنْكِرَه!

30 ـ ويستشهدُ الكاتبُ بطَلَبِ بكرِ بنِ وائلٍ ثأرَ العنزيِّ حين قَتَلَهُ هلالُ بنُ أسْعَرَ التَّمِيميُّ. ص36

وليس في هذا دليلٌ؛ وما الغريبُ في أنْ تطلبَ بكرٌ من تميمٍ ثأرَ رجلٍ من ربيعةَ؟! ألَمْ يطلب عبدُ اللهِ بنِ مَسْعَدَةَ الفَزَارِيُّ ثأرَ بني سُلَيْمٍ وبني عامرٍ حين قتلَتْهم كَلْبٌ عند عبدِ الملكِ بنِ مروان حتى قال الكَلْبِيُّ: "واللهِ لأُشْغِلَنَّه بمَنْ هو أقرَبُ إليه مِن سُلَيْمٍ وعامرٍ" فأغارَ على بني فَزارَةَ.

فالأمْرُ الذي جَعَلَ الفَزَارِيَّ يطلب ثأرَ بني سُلَيْمٍ وعامرٍ ـ وكلُّهم من قيسِ عَيْلانَ ـ هو الذي جَعَلَ بكرَ بنَ وائلٍ تطلب ثأرَ العنزي ـ وكلُّهم من ربيعةَ ـ.

31 ـ ويستشهدُ الكاتبُ بوقوفِ بني شيبان مع عنزة في خبر قتل والي الموصل سنة 193 هـ. ص 37

وهل في قتالِ قبيلةٍ رَبَعِيَّةٍ مع قبيلةٍ رَبَعِيَّةٍ ضد قبيلةٍ أَزْدِيَّةٍ ما يدلُّ على أنَّ إحدى القبيلتين الرَّبَعِيَّتين قد سَقَطَ نَسَبُها وصارَتْ تُنْسَبُ إلى القبيلةِ الرَّبَعِيَّةِ الأخرى؟!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:14 PM   #13
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 12 ـ


32 ـ قال الكاتبُ: [ومن ذلك أن أصنام بكر في الجاهلية هي أصنام لعنزة أيضاً. يقول البكري: (وكان لبكر بن وائل صنم يقال له عوض، ويقال: بل عوض الدهر، وقد جاء فيه شعر، قال رجل من عنزة قديم يخبر أن عوضاً صنم لبكر كلها:
حلفت بمائرات حول عوض= وأنصاب تركن لدى السعير
...) والقائل هو الشاعر الجاهلي رشيد بن رميض العنزي ] ص 37 ـ 38

1 ـ كان يَنْبغي على الكاتبِ أنَّ يُشيرَ إلى أنَّ "السُّعَيْر" ـ الواردَ في البيتِ ـ صنمٌ لعنزة خاصَّةً. وهي إشارةٌ سيتعلَّقُ بها أشياءُ أخرى في هذه المسألةِ.

2 ـ على أنَّ اختصاصَ بعضِ القبائلِ بأصنامٍ زادُوا في تَعْظيمِها لا يَعْنِي أنَّ غيرَهم لا يَرَى لها قداسةً؛ فالوَثَنيَّةُ واحدةٌ، ولَوْ كان كلُّ صنمٍ له دينٌ مُسْتقلٌّ لَمَا جاز ـ كما ترى هنا ـ أنْ يكونَ لعنزة صنمٌ تختصُّ به في الوقتِ الذي تَشْتركُ فيه مع بكرٍ في صنمٍ آخرَ.

وفي الآثارِ الواردةِ عن العربِ تَجِدُ ما يُثْبِتُ أنَّ الشَّاعرَ الجاهليَّ يَذْكُرُ أصناماً ويُقْسِمُ بها وهي لا تُعَدُّ من أصنامِ قومِه خاصَّةً، فمِن ذلك: الشَّنْفَرَى الأَسْدِيُّ حين أقْسَمَ بالأُقَيْصِرِ وهو صنمٌ في مشارفِ الشَّامِ لقُضاعةَ ولَخْمٍ وجُذامٍ وعاملةَ وغطفانَ، وزيدُ الخيرِ الطَّائيُّ يُقْسِمُ بعائمٍ وهو صنمٌ لأزْدِ السَّراةِ. فلا يَبْعُدُ من هذا أنْ يكون قولُ رُشَيْدٍ العنزيِّ من هذا.

3 ـ أمَّا إذا كانتِ الأصنامُ تدلُّ على اشتراكٍ في النَّسَبِ ـ كما يَسْتدلُّ الكاتبُ هنا بهذا ـ فما بالُ عنزة تَسْتقلُّ بصنمِها "السُّعَيْر" ولا تَشْتركُ معها بكرٌ فيه؟! أكانَ هذا لأنَّ عنزة لا تَشْتركُ بنسَبٍ مع بكرٍ؟! أم لأنَّ الأصنامَ لا تدلُّ ـ أصْلاً ـ على الأنسابِ؟!

4 ـ أمَّا عبارةُ أبي عُبَيْدٍ البكريِّ التي نَقَلها الكاتبُ ففيها قُصُورٌ واضحٌ؛ فمُحَصَّلُ عبارتِه هو: ("عَوْضٌ" صنمٌ لبكرٍ، وقولُ الشَّاعرِ العنزيِّ دليلٌ على أنَّ هذا الصَّنَمَ لبكرٍ كلِّها)، فما الذي أضافَتْهُ الجملةُ الأخرى إلى الجملةِ الأولى؟! لا شَيْءَ!! فإذا كانت عنزة من بكر ـ كما يقولُ الكاتبُ ـ فعلى أيِّ شَيْءٍ دَلَّ شِعْرُ العنزيِّ؟ هل يدلُّ على أنَّ الصَّنَمَ لبكرٍ؟! ألَمْ يَقُلْ أبو عُبَيْدٍ هذا في جُمْلتِه الأولى؟! فما حاجتُه إلى الاستدلالِ بشِعْرِ العنزيِّ؟!!

والقراءةُ الصَّحيحةُ التي أراها هي: "وكان لبكرِ بنِ وائلٍ صنمٌ يُقالُ له: عَوْضٌ...، وقد جاء فيه شِعْرٌ؛ قال رجلٌ من عنزةَ قديمٌ يُخْبر أنَّ عوضاً صنمٌ لـ(ربيعة) كلِّها"، فما مُحَصَّلُ هذه القراءةِ؟ سيكونُ: ( "عَوْضٌ" صنمٌ لبكرٍ، غيرَ أنَّ شعرَ الشَّاعرِ العنزيِّ يدلُّ على أنَّ الصَّنَمَ لم يكُنْ خاصَّاً ببكرٍ ولكنَّه لربيعةَ كلِّها)، فالجملةُ الأولى هي القولُ المشهورُ في نِسْبةِ الصَّنَمِ، لكنَّ أبا عُبَيْدٍ خَطَّأ هذا القولَ حين استدلَّ بشِعْرِ العنزيِّ.

5 ـ وحتى لا يُقال: يَرْمِي بالقولِ على عواهنِه! فهذا تَحْقيقُ أمرِ صنمٍ آخرَ؛ فقد جاء في (تاج العروس): أنَّ "ذا الكَعَباتِ" بيتٌ لربيعةَ كانوا يطوفون فيه. والذي في (الأغاني): أنَّ هذا البيتَ لبكرِ بن وائلٍ. فالقولُ بأنَّ ذا الكَعَباتِ لبكرٍ وَحْدَها مُعارَضٌ بالنَّصِّ الذي يقولُ إنَّه لربيعةَ كلِّها. وكذلك "السُّعَيْر"؛ فالنَّصُّ الذي يقولُ إنَّه لبكرٍ وَحْدَها مُعارَضٌ بشِعْرِ العنزي الذي يُثْبِتُ أنَّه لربيعةَ كلِّها.

6 ـ فغايةُ الأمرِ في حديثِ الأصنامِ هذا هو: إنْ كان "عَوْضٌ" صنماً لبكرٍ وَحْدَها فقَوْلُ الشَّاعرِ العنزيِّ كقَوْلِ غيرِه من الشُّعراءِ حين يَذْكرون أصناماً ليسَتْ لأقوامِهم خاصَّةً، وإنْ كان "عَوْضٌ" صنماً لربيعةَ كلِّها فالأمرُ واضحٌ حينذاك.

33 ـ قال الكاتبُ: [ويقول ابن حبيب صاحب المحبر: (وكان المحرق بسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة...)] ص 38

إذا كان هذا الصَّنَمُ لربيعةَ كلِّها فكيف يكونُ فيه دليلٌ على دخولِ عنزةَ في بكرٍ؟!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:15 PM   #14
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 13 ـ


34 ـ قال الكاتبُ: [التداخل بين بكر وعنزة لم يكن في العراق فحسب بل حصل في بقيتهما في نجد في بني هزان وحنيفة قبل الإسلام، ومن ذلك دخول سعدانة... الهزاني العنزي في حنيفة حيث أدركه عبيد بن يربوع بن ثعلبة الحنفي... ] ص 38

1 ـ قولُه: عبيد بن يربوع بن ثعلبة... خطأ؛ وصوابُه: عُبَيْدُ بنُ ثَعْلَبةَ بنِ يربوعٍ.

2 ـ قولُه: في بقيتهما في نجد... خطأ غليظٌ؛ لأنَّ خبرَ عُبَيْدٍ الحَنَفِيِّ وسعدانة الهزَّانيِّ كان قبل أنْ تَنْحَدِرَ ربيعةُ إلى العراقِ بدَهْرٍ!! بل أَبْعَدُ من هذا... إذْ كان خبرُهما قبل أنْ يَنْحدِرَ أكثرُ ربيعةَ من تهامةَ إلى نجدٍ!!

35 ـ قال الكاتبُ: [التداخل بين تغلب والنمر بن قاسط وغفيلة كبير جداً خصوصاً بعد الإسلام، وقد اشتركت النمر بن قاسط مع تغلب في أيامها مع قيس... ] ص 39

وهل مقاتلةُ النَّمِرِ بنِ قاسطٍ إلى جانبِ تغلب تَعْني أنَّ النَّمِرَ دخلُوا في عِدادِ تغلب وصارُوا يُنْسَبُونَ إليهم؟! ألَمْ يكُنِ القَيْسِيُّونَ الذين قاتلُوا ربيعةَ من كلِّ قبائلِ قيسٍ: من هوازنَ وسُلَيْمٍ وغطفانَ ومُحاربٍ وغَنِيٍّ... فهل يَرَى الكاتبُ أنَّ هؤلاءِ القَيْسِيِّينَ صارُوا جميعُهم سُلَمِيِّين أو عامرِيِّين أو غَطَفانِيِّين؟!! أيَرَى الكاتبُ أنَّ كلَّ قبيلةٍ رَبَعِيَّةٍ تَفْزَعُ إلى أختِها الرَّبَعِيَّةِ تكونُ قد دَخَلَتْ في نَسَبِها لذلك؟!

ومع هذا... فقد قاتلَتْ طوائفُ من بكرِ بنِ وائلٍ مع تَغْلِب، فهل هذا يَعْنِي أنَّ هؤلاءِ البَكْرِيِّين قد (دَخَلُوا) في تَغْلِب؟! ـ في حين أنَّ الكاتبَ سيقولُ لاحقاً: إنَّ تَغْلِب هي التي دَخَلَتْ في بكرِ بنِ وائلٍ!! ـ. لا أدري... ولكنَّ هذا الاستدلالَ هو إلى الهذيانِ أدْنَى!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:16 PM   #15
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 14 ـ

36 ـ قال الكاتبُ: [يقولُ القطامي الشاعر التغلبي في النمر بن قاسط وقد أصبحوا جزءاً من تغلب... ] ص 40

1 ـ لا أدري: من أين جاء الكاتبُ بـ[أصبحوا جزءاً من تغلب]؟! هل يَلْزَمُ من مَدْحِ القُطامِيُّ لهم أنْ يكونوا قد دَخَلُوا في تغلبَ؟!

2 ـ على أنَّ الكاتبَ أَسْقَطَ أبياتاً من القصيدةِ ما كان يَنْبَغِي له إسْقاطُها!! فهذه القصيدةُ قالَها القُطامِيُّ يَمْدَحُ بها تغلبَ قومَه والنَّمِرَ بنَ قاسطٍ وبكرَ بن وائلٍ، يقولُ:
ولَوْ ثَوَّبَ الدَّاعِي بشَيْبانَ زُعْزِعَتْ = رِمَاحٌ، وجَاشَتْ مِن جَوَانِبِها القِدْرُ
لُجَيْمِيَّةٌ خَرْسَاءُ أو ثَعْلَبِيَّةٌ = يَحُشُّ حُمَيَّاها المَسَاعِرَةُ الزُّهْرُ
هُمُ يَوْمَ ذِي قارٍ أَنَاخُوا فَجَالَدُوا = كَتَائِبَ كِسْرَى بَعْدَما وَقَدَ الجَمْرُ

فهذا ما أَسْقَطَ الكاتبُ، فهل يَرَى ـ أيضاً ـ أنَّ بني ثَعْلَبةَ بنِ عُكَابةَ وبني لُجَيْمٍ (أي: بكرَ بنَ وائلٍ كلَّها عدا يَشْكُرَ!) قد أصْبَحُوا ـ في زَمَنِ القُطامِيِّ ـ جُزْءاً من تغلبَ؟!

3 ـ وبنو النَّمِرِ بنِ قاسطٍ الذين عَثَى الكاتبُ في تاريخِهم وأنسابِهم لَمْ يَسْقُط نَسَبُهم ولَمْ يَدْرُج اسْمُهم، بل ظَلَّ كيانُهم القَبَلِيُّ مُتَماسِكاً إلى القَرْنِ الرَّابعِ؛ يقولُ ابنُ حَزْمٍ: "وكان فيهم عَدَدٌ وشَرَفٌ، ثم قَتَلَتْهُم القرامطةُ بعد الثلاثِ مئةِ؛ فافترَقُوا في قبائلِ العربِ، ولَمْ تَجْتَمِع لهم حِلَّةٌ بعدها".

4 ـ أمَّا صِلَتُهم ببني تَغْلِب... ففَضْلاً عن أنَّ النَّمِرَ عَمُّ بكرٍ وتَغْلب فقد كانت النَّمِرُ حُلَفاءَ لتَغْلِب منذ حَرْبِ البسوس، وفي حروبِ قيسٍ وتَغْلِب في صَدْرِ الإسلامِ ـ التي عاشَها الأخطلُ والقُطامِيُّ ـ فقد جاءَ النَّصُّ صريحاً في صِلَتِهم فقال شارحُ شعرِ الأخطلِ: "إنَّ جُشَمَ بنَ بكرٍ لَمْ تَجْتَمِع أحلافُهم من النَّمِرِ". ( وقع في هذا الموضع من شرح شعر الأخطل: "بكر بن جشم"، وهو تحريفٌ ).

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:16 PM   #16
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 15 ـ


37 ـ قال الكاتب: [من القادة العظام من بكر بن وائل... ربعي بن الأفكل العنزي فاتح الموصل والجارود العبدي] ص 41

1 ـ ربعيٌّ من عنزةَ بنِ أسدٍ، والجارود من عبد القيس، فهما ليسا من بكرِ بنِ وائلٍ!

2 ـ لَمْ يكُن ربعيٌّ فاتحَ الموصل، إنَّما كان مُقَدَّمَ الجيشِ الذي فَتَحَها.

38 ـ قال الكاتبُ: [لما فتحت العراق امتلأت حواضره... بالربعيين خصوصاً بكر بن وائل، وانتشروا ناحية الموصل حتى صارت تعرف تلك الأنحاء بديار ربيعة] ص 41

دخولُ الرَّبَعِيِّين إلى العراقِ كان في الجاهليَّةِ، وتَسْميةُ شمالِ العراقِ باسْمِ "ديار ربيعة" تَسْميةٌ جاهليَّةٌ قبل الإسلام.

39 ـ قال الكاتب: [ربيعة كلها مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وقعتي الجمل وصفين] ص 42

1 ـ أمَّا يَوْمُ الجملِ فكان مع عَلِيٍّ من ربيعةَ: عبدُ القيسِ وبكرٌ من أهل الكوفةِ، وكانت بكرُ البَصْرةِ ـ ورأسُهم مالكُ بنُ مِسْمَعٍ ـ مع الفريقِ الآخرِ، في حين كان بنو تغلبَ والنَّمِرُ بنُ قاسطٍ بعيدين عن هذه الأحداثِ كلِّها. فأين اجتماعُ ربيعةَ المزعومُ فيها؟!

2 ـ أمَّا يَوْمُ صِفِّينَ فكانت عبدُ القيسِ وبكرٌ مع عَلِيٍّ، في حين كانت تغلبُ والنَّمِرُ بنُ قاسطٍ مع معاويةَ. فأين اجتماعُ ربيعةَ المزعومُ فيها؟!

40 ـ قال الكاتبُ: [وكان شيخ اللهازم في هذه المعركة ـ أعني الجمل ـ مسلم بن عبد الله العجلي الذي أبلى بلاء حسناً وقتل فيها ] ص 42

وسَمَّاهُ الكاتبُ في ص 91 بـ[شيخ اللهازم المتوج]!! وما كان هذا "الشَّيْخُ المتوَّجُ" غير شابٍّ من أصحابِ عليٍّ رضي اللهُ عنه أَخَذَ المصحفَ فعَرَضَهُ على أصحابِ عائشةَ رضي اللهُ عنها فقَتَلُوه. وليس لمسلمٍ هذا ذِكْرٌ فيما نَظَرْتُ فيه من كتبِ التَّاريخِ والأنسابِ والرِّجالِ والأدبِ في غيرِ هذا الموقفِ! فما الذي حَمَلَ الكاتبَ على هذه المبالغاتِ السَّمِجَةِ؟!

أمَّا رايةُ ربيعةَ كلِّها يومَ الجملِ من أنصارِ عليٍّ فقد كانَتْ بيدِ حَسَّانَ بنِ مَحْدوجِ بنِ بشرِ بن خوطٍ الذُّهْلِيِّ، وليسَتْ إلى مُسْلِمٍ (شيخ اللهازم المتوَّج)!!


ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:17 PM   #17
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 16 ـ



41 ـ قال الكاتبُ: [كان لهذه الأحداث وتأثير الإسلام أغلب الأثر في زيادة لحمة الربعيين واندماجهم حتى أصبح مسمى (كذا) ربيعة هو الغالب على بكر بن وائل وحلفاءها (كذا)] ص43

يريدُ الكاتبُ أنْ يتعجَّلَ فيَقْطِفَ النَّتيجةَ التي طالَتْ مراوغتُه حولَها!

1 ـ اسْمُ ربيعةَ يُطْلَقُ على هذه القبائلِ الرَّبَعِيَّةِ كلِّها منذ الجاهليَّةِ، وظهورُ الإسلامِ وأحداثُ الفتنةِ لَمْ تَزِدْ شيئاً؛ فقد ظَلَّ الاسْمُ هذا بعيْنِه يُطْلَقُ على تلك القبائلِ بعيْنِها: لَمْ تَزِدْ ولَمْ تَنْقُصْ.

2 ـ وحَصْرُ الكاتبِ اسْمَ ربيعةَ في (بكر بن وائل وحلفائِها) تَوْطِئةٌ لأفكارِه القادمةِ! وهو حَصْرٌ خاطئٌ منذ البدايةِ؛ فأينَ تَغْلب؟! وأين النَّمِرُ بنُ قاسطٍ؟! وأين عبدُ القيسِ؟ وهؤلاءِ أكثَرُ من نِصْفِ ربيعةَ: ليسُوا في بكرٍ ولا من حلفائِها!

42 ـ قال الكاتبُ: [ويقابل ربيعة أيضاً مضر التي أصبحت هي الأخرى لحمة واحدة، ودرجت مصطلحات أخرى كالقيسية واليمانية في التاريخ لهذه القبائل في صدر الإسلام] ص 43



تذَكَّرْتُ قولَ ابنِ أبي عُيَيْنةَ المُهَلَّبِي:
لَقَدْ شَقِيَتْ قَحْطانُ طُرَّاً بِخالدٍ = فهَلْ لَكِ فيهِ يُخْزِكِ اللهُ يا مُضَرْ!!


فهذا الكاتبُ الذي طالَ عَيْثُه في تاريخِ ربيعةَ امْتَدَّ عَيْثُه وجَهْلُه إلى مُضَرَ فجاءَ بالعجائبِ!

1 ـ لا أدري ـ في البدءِ ـ ما مَعْنى قولِه: [درجت مصطلحات أخرى كالقيسية واليمانية] أيَعْنِي أنَّها (دَرَجَتْ) بمعنى: ماتَتْ وانْقَرَضَتْ، أم بمعنى: أصْبَحَتْ دارجةً مُسْتَعْملةً؟! فعبارةُ الكاتبِ القاصرةُ تُؤَدِّي كلا المعنيَيْنِ الخاطئَيْن!!

2 ـ وسواءٌ أأرادَ أنَّ اسْمَي (القَيْسِيَّة) و(اليمانِيَّة) ماتَ في صَدْرِ الإسلامِ أو اشْتُهِرَ وذاعَ في صَدْرِ الإسلامِ فكِلا الأمْرَيْنِ خطأ شنيعٌ؛ لأنَّ هذين الاسْمَيْنِ مَعْروفانِ في الجاهليَّةِ واسْتَمَرَّا في الإسلامِ قروناً طوالاً إلى قريبٍ من عَصْرِنا هذا: لَمْ يَمُوتا في صَدْرِ الإسلامِ ولَمْ يُولَدا فيه!

3 ـ وقولُه: إنَّ [مضر التي أصبحت هي الأخرى لحمة واحدة]...، فما مَعْنى هذا؟! أيَعْنِي أنَّ القبائلَ المُضَرِيَّةَ أصْبَحَتْ في صَدْرِ الإسلامِ قبيلةً واحدةً ودَخَلَ نَسَبُ بعضِها في بعضٍ؟! وما القبيلةُ التي دَخَلَتْ في أخواتِها المُضَرِيَّةِ: هل دَخَلَتْ قُرَيْشٌ في تميمٍ؟! أم انْضَوَتْ غَطَفانُ في هوازِنَ؟! أم ابْتَلَعَتْ أسَدٌ سُلَيْماً؟! أم التَحَمَتْ باهلةُ بالرِّبابِ؟! أم انْجَذَبَتْ مُحاربٌ إلى كنانةَ؟!

4 ـ وقولُه: [القيسية واليمانية في التاريخ لهذه القبائل] تَعْبيرٌ خاطئٌ وقاصرٌ قُصُوراً واضحاً؛ فالقبائلُ المُضَرِيَّةُ لا تُسَمَّى كلَّها بالقَيْسِيَّة في الجاهلِيَّةِ ولا في الإسلامِ، ولا تُسَمَّى باليمانِيَّةِ عند العاقلين ولا عند غيرِهم!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:17 PM   #18
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 17 ـ



43 ـ قال الكاتبُ: [ربيعة التي تلهزم معظم بطونها بعد الإسلام ودخلوا في اللهازم بما في ذلك بني (كذا) حنيفة التي أنهكتهم حروب الردة فهاجروا إلى العراق فيما بعد] ص 43

1 ـ قولُه: إنَّ معظم بطونِ ربيعةَ دَخَلُوا في اللَّهازمِ... قَوْلٌ بلا زِمَامٍ ولا خِطَامٍ؛ ففي الصَّفْحةِ التي تَلِي صَفْحتِه هذه يَسْتَشْهِدُ الكاتبُ بنَصٍّ من تاريخِ الطَّبَرِيِّ فيه: أنَّ قبائلَ بكرٍ تنازَعَتِ الرِّئاسةَ فكان اللَّهازمُ أربعَ قبائلَ كلُّها من بكرٍ إلا عنزة، والذُّهْلانِ أربعَ قبائلَ كلُّها من بكرٍ إلا ضُبَيْعةَ.

فهل دَخَلَ مُعْظَمُ ربيعةَ في اللَّهازمِ؟! أينَ تَغْلب والنَّمِرُ بنُ قاسطٍ وعبدُ القيسِ؟! بل أين الذُّهْلانِ وهم أَكْثَرُ بطونِ بكرٍ عَدَداً؟!

2 ـ أمَّا قولُه: إنَّ بني حنيفةَ هاجرُوا إلى العراقِ بعد حروبِ الرِّدَةِ... فلا أدري ما الذي أَوْقَعَ الكاتبُ في هذا الخطأ الشَّنيعِ: أهو الجَهْلُ أم التَّوْطِئةُ لأفكارِه القادمةِ؟!

وهذا مُوجَزُ تاريخِ بني حنيفةَ في بلادِها اليمامةِ من بعد حروبِ الرِّدَةِ إلى مطالعِ التَّاريخِ النَّجْدِيِّ الحديثِ: قام في اليمامةِ سنةَ 65 هـ نَجْدَةُ بنُ عامرٍ الحَنَفِيُّ الخارِجِيُّ وامْتَدَّ سُلْطانُه فشَمِلَ اليمامةَ والبحرين وعُمَانَ واليمنَ والطائفَ حتى قُتِلَ سنة 73 هـ. وبعد قَتْلِ الوليدِ بنِ يزيدَ بنِ عبدِ الملكِ سنة 126 هـ قام بنو حنيفةَ في اليمامةِ فطَرَدُوا واليَها من قِبَلِ الأموِيِّين ووقعَتْ بينهم وبين القبائلَ المُضَرِيَّةِ وقائعُ مَشْهورةٌ ولَمْ تَسْتقِرَّ البلادُ حتى استولى العَبَّاسِيُّون على اليمامةِ سنة 131 هـ. وفي القَرْنَينِ الثَّالثِ والرَّابعِ يَسْتطيعُ الباحثُ أنْ يُجَرِّدَ أسْماءَ العَشَراتِ من القُرَى الحَنَفِيَّةِ في اليمامةِ إنْ نَظَرَ في كتبِ البُلْدانِ كـ(بلاد العرب) و(صفة جزيرة العرب) وغيرِهما. وفي القَرْنِ السَّادسِ يَفْتَخِرُ الشَّاعرُ الرَّبَعِيُّ عليُّ بنُ المُقَرِّبِ العُيُونِيُّ بأنَّ أمَّه من بني حنيفةَ ويَذْكُرُ أنَّه نَشَأ في كَنَفِ أخوالِه في بلادِهم حَجْرِ اليمامةِ. وفي سنة 732 هـ يَمُرُّ الرَّحالةُ ابنُ بطوطةَ بحَجْرِ اليمامةِ فيقولَ: "يَسْكنُها طوائفُ من العربِ، وأكثرُهم من بني حنيفة، وهي بَلَدُهم قديماً". وفي سنة 850 هـ تَجِدُ ذِكْرَ الدُّروع وآل يزيد والمردة ـ وكلُّهم من بني حنيفةَ ـ في بلادِهم اليمامةِ.

فهذه ثمانيةُ قرونٍ متعاقبةٍ متَّصلةٍ، لَمْ يَغِبْ فيها اسْمُ بني حنيفةَ عن بلادِهم اليمامةِ، فمِن أيِّ كيسٍ أَخْرَجَ الكاتبُ (هجرة بني حنيفة إلى العراق)؟!!

44 ـ قال الكاتبُ: [من الشواهد على هذه الاندماجات ما ذكره الطبري وغيره حول تنازع الرئاسة على بكر بن وائل بين مالك بن مسمع وأشيم بن شقيق... (ثم أوْرَدَ نَصَّ الطَّبَرِيِّ) (و) نلحظ دور اللهازم وعنزة على وجه الخصوص في ترجيح كفة أشيم كرئيس على بكر كلها بما فيها اللهازم] ص 44

أقولُ قبل مناقشةِ كلامِه: أَشْيَمُ من بني سَدُوسٍ من ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبةَ وهو شيخُ الذُّهْلَيْنِ، ومالكٌ من بني قيسِ بنِ ثَعْلَبةَ وهو شيخُ اللَّهازمِ.

1 ـ لا أدري: كيف يكون هذا الخبرُ شاهداً على (الاندماجات)؟! فالخبرُ فيه أنَّ اللَّهازمَ أَبَوا رئاسَةَ أَشْيَمَ حتى تواقَفُوا للقتالِ، والكاتبُ يقول: انْدَمَجُوا!

وحين جَمَعَهُم يزيدُ بنُ معاويةَ على رئاسةِ أَشْيَمَ لَمْ يَطُلْ هذا الاجتماعُ؛ فبعد مَوْتِ يزيدَ واضْطرابِ أمْرِ العراقِ تَرَكَ بنو بكرٍ أَشْيَمَ ورَأَّسُوا عليهم مالكَ بنَ مِسْمَعٍ.

2 ـ ولَوْ جارَيْنا الكاتبَ فقُلْنا كقَوْلِه: انْدَمَجُوا...، فأيُّ البَطْنَيْنِ سيَغْلِبُ: اللَّهازمِ أم الذُّهْلَيْنِ؟ قال الكاتبُ: إنَّهم اللَّهازمُ. وهذا من أَعْجَبِ ما يُقالُ!! لأنَّ الذي سادَ على بكرٍ وحلفائِها بعد هذا النِّزاعِ هو أَشْيَمُ، وهو من الذُّهْلَيْنِ!!

3 ـ ويقولُ الكاتبُ: [نلحظ دور اللهازم... في ترجيح كفة أشيم]، وهذا عَجَبٌ من العَجَبِ!! فلماذا تُرَجِّحُ اللَّهازمُ أَشْيَمَ الذُّهْلِيَّ على شَيْخِ اللَّهازمِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ؟!

4 ـ أمَّا دَوْرُ عنزة الذي أشارَ إليه الكاتبُ...؛ فليس لعنزةَ أيُّ دَوْرٍ! لأنَّهم اختارُوا عِمْرانَ بنَ عصامٍ العنزيَّ لفَضْلِه وشَرَفِه ورجاحةِ عَقْلِه، ولَمْ يَخْتارُوه لأجْلِ قبيلتِه.

45 ـ قال الكاتبُ: [وقد وصف الفرزدق بني حنيفة بالعبودية بعد دخولهم في أخوتهم عجل بن لجيم في اللهازم، يقول:
عجبت لعجل إذ تهاجي عبيدها= كما آل يربوع هجوا آل دارم
قال أبو الفرج الأصفهاني: (يعني بعبيد بني عجل قبيلة بني حنيفة)] ص 45

1 ـ ما صِلَةُ الأبياتِ بحِلْفِ اللَّهازمِ؟! هل إذا هَجَا شاعرٌ قبيلةً فقال: (هؤلاءِ عبيدٌ لإخوتِهم) يكونُ مُرادُه: إنَّهم دَخَلُوا في نَسَبِهم؟! يقولُ عمارةُ بنُ عقيلِ بنِ بلالِ بنِ جريرٍ التَّميميُّ في هجاءِ بني عَمْرو بنِ تميمٍ:
وشَرُّ جَزَاءِ ذِي نُعْمَى جَزَتْنَا = بَنُو عَمْرو، إذا اُحْتُمِلَ الجَزَاءُ
مَنَعْنَاهُمْ بَنِي سَعْدٍ، وعَمْرو = عَبِيدُ عَصًا لِسَعْدٍ أو إمَاءُ

فجَعَلَ بني عمرو عبيداً لبني سعدِ بنِ زيدِ مناةَ، ولَمْ يَكُن بينهما حِلْفٌ، إنَّما الحِلْفُ بين بني عمرو وبني مالكِ بنِ زيدِ مَنَاةَ.

2 ـ وبيتُ الفرزدقِ أسهلُ من أنْ يتيهَ فيه فَهْمٌ؛ فهو يقولُ: حنيفةُ عبيدٌ لإخوتِهم عِجْلٍ كما أنَّ يربوعاً عبيدٌ لإخوتِهم بني دارمٍ. فليس في البيتِ دخولٌ في نَسَبٍ ولا خروجٌ من نَسَبٍ!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:18 PM   #19
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 18 ـ



46 ـ قال الكاتبُ: [بعد ذلك دخلت كل بطون بكر بن وائل في حلف اللهازم بما فيهم الذهلين وحلفاءهم] ص 45

قولُه: [بعد ذلك]، لا يدري القارئُ: بعد ماذا؟! لأنَّ الكاتبَ كان يتحدَّثُ عن وقعة الجملِ ثم وقعةِ صِفِّين ثم أحداثِ سنة 64 هـ ثم جاء بهذه الكلمةِ. فهل يَعْنِي الكاتبُ: بعد أحداثِ سنة 64 هـ؟ إنْ كان أرادَ هذا فقد أخطأ؛ لأنَّه اسْتَشهَدَ بعد كلمتِه هذه بنَصِّ أبي الفَرَجِ يَذْكُرُ فيه دخولَ بني حنيفةَ في اللَّهازمِ. والكاتبُ يقولُ في ص 43: [اشتركت حنيفة مع اللهازم في وقعة صفين]! فدخولُ حنيفةَ في اللَّهازمِ كان (قبل ذلك) وليس (بعد ذلك)!!

أمَّا إنْ أرادَ الكاتبُ لـ[بعد ذلك] أنْ تكونَ مُمْتدَّةً من سنة 64 هـ إلى القرنِ الخامسِ ـ كما سيأتي ـ فهو: عِلْمٌ أَشْبَهُ بالجَهْلِ! وتَحْديدٌ كأنَّه لا تَحْديدَ! وتَسَلْسلٌ تاريخيٌّ مُعَلَّقٌ بين الدَّعاوَى والجَهْلِ!

47 ـ ثم يَسْتشهِدُ الكاتبُ بنَصِّ أبي الفرجِ: عن تلَهْزُمِ حنيفةَ... ص 45ـ 46

1 ـ هذا النَّصُّ ليس فيه ما يَدُلُّ على دخولِ (الذهلين وحلفاءهم) ـ كما قال الكاتبُ قبل سَطْرٍ واحدٍ من استشهادِه ـ!! فكلُّ ما في النَّصِّ: أنَّ بني حنيفةَ دَخَلُوا في اللَّهازمِ، ودَخَلَ مَعَهُم: بنو مازنِ بنِ جُدَيِّ بنِ مالكِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ بكرِ بنِ وائلٍ وبنو قيسِ بنُ عُكابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ بكرٍ، وهؤلاءِ لَيْسُوا من الذُّهْلَيْنِ ولا مِن حُلَفائِهم!!

2 ـ وفي نَصِّ أبي الفرجِ الذي استشْهَدَ به الكاتبُ عددٌ من الأخطاءِ مَرَّتْ سلاماً على الكاتبِ! وهذا بيانُها:

أ ـ قولُه: (بنو مازنِ بنِ جُدَيِّ بنِ مالكِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ)...؛ وهذا وَهْمٌ، وصوابُه: بنو زِمَّانَ بنِ مالكِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ. وبنو زِمَّانَ هؤلاءِ من اللَّهازِمِ.

ب ـ قولُه: (قال موسى بن جابر الحَنَفِيُّ السُّحَيْمِيُّ بعد ذلك في الإسلامِ)...؛ فموسى ليس من بني سُحَيْمٍ، وإنَّما هو من بني عُبَيْدِ. وهو شاعرٌ نَصْرانيٌّ مُخَضْرمٌ.

ج ـ أبياتُ موسى بنِ جابرٍ لا تدلُّ على دخولِ حنيفةَ في اللَّهازِمِ، وإنَّما هي بضِدِّ ذلك؛ إذ تُؤكِّدُ أنَّ حنيفةَ منعزلونَ عن بكرٍ لَمْ يُحالِفُوا غيرَ سيوفِهم! فهي تدُلُّ على أَمْرِهم في الجاهليَّةِ لا في الإسلامِ.

3 ـ ويَبْقَى من أخطاءِ هذا النَّصِّ خطأُ الكاتبِ في بيتِ الحَنَفِيِّ: أَسْقَطَ منه كلمةً! وصوابُه: "سُوَى بين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِزْرِ". أَسْقَطَ (قَيْساً) الأولى.

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:18 PM   #20
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 19 ـ



48 ـ قال الكاتبُ: [يقول البري... (واللهازم: عنزة بن أسد بن ربيعة، وعجل بن لجيم، وتيم الله، وقيس، وذهل بنو ثعلبة بن عكابة، ثم تلهزمت حنيفة بن لجيم، فصارت معهم. والذهلان: شيبان وذهل ابنا ثعلبة بن عكابة) ] ص 46

وهذا من عجائبِ الكاتبِ!! فالذي في النَّصِّ ذِكْرُ اللَّهازمِ ثم أَتْبَعَهُ بذِكْرِ الذُّهْلَيْنِ. إلا إنْ تَعَثَّرَ فَهْمُ الكاتبِ فظَنَّ قولَ البري: (والذُّهْلانِ...) مَعْطوفاً على قولِه: (عنزة...)!!

أمَّا الذي وَقَعَ فيه البري حين جَعَلَ بني ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبةَ من اللَّهازمِ فخطأٌ مَحْضٌ لا يُعَوَّلُ عليه. ولا أظُنُّ الكاتبَ غافلاً عن كثيرٍ من النُّصوصِ التي أخطأَتْ في ذِكْرِ اللَّهازمِ: فبعضُها قَصَرَ اللَّهازمَ على بني تَيْمِ اللاتِ بنِ ثَعْلَبةَ، وبعضُها أَدْخَلَ مع تَيْمِ اللاتِ حُلَفاءَهم عِجْلَ بنَ لُجَيْمٍ، وبعضُها أَسْقَطَ عِجْلاً وجَعَلَ اللَّهازمَ: قيساً وتَيْمَ اللاتِ ابنَيْ ثَعْلَبةَ، وهذه النُّصوصُ وغيرُها أَخْرَجَتْ عنزةَ من اللَّهازمِ! فهذه نصوصٌ متضاربةٌ، فيها زيادةٌ ونَقْصٌ، فعلى الباحثِ المحقِّقِ أنْ يَسْلُكَ المنهَجَ العِلْمِيَّ لتَحْقيقِ هذا التَّداخلِ والاضطرابِ.

فالذي لا مَعْدَى عنه هو أنَّ اللَّهازمَ أربعُ قبائلَ: تَيْم اللاتِ وقَيْسِ ابنا ثَعْلَبة وعَجْلُ بنُ لُجَيْمِ وعنزةُ ـ كلُّها من بكر إلا عنزةَ ـ، والذُّهْلان: ذُهْلٌ وشَيْبانُ ابنا ثَعْلَبَة ويَشْكُرُ وضُبَيْعةُ ـ كلُّها من بكر إلا ضُبَيْعةَ ـ.

وما كان يَنْبغي للكاتبِ أنْ يتتبَّعَ أوهامَ المؤلِّفينَ ليَصْطَنِعَ منها تاريخاً وأنساباً: أصْلُها خَطَأٌ وفَرْعُها تَزَيُّدٌ وتَلْفيقٌ! ومَن كان هذا صُنْعُه فهو أحَدُ اثنين: إمَّا فاقدٌ للمنهَجِ العِلْمِيِّ وإمَّا غاشٌّ مُدَلِّسٌ!

49 ـ قال الكاتبُ: [يتضح لنا من خلال النصوص السابقة أن بطون بكر كلها دخلت في اللهازم] ص 46

ليسَتْ نصوصاً؛ إنَّما هي نَصَّانِ! وليس فيهما دليلٌ على ما ذَهَبَ إليه: فأوَّلُهما خارجٌ بالكُلِّيَّةِ عن المسألةِ، والآخرُ خطأٌ مَحْضٌ.

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
موضوع مغلق
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شروط النقد ؟؟ صفوق الدهمشي العنزي المقالات والبحث العلمي 2 08-20-2011 08:20 PM
الخوف من النقد ؟ صفوق العنزي المقالات والبحث العلمي 11 05-09-2011 11:15 AM
موقع مميز لكتاب الله: رياض بن سالم منزل العنزي المنتدى العام 7 04-03-2010 05:22 PM
موقع مميز لكتاب الله: رياض بن سالم منزل العنزي المنتدى العام 0 03-27-2010 06:46 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 02:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009