قبل الدخول في علم التاريخ والانساب نقوم بشرح بعض الامور التي طرحت من قبل الأخوان في مفهوم بعض الحزبيات
القومية وتاثيرها على المجتمع الشعبي في جميع بلاد المسلمين عامة . ومنظور الشرع فيها .
تعريف عناصر القومية العربية
أختلف الدعاة إليها في عناصرها . فمن قال أنها النسب . واللغة العربية . ومن قال إنها اللغة فقط . ومن قال إنها اللغة مع المشاركة في الآلام والآمال
وتبين ماسبق ذكره أن الدين ليس من عناصرها , وأنها تحترم الاديان
من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة إلى القومية العربية : هو أنها سلّم إلى موالاة كفار العرب وملاحدتهم من أبناء غير المسلمين واتخاذهم بطانة والاستنصار بهم..ومعلوم من هذا الفساد الكبير والمخالفة لنصوص القرآن الكريم والسنة الدالة على وجوب بغض الكافرين من العرب وغيرهم ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة..إستناداً إلى قول الله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولّهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة..} . سبحان الله ما أصدق قوله وأوضح بيانه ، هؤلاء القوميون يدعون إلى التكتل حول القومية العربية مسلمها وكافرها ، يقولون : نخشى أن تصيبنا دائرة ، نخشى أن يعود الاستعمار وأن يطمع الغرب فينا..نخشى أن تسلب ثرواتنا بأيدي أعدائنا ، فيوالون لأجل ذلك كل عربي من يهود ونصارى ومجوس ووثنيين وملاحدة وغيرهم تحت لواء القومية العربية ،ويقولون : إن نظامها لايفرق بين عربي وعربي وإن تفرقت أو اختلفت أديانهم ، فهل هذا إلا مصادمة لكتاب الله و مخالفة لشرع الله وتعدٍ لحدود الله وموالاة ومعاداة وحب وبغض على غيردين الله؟..، فما أعظم ذلك من باطل وما أسوأه من
منهج ..القرآن يدعو إلى موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين أينما كانوا وكيفما كانوا، وشرع القومية العربية يأبى ذلك ويرفضه ويخالفه ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ويقول الله سبحانه وتعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة } إلى قوله تعالى { ومن يفعله منكم فقد ضلُ سواء السبيل }.
ونظام القومية يقول : كلّهم أولياء مسلمهم وكافرهم.. والله تعالى يقول : { لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم }..، وشرع القومية وشرع دعاتها يقول : اقصوا الدين عن القومية ، وافصلوا الدين عن الدولة ، وتكتلوا حول أنفسكم وقوميتكم حتى تدركوا مصالحكم وتستردوا أمجادكم ، وكأن الإسلام وقف في طريقهم وحال بينهم وبين أمجادهم..؟
هذا والله هو الجهل والتلبيس وعكس القضية وإنه لبهتان عظيم..وكيف يجوز في عقل عاقل أن يكون أبو جهل وأبو لهب وعقبة ابن أبي معيط والنضر بن الحارث وأضرابهم من صناديد الكفار في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يومنا هذا إخوانا وأولياء لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة ومن سلك نهجهم وسبيلهم من العرب إلى يومنا هذا..؟
هذا والله أبطل الباطل وأعظم الجهل.. وشرع القومية ونظامها يوجب هذا ويقتضيه وإن أنكره البعض من دعاتها جهلاً أو تجاهلاً و تلبيسا..، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اخي ذيب الشويرد
كفيت ووفيت لاعدمناك واسمح لي اضافه
اخرى على ماتفضلت به بخصوص القوميه والقوميه العربيه با الذات هي ابتدعت من قبل تيارات فكرت كثيرا قبل الدعوه الى القوميه وابتدعت كي تكون بديلا عن الدين والاخوه الدينيه
والترابط الاسلامي وكذلك لااقتلاع القبيله والعشيره والترابط الاسري والنسب وصلة الرحم
كي يسهل على هولاء قيادة الشعوب تحت شعارات وهميه براقه وهي با الاساس للاستعباد
الشعوب بعد تفككهم دينيا وواجتماعيا ومن ثم استخدامهم لتحقيق مجد مزيف لحساب ثلة تطفوا
على السطح تارة وينقلب عليها رفاقهم تارة اخرى
لاتربطهم ببعضهم اي رابطه عرقيه او دينيه او نسب او اخلاق حتى
أختلف معك أخي متعب : في عملية أن المستشرقين هم الذين أهتموا في إصول وتاريخ قبائل بلاد العرب
وذلك لإن حضارة العرب سبقة إروبا في جميع مجالات العلم وكانت النور الذي أضاء بلاد الفرنجة واليك بعض المعلومات التي تهم كل قارئ ومستطلع في أمور التاريخ
من القرن الخامس الميلادي حتى أواخر القرن الرابع عشر الميلادي فترة من تاريخ أوروبا النصرانية يسمونها هم ( العصور الوسطى ) ويعدونها عصورا مظلمة حيث كانت شعوب الفرنجة تعيش حياء همجية بائسة في ظلال كنيسة متسلطة مستبدة ولكن كان أبرز حدث في تاريخ هذه الفترة هي تلك النافذة التي فتحت في جنوب أوروبا الغربي لتطل منه على الحضارة الإسلامية وذلك بوصول طلائع المسلمين إلى الأندلس وإقامتهم صرح الحضارة الإسلامية فيها والتي امتدت إلى أواخر القرن الرابع عشر الميلادي أي حوالي سبعة قرون
كانت فيها الأندلس مركزا حضاريا في هذا الجزء من أوروبا يشع عليها آثاره في زحف هادئ في معظم الأحيان ثم في صورة هجمات قوية كادت تخترق فرنسا إلى قلب أوروبا في أحيان أخرى.
وكان لهذه الحضارة الإسلامية أثر كبير على حياة الشعوب الأوروبية فأخذ الفرنجة يرتادون الأندلس كمركز حضاري ثقافي عظيم ينهلون فيه من مناهل العلوم و الحكمة ويكفي أن نتصور قرطبة - أعظم حواضر الأندلس الإسلامية - وقد أضحت مكونة من مائتين وخمسين ألفا من القصور والمساكن الراقية يسكنها ألف ألف من المسلمين والنصارى واليهود، وأنه كان فيها دكان النسخ الواحد يستخدم مائة وسبعين جارية في نقل المؤلفات النادرة لطلاب الكتب، وأنه كان في قصر الخليفة أربعمائة ألف كتاب[1].
ومهما وصفنا أو أثنينا على حضارتنا تلك فإن شهادة الأوروبيين أنفسهم أبلغ في هذا المجال فلنستمع للكاتب الأسباني بلاسكو أبانيز يقول في كتاب له اسمه ظلال الكنيسة:
في خلال سنتين اثنتين استولى الغزاة على ملك قضى مستردوه سبعة قرون كاملة في استرداده، ولم يكن في الواقع فتحا فرض على الناس برهبة السلاح بل حضارة جديدة بسطت شعابها على جميع مرافق الحياة، ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمنا عن فضيلة حرية الضمير وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع النهود ولم يخش المسجد معابد الأديان التي سبقته فعرف لها حقها واستقر إلى جانبها غير حاسد لها ولا راغب في السيطرة عليها ونمت على هذا ما بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر أجمل الحضارات وأغناها في العصور الوسطى، في الزمن الذي كانت فيه أمم الشمال فريسة للفتن الدينية والمعارك الهمجية يعيشون عيشة القبائل المستوحشة في بلادهم المتخلفة، وبينما كانت شعوب الفرنجة والسكسون والجرمان يعيشون في الأكواخ ويعتلي ملوكهم وأشرافهم قمم الصخور في القلاع المظلمة ومن حولهم رجال هم عالة عليهم يلبسون الزرد ويأكلون طعام الإنسان الأول قبل التاريخ كان العرب الأندلسيون يشيدون قصورهم القوراء ويرودون الحمامات للمساجلة في مسائل العلم والأدب وتناشد الأشعار وتناقل الأخبار. ا -هـ[2] .
ويقول ستانلي لاين بول المؤرخ الإنكليزي واصفا تلك الحضارة بعبارة موجزة مملوءة بالمعاني " " إن حكم عبد الرحمن الثالث الذي قارب خمسين سنة أدخل على أحوال إسبانيا تجديدا لا يلم الخيال - على أجمع ما يكون - بحقيقة فحواه " [3] ا-هـ.
وكانت هناك نافذة أخرى فتحت أمام أوروبا من الشرق وهي الحملات الصليبية على بلاد الإسلام فقد جلب الصليبيون معهم إلى أوروبا كثيرا من عادات المسلمين وأزيائهم وأنماط حياتهم ووسائلهم في الحرب والبناء فارتفعت الحصون والقلاع والكنائس في أوروبا متخذة في أشكالها هندسة البناء الشرقي الإسلامي، هذا إلى جانب ما حملوا هم أو حمله إليهم سفراء المسلمين وبعثاتهم من أنواع الثقافة وتحت الحضارة الإسلامية في العصور المختلفة حتى عصر العثمانيين.ولا شك أن عالم الكنيسة النصرانية أيقن أن زحف المسلمين هذا لم يكن زحفا عسكريا فحسب، بل كان حضارة تمتد وتبسط نفوذها وتنشر معالمها في كل بقعة تصل إليها فتغير من حياة الشعوب وأفكارهم وعقائدهم وأسلوب حياتهم …
[1] أثر العرب في الحضارة الأوروبية للعقاد ص115-119 ( ط دار المعارف بمصر 1963 ) .
[2] أثر العرب في الحضارة الأوروبية للعقاد ص115-116.
انا لم اختلف معك في هذا الطرح الجميل اخي ذيب . انا لم اتطرق الى المستشرقين الموضوع الذي اقصده القوميه الحديثه التي ولدت الاحزاب
مابعد سايكس بيكو في الوطن العربي وتشرذمت
الامه. اما الحضارة الاسلاميه فلاغبار عليها خلال
الحقبه التي انت اعطيتها حقها من الوضوح نعم
لاخلاف في ذلك وانا اقصد كما ذكرت لك
نبدأ الأن في عملية هذا البحث القيم في فهم هذا العلم الذي يدرس خفايا بعض الباحثين القدماء والمعاصرين في دراسة
هذا العلم , ونرجوا من جميع الأعضاء المشاركة .
معني التاريخ بمفهومنا العصري
يقصر أغلب المؤرخين معني التاريخ علي بحث واستقصاء حوادث الماضي , وفي اللغة العربية فالتأريخ والتاريخ والتوريخ يعني الأعلام بالوقت ( وقد يدل تاريخ الشيء علي غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه ، ويلتحق به ما يتفق وقوعه من الحوادث والوقائع الجليلة ) ( وهو فن يبحث عن وقائع الزمان من ناحية التعيين والتوقيت وموضوعه : الإنسان والزمان ومسائله : أحواله المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة للإنسان وفي الزمان) .. هذا ما ردده المؤرخون العرب ..
وإذا أردنا أن نعبر عن معني التاريخ بمفهومنا العصري فالتاريخ هو رصد حركة الإنسان علي الأرض. وحركة الإنسان علي الأرض منذ وجد تتلخص في كلمة واحدة هي ( الصراع ).. صراع الإنسان مع أخيه الإنسان وصراعه مع عناصر الطبيعة من ظروف أحاطت به وتمكن من استخدامها لمصالحه ..
وصراع الإنسان مع نفسه بدأ منذ هبوط آدم للأرض إذ قال له ربه (قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )( الأعراف 24 ) . وعداء الإنسان لنفسه تجلي في قتل قابيل بن آدم لشقيقه هابيل حيث كانت أول حادثة قتل وأول حرب عالمية عرفتها الكرة الأرضية . ثم تكاثرت ذرية آدم وتكاثر معها الصراع بين أبناء آدم وهو صراع أثبت أن أعدى أعداء الإنسان هو الإنسان ، ولا يزال الصراع الإنساني محور التاريخ الإنساني ، والحرب هي قمة الصراع الإنساني ، ولا تكاد تنطفيء نار الحرب في مكان إلا وتدق طبولها في مكان آخر .
وصراع الإنسان ضد عوامل الطبيعة يتجلى في محاولته المستمرة لاستخدامها في منفعته وتحويلها إلي صالحه تجسيدا لمعني التسخير . فالله تعالي قد سخر للإنسان الأرض وما عليها من مادة جامدة ومادة حية بل وسخر له السماء وأجرامها , والإنسان بما أوتي من عقل وذكاء واستخلاف في الأرض يمكنه أن يستخدم عناصر الأرض والسماء في الخير والبناء ، ولكن الزيغ عن منهج الله تعالى جعل الإنسان في تقدمه العلمي يستخدم طاقته المبدعة في التدمير؛ تدمير الطبيعة وتدمير أخيه الإنسان . ولكن صراع الإنسان مع الطبيعة ومع أخيه الانسان هو الذي مكنه من الاختراع ، وبالاختراع كان البناء والتقدم .
وهكذا فعلم التاريخ هو الذي يرصد حركة الإنسان علي هذه الأرض منذ أن وجد ، سواء أتحرك بالعداء والحرب مع أخيه الإنسان أو تحرك بصراعه نحو إخضاع الجبال والمناخ وبناء المدن وشق الطرقات والأنفاق وتأسيس الحضارة . وتجمع دراسة التاريخ بين الجانبين معا إذ لا يخلو الإنسان من نوازع الخير والشر معا ، فحين نبحث تاريخ أمة نتعرض لعلاقاتها بالأمم المجاورة إما سلما وإما حربا ونبحث أيضا حضارتها المتمثلة في نشاطها المعماري والعلمي والثقافي .
ومن ناحية أخري فالتاريخ هو الذاكرة البشرية ،إذ يمتاز الإنسان عن باقي المخلوقات في هذا الكوكب بأنه يختزن المعلومات الماضية في عقلة ويستفيد بها ويتعلم منها ، فقد وصل الإنسان للأرض متأخرا عن الأجيال المتنوعة من الحيوانات ، ومع ذلك فقد سيطر عليها وهي أشد منه قوة وبأسا ، بل لم يلبث أن سيطر علي كوكب الأرض نفسه وتطلع للمزيد ، وهذا لان الإنسان لا يعيش فقط حاضره وإنما يستفيد بمنجزات ماضيه ويعمل من أجل تطوير مستقبله .
أما الحيوان فمنذ أن وجد فهو يعيش في الحاضر فقط ولا يدري شيئا عن الماضي أو المستقبل ، فالأسد مثلا منذ ملايين السنين لم يتغير أسلوب حياته , والفأر لا يزال يسقط في المصيدة التي سقط فيها أسلافه منذ مئات السنين , وبهذه الخبرة التي يكتسبها الإنسان ويطور بها حياته تحكم في الحيوان الذي لا يعيش في أكثر من حاضره ..
والتاريخ هو التجسيد الفعلي للخبرة الإنسانية ؛ فالتاريخ هو رصد حركة الإنسان في الماضي ليستفيد منها الإنسان في الحاضر والمستقبل . ويقرر التاريخ الحضاري للإنسان أنه استفاد من تجاربه السابقة فتطورت حضارته بالتجديد المستمر والاختراع بحيث تعاظم الفارق بين إنسان القرن العشرين والإنسان الأول البدائي في الغابات والكهوف .
ولا يزال الإنسان في عصرنا يواصل مسيرته في الاختراع ليصل بها فى المستقبل للكواكب الأخرى ، وحينئذ سيتعاظم الفارق بيننا وبين إنسان المستقبل ، ولولا أن الإنسان يستفيد بتجارب السابقين ويبني عليها لما وصل إلى هذا التقدم المستمر ، والاستفادة بتجارب السابقين تعني دراسة التاريخ الحضاري للسابقين ومحاولة تطويره ودفعه للأمام . وهكذا فالتاريخ وثيق الصلة بالتقدم الحضاري .
ومع الآسف فان الإنسان استفاد كثيرا في صراعه مع الطبيعة من خبرته وذاكراته وتاريخه الحضاري بينما لم يستفد مطلقا من تجارب السابقين في تحسين علاقته بأخيه الإنسان والتخفيف من صراعه مع أخيه الإنسان ؛ فلا تزال الحرب هي نشاطه الأساسي الذي يحشد في سبيلها كل امكاناته بل ويستخدم تقدمه العلمي في اختراع المزيد والمزيد من أسلحة الدمار التي ستقضي عليه وعلي إنجازاته بل وربما علي الكوكب الذي يعيش عليه .
ويرجع ذلك إلي ابتعاد الناس عن منهج الله حين استخلف أبناء آدم علي الأرض وسخر لهم امكاناتها وأعطاهم العقل المفكر ثم أرسل لهم الرسل ليستغلوا العقل والامكانات للخير فكان أن استخدموها للتدمير والظلم وحرب الله تعالي..
ووظيفة المؤرخ أن يذكر الناس دائما بما حاق بالسابقين حين عتوا وظلموا وكفروا ، فالمؤرخ هو ضمير المجتمع والحارس علي الفضائل فيه ، فواجب عليه أن يدعو الناس للاستفادة من عبر الزمان في عصرنا الذي تتكدس فيه وسائل التدمير التي تهدد بالقضاء علي حضارة الإنسان وتراثه وتاريخه ..
هذا ..
ولقد عرف الإنسان الأول البدائي علم التاريخ بمعناه البسيط حين أخذ يقص علي أبنائه قصص أسلافه ممتزجة بالأساطير والخرافات , ثم تطور التعبير عن تاريخ الأسلاف ليأخذ شكل التدوين البدائي بالرسم والنقش علي الكهوف إلي أن اخترعت الكتابة حيث سجل بها العظماء مآثرهم ومفاخرهم ، ثم إذا نشأت الحضارات القديمة والمباني الضخمة كان التاريخ هو الذي يرصع جنبات هذه المؤسسات يحكي عن أمجاد الحكام وتقديسهم ومختلف أحوالهم ..
وتمضي الحضارة قدما وينتشر العلم والمؤلفات ويتعين علي التاريخ أن يصحب تقدم الإنسان في كل عصر يسجل أعماله وأقواله . وهكذا يزداد الاعتماد أكثر وأكثر علي تدوين التاريخ بينما تتضاءل الرواية الشفهية كلما ازداد تقدم الإنسان .
إلا أن التقدم الإنساني لا يعني أن تنعدم الرواية الشفهية للتاريخ جملة وتفصيلا ، فالتقدم الحضاري العالمي يتفاوت بين مجتمع وآخر ؛ ففي عصرنا الراهن لا تزال هناك جماعات رعوية أو تعيش علي الصيد في أواسط أفريقيا وغابات أمريكا الجنوبية لم تتغير حياتها كثيرا عن أسلافها الأوائل ، بل إنه في الدولة الواحدة تتفاوت درجة الحضارة بين الريف والمدن وبين المدن بعضها البعض ، وفي ربوع ريفنا لا تزال تسمع الأب يحكي لأبنائه الصغار سيرة آبائه الأوائل وما كان لهم من فضائل ومآثر ،وهو بذلك لا يختلف كثيرا عن الإنسان البدائي الذي لم يعرف غير هذا الطريق في سرد تاريخ السابقين ..
وتبقي الرواية الشفهية للتاريخ ما بقيت هناك مجتمعات متخلفة علي ظهر الأرض وقد جاء لها وقت كانت هي الطريق الأساسي لرواية التاريخ كما كان في العصر الجاهلي الذي عاشه العرب قبل الإسلام .
اخي ذيب الف شكر لك
لكن عندي تعقيب على بعض النقاط التي اشرت اليها وهي الروايه
ولنفرض الروايه المتواتره .
طيب لولم نعترف با الروايه . فان الاحاديث تم تدوينها بعد كم من سنه ممكن بعد مائة سنه ودونت بناء على روايات من فلان عن فلان سمع فلان يقول . ودونت وتداخلت الروايات وصنفت الى درجات . من الصحه اما الاحداث والوقائع المتواتره كذلك تبقى
روايات .
التاريخ الاسلامي متى كتب . مثلا -- الموضوع لو قلنا جهل فقد نكون اجحفنا قليلا لما ذا . لان الامكانيات للتعليم وامكانيات وجود الوسائل معدومه . ولولا وعد الحق بحفظ القرآن والهم رسوله وعملوا الصحابة الى كتابة الايات على الجلود والعظام وغيرها
ووعد الله سبحانه بحفظه بقدرة من الله سبحانه . اما مابقي كما ذكرنا بعد وروايات مسنوده وغير مسنوده .
اما التاريخ كل امه تدون تاريخها وحضارتها حسب معالمها وكتابتها المتعارف عليها بين تلك الشعوب .
اذان حسب تقديري لو الغينا كل مايقال عنه روايه متواتره
قد يطال حتى القضاء الشرعي في بعض الوقائع الله اعلم هذا حسب
رايي انا ولا اجزم ان هذا الراي صائب قد اكون مخطئا
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة متعب الفققي ; 07-23-2009 الساعة 02:19 AM
تحية خاصة : محملة بالطيب والعود للأخ الفاضل متعب الفققي
على تواجدة في هذه الصفحة التي قلما تجد من يشارك فيها من الإعضاء الذين قلما يشاركون في عملية البحث والحوار ليتداركوا مفهوم البحوث العلمية التي أصبحت شغل الباحثين في هذا العلم الجليل الذي يتطلب من الباحث جهود جبارة من خلال النقد الهادف والمتزن الذي يغطي الفجوات التي وقف عنها الباحثين السابقين , والبحث التاريخي فريضة أسلامية دعا إليها القران حين حث على أن نسير في الأرض لنرى ماحدث للسابقين ونأخذ من ذلك العظة والاعتبار , وعندما نتكلم عن بحث علمي يجب على جميع الإعضاء المشاركة الفعالة لأنه موضوع بحثي يخص علم من علوم الحياة السابقة , والقرآن الكريم قص علينا سير الأنبياء السابقين والأمم البائدة وأمرنا بالتدبر والتفكر وصولا للعبرة من تاريخ الماضيين وذلك هدف أسمى للتاريخ أن يستفيد الإنسان من تاريخه ليرقى ويتطور . ولو فعل الإنسان لقام بمسئوليته كما يجب باعتباره خليفة في أرض الله ينشر فيها الخير ، ولكن الانسان تطور في أساليب الشر وسخر كل امكاناته العلمية والتاريخية في صراع لن ينتهي إلا بتدمير الإنسان وحضارته .
والمسلمون أحوج البشر إلى البحث التاريخي ليصلحوا من شأنهم ويسترجعوا حقائق دينهم الضائعة , وبعد هذه المداخلة البسيطة التي قمنا بذكرها في طيات هذه الصفحة المباركة . نرجع الي الأخ متعب :
ونعلق على الموضوع السابق ذكره . إن الرواية المتواترة في علم الحديث وأصول الشرع علم مختلف تماماً عن هذا العلم . وعندما نتكلم عن الرواية المتواترة في الحديث وأصول الشرع يصعب على كل باحث أن يدمج أسس وقواعد الدين الذين أحكموه الصحابة في عملية التدوين من تسلسل الرواة في الحديث الواحد وباسناد متفق علية من كبار علماء أهل السنة والجماعة , وهذه لاتؤخذ بالمشفاهة وأنما تؤخذ برواة الحديث . وماللعلماء في ذلك من
كيفية أخذ الرواة بعضهم عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة وتفاوت رتبها في ثبوت الحديث من غريب أ ومشكل أوتصحيف أوالخلاف بالقبول والرد . ثم أتبعوا ذلك بكلام في الفاظ تقع مفترق منها أومايناسب ذلك هذا معظم ماينظر فية أهل الحديث وغالبه , وأما علوم الحديث فهي كثيرة ومتنوعة لأن منها ماينظر في ناسخة ومنسوخة وذلك بما ثبت في شريعتنا من جواز النسخ ووقوعة لطفاً من
الله بعباده وتخفيفاُ عنهم باعتبار مصالحهم التي تكفل الله لهم بها قال تعالى " ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها " وموضوع هذا البحث يخص علم التاريخ والإنساب
الذي أسفر عن عدم التدوين لسنين طويلة ثم نقل بروايات لم تثبت مكانتها في المجتمع من خلال مدار في إحوال المنطقة من عوامل طبعية وبشرية وكوارث بيئية غيرت من مسار التاريخ في هذا المجتمع . وسنقوم بطرح بعض الباحثين الذين سلكوا هذا الطريق .ومناقشة دراستهم بأمور العقل والفلسفة التي كانت في ذلك الزمان
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 03-12-2010 الساعة 08:54 AM
تحية خاصة : محملة بالطيب والعود للأخ الفاضل متعب الفققي
على تواجدة في هذه الصفحة التي قلما تجد من يشارك فيها من الإعضاء الذين قلما يشاركون في عملية البحث والحوار ليتداركوا مفهوم البحوث العلمية التي أصبحت شغل الباحثين في هذا العلم الجليل الذي يتطلب من الباحث جهود جبارة من خلال النقد الهادف والمتزن الذي يغطي الفجوات التي وقف عنها الباحثين السابقين , والبحث التاريخي فريضة أسلامية دعا إليها القران حين حث على أن نسير في الأرض لنرى ماحدث للسابقين ونأخذ من ذلك العظة والاعتبار , وعندما نتكلم عن بحث علمي يجب على جميع الإعضاء المشاركة الفعالة لأنه موضوع بحثي يخص علم من علوم الحياة السابقة , والقرآن الكريم قص علينا سير الأنبياء السابقين والأمم البائدة وأمرنا بالتدبر والتفكر وصولا للعبرة من تاريخ الماضيين وذلك هدف أسمى للتاريخ أن يستفيد الإنسان من تاريخه ليرقى ويتطور . ولو فعل الإنسان لقام بمسئوليته كما يجب باعتباره خليفة في أرض الله ينشر فيها الخير ، ولكن الانسان تطور في أساليب الشر وسخر كل امكاناته العلمية والتاريخية في صراع لن ينتهي إلا بتدمير الإنسان وحضارته .
والمسلمون أحوج البشر إلى البحث التاريخي ليصلحوا من شأنهم ويسترجعوا حقائق دينهم الضائعة , وبعد هذه المداخلة البسيطة التي قمنا بذكرها في طيات هذه الصفحة المباركة . نرجع الي الأخ متعب :
ونعلق على الموضوع السابق ذكره . إن الرواية المتواترة في علم الحديث وأصول الشرع علم مختلف تماماً عن هذا العلم . وعندما نتكلم عن الرواية المتواترة في الحديث وأصول الشرع يصعب على كل باحث أن يدمج أسس وقواعد الدين الذين أحكموه الصحابة في عملية التدوين من تسلسل الرواة في الحديث الواحد وباسناد متفق علية من كبار علماء أهل السنة والجماعة , وهذه لاتؤخذ بالمشفاهة وأنما تؤخذ برواة الحديث . وماللعلماء في ذلك من
كيفية أخذ الرواة بعضهم عن بعض بقراءة أو كتابة أو مناولة أو إجازة وتفاوت رتبها في ثبوت الحديث من غريب أ ومشكل أوتصحيف أوالخلاف بالقبول والرد . ثم أتبعوا ذلك بكلام في الفاظ تقع مفترق منها أومايناسب ذلك هذا معظم ماينظر فية أهل الحديث وغالبه , وأما علوم الحديث فهي كثيرة ومتنوعة لأن منها ماينظر في ناسخة ومنسوخة وذلك بما ثبت في شريعتنا من جواز النسخ ووقوعة لطفاً من
الله بعباده وتخفيفاُ عنهم باعتبار مصالحهم التي تكفل الله لهم بها قال تعالى " ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها " وموضوع هذا البحث يخص علم التاريخ والإنساب
الذي أسفر عن عدم التدوين لسنين طويلة ثم نقل بروايات لم تثبت مكانتها في المجتمع من خلال مدار في إحوال المنطقة من عوامل طبعية وبشرية وكوارث بيئية غيرت من مسار التاريخ في هذا المجتمع . وسنقوم بطرح بعض الباحثين الذين سلكوا هذا الطريق .ومناقشة دراستهم بأمور العقل والفلسفة التي كانت في ذلك الزمان
وموضوع هذا البحث يخص علم التاريخ والإنساب
الذي أسفر عن عدم التدوين لسنين طويلة ثم نقل بروايات لم تثبت مكانتها في
المجتمع خلال مدار
-----------------
اشكرك اخي ذيب الشويردعلى جميل ماتفضلت به لاعدمناك
نبقى حول التاريخ والانساب. والفراغ الذي حصل وماهي المسببات والعوامل التي جعلت العرب يغفلون عن تدوين تاريخهم وانسابهم علما ان العصر الاموي على ما اضن حرصوا على تدوين التاريخ والانساب حتى انهم لم يسمحوا
لاي عربي الا ان يعرف بقبيلته
وحتى من يحالفهم من قبيله اخرى يكنى باسم القبيله با الحلف لحرصهم على تثبيت نسب الامه عامه ولكن حدث ماحدث من ثورة بني العباس ودخول العنصر الفارسي تحت احقيه الخلافه ومن قام بهذه الحركه هو بتخطيط من عنصر ليسى عربي . هناء حسب تقديري بدات الفجوه وضياع التسلسل في التاريخ والانساب
سوى القليل من والاسباب لو استعرضنا معلومات عامه نتوصل الى ان الاحداث وتوخل العنصر الغير عربي في الدواوين والبلاط العباسي واقصاء العرب من الخدمه في الدواوين وميل الخلفاء من بني العباس الى استقطاب الغرباء حتى من القوقاز للخدمه بتدخل من الساسان والفرس وابعدوالجنس العربي لانه العربي لايخدم ولايعمل با المهن ولهذا . اغفل التاريخ كل مايتعلق با القبيله وفعالياتها لانها اقصيت وابتعدت عن التدوين . وكا رثة التتار اسهمت في ضياع بعض ماكتب اذا وجد . وهنا بدآت سيطرت ال عثمان والحروب ولم يبقى سوىاهل البوادي الذين حافظوا على انسابهم لبعدهم عن التوطن وحماية انفسهم من الضياع
ثالثا .
اخي ذيب انا اتعجب ان تاريخ العرب غير موحد اجد في سوريا مثلا وفي العراق ومناطق اخرى كتب وتدريس تاريخ قديم وحديث يختلف عن دوله عربيه اخرى حتى التاريخ الاسلامي
انا لا اجزم ان موضوعي هذا صواب
وانما وجهة نظر
التعديل الأخير تم بواسطة متعب الفققي ; 08-04-2009 الساعة 03:15 AM
من غيرة الإنسان أن يكون ذوا ميول في حبه لدينه ثم لوطنه
وبعدها يتابع مسيرة من سبقوه في عملية التدوين من خلال الجغرافيا لطبعيه المجتمع الذي عاش فيها مع الإحداث التي حدثت في المنطقة من خلال مصادر موثقة تتوارثها الأجيال في نقل المعلومة الصادقة لأنها أمانة على كل باحث .
وحينا نكتب في التاريخ ليس لحب الشهرة وإنما هي رسالة يجب توصيلة في أحسن صورة حتى تكون عبرة للأمم القادمة
فإن للذنوب عواقب وخيمة، وأخطاراً جسيمة في الدنيا والآخرة، ومن عواقبها في الدنيا: أنها سبب من أسباب زوال النعم، وحلول النقم.. يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-: "وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته، فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ...} سورة الرعد(11)، ومن تأمل ما قص الله -تعالى- في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب؛ كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإنَّ المعاصي تزيل النعم
ومن خلال هذه المداخلة البسيطة التي تسكن في خلجات نفسي .أأحيك أخي متعب على هذه المساجلة التي دائما تثيرينا بمعلوماتك القيمة التي تبحث في داخلك عن إجابات في عقلا يضئ بنور العلم , فلك مني إلف تحية , على هذه المشاركات التي تسجل لنا بقدوم باحث ومؤرخ في علم التاريخ والأنساب , أما من خلال مذكرته في عملية الاختلافات في عملية التدريس في كتب التاريخ من دولة إلي دولة ,
كما أن علم الأنساب التاريخ في الدول العربية لايدخل في مناهج التعليم ’ ولا توجد جهة رسميةأوغير رسمية لرعايته : فلذا يبقى متأخرا بسبب قلة الكتاب والمتخصصين فية ., اما من ناحية التحالفات العشائرية ؛
تذكر المراجع ان القبائل مثل الدول ، فهي أنماط ودرجات ، فمنها قبائل قوية تعتمد على نفسها في الدفاع عن كيانها ، ومنها قبائل أقل من هذة القبائل شأنا" وقوة فتتحالف مع غيرها في الدفاع عن نفسها . وهناك أيضا" بطون قبائل منفصلة عن القبيلة الأم فلا تتمكن من العيش لوحدها ، فتتحالف مع غيرها من القبائل الأقوى منها ، فتندمج بها ، وتصبح كأنها منهم بمرور الزمن . وتحالف القبائل وتكتلها راجع إلى عوامل المصلحة والمنافع لكل قبيلة أو جزء منها ، وتتغير تلك التحالفات بتغير المصالح والظروف ، فتتولد تبعا" لذلك أحلاف لم تكن موجودة وتموت أحلاف كانت قائمة ، ولهذا التغير فعل قوي في تكوين الأنساب ونشوئها ، إذ تتبدل وتتغير الأنساب تبعا" لتغير الأحلاف والتكتلات القبلية .
ومن ناحية أخرى ، لكل قبيلة جد تنتمي اليه وتفاخر به ، وقد يكون هذا الجد ، جدا" حقيقيا" (أي انسان) تنسب اليه القبيلة وتعرف باسمه . وقد يكون جد غير حقيقي ، كأن يكون اسم حلف ، مثل اسم (تنوخ) . أو يكون اسم موضع ، مثل اسم (غسان) ، وهو اسم ماء نزلت عليه مجموعة من القبائل عرفت بعدها باسم (غسان) . أو يكون اسم إله عبدته تلك القبائل ، مثل اسم (همدان) . أو يكون اسم أم القبيلة ، مثل باهلة وبجيلة وجديلة وجميلة وغيرهم .